اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
#اليوم_العالمي_للغة_العربية 18 ديسمبر
ماجد دودين
((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)) سورة يوسف (2)
وذلك لأنّ لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان، فكمل من كل الوجوه.
اليوم العالمي للغة العربية هو يوم للاحتفاء باللغة العربية في 18 كانون الأول / ديسمبر من كل سنة.
تقرر الاحتفاء باللغة العربية في هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في كانون الأول/ ديسمبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد أعمال الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.
تنبع أهمية اللغة العربية من كونها أفصح اللغات في عبقريتها، وقدرتها المتجددة على التكيّف مع مختلف العلوم الأخرى، مثل: الهندسة، والطب، والجبر، والفنون، والمعارف العلمية، وقد وصلت اللغة العربية إلى الإبداع في مجالات الأدب، والتأليف، إذ تمكّن العديد من العلماء من ابتكار طرق غير مسبوقة في التأليف في اللغة العربية، حيث قام المؤلّف الواحد من تضمين مؤلّفات عديدة في فنون مختلفة، وامتاز أسلوب المؤلف من بدايته إلى نهايته باتّباع سبك وأسلوب صناعيّ يتعدّى مستويات الإبداع المألوفة، حتى أصبح بالإمكان تسمية ذلك بالإعجاز المعرفيّ.
يقول الشاعر:
بقدرِ لغاتِ المرءِ يكثرُ نفعهُ فتلكَ لهُ عند المُلماتِ أعـــــــــوانُ
تَهافَتْ على حِفْظِ اللّغاتِ مُجاهداً فكلُّ لِسانٍ في الحقيقَة ِ إنسانُ
فكيف وكم تكون الفائدة حين تتقن وتتعلم اللغة العربية التي اختارها الله واصطفاها لتكون لغة تتويج وحي السماء إلى الأرض؟
(قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُون) سورة الزمر 28
{قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} – أي: جعلناه قرآنا عربيا، واضح الألفاظ، سهل المعاني، خصوصا على العرب. {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} – أي: ليس فيه خلل ولا نقص بوجه من الوجوه، لا في ألفاظه ولا في معانيه، وهذا يستلزم كمال اعتداله واستقامته كما قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَـــــــــا قَيِّمًـا}{ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الله تعالى، حيث سهلنا عليهم طرق التقوى العلمية والعملية، بهذا القرآن العربي المستقيم، الذي ضرب اللّه فيه من كل مثل.
***********
يقول نزار قباني:
إنّ اللغة العربية تضايقهم لأنهم لا يستطيعون قراءتها ….
والعبارة العربية تزعجهم لأنهم لا يستطيعون تركيبها….
وهم مقتنعون أن كل العصور التي سبقتهم هي عصور انحطاط، وأنَّ كل ما كتبه العرب من شعر منذ الشنفرى حتى اليوم …. هو شعر رديء ومنحط.
تسأل الواحد منهم عن المتنبي، فينظر إليكَ باشمئزاز كأنك تُحدّثه عن الزائدة الدودية، وحين تسأله عن (الأغاني) و(العقد الفريد) و(البيان والتبيين) و(نهج البلاغة) و(طوق الحمامة) يرد عليك بأنه لا يشتري اسطوانات عربية ولا يحضر أفلاماً عربية ….
إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب ….
ويريدون أن يخوضوا البحر وهم يتزحلقون بقطرة ماء ….
ويبشرون بثورة ثقافية تحرق الأخضر واليابس …. وثقافتهم لا تتجاوز باب المقهى الذي يجلسون فيه، وعناوين الكتب المترجمة التي سمعوا عنها”.
تعد العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية متحدثينَ، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًا.
اللغة العربية ذات أهمية كبيرة لدى المسلمين، فهي لغة القرآن الكريم، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض الكلمات والآيات.
تتميز العربية بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة. فيها خاصية الترادف، والأضداد، والمشتركات اللفظية. وتتميز كذلك بظاهرة المجاز، والطباق، والجناس، والمقابلة والسجع، والتشبيه. وبفنون اللفظ كالبلاغة الفصاحة وما تحويه من محسنات.
تُعطي اللغة العربية قيمة للفرد، يأخذها من قدرته على الفصاحة والبيان، ويرى الشافعيّ أنّ الفرد كلّما درس النحو أكثر كلّما رقّ طبعه، ويرى ابن تيمية أنّ الاعتياد على اللغة يؤثّر إيجاباً على العقل، والخلق، والدين، وقد قال ابن هُبَيْرة الأكبر: لا يستوي رجلان دينهما واحد، وحسبهما واحد، ومروءتهما واحدة، وفيهما أحد يلْحن، وآخر لا، ويعدّ أفضلهما في الدنيا والآخرة الشخص الذي لا يلحن، فالذي يلحن ويقرأ القرآن، يتسبّب لحنه في إدخال أشياء ليست موجودة في كتاب الله، بل ويقوم بإخراج أشياء من القرآن، ويقول الشيخ بكر أبو زيد: “يجب الابتعاد عن اللحن كتابة ولفظاً، وذلك لأنّ عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق، وسلامة للغة، وفهم صحيح للمعاني.
