كشفت صحيفة كالكاليست العبرية، عن تفاصيل تأثير الحصار البحري الذي تفرضه جماعة الحوثي علي السفن المتوجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر، في تقرير وصف تلك الآثار بالكارثي على الاقتصاد الإسرائيلي، وذلك بعد أن وصلت تكلفة تغيير مسار السفينة إلى مسار آمن، وبعيدا عن يد الحوثيين عند باب المندب، وقد أعلنت شركة ميرسك أنها ستتوقف عن نقل البضائع في البحر الأحمر، وعبر قناة السويس، وذلك  عقب هجمات الأختام القادمة من اليمن.

وعقب إعلان شركة ميرسك، تلاها شركتا شحن كبيرتان أخريان، وتأثير ذلك حدث ارتفاع أسعار البضائع التي تصل إلى إسرائيل عبر قناة السويس بسبب امتداد الرحلة أو انخفاض العرض؛ وذلك سيكون له تأثير كارثي على الاقتصاد الداخلي الإسرائيلي، وبحسب تقرير الصحيفة العبرية، فإن تداعيات هذا الحصار تؤثر على 99% من تجارة تل أبيب.

البداية ميرسك .. 99% من البضائع تصل إسرائيل بحريا 

"عقب حادثة كادت فيها سفينة ميرسك جبل طارق أن تصاب بالأمس وهجوم آخر على سفينة حاويات اليوم، أصدرنا تعليمات لجميع سفن ميرسك في المنطقة والتي من المفترض أن تمر عبر مضيق باب المندب لوقف رحلتهم حتى إشعار آخر». - هذا ما أعلنته أمس (و') ثاني أكبر شركة شحن في العالم، ميرسك، والتي تمتلك أسطولاً من 300 سفينة، وبما أن ما يقرب من 14-12% من التجارة العالمية تمر عبر قناة السويس، فهذه عاصفة حقيقية قد تؤثر على طرق التجارة العالمية وأسعار البضائع في إسرائيل وحول العالم.

وبحسب ما نشرته صحيفة كالكاليست العبرية، فبالنسبة لإسرائيل، قد تكون عواقب هذه الخطوة أكثر أهمية، ويقول الدكتور إلياكيم بن هاكون من كلية علوم البيانات في التخنيون، إن حوالي 99% من البضائع (من حيث حجم البضائع) تصل إلى إسرائيل عن طريق البحر، وحوالي 40% من البضائع التي تصل إلى إسرائيل تمر عبر قناة السويس".

مليون دولار لكل سفينة 

وبحسب بن هاكون فإن معنى إيقاف مرور السفن في البحر الأحمر هو الدوران حول أفريقيا، وهو ما سيؤدي إلى تمديد حوالي أسبوعين إلى شهر في مواعيد التسليم، حسب مساحة المنطقة”. وجهة الرحلة وسرعة الرحلة وفئة السفينة. وفي تقدير تقريبي، تبلغ هذه التكلفة الإضافية ما بين 400 ألف دولار إلى مليون دولار لكل سفينة، ويقدر يورام زيبا، رئيس غرفة الشحن، تكلفة إضافية مماثلة لكل سفينة: "إذا اختارت الشركات الإبحار حول أفريقيا، فإنني أقدر التكلفة الصافية المضافة بنحو مليون دولار لكل رحلة.

وتابع: "إذا ألغوا خطاً معيناً فإن التكلفة ستكون حوالي النصف لأنه حينها لا يكون هناك استهلاك للوقود، ويجب أن تضاف إلى التكاليف جميع الأضرار التي لحقت بالمستوردين والمصدرين ومن خلالها التبعات الاقتصادية على المستهلكين النهائيين، وأخيرا، فإن كل من استفاد من الخط في الوقت الطبيعي، مثل قناة السويس، سيعاني".

ليس ميرسك فقط 

ووفقا للصحيفة العبرية، فبعد إعلان ميرسك، أعلنت شركة هاباج لويد الألمانية أيضًا عن توقف سفن الشركة في البحر الأحمر، حتى يوم الاثنين على الأقل، وتعد هذه الشركات، جنبًا إلى جنب مع شركة MSC، من أكبر الشركات في العالم، ومن المتوقع أن تعلن عددا من الشركات نفس القرار خلال الأيام المقبل. 

