سلط مؤسس ورئيس منظمة السلام العالمية، مهدي علوي، الضوء على تأثير "الصهاينة" بالإدارة الأمريكية في دعم التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة على مدى 70 يوما مضت، مشيرا إلى أن العدوان الأخير على القطاع أيقظت الأمريكيين، وبقية شعوب العالم، على واقع النفوذ الصهيوني بالولايات المتحدة.

وذكر علوي، في مقال نشره بموقع "فاير أوبزرفر" وترجمه "الخليج الجديد"، أن العديد من الأمريكيين يتساءلون كانوا غير مدركين للفظائع التي ارتكبت باسمهم، وباتوا على دراية اليوم بأن حكومتهم ليست ممثلة لهم وفاسدة للغاية.

وفيما يلي نص المقال:

ليس كل اليهود صهاينة، وليس كل الصهاينة يهودًا، لكن الصهيونية إشكالية. إن الضغط الذي يمارسه الصهاينة لصالح إسرائيل يعني أنهم يعتزمون ضمان استمرار وجود الوطن اليهودي في فلسطين بأي وسيلة. ومع ذلك، فإن الكثيرين لا يعرفون حتى ما هي الحركة الصهيونية.

لعدة قرون، أراد المسيحيون الأوروبيون إخراج اليهود من أراضيهم. لذلك، بشروا بما أصبح يعرف فيما بعد بالصهيونية، وهي حركة لإقامة وطن للشعب اليهودي في الأرض المقدسة، والمعروفة أيضًا بفلسطين.

بدأ المسيحيون الصهيونية في وقت مبكر من القرن السادس عشر، واعتقد بعض المسيحيين أن عودة اليهود إلى فلسطين كانت شرطًا أساسيًا لمجيء المسيح الثاني. ولذلك فإن هؤلاء المسيحيين هم مؤسسو الصهيونية. واليوم، أصبح الناس يعتقدون أن، ثيودور هرتزل، الذي ولد بعد ذلك بحوالي 3 قرون، كان مؤسس الصهيونية.

وظل الصهاينة الأقوى نفوذا في الولايات المتحدة، فقد سيطروا على الإدارة الأمريكية لسنوات. يحدد الصهاينة الأمريكيون من يصبح مرشحًا للرئاسة، ويخدم في الكونجرس ويجلس في المحكمة العليا. إنهم يسيطرون على وسائل الإعلام ويقررون كيفية تقديم المعلومات للجمهور لتعزيز أهداف سياستهم. لقد شاركوا الولايات المتحدة في العديد من الحروب، ما تسبب في الكثير من الدمار وسفك الدماء في جميع أنحاء العالم.

وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة خاضعة للرقابة وفاسدة، والعديد من وسائل الإعلام، مثل: نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وسي إن إن، وسي بي إس، وإن بي سي، وإن بي آر، وغيرها، نشرت مقالات تدعو إلى "تغيير النظام" في إيران عندما توفي امرأة واحدة، هي: مهسا أميني، في عام 2013، بمركز احتجاز للشرطة، والآن يقفون إلى جانب الصهاينة، ويصفون ذبح إسرائيل للفلسطينيين بأنه "حرب".

إذا كانت هذه حربًا، فإن معسكرات الاعتقال النازية كانت حربا أيضا. إن إسرائيل قوة عسكرية كبرى تحيط بسكان غزة في معسكر اعتقال، وتحرمهم من ضروريات الحياة الأساسية، وتسحق المدنيين من الرجال والنساء والأطفال بشكل منتظم.

لماذا لا تسمي وسائل الإعلام هذه الحالة كما هي: إبادة جماعية، وتطالب بـ "تغيير النظام" في إسرائيل؟ يجب على الأمريكيين أن يستيقظوا. إن المساهمة أو الاشتراك في هذه المنافذ الصهيونية هو اختيار بالمشاركة في جرائمهم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المستمرة.

التسلل الصهيوني لأمريكا

لقد كان الاختراق الصهيوني للحكومة الأمريكية عميقاً بشكل مدهش. بدأ الأمر عام 1887 عندما قام الرئيس، جروفر كليفلاند، بتعيين صهيوني سفيراً لدى الدولة العثمانية. وفي الوقت نفسه، في أوروبا، انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا.

