طبيب روسي أجلى أطفاله وبقي في غزة لإسعاف أهلها يروي تفاصيل المأساة ويوجه نداء لإنقاذ القطاع
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
تحدث الطبيب الروسي الفلسطيني الأصل محمد كلوب رئيس قسم جراحة الأوعية والشرايين في المشفى الأوروبي بغزة لـ RT عن الأوضاع المأساوية التي يعاني منها قطاع غزة منذ 70 يوما.
وقال كلوب في حديثه: "شخصيا فقدت أختي قبل أربعة أيام، وفي بداية الحرب فقدت أخي وكلاهما أصغر مني، ماتت أختي في منزلي عقب قصف إسرائيلي استهدف المبنى السكني المجاور لنا، قتل في ذلك القصف عدد كبير من الناس نحو 8 إلى 10 أشخاص وأصيب 15 آخرون، ونحن أيضا تضررنا حيث قتلت أختي وأصيب 5 آخرون من أقاربي بينهم اثنان في حالة حرجة ما زالوا في العناية المركزة حتى اللحظة".
وأضاف: "تمكنت من إنقاذ أطفالي وقمت بإجلائهم إلى روسيا، بينما بقيت في غزة لأساعد في إنقاذ أطفال القطاع في ظل هذه الظروف المأساوية والصعبة، ورغم أننا يمكن أن نموت جميعا في أي لحظة، بقيت هنا لأجلهم".
وأردف: "أنا فخور بكوني روسيا، عملت لأكثر من 20 عاما في كراسنودار، الموقف الروسي من القضية الفلسطينية واضح، لكننا نأمل بأن يسعى رئيسنا بوتين للتأثير بشكل أكبر على ما يحدث في قطاع غزة، فالناس يموتون دون سبب واضح و65% من القتلى هم من النساء والأطفال."
وتابع: "تجري حاليا معارك طاحنة في خان يونس والمناطق الشرقية من حي البريج وغيرها من مناطق قطاع غزة، وفي المنطقة التي أتواجد فيها حاليا قرب مشفى الأقصى حصلت اشتباكات عنيفة قبل نحو نصف ساعة".
وأردف: "كطبيب يمكنني أن أتحدث عن الأرقام التي ستظهر تلقائيا الوضع في المنطقة، على سبيل المثال سجلنا حتى اللحظة أكثر من 15 ألف قتيل وأكثر من 8.5 ألف مفقود تحت الأنقاض وأكثر 56 ألف جريح بسبب الحرب بينهم مصابون في حالات حرجة وبحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة يقدر عددهم بأكثر من 2.5 ألف حالة، يجب نقلهم لتلقي العلاج في الخارج ".
وأشار إلى أن إخراج هذه الحالات للعلاج في الخارج سيخفف العبء عن المشافي ويمكنها من استقبال حالات جديدة ما سيقلل من حجم الضغط على المشافي والكوادر الطبية، ولفت إلى أن أعداد الجرحى الذين تم إجلاؤهم خارج القطاع لا يتجاوز الـ 520 جريحا وهو عدد ضئيل جدا في الوقت الذي تتعامل فيه المشافي مع أكثر من 56 ألف جريح يموت الكثير منهم بسبب التهابات بسيطة تتفاقم نظرا لانعدام المواد الأولية المستخدمة في علاج الالتهابات والجروح.
وشدد على ضرورة التحرك العاجل لحل هذه المأساة والتخفيف من آلام الناس.
وأكد أنه لا يوجد مكان في غزة لم يتعرض للقصف بما في ذلك المشافي التي إن لم تقصف مباشرة فبشكل جزئي على أقل تقدير، لافتا إلى أن غالبية منازل القطاع دمرت وما تبقى منها غير قابل للسكن، وسيحتاج القطاع لإعادة إعماره 3 أعوام على أقل تقدير.
وتطرق للحديث عن احتياجات المشافي قائلا: "فيما يتعلق بمشفى الأقصى ينقصنا الكثير من المعدات الأساسية والأدوية للإسعافات الأولية، ما يتسبب بموت الكثير من المرضى، كما تعاني المشافي من ضغط كبير في مختلف أقسامها بسبب الفائض في أعداد المرضى والجرحى جراء نزوح الآلاف من شمال القطاع إلى وسطه وجنوبه، وهذا يدل على الوضع المأساوي الذي يعاني منه قطاع غزة في ظل هذه الحرب، فالمساعدات الإنسانية التي تدخل قليلة جدا ولا تفي بأبسط مقومات الحياة.
وتابع: "وحتى المواد التي تدخل ليس هناك إمكانية لشرائها لأن الناس لا تمتلك المال، وعلى سبيل المثال أنا أعيل عائلة كبيرة ولدي جيراني لم نحصل على أي شيء من هذه المساعدات، ولا نعلم أعلينا التسابق للحصول على الماء أم الطعام أم ماذا، أنا أحب التحدث بالأرقام واعذروني لكن نحن لا نأكل مرتين أو ثلاثة باليوم وبالكاد نفعل ذلك مرة.
