جريدة الوطن:
2025-02-22@22:14:37 GMT

أصداف : «مسارات» الكتاب الرقمي

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

أصداف : «مسارات» الكتاب الرقمي

لكَيْ نعرفَ أين يتَّجه الكتاب الرَّقمي الَّذي يزداد الإقبال على اقتنائه وقراءته في مختلف أرجاء العالَم ومن بَيْنِها منطقتنا وقرَّاؤنا، لا بُدَّ من وجود إحصاءات علميَّة ترصد هذا السُّوق وتدقِّق في مساراته، وحسب معلوماتي المتواضعة، أنَّه لا تتوافر مِثل تلك الأرقام عن الكتاب الرَّقمي العربي (تأليفًا وترجمةً) ولا عن نسبة القراءة فيه، على خلاف الإحصاءات الخاصَّة بالكتاب الورقي والَّتي توصَّلت ومن خلال دراسات واستبانات علميَّة إلى أنَّ حصَّة القارئ العربي من الكتب الورقيَّة المطبوعة لا تتجاوز الرُّبع صفحة في العام في أفضل أحوالها، وتتأتى أهمِّية مِثل هكذا إحصائيَّات من رصد حركة المُجتمع المعرفيَّة الَّتي تساعد في دفع وتحفيز الجهات المعنيَّة في إيجاد معالجات لمِثل هكذا ثغرات (نسبة القراءة في الولايات المُتَّحدة الأعلى في العالَم وتصل إلى ما يزيد عن عشرة كتُب خلال العام الواحد)، وتتباين نسبة القراءة بَيْنَ مُجتمع وآخر، لكن يُمكِن القول إنَّ انتشار القراءة وتفشِّيها في مُجتمع ما دليلٌ مُهمٌّ في التعرُّف على مكامن القوَّة في هذا المُجتمع، إذ يتَّفق الجميع أنَّ (المعرفة قوَّة).


بِدُونِ شكٍّ ثمَّة عوامل تقف إلى جانب زيادة الإقبال على الكتُب الرَّقميَّة وعوامل تتصدَّى لها، لكن عوامل الدفع أكبر من تلك الَّتي تضع العوائق، ففي زمن الكتاب الرَّقمي تبرز معضلة الحصول على الكتب، لذا تكُونُ معارض الكتب بمثابة الفرصة الأقوى والأوسع لاقتناء الكتب، حيث تشهد تلك المعارض إقبالًا واسعًا، كما أنَّ أخبار الكتب وإصداراتها لا تصل بسهولة للقرَّاء، في حين وفَّرت التقنيَّات الحديثة فرصًا هائلة في التعرُّف على أحدث الإصدارات والترجمات وتقييمات وتعليقات لكُلِّ كتاب، يضاف إلى ذلك سُوق الكتاب الرَّقمي الهائل، فلا يوجد «رقيب» حكومي يستطيع منعك من اقتناء أيِّ كتاب، ولا يوجد العائق المادِّي الَّذي طالَما وقف بوجْه الكثيرين من عشَّاق الكتاب، فقَدْ أصبحت الكتُب متوافرة في آلاف المواقع في الشبكة العنكبوتيَّة، وإذا كان تأسيس وجمع مكتبة تحتوي مئات الكتب يستغرق وقتًا طويلًا ويستهلك الأموال الطائلة، فقَدْ أصبح بإمكان أيِّ شخص جمع آلاف الكتب وتبويبها دُونَ الحاجة لميزانيَّة ولَنْ يتطلب ذلك الكثير من المساحة في البيت ولَنْ يكلفَ سنتًا واحدًا في شراء الرفوف الخاصَّة بالكتب، كما أنَّ هذه الكتب لا تحتاج الصيانة الدَّوريَّة والتنظيف، يضاف إلى ذلك ميزات أخرى عديدة، لكن ما يقف عائقًا أمام قراءة الكتاب الرَّقمي ليس سهلًا، فقَدِ انتشرت ظاهرة «القراءة الخاطفة السريعة» ما يعني أنَّ أجيالًا جديدة لا تتحمَّل قراءة كتاب يحتاج لساعات وأيَّام. لكن وفي جميع الأحوال لَنْ تتوقفَ القراءة أبدًا، ويبقى للكتاب «الرَّقمي أو الورقي» عشَّاقه ومحبُّوه، ولا أعرف فيما إذا تعمل مؤسَّسات ومراكز على تقديم إحصاءات على الأقل شِبه دقيقة عن حجم القراءة الرَّقميَّة في مُجتمعنا العربي؟ حتَّى يتسنَّى للمعنيِّين التعرُّف على «مسارات» المعرفة في مُجتمعنا.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الکتاب الر م جتمع

إقرأ أيضاً:

الكتاب والأدباء تقيم ندوة للقصة القصيرة جدا في عمان: المفهوم وجمالية التشكيل

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء الأربعاء ندوة "القصة القصيرة جدًا في عمان: المفهوم وجمالية التشكيل" وقدمت طرحا نقديا حول هذا الجنس الأدبي في عمان، حيث قدم ثاني الحمداني عرضا تناول فيه إشكاليات المفهوم والخصائص، وناقشت غنية الشبيبية الاتساعية النصية في القصة القصيرة جدا، متتبعة كيف تستلهم النصوص الحديثة أعمالا تراثية وتعيد تشكيلها بأساليب جديدة. وتناول أحمد الحجري الكثافة الأنثوية في مجموعة "شبابيك زيانة" مسلطا الضوء على حضور المرأة كعنصر محوري في البناء السردي، فيما أدارت الندوة الأستاذة زوينة سالم.