لقد اعتبروا الأرجنتين وقبرص وتكساس وأوغندا مستوطنة يهودية محتملة. وبحلول الحرب العالمية الأولى، انتقل عدد كبير من اليهود إلى تكساس. ومع ذلك، استقر الصهاينة في النهاية على فلسطين لتكون دولتهم اليهودية.

وفي عام 1900، كانت فلسطين منطقة مزدهرة. كان 96% من سكانها مسلمين ومسيحيين، ويملكون 99% من إجمالي أراضيها. المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان، القدس، يزورها الحجاج من جميع أنحاء العالم.

 وكانت القدس متطورة وجميلة مثل أفضل المدن الأوروبية. وكان اليهود يشكلون أقل من 3% من السكان ويملكون 1% فقط من الأرض.

اقرأ أيضاً

منظمات إنسانية دولية تدعو بايدن لتغيير سياسته تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة

وفي عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى في أوروبا، وفي حملته الرئاسية عام 1916، وعد وودرو ويلسون بإبقاء الولايات المتحدة خارج الصراع. وكان من المفترض أن يحترم هذا الالتزام.

ومع ذلك، كانت الكارثة على وشك الحدوث، ورشح الرئيس ويلسون: لويس برانديز، الزعيم البارز في الحركة الصهيونية الأمريكية في ذلك الوقت، للمحكمة العليا.

وأثناء تثبيته في مجلس الشيوخ، واجه برانديز اتهامات واسعة النطاق بالسلوك غير الأخلاقي، وبعد انضمامه إلى المحكمة عام 1916، استقال من مناصبه في السلطة الصهيونية لحفظ ماء الوجه، لكنه بقي صهيونياً نشطاً بصفة غير رسمية.

كان اليهود الأمريكيون فخورين بوجود واحد منهم في أعلى محكمة، لكن معظمهم لم يكونوا على علم بأنه كان صهيونيًا أيضًا. وعلى الرغم من استجواب برانديز حول سلوكياته غير الأخلاقية خلال جلسة تأكيد تعيينه في مجلس الشيوخ، إلا أنه ظل غير أخلاقي كقاض، وهدد المسؤولين الأمريكيين لحملهم على دعم الصهيونية.

لقد خان برانديز بلاده من خلال مواصلة أنشطته القيادية الصهيونية سراً من غرفته في المحكمة العليا. وظل عضوًا فخريًا في الجمعية السرية "باروشيم"، التي تطلب الانتماء إليها يمين للولاء فوق الولاء للولايات المتحدة.

وفي أوروبا، تكبد البريطانيون خسائر فادحة في حربهم ضد ألمانيا، ووجد الصهاينة مثل برانديز فرصة لتقديم المساعدة للبريطانيين. ولكسب استحسان البريطانيين لإقامة دولة يهودية في فلسطين، أقنع برانديز الرئيس ويلسون تدريجياً بإلغاء وعد حملته الانتخابية بإبقاء الولايات المتحدة خارج الحرب، ودعم بريطانيا بدلاً من ذلك في الحرب العالمية الأولى.

وساعدت هذه الخطوة في تحويل مسار الحرب ضد ألمانيا، كما ساهم ذلك في كراهية الألمان لليهود بعد ذلك وفي الحرب العالمية الثانية.

وأعرب البريطانيون عن تقديرهم للدعم الصهيوني. وقبل انتهاء الحرب، أصدرت بريطانيا وعد بلفور سيئ السمعة تقديراً للجهود الصهيونية لحمل الولايات المتحدة على دعم بريطانيا في الحرب، وأدى ذلك إلى استعمار فلسطين والتطهير العرقي لسكانها الأصليين. تم إغراء يهود أوروبا الشرقية، تحت الضغط في بلدانهم، من قبل الصهاينة بالانتقال إلى فلسطين.

خداع الصهاينة للأمريكيين

ورغم معارضة أغلبية يهود الولايات المتحدة لها، استمرت العمليات الصهيونية من خلال الأكاذيب والدعاية، وفي خطاباته أمام اليهود أعلن برانديز في كثير من الأحيان أنه "لكي نكون يهودًا أفضل، يجب علينا أن نصبح صهاينة". وقد انخدع الشباب اليهود بمثل هذه التصريحات.