وأشار إلى أن الكثيرين من أعضاء الكوادر الطبية عاجزون عن العمل لدواع نفسية فهناك الكثير من القتلى والجرحى في عائلاتهم، ومن 36 مشفى في أنحاء القطاع لا يعمل حاليا سوى اثنين وبنصف قدراتهما، وهذه كارثة إنسانية حقيقية بالنظر إلى أن قطاع غزة منطقة صغيرة تضم أكبر كثافة سكانية حول العالم.
وقال "على حد علمي لا يزال 12 طبيبا يحملون الجنسية الروسية في قطاع غزة، خلال شهرين من الحرب، عالجت ثلاثة مرضى روس بنفسي نجوا وغادروا."
وخلص حديثه بالقول: "آمل أن أتمكن من البقاء على قيد الحياة وأعود يوما ما إلى روسيا، أبعث بتحياتي إلى جميع الروس وإلى الرئيس فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين."
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: RT العربية أخبار الصحة الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الصحة العامة الصليب الأحمر الدولي الكرملين الهلال الاحمر جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية طوفان الأقصى فلاديمير بوتين قطاع غزة مساعدات إنسانية موسكو وزارة الخارجية الروسية الکثیر من قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
استفادت القوات المسلحة الفرنسية من نجاحات وأخطاء الجيشين الأوكراني والروسي
دفعت ثلاث سنوات من الصراع ومئات الآلاف من القتلى على الجانبين الأوكراني والروسي الجيش الفرنسي إلى إعادة التفكير في استراتيجيته العسكرية.
فالصراع الذي بدأ بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، يشي بما ستكون عليه حروب المستقبل بسبب العديد من الابتكارات التكنولوجية والتكتيكية في هذا المجال.
وقد دفع ذلك النزاع، الجيش الفرنسي إلى إنشاء وحدة ابتكارات دفاعية خاصة به في عام 2023 تُعرف باسم قيادة القتال المستقبلي (CCF).
قال الجنرال رودولف هاردي، الرجل الثاني في قيادة وحدة القتال المستقبلي في الجيش الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في باريس الخميس: "في النهاية، إن الابتكار والقدرة على التكيف الذي شهدناه خلال هذا الصراع هو الذي يحشد طاقاتنا فيما يتعلق باستعداداتنا الخاصة".
صعود الحرب الإلكترونيةمن أهم ما تم التوصل إليه هذا العام: معركةالحرب الإلكترونية الخفية التي تعيد تشكيل الحرب الأوكرانية.
الحرب الإلكترونية هي تكنولوجيا تتداخل فيها الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع والطائرات بدون طيار.
وأوضح نائب الأميرال إيمانويل سلارز، نائب رئيس العمليات لرئيس أركان البحرية الفرنسية قائلا: "إذا كنت لا تستطيع استخدام هاتفك الخلوي لأنه لا يستطيع الاتصال بمحطة الشبكة، فالأمر معقد بعض الشيء. لذلك في المجال العسكري، سواء كان ذلك في مجال الاتصالات، أو أنظمة التوجيه المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي GPS، أو أنظمة تبادل الطائرات أو حتى توجيه طائرة بدون طيار بدون طيار، كل هذا يستغل المجال الكهرومغناطيسي".
وقد أجبر هذا الإشكال القادة العسكريين الفرنسيين على إعادة النظر والتكيف مع الثغرات الموجودة في قدراتهم.
عن هذا قال المسؤول العسكري: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التأثير عليه، أي تعطيل استخدامه. وهذا مجال يتحرك بسرعة كبيرة جدًا جدًا. نحن بحاجة إلى أن نكون نشيطين جدًا في هذا المجال لأنه عنصر أساسي".
الجبهة الثانية على البحر الأسودعلى الرغم من أن معظم القتال يدور في البر، إلا أن هناك جبهة ثانية حاسمة وهي الجبهة البحرية.
وقد علمت القوات المسلحة الفرنسية أيضًا كيف دافعت أوكرانيا عن أجزاء من البحر الأسود باستخدام طائرات بدون طيار.
يقول نائب الأدميرال سلارز: "رأينا طائرات أوكرانية بدون طيار كانت بدائية للغاية أول الأمر لكنها أصبحت الآن ذات تقنية عالية، بل وقادرة على مواجهة المروحيات".
من حسنات الصراع أنه سمح بالاستفادة من عدة دروس ألهمت القيادة العسكرية الفرنسية لإنشاء مركز جديد للتحليل والتدريب والتعليم المشترك بين الناتو وأوكرانيا في بولندا، والذي تم افتتاحه هذا الأسبوع. والهدف من ذلك هو التكيف مع الحقائق الجديدة في ساحة المعركة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد ثلاث سنوات من القتال.. اجتماع أمريكي أوروبي يبحث إنهاء الحرب الأوكرانية الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار كيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟ الغزو الروسي لأوكرانياالجيش الفرنسيروسياطائرة مسيرة عن بعدالتكنولوجيات الحديثة