زيادة بنسبة 1500% تقريبًا في المكالمات المتصلة بأدوية إنقاص الوزن بأمريكا.. لماذا؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أفادت مراكز مكافحة السموم في جميع أنحاء الولايات المتحدة أنّها شهدت زيادة حادة في المكالمات المتعلقة بعقار "سيماغلوتيد" (semaglutide)، وهو دواء يؤخذ عبر الحقن، ويُستخدم لمرض السكري، وفقدان الوزن. وأبلغ بعض الأشخاص عن أعراض مرتبطة باستهلاك جرعات زائدة بالخطأ.
في الفترة الممتدة بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني، أبلغت مراكز السموم الأمريكية عن تلقيها 3 آلاف مكالمة تقريبًا بشأن عقار "سيماغلوتيد"، وشكل ذلك زيادة بمقدار 15 ضعفًا منذ عام 2019.
وفي 94% من المكالمات، كان هذا الدواء المادة الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها.
وقالت المديرة الإدارية السريرية للهيئة، الدكتورة كيت براون، إنّه في معظم المكالمات، أبلغ الناس عن أخطاء في الجرعات المُستخدمة، وشرحت: "في الكثير من الأحيان، يكون الشخص هو الذي استخدم جرعة مضاعفة من طريق الخطأ، أو استهلك جرعة خاطئة".
وحصل عقار "سيماغلوتيد" على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2017، ويُباع تحت اسم Ozempic عند استخدامه لمرض السكري، وWegovy عند استخدامه لفقدان الوزن.
وبعدما بدأ المشاهير في الترويج لـOzempic كوسيلة لإنقاص الوزن علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2022 ، طغى الطلب على الإمدادات المتوفرة.
وحدث نقص في قاعدة بيانات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في مارس/آذار من عام 2022، ما فتح الباب أمام بعض الصيدليات المؤهلة لإنتاج نُسَخ مركبة.
وغالبًا ما تختلف الإصدارات المركبة من "سيماغلوتيد" عن الدواء الحاصل على براءة اختراع، فيحتوي الكثير منها على أملاح "سيماغلوتيد" التي تُدعى "سيماغلوتيد الصوديوم"، و"خلات سيماغلوتيد".
وأشارت إدارة الغذاء والدواء إلى أنّ أشكال الملح في الدواء لم يتم اختبارها أو الموافقة عليها لتكون آمنة وفعالة مثل الدواء الحاصل على براءة اختراع، وبالتالي هي غير مؤهلة للحصول إعفاء التركيبات في القانون للأدوية التي تعاني من نقص.
وفي حالات أخرى، تُباع الإصدارات المركبة بجرعات لم تتم الموافقة عليها.
وراسلت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اثنين على الأقل من البائعين عبر الإنترنت لتحذيرهم، ومطالبتهم بالتوقف.
ورفعت شركة الأدوية Novo Nordisk دعوى قضائية لمنع 6 منتجعات صحية، وعيادات طبية، وأخرى لفقدان الوزن من بيع النُسَخ المقلدة.
ولكنها تحظى بشعبية لأنها قد تكون أرخص، خصوصًا إذا كان العلاج غير مشمول في التأمين.
وأفادت مراكز مكافحة السموم إنّ الأعراض المُبلغ عنها لا تسمح لها بمعرفة ما إذا كانت المكالمات متعلقة بالأدوية الحاصلة على براءة اختراع، أو الإصدارات المركبة، بحسب براون، ولكن يعتقد بعض مدراء مراكز السموم بالولاية أنّ العديد من المكالمات هي بشأن الإصدارات المركبة.
زيادة المكالمات لمراكز السمومووصف الدكتور جوزيف لامبسون، مدير مركز معلومات السموم والأدوية في نيو مكسيكو، ما حدث لبعض الأشخاص الذين اتصلوا بالخط الساخن لمكافحة السموم في ولاية يوتا الأمريكية، التي شهدت تضاعف المكالمات المتعلقة بعقار "سيماغلوتيد" بـ4 مرات تقريبًا بين عامي 2021 و2022.
وكتب لامبسون عن هذه الحالات في مجلة جمعية الصيدلة الأمريكية.
واستهلك اثنان من المتصلين 10 أضعاف الجرعة القياسية من الدواء بالخطأ.
وتُباع الأدوية ذات العلامات التجارية في أقلام حِقَن مملوءة مسبقًا تأتي مع بعض الحماية، ويختار المرضى الجرعة الصحيحة وينقرون عليها للحقن، لذلك يكون من الصعب ارتكاب الأخطاء.
وعادةً، يبدأ الأشخاص بجرعات أقل ويصلون إلى الكمية العلاجية بمرور الوقت حتى تتمكن أجسامهم من التكيف.
ومع ذلك، تأتي الإصدارات المركبة عادة في قوارير زجاجية متعددة الجرعات، ويقوم المرضى بسحب جرعاتهم الخاصة في المحاقن، لذا من السهل أن يشعروا بالارتباك.
ولا يوجد ترياق محدد عند استخدام جرعة زائدة من عقار "سيماغلوتيد". والأمر يستغرق أسبوعًا واحدًا لإزالة نصف كميته من جسمك.
ويمكن لأقسام الطوارئ والمستشفيات دعم المرضى فقط بالسوائل الوريدية والأدوية المضادة للغثيان أثناء خروج الدواء من أجسادهم.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أدوية وعلاج عقارات إدارة الغذاء والدواء
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف عن الدور الخفي للدماغ في زيادة الوزن
كشفت دراسة حديثة، أجراها مستشفى جامعة "توبنغن" والمركز الألماني لأبحاث مرض السكري (DZD) و"هيلمهولتز ميونيخ"، عن رؤى جديدة بخصوص الأسباب الكامنة وراء مرض السكري من النوع 2 والسمنة، مع التأكيد على دور الدماغ كمنظم مركزي.