وقدم الأستاذ ثاني الحمداني عرضا تناول فيه إشكالية المفهوم والخصائص لهذا النوع الأدبي الحديث. استعرض الحمداني جذور القصة القصيرة جدا، متتبعا نشأتها وتطورها بين الأدب العربي والغربي، مع التركيز على الإشكالات النقدية التي أثيرت حولها.

ناقش الحمداني أبرز السمات الفنية للقصة القصيرة جدا، مثل التكثيف، الوحدة السردية، الدهشة، والمفارقة، مشيرا إلى أهمية القفلة المتوهجة في إحداث التأثير المطلوب لدى القارئ. كما استعرض عدة دراسات نقدية تناولت هذا النوع السردي، من بينها أبحاث حول التعاليات النصية، الخطاب السردي العماني، والتكثيف السردي.

كما أشار الحمداني إلى التحديات التي تواجه هذا الفن، خاصة فيما يتعلق بتأصيله في الأدب العربي، ومدى ارتباطه بالحكايات التراثية مثل النادرة والمثل. وختم عرضه بالإشارة إلى أن القصة القصيرة جدا تمثل نوعا أدبيا متجددا، يتطلب براعة في السرد واختزال المعنى دون الإخلال بالحبكة الفنية.

وقدمت الأستاذة غنية الشبيبية ورقة بحثية حول الاتساعية النصية في القصة القصيرة جدا، مستعرضة تطبيقات هذه التقنية في مجموعتي ظلال العزلة وموج خارج البحر لعزيزة الطائية. تناولت الشبيبية مفهوم الاتساعية النصية كما حدده الناقد جيرار جينيت، موضحة كيف أن القصة القصيرة جدًا تستلهم نصوصًا سابقة وتعيد تشكيلها بأساليب حديثة تحمل دلالات جديدة. ركزت الورقة على المحاكاة الساخرة والتحريف الهزلي كأدوات سردية، مستعرضة أمثلة من قصص الحيوانات المستوحاة من كليلة ودمنة، مثل قصة عزاء، التي تعكس استغلال السلطة للفئات الكادحة، وقصة خسارة، التي تُسقط واقع الأوطان المنهوبة على سرد حكائي بسيط.

كما سلطت الضوء على إعادة توظيف ألف ليلة وليلة، مثل قصة مواويل التي تصور شهريار في سياق سياسي حديث يعكس تجاهل الحُكّام لمعاناة شعوبهم. ولم تقتصر الورقة على الحكايات التراثية، بل تناولت تحوير الأساطير والأدب الجاهلي، كما في طائر الرماد، التي تسخر من القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة.

واختتمت الشبيبية ورقتها بالتأكيد على أن القصة القصيرة جدًا لا تنغلق على ذاتها، بل تتسع وتتحاور مع نصوص الماضي، مما يجعلها أداة نقدية فعالة لعكس قضايا العصر الراهن بأسلوب مكثف وساخر.

وتناول الأستاذ أحمد الحجري، مجموعة "شبابيك زيانة" لبشاير حبراس للكشف عن الكثافة الأنثوية البارزة في نصوص المجموعة، حيث تشكل المرأة المحور الأساسي في أغلب القصص. استعرض الحجري كيف تم توظيف العناوين، والشخصيات، والرموز، والمواضيع لإبراز مركزية المرأة في السرد، عبر شخصيات نسائية مثل "زيانة، ليلى، سعدة، وأماندا"، وعبر إشارات متكررة لمراحل حياة المرأة، بدءا من الطفولة وحتى الشيخوخة.

سلطت القراءة الضوء على استخدام الرمزية، مثل قصة "كعبة للبحر"، التي تضع المرأة في موقع المركز والقطب الذي تدور حوله الأحداث، إضافة إلى قصص أخرى مثل "كوميدينة ليلى" و"البقعة الصفراء" التي تعزز صورة المرأة كمحور أساسي في العالم السردي للمجموعة. كما ناقش الحجري تكرار الثيمات المرتبطة بالمرأة، مثل الحب، الفقر، والخيانة، وكيف تساهم هذه العناصر في ترسيخ حضورها القوي داخل النصوص.

وأكد الحجري أن هذه المركزية لا تعني غياب الرجل، لكنه غالبًا ما يكون في موقع التابع أو العابر، بينما تبقى المرأة في قلب الحدث.

مقالات مشابهة

  • مكتبة القاهرة الكبرى تناقش دور القراءة في مكافحة التطرف
  • مكتبات الشارقة تكشف برنامج فعاليات «المئوية» للأشهر القادمة
  • الكتاب والأدباء تقيم ندوة للقصة القصيرة جدا في عُمان: المفهوم وجمالية التشكيل
  • «ابن الكيزاني.. يا من يتيه على الزمان بحسنه».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • الكتاب والأدباء تقيم ندوة للقصة القصيرة جدا في عمان: المفهوم وجمالية التشكيل
  • هيئة الكتاب تصدر «ابن الكيزاني.. يا من يتيه على الزمان بحسنه» لـ أحمد الشهاوي
  • «ابن الكيزاني.. يا من يتيه على الزمان بحسنه».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • «التعليم»: تدريب 20 ألف معلم ضمن البرنامج القومي لتنمية مهارات القراءة والكتابة
  • مبادرة أصدقاء المكتبة بالكويت تُقدم فعالياتها لأطفال القاهرة
  • «الممارسات الخاطئة ضد المرأة».. ندوة تثقيفية بدار الكتب بطنطا