وزاد عدد الصهاينة اليهود عشرة أضعاف من 20 ألفًا في عام 1914 إلى 200 ألف بحلول عام 1948، وهو ما يعود الفضل فيه كثيرًا إلى جهود برانديز.

وخدع الصهاينة والمتعاونون معهم المسيحيين الأمريكيين من خلال وسائل الإعلام ليعتقدوا أن فلسطين غير مأهولة بالسكان. وحتى يومنا هذا يواصلون طلب المساعدة المالية لليهود الأوروبيين للعيش في تلك المنطقة.

وسرعان ما أصبح المهاجرون اليهود الجدد معاديين للفلسطينيين، وبحلول عام 1929 وقعت اشتباكات بينهما، وبلغت ممارسات التطهير العرقي الصهيوني والإبادة الجماعية للفلسطينيين ذروتها في 15 مايو/أيار 1948، بعد يوم من إعلان قيام دولة إسرائيل، وهي الأحداث التي يشير إليها الفلسطينيون باسم "النكبة"، وأيدت حكومة الولايات المتحدة كل تلك المذابح عبر اعترافها بإسرائيل في 14 مارس/آذار.

وقبل نكبة عام 1948، كانت منظمة الإرجون الإرهابية الصهيونية قد بدأت بالفعل في ذبح الفلسطينيين، وفي عام 1946 عارضت بريطانيا علنا لإنهاء حكمها في فلسطين، وقصفت فندق الملك داود، ما أسفر عن مقتل 70 دبلوماسيًا وموظفًا بريطانيًا من بين آخرين.

اقرأ أيضاً

مشروع 7/10.. حملة جديدة للوبي الصهيوني في أمريكا لتشكيل الرأي العام إزاء حرب غزة

ومنذ النكبة، واصلت إسرائيل تلقي الدعم الغربي في تطهيرها العرقي والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وصولاً إلى الدمار الذي نراه في غزة اليوم. وطوال هذه الفترة، رددت وسائل الإعلام الغربية سياسة الحكومة الرامية إلى التقليل من الفظائع التي ترتكبها إسرائيل.

وفي الستينيات، أتذكر أن وسائل الإعلام رددت كالمعتاد سياسة الولايات المتحدة من خلال الدعاية، وقدمت إسرائيل كدولة ديمقراطية ليبرالية، حيث يتم التعامل مع جميع الناس على قدم المساواة. وكان الواقع بعيدا عن ذلك، وكما هو الحال اليوم، غطت وسائل الإعلام على الاضطهاد والقمع الذي تمارسه إسرائيل.

وأثناء وجودي في الكلية في تلك السنوات، كان لي شرف أن يكون معي مسيحي عربي إسرائيلي، يُدعى توني، زميلًا لي في الغرفة. في العلن، لم يكن ليقول أي شيء عن إسرائيل، وإذا سأله أحد يتجاهل السؤال، وقد أسر لي سراً بأن إسرائيل دولة قمعية وعنصرية، وأن عرب إسرائيل يتعرضون يوميا للتمييز والمضايقات.

سألته: لماذا لا يشارك هذه القصص مع الآخرين؟ فقال إن إسرائيل لديها شبكة من الجواسيس في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والذين سيبلغون السفارة الإسرائيلية عنهم، وبعد ذلك ستتعرض عائلاتهم للعقاب الجماعي.

وبعد الهجمات التي شنتها حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، صدمت من الرد الإسرائيلي غير المتناسب عليها، وبدعم من الأسلحة الغربية تقصف إسرائيل غزة بشكل عشوائي، ما أسفر عن مقتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء. وهذا ما دفعني إلى التفكير: كيف يمكن للأشخاص الذين تعرض شيوخهم للمحرقة أن يفعلوا نفس الشيء مع الأبرياء الآخرين؟

ثم تذكرت قصة زميلي في غرفة السكن، لقد بحثت في شبكة جواسيس إسرائيل في الولايات المتحدة، واكتشفت أن عملاء الموساد الإسرائيلي يجندون المتعاونين الصهاينة في بلدان أخرى، ثم يراقبون معارضي إسرائيل، وخاصة العرب الإسرائيليين، عن كثب. وعلى مر السنين، اختطفوا السياسة الخارجية الأمريكية وأبقوا إسرائيل على اطلاع على المناقشات والخطط الأمريكية السرية.