وإليكم بعض الحقائق عن اللغة العربية لغة الضاد:
يتحدث باللغة العربية، أكثر من 350 مليون شخص حول العالم، كلغة أم، ولذلك فهي صاحبة أكبر عدد متحدثين من بين لغات العائلة اللغوية الأفرو-آسيوية. تعد اللغة المالطية من اللغات المشتقة من العربية، وهي اللهجة العربية الوحيدة التي تكتب بأحرف لاتينية. تعتبر اللغة العربية من أصعب اللغات تعلماً حول العالم، وخاصة بالنسبة للناطقين باللغة الإنجليزية، ويتطلب الوصول بها لمستوى الكفاءة بالتحدث والقراءة (88 أسبوعاً) أو (2200 ساعة دراسية)، وذلك مقارنة بـ 23-24 أسبوعاً دراسياً أو 575-600 ساعة دراسية لإتقان أسهل لغات العالم. بالرغم من قوة اللغة العربية، إلا أنها تأثرت أيضاً على مر الزمان، باللغات الأخرى القريبة لها، حيث اقترضت العربية كلمات من اللغات الفارسية والآرامية واليونانية وحتى العبرية. يصل عمر اللغة العربية إلى 1700 سنة على الأقل، حيث نشأت في القرن الرابع، ولكن قبل ذلك كانت لها أشكال مختلفة منها اللهجة الصفائية وهي لغة البدو القاطنين في الشام، والنبطية التي تعتبر من منابع اللغة العربية، والسريانية التي تعد واحدة من أشكال اللغة العربية القديمة. تضم اللغة العربية أكبر عدد من الكلمات مقارنة باللغات الأخرى، حيث وصل عدد كلماتها إلى 12.3 مليون كلمة مقابل 600 ألف كلمة فقط للغة الإنجليزية. تعرف اللغة العربية باسم لغة الضاد، لأنها اللغة الوحيدة في العالم التي تضم هذا الحرف، ولذلك يصعب نطقه على الناطقين بأي لغة أخرى غير العربية. تضم اللغة العربية 16 ألف جذر لغوي، في مقابل 700 جذر لغوي للغة اللاتينية. وأخيراً، تعرف اللغة العربية بأنها لغة القرآن الكريم.المصدر: سواليف
كلمات دلالية: اللغة العربیة للغة العربیة من اللغات
إقرأ أيضاً:
"أبوظبي للغة العربية" يفتح باب المشاركة في "كنز الجيل"
فتح مركز أبوظبي للغة العربية، باب التقديم للمشاركة في الدورة الرابعة من جائزة "كنز الجيل"، مع استمرار فترة الترشيح لغاية 31 مايو (أيار) المقبل، وأصبحت جائزة "كنز الجيل"، منذ إطلاقها في العام 2021، إحدى أهم المحطات الثقافية التي تسهم في الحفاظ على التراث الثقافي العربي وإحيائه، وتحتفي بتنوعه الغني.
تتضمن 6 فئات وبقيمة إجمالية تصل إلى 1.5 مليون درهم إماراتي
وأكد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم: "تستلهم الجائزة مكانتها من الإرث الثقافي والأدبي الفريد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" حيث تسهم بما تمتلكه من أصالة وابتكار في إثراء ثقافة الانتماء لدى الأجيال اليافعة".وأضاف: "جائزة "كنز الجيل" شكّلت علامة فارقة في الحراك الثقافي على مستوى المنطقة، تستقطب إنتاجات كبار الأدباء والمبدعين، لتسهم بفاعلية في تحقيق أهداف المركز في تعزيز حضور اللغة العربية، ودعم روافدها من إبداع وتأليف وترجمة في مختلف أنحاء العالم".
وأوضح أن الدورة الرابعة من جائزة "كنز الجيل" استكملت النجاح الكبير الذي حققته الدورات السابقة؛ فأصبحت منصة ملهمة لتكريم الأعمال المبدعة، واستعادة مكانة الشعر الشعبي والفنون والدراسات المتعلقة به في مسيرة استئناف الحضارة العربية.
وذكر: "مع انطلاقة مرحلة جديدة من مسيرتها ترسخ الجائزة مكانتها منصة ثقافية غنية تجمع بين الشعر والتراث، وتعكس تراثنا الثقافي وتُعيد إلى الأذهان المكانة المتميزة للشعر في صناعة الثقافة والمعرفة في المجتمع".