ويؤكد زيبا: "هذا بالفعل نصف الخطوط المؤدية إلى إسرائيل (التي تمر عبر البحر الأحمر)، علاوة على ذلك، تحتوي خطوط الحاويات على بضائع لوجهات إضافية في نفس الرحلة. ولهذا السبب نحن نتحدث عن العواقب الدولية وليس الإسرائيلية فقط". أعلنت CMA CGM اليوم أيضًا أنها ستتوقف أيضًا عن الإبحار في البحر الأحمر.

لقد وصل التأثير بالفعل

ويقول بن هاكون، الذي يعمل أيضًا مستشارًا للذراع البحري ومستشارًا للشحن لمنظمة الصحة العالمية: "ميرسك هي إحدى الشركات الرائدة في العالم (ثاني أكبر شركة في الشحن الساحلي)، والقرار الذي اتخذته سيكون له صدى في أماكن أخرى - سواء في شركات التأمين أو في الشركات التي لديها مستوى معين من الملكية أو المسؤولية عن الأضرار التي تلحق بهيكل السفينة أو تشغيلها (شركات الشحن، التأجير، وما إلى ذلك)".

ويدعي بن هاكون أن جزءًا من التأثير على أسعار النقل يمكن رؤيته بالفعل اليوم: "لقد أدى التأثير بالفعل إلى مضاعفة معدل التأمين لعبور البحر الأحمر من 0.1% إلى 0.2%"، سيؤدي ذلك إلى اتخاذ قرار يتردد معهم أيضًا لأسباب تتعلق بحساب المخاطر. الأمر الذي سيؤدي إلى أن يكون للمشكلة تأثير عالمي على جميع التجارة التي تمر عبر هذا الطريق وتأثير عام ليس بالسهل على الدول المعنية - بدءاً من التكاليف المباشرة (الوقود والتأمين ورواتب البحارة وجداول العمل وغيرها) والتي تعتبر تأثيراً مباشراً زيادة التكلفة وانتهاءً بالتكاليف غير المباشرة للمخزون الإضافي في البحر، والتأخير في الإنتاج المتعلق بسلسلة التوريد والمزيد".

 

التأثير سيصل جيب كل إسرائيلي قريبا 

وتقول الصحيفة العبرية، إن السؤال المباشر الذي يطرحه قرار ميرسك هو مدى تأثيره على جيب المستهلك لإسرائيلي، ويقدر بن هاكون أنه في المستقبل القريب سنشهد بالفعل زيادة في الأسعار، ولكن في المستقبل سيكون هناك استقرار في الأسعار، وبالتالي فإن مدى التأثير الفوري على الجيب يعتمد على مستوى القدرة التنافسية وهيكل سلسلة التوريد، ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار بإسرائيل مبدئياً لمدة ربع أو ربعين حتى إعادة الاستقرار، إما في شكل طرق شحن أخرى أو في شكل تطوير بدائل توريد أخرى 

وتقدر زيفا أن التغييرات المتكررة في قرارات الشركات تجعل من الصعب معرفة مدى تأثر جيوبنا بقرار إيقاف السفن في البحر الأحمر، فالوقت سيحدد كيف سيتطور، تتغير القرارات من يوم لآخر والسؤال الرئيسي هو مستوى المنافسة بين خطوط النقل المختلفة.

 

تفاعل تسلسلي

 

وبحسب بن هاكون، فإن عواقب التأخير في طرق الإمداد قد تمتد إلى قطاعات أخرى في الصناعة، ويرجع ذلك أساسًا إلى التأخير في نقل النفط الخام ونواتج التقطير، وبما أن الوقود مادة خام لمجموعة واسعة من القطاعات، فسيكون لذلك آثار اقتصادية إضافية، خاصة في الصناعات التي تستهلك الطاقة بكثافة والتي لا تعتمد على الغاز الطبيعي أو الطاقة الخضراء (معظم نقل الغاز الطبيعي يتم عن طريق خطوط الأنابيب، و إنتاج الطاقة المتجددة محلياً - AA" )، وإن نقص إمدادات الوقود سيفيد السعوديين، الذين سيكونون قادرين على البيع وتعويض الفجوات التي نشأت، لكنه سيضر بكل شيء آخر تعتمد حركة مروره على عبور مضيق باب المندب (بين خليج عدن وخليج عدن). البحر الأحمر).