كما تمارس إسرائيل التمييز ضد شعبها اليهودي، إذ تسيطر على البلاد أقلية من الأشكيناز، وهم من أصول أوروبية، فيما يتعرض جميع اليهود الآخرين للتمييز. فإسرائيل مكونة من مجموعات مختلفة مرتبطة ببعضها البعض بشريط لاصق، سينهار عاجلاً أم آجلاً.

الصهاينة وإدارة أمريكا

لقد أيقظت الإبادة الجماعية الجارية في غزة الأمريكيين على حقيقة مفادها أن حكومتهم تخون ثقتهم، عبر دعم وتسليح الصهاينة الإسرائيليين.

لقد كان التغلغل الصهيوني في الحكومة الأمريكية عميقاً. ومن الأمثلة على ذلك الهجوم الإسرائيلي على السفينة "يو إس إس ليبرتي". وفي يونيو/حزيران 1967، هاجمت الطائرات الحربية والزوارق الإسرائيلية عمدا سفينة تابعة للبحرية الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقُتل 34 جنديًا أمريكيًا وأصيب عدد أكبر.

وحرص المتعاونون الصهاينة داخل الحكومة الأمريكية ووسائل الإعلام على إخفاء الهجوم عن الرأي العام الأمريكي. وكان أحد هؤلاء المتعاونين، آرثر غولدبرغ، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الذي أبلغ إسرائيل عن مناقشات الحكومة الأمريكية في أعقاب ذلك.

اقرأ أيضاً

مشروع قانون أمريكي ينص على أن معاداة الصهيونية تعد معاداة للسامية

لا تسمح أي دولة في العالم لمسؤوليها الحكوميين بالولاء لدولة أخرى، لكن الولايات المتحدة استثناء، فهذا هو بالضبط الوضع في الحكومة الأمريكية، التي يديرها الصهاينة والمتعاطفون معهم، وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن، الذي أعلن: "أنا صهيوني. ليس من الضروري أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً"، وبالتالي، ليس من المستغرب أن تكون أغلبية طاقم إدارة بايدن من اليهود.

ولا يعني كونك يهوديًا أن تكون صهيونيًا، إلا أن أغلبية كبيرة من اليهود الأمريكيين تدعم الدولة الإسرائيلية الصهيونية.

وباعتباره صهيونيًا، كان بايدن على استعداد لخداع الأمريكيين عندما قال علنًا إنه رأى أطفالًا تقطع رؤوسهم على يد حماس. وعلى الرغم من أن موظفيه تراجعوا عن تلك الكذبة، إلا أن الضرر الناتج عنها قد وقع.

ولا يحتاج الأمر إلى عبقرية لكي نتصور أن الكونجرس قد تم بيعه للصهاينة، فما عليك سوى إلقاء نظرة على رئيس مجلس النواب الجديد، مايك جونسون، الذي لم يكن أول إجراء اتخذه هو معالجة الفقر أو التشرد أو العجز أو السجون المكتظة أو البنية التحتية المعطلة في أمريكا، بل كان الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار، على حساب دافعي الضرائب، لإسرائيل كي تدعم حملاتها العسكرية الدموية في غزة.

لقد تدهور الوضع بشكل سيء في الكونجرس لدرجة أن النائب، بريان ماست، تجرأ على دخول مجلس النواب بالزي العسكري الإسرائيلي، ولم يتم إيقافه.

بعد الهولوكوست، كان من المتوقع أن يقف اليهود، سواء كانوا صهاينة أم لا، ضد كافة أشكال القمع والاضطهاد، لكن الصهاينة فعلوا العكس باسم الشعب اليهودي، وأنشأوا إسرائيل على أساس النكبة، واستمروا في التطهير العرقي والإبادة الجماعية للفلسطينيين حتى يومنا هذا، كما رأينا في غزة.

ومع اتحاد معظم شعوب العالم، يتجاهل بايدن حقيقة مفادها أنه من خلال المساهمة في الإبادة الجماعية للفلسطينيين، ستوضع صورته جنبًا إلى جنب مع هتلر في التاريخ، وسيتم تذكر المحرقة مع النكبة، وسوف يُذكر نتنياهو مع أدولف أيخمان.