وتستمد جائزة "كنز الجيل" مهامها من أشعار الأب المؤسس الشيخ زايد، التي تجسد مكانة الشعر مرآة للمجتمع العربي والإماراتي، كما يتم من خلالها تكريم التجارب الشعرية المتميزة في الشعر النبطي، الذي يعد جزءاً أساسياً من الوجدان العربي، بالإضافة إلى نشر هذه الأعمال والتعريف بها.
وتعمل الجائزة أيضاً على ترسيخ قيم الشعر التي حملها الشيخ زايد، بما يتضمنه من جماليات وقيم إنسانية نبيلة، وتسلط الضوء على تأثيره في الثقافة الإماراتية والعربية. كما تسهم في حماية التراث الشعبي والفنون التقليدية من خلال ربط الأجيال الجديدة بثقافتها وتراثها، فضلاً عن الاهتمام بالفنون المتصلة بالشعر النبطي مثل الموسيقى والغناء الشعبي والفنون التشكيلية والخط العربي.
ولجائزة "كنز الجيل" شروط عامة يجب أن يستوفيها المرشحون والأعمال المشاركة؛ إذ يجب أن يكون المرشح أسهم بشكل فعال في إثراء الحركة الشعرية أو النقدية أو الفنية على المستويين المحلي والعربي، وأن تتسم الأعمال المرشحة بالأصالة والابتكار، بحيث تمثل إضافة حقيقية للثقافة والمعرفة الإنسانية. ويُسمح للمرشح بتقديم عمل واحد فقط في أحد فروع الجائزة خلال الدورة الواحدة، ولا يمكن تقديم العمل ذاته لجائزة أخرى في العام نفسه.
وتشتمل الشروط على أن تكون الأعمال المرشحة مكتوبة باللغة العربية، باستثناء فرعي "الترجمة" و"الدراسات والبحوث"، حيث تُقبل الأعمال المترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى أو الدراسات المكتوبة بلغات حية أخرى. ويجب أن تكون الأعمال قد تم نشرها في السنوات الخمس الماضية، وأن تحمل رقماً دولياً لضمان حقوق الملكية.
و أيضا عدم قبول الأعمال التي سبق لها الفوز بجوائز عربية أو أجنبية كبرى، علما بأنه لا يتم إعادة النسخ المقدمة من الكتب أو الأعمال الفنية إلى أصحابها. وتحتفظ الجائزة بحق نشر الأعمال المقدمة بعد دراستها وتقييم إمكانات تطبيق ذلك. كما يمكن للأفراد والمؤسسات الترشح في فرع الفنون وفقًا لنوع الفن الذي تحدده اللجنة في كل دورة. وفي حال عدم فوز العمل، يمكن إعادة الترشح به بعد مرور خمس سنوات من الدورة السابقة.
وبالنسبة لفرع "المجاراة الشعرية" هذه الدورة، تمنح الجائزة للقصيدة التي تتميز بقدرتها على مجاراة قصيدة (لي سَرَتْ مِ العِين سَرّايَه) للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالوزن والقافية والموضوع، على أن تُساوي في أبياتها عدد القصيدة الأصلية، بمستوىً يوازي النموذج الذي تجاريه لغة وصوراً وإيقاعاً. فيما تُمنح جائزة فرع "الإصدارات الشعرية" لديوان شعري نبطي يتمتع بالأصالة شكلاً ومضموناً، ويُشكّل إضافة نوعية لهذا المجال الشعري، في حين تُمنح جائزة فرع "الترجمة" للأعمال المترجمة لشعر الشيخ زايد إلى إحدى اللغات الحية، أو الأعمال التي قدمت خدمة كبرى في ترجمة الشعر العربي إلى لغات أخرى.
أما فرع "الفنون" فتمنح الجائزة لعمل فني يستخدم الأدوات البصرية والتقنية في قراءة وأداء وتجسيد شعر الشيخ زايد والشعر النبطي، وتشمل الخط العربي، والفن التشكيلي، والأفلام القصيرة، والأعمال الغنائية، ويمكن للمبدعين التقدّم لهذا الفرع بحسب نوع الفنّ الذي تقرّه اللجنة في كل دورة.
أما جائزة فرع "الشخصية الإبداعية" فتمنح للشخصية التي قدمت إسهامات إبداعية بارزة وفاعلة في الشعر النبطي ودراسته، وفي حقول الموسيقى والغناء والرسم والخط العربي، كما يُمكن أن تُمنح لشخصية اعتبارية لها إسهامات فاعلة في تلك المجالات، وقدمت خدمات للشعر.
وأخيراً، تُمنح جائزة فرع "الدراسات والبحوث"، للدراسات البحثية الخاصة بالشعر النبطي التي تتناول أساليب هذا الشعر ومضمونه ومعجمه بأسلوب علمي.