 

وأزمة أخرى قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النقل في العالم تحدث في قناة بنما في أمريكا الوسطى. وبحسب زيبا، فإن الجفاف المستمر يخلق نقصاً في المياه لتشغيل آلية القناة ونتيجة لذلك لا يمر عبرها سوى نصف السفن، لذلك فجميع البدائل باهظة الثمن، وعلى سبيل المثال، يمكن نقل البضائع براً عبر "الولايات المتحدة الأمريكية" أو تجاوز أمريكا الجنوبية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عبر قناة السویس فی البحر الأحمر إلى إسرائیل ملیون دولار فی العالم تمر عبر

إقرأ أيضاً:

هل يسير "الحوثيين" نحو مقصلة الانتحار العسكري والسياسي؟

تستمر ميليشيا "الحوثيين" في تنفيذ ضربات نحو إسرائيل بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة من وقت لآخر، في مغامرة غير محمودة العواقب، ودون أن تتعظ من مصير أقرانها في "المحور الإيراني" الذي تضعضعت أركانه بعد انهيار شبه كامل لكلٍّ من تنظيم "حزب الله" اللبناني وحركة حماس، علاوةً على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سوريا.

هذه المعركة غير المتكافئة قد تضع ميليشيا "الحوثيين" المدعومة من النظام الإيراني وحيدةً على طريق مقصلة "الانتحار العسكري" قبل السياسي، وسط ترجيحات لوسائل إعلام إسرائيلية بوجود مخطط إسرائيلي لشنِّ هجوم "أكثر عنفاً مع توسيع رقعة الأهداف" ضدها، فيما يرى محللون أن "مواجهة داخلية" يمكن أن تكون كفيلة بلجم هذه الميليشيا وتحجيمها.

كيف ستكون "قواعد المواجهة" بعد عودة ترامب وتقليم أذرع إيران؟ - موقع 24تتجه أنظار العالم حالياً صوب العاصمة الأمريكية واشنطن، مع اقتراب بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، وسط تكهنات بأن يعاود ترامب ممارسة "سياسة الضغط الأقصى على النظام الإيراني" التي ميّزت ولايته الأولى، لا سيما وأنه أفصح عن ... "التحذير الأخير"

ومما يدعم تلك الترجيحات، توجيه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما وصفه بـ "التحذير الأخير" لميليشيا "الحوثيين"، مطالباً إياها بوقف هجماتهما على إسرائيل، مؤكداً أن "الحوثيين يغامرون بمواجهة المصير التعيس نفسه الذي تعرضت له حماس وجماعة حزب الله والأسد".

وقبل هذا تحذير بنحو أسبوع، توعَّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ميليشيا "الحوثيين" بالتحرّك ضدها "بقوة وتصميم"، مضيفاً في مقطع فيديو نشره مكتبه: "كما تصرفنا بقوة ضد الأذرع المسلحة لمحور الشر الإيراني، سنتحرك ضد الحوثيين بقوة وتصميم وحنكة".

الحوثيون يستهدفون إسرائيل وحاملة طائرات أمريكية - موقع 24أعلنت ميليشيا الحوثي في اليمن،اليوم الجمعة، تنفيذ 4 عمليات عسكرية، ثلاث منها استهدفت إسرائيل، والرابعة استهدفت حاملة طائرات أمريكية، شمال البحر الأحمر. تأثير عكسي

وعن الهجمات التي تشنها ميليشيا "الحوثيين" ضد إسرائيل، يرى الباحث في الشأن السياسي علي ناصر، أن "هناك توجيهات للجماعة بالاستمرار في الضغط على الداخل الإسرائيلي واستهداف المواقع الحساسة فيه بالصواريخ والطائرات المسيرة، وبالتالي فإن الطرف الذي يدعم الحوثيين هو الذي يزودهم بالصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ما وضع اليمنيين في مرمى ضربات أمريكية وإسرائيلية طالت مرافق اقتصادية أثرت سلباً على الداخل اليمني".