وإضافة لذلك، يجب على الصهاينة أن يعيشوا في عار بسبب إهانة ضحايا المحرقة واليهود الطيبين من خلال الاستيلاء على أراضي الآخرين بالقوة وإدامة الإبادة الجماعية باسمهم.

لقد حان الوقت لـ"تجفيف المستنقع" من النفوذ الصهيوني في حكومة الولايات المتحدة، فالصهاينة لا يمثلون كل اليهود، مثلما لا يمثل تنظيم القاعدة أو داعش كل المسلمين.

هذه المجموعات شريرة، وتعتقد أنها متفوقة على الآخرين، وكما أظهر مسؤولون أمريكيون سابقون، فإن الصهاينة لا يتعاطفون مع الآخرين. يجب على الأمريكيين أن ينهضوا ويتخذوا الإجراءات اللازمة.

أولاً: يجب على بايدن أن يوضح موقفه بشأن ما إذا كان صهيونياً أم أمريكياً. فإذا كان صهيونياً حقاً، فيجب عزله من منصبه بتهمة عدم الولاء.

ثانياً: يجب إزالة جميع الأفراد الذين لديهم ولاء لدول أخرى، بما في ذلك إسرائيل وأولئك الذين خدموا في قوات الجيش الإسرائيلي، من جميع فروع حكومة الولايات المتحدة.

ثالثاً: يجب تشكيل لجنة للتحقيق مع جميع الأمريكيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، لتحديد ما إذا كانوا قد شاركوا في التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. وإذا فعلوا ذلك، فيجب محاكمتهم على جرائمهم ضد الإنسانية.

رابعاً: لابد من التدقيق في كافة المرشحين السياسيين لضمان أن التزاماتهم تقع على عاتق الولايات المتحدة، وليس دولة أخرى.

خامساً: يتعين على الأمريكيين أن يصوتوا لإخراج كل النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الذين صوتوا لصالح إسرائيل في عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين.

سادسا: لا بد من إنشاء محكمة لمحاكمة جميع القادة السياسيين الأمريكيين الذين سلحوا إسرائيل في حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية، بما في ذلك حملة النكبة، إلى العدالة، أحياء أو أمواتا.

سابعا: لابد من إصلاح تمويل الانتخابات في الولايات المتحدة، حتى لا تتمكن منظمة مثل: لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك)، وهي ذراع الضغط التابعة للمجلس الصهيوني الأمريكي، من السيطرة على المسؤولين المنتخبين في الولايات المتحدة مرة أخرى.

قد يفلت الصهاينة ومؤيدوهم من جرائمهم في هذا العالم، لكن في ظل الله العادل، سيواجهون اللعنة الأبدية.

اقرأ أيضاً

تصريحات بايدن بضرورة تغيير الحكومة الإسرائيلية تثير الغضب الصهيوني

المصدر | مهدي علوي/فاير أوبزرفر - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الصهاينة الاحتلال إسرائيل غزة الإبادة الجماعية التطهير العرقي التطهیر العرقی والإبادة الجماعیة فی الولایات المتحدة الحکومة الأمریکیة الإبادة الجماعیة الحرب العالمیة وسائل الإعلام الأمریکیة فی إسرائیل فی اقرأ أیضا صهیونی ا من خلال یجب على یهود ا فی عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

«فورين بوليسي»: خطة ترامب لإضعاف الدولار ليس لها أي معنى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وعد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب باتباع العديد من السياسات الاقتصادية التخريبية إذا عاد مجددا إلى البيت الأبيض العام المقبل- وهى قائمة تتضمن زيادات ضريبية هائلة على الواردات، وحرب تجارية عالمية، وعجز كبير فى الميزانية، من بين هذه السياسات إصراره على إضعاف الدولار الأمريكي، إلا أنه ربما يؤدى إلى نتائج عكسية تماما.

وذكرت مجلة "فورين بوليسي" إنه لعقود من الزمن، ظل ترامب يطالب بإضعاف الدولار، أولا بصفته مطورا عقاريا مثقلا بالديون، ثم كمرشح رئاسي، ثم كرئيس، والآن مرة أخرى كمرشح لإعادة انتخابه.