وأوضحت الدراسة، أنّ: "انتشار السمنة قد زاد بشكل كبير في العقود الأخيرة، ما يفرض تحديات كبيرة على الأفراد المتضررين وأنظمة الرعاية الصحية والمهنيين الطبيين"، مردفة: "يلعب الأنسولين، وهو هرمون رئيسي، دورا حاسما في تطور السمنة. فيما تشير الأدلة الحديثة إلى أن الأنسولين يساهم في الاضطرابات الأيضية والعصبية التنكسية، وخاصة في الدماغ".
وتابعت: "على الرغم من ارتباطها الموثّق جيدا بحالات صحية خطيرة مثل مرض السكري وأمراض القلب والسرطان، لم يتم الاعتراف بالسمنة رسميا كمرض في ألمانيا إلاّ في عام 2020. إذ صنفت منظمة الصحة العالمية السمنة على أنها وباء عالمي، يؤثر على أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ما يقرب من 16 مليونا في ألمانيا".
وأبرزت: "تُعرَّف السمنة عادة بمؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يبلغ 30 أو أعلى، مع التغذية غير الصحية وقلة النشاط البدني التي يُستشهد بها عادة كأسباب أساسية. ومع ذلك، فإن الآليات البيولوجية التي تدفع السمنة أكثر تعقيدا بكثير مما كان مفهوما سابقا".
السمنة ودور الأنسولين في الدماغ
بحسب الدراسة نفسها، فإنّ: "توزيع الدهون غير الصحي في الجسم وزيادة الوزن المزمنة يرتبط بحساسية الدماغ للأنسولين"، وجدت البروفيسورة ستيفاني كولمان وزملاؤها في مستشفى جامعة توبنغن لأمراض السكري والغدد الصماء وأمراض الكلى الإجابة على هذا السؤال: ما هي الوظائف المحددة التي يؤديها الأنسولين في الدماغ، وكيف يؤثر على الأفراد ذوي الوزن الطبيعي؟.
وتقول المُشرفة على الدراسة، كولمان: "تثبت نتائجنا لأول مرة أنّ حتى الاستهلاك القصير للأطعمة المصنعة وغير الصحية (مثل ألواح الشوكولاتة ورقائق البطاطس) يسبب تغييرا كبيرا في دماغ الأفراد الأصحاء، والذي قد يكون السبب الأولي للسمنة ومرض السكري من النوع 2".
وأبرزت: "في الحالة الصحية، يكون للأنسولين تأثير مثبط للشهية في الدماغ. ومع ذلك، في الأشخاص الذين يعانون من السمنة على وجه الخصوص، لم يعد الأنسولين ينظم سلوك الأكل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين".
وتقول كولمان: "من المثير للاهتمام، في المشاركين الأصحاء في دراستنا، يُظهر الدماغ انخفاضا مماثلا في حساسية الأنسولين بعد تناول سعرات حرارية عالية على المدى القصير كما هو الحال في الأشخاص الذين يعانون من السمنة. يمكن ملاحظة هذا التأثير حتى بعد أسبوع واحد من العودة إلى نظام غذائي متوازن".
التركيز على الدماغ
يستنتج المدير الطبي للطب الباطني الرابع، ومدير معهد الطب الباطني وعضو مجلس إدارة معهد السمنة والشيخوخة، والمؤلف النهائي للدراسة، البروفيسور أندرياس بيركنفيلد: "نفترض أن استجابة الدماغ للأنسولين تتكيف مع التغيرات قصيرة المدى في النظام الغذائي قبل حدوث أي زيادة في الوزن وبالتالي تعزز تطور السمنة والأمراض الثانوية الأخرى".
ويحثّ على إجراء المزيد من الأبحاث حول كيفية مساهمة الدماغ في تطور السمنة والأمراض الأيضية الأخرى في ضوء النتائج الحالية.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسة قد شارك فيها 29 متطوعا من الذكور ذوي الوزن المتوسط وتم تقسيمهم إلى مجموعتين. لمدة خمسة أيام متتالية، كان على المجموعة الأولى أن تضيف إلى نظامها الغذائي المعتاد 1500 سعر حراري من الوجبات الخفيفة عالية السعرات الحرارية والمعالجة. ولم تستهلك مجموعة التحكم السعرات الحرارية الزائدة.
أيضا، خضعت كلتا المجموعتين لفحصين منفصلين بعد التقييم الأولي. تم إجراء فحص واحد مباشرة بعد فترة الخمسة أيام، وأجري فحص آخر بعد سبعة أيام من استئناف المجموعة الأولى لنظامها الغذائي المعتاد. فيما استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للنظر في محتوى الدهون في الكبد وحساسية الأنسولين في الدماغ.
إلى ذلك، فإنه وفقا للدراسة: "ازداد محتوى الدهون في كبد المجموعة الأولى بشكل كبير بعد خمسة أيام من زيادة تناول السعرات الحرارية. ليس هذا فحسب والمثير للدهشة أن حساسية الأنسولين المنخفضة بشكل كبير في الدماغ استمرت أيضا بعد أسبوع واحد من العودة إلى نظام غذائي طبيعي مقارنة بمجموعة التحكم. لم يُلاحظ هذا التأثير سابقا إلا لدى الأشخاص المصابين بالسمنة".