وقال علي ناصر لـ24: "أعتقد أن الحوثيين ربما يشهدون مواجهة داخلية وليس خارجية، خصوصاً بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقد تكون هناك معارك أو اتفاقات داخلية في اليمن لوقف الضربات الحوثية تجاه إسرائيل، وعلى الرغم من أن الضربات الخارجية لا تزال محتملة، إلا أن زعزعة الوضع الداخلي سيكون العامل الأكبر في إيقاف ضربات الحوثيين تجاه إسرائيل".

بعد اتفاق غزة.. الحوثيون يعلنون عن أهدافهم المقبلة في البحر الأحمر - موقع 24أشار الحوثيون في اليمن إلى أنهم سيقتصرون على استهداف السفن التابعة لإسرائيل فقط في ممر البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ما بعد اتفاق غزة

ومنذ أواخر العام 2023، تشن ميليشيا "الحوثيين" التي تتلقى الدعم من إيران، هجمات محدودة التأثير على المصالح الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، إلى جانب تنفيذ ضربات نحو الداخل الإسرائيلي أيضاً، ما يضع مصيرها على المحك، خصوصاً بعد نسف أقرانها من أذرع إيران في المنطقة، ما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى توجيه عدة ضربات ضد مواقع حوثية في اليمن.

وعقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلنت ميليشيا "الحوثيين" أنها هجماتها "ستقتصر على استهداف السفن التابعة لإسرائيل فقط في ممر البحر الأحمر".

ترامب يعيد تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية" - موقع 24وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، أمراً تنفيذياً بإعادة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية، وفق بيان للبيت الأبيض. تصنيف الإرهاب مجدداً

ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، أمراً تنفيذياً بإعادة تصنيف ميليشيا "الحوثيين" منظمة إرهابية أجنبية، وفق بيان للبيت الأبيض نقلته "رويترز".
وجاء في بيان البيت الأبيض أنه "نتيجة سياسة إدارة بايدن الضعيفة، أطلق الحوثيون النار على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية عشرات المرات، وشنوا العديد من الهجمات على البنية التحتية المدنية في الدول الشريكة، وهاجموا السفن التجارية العابرة لباب المندب أكثر من 100 مرة".

إسرائيل: الحوثيون يدفعون ثمناً باهظاً.. ولن يفلتوا من العقاب - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إن طائراته المقاتلة ضربت أهدافاً في وسط وغرب اليمن، تضمنت محطة كهرباء وميناءين يسيطر عليهما الحوثيون. عقوبات أشد

وتفرض هذه الخطوة عقوبات أشد من تلك التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على الميليشيا المتحالفة مع إيران، وذلك رداً على هجماتها على حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر وعلى سفن حربية أمريكية معنية بالدفاع عن هذا الممر المائي الهام.

مقالات مشابهة

  • "ميرسك" ترفض استئناف رحلات سفنها عبر منطقة البحر الأحمر وخليج عدن
  • إعادة فتح ميناء الغردقة البحري وانتظام الحركة الملاحية بموانئ البحر الأحمر
  • ميرسك ترفض استئناف رحلات السفن إلى خليج عدن
  • هل يسير "الحوثيين" نحو مقصلة الانتحار العسكري والسياسي؟
  • ترامب يعيد إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية
  • إغلاق ميناء الغردقة البحري لسوء الأحوال الجوية
  • ترامب يعيد تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية"
  • توقع تراجع أسعار الشحن البحري 20% بتوقف هجمات الحوثيين
  • محافظ البحر الأحمر يوجه بتقسيط تكلفة وصلات الصرف الصحي تخفيفا على المواطنين
  • شركات الأمن البحري: خروقات وقف إطلاق النار قد تُشعل هجمات من اليمن