داعمون للحملة
واكتسبت حملة ترامب الرامية إلى خفض قيمة الدولار، الدعم من شخصيات رئيسية مثل روبرت لايتهايزر، الممثل التجارى فى إدارة الرئيس الأمريكى السابق، الذى قد يلعب دورا محوريا فى إدارة ترامب الثانية.

ومنطقهم بسيط؛ فهم يزعمون أن قيمة الدولار مبالغ فيها مقارنة بالعملات التى يستخدمها المنافسون التجاريون مثل الصين واليابان وأوروبا.

إلا أنه من شأن الدولار الأضعف أن يجعل الواردات أكثر تكلفة بكثير بالنسبة للأمريكيين ويجعل الصادرات الأمريكية أكثر جاذبية فى الأسواق العالمية.

إضعاف الدولار والأسعار
اتباع مثل هذه السياسة من شأنه أن يتعارض بشكل مباشر مع الشيء الوحيد الذى يدعى ترامب أنه يحارب ضده، والذى يبدو أنه لا يزال يثير قلق الأمريكيين أكثر من غيره وهي: الأسعار المرتفعة، بحسب "فورين بوليسي".

وقال كبير الاقتصاديين الأسبق فى صندوق النقد الدولى موريس أوبستفيلد: "ليس من المنطقى أن نواجه التضخم المرتفع، ثم ندعو إلى خفض أسعار الفائدة، وزيادة التعريفات الجمركية، وإضعاف الدولار، وكل ذلك سيزيد من التضخم"، كبير الاقتصاديين الأسبق فى صندوق النقد الدولي؛ مضيفا أن هذا الطرح لا معنى له."

وقال الباحثون فى معهد بروكينجز عندما طرح ترامب نفس الفكرة عندما كان رئيسا: "إذا كان هدف الإدارة الأمريكية هو تفاقم عجزها التجاري، فما عليها سوى خفض قيمة سعر الصرف الفعلى الحقيقى للولايات المتحدة بشكل مؤقت، وتعزيز التجارة".

أرصدة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ودعم الاقتصاد الصينى والتقليل من قيمة سعر الصرف الفعلى الحقيقى للصين، لا توفر سوى ضربة مؤقتة للاقتصاد الأمريكي، وتؤدى إلى تفاقم اختلالات العملة العالمية وتثير الانتقام من شركائها التجاريين.

السؤال الأهم هو لماذا؟، ولا تزال أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لترويض التضخم، وهو ما يفسر سبب انخفاض الين. ولكن الكثير يتعلق بحقيقة أن الدولار الأمريكى هو العملة الاحتياطية فى العالم. وهذا يعنى أن البنوك المركزية الأجنبية تشترى وتحتفظ بالدولار، مثل أى شخص آخر فى الاقتصاد العالمي، مما يعزز قيمتها.

تظل الأوراق المالية الأمريكية، مثل الديون الحكومية، الملاذ الآمن المطلق للمستثمرين فى أوقات الاضطرابات، حتى عندما تنبثق تلك المشاكل، كما حدث أثناء الأزمة المالية ٢٠٠٨-٢٠٠٩، من الولايات المتحدة. وهذا الطلب يدعم الدولار.

ويتطلب العجز المالى الهائل فى الولايات المتحدة، مثل العجز الناجم عن تخفيض ترامب الضريبى بقيمة ١.٩ تريليون دولار، تمويلا أجنبيا وهذا الطلب يدعم الدولار.

مشاكل إضعاف الدولار
ولكن المشاكل المرتبطة بملاحقة سياسة الدولار الضعيف تظل كثيرة، حتى ولو كانت هذه السياسة قابلة للتطبيق بالفعل.

فالدولار الأضعف لن يضع حاكما على واردات الولايات المتحدة ولن يحفز صادرات الولايات المتحدة، وهو الهدف الواضح للنهج كله. وعلى المدى القصير للغاية، فإن سياسة المال الرخيص والدولار الضعيف من شأنها أن تعزز النمو الاقتصادى الأمريكي، وهو ما من شأنه أن يضع الأموال فى جيوب المستهلكين.

وهو ما من شأنه أن يؤدى إلى زيادة طفيفة فى الواردات. ولهذا السبب يتسع العجز التجارى الأمريكى عندما تكون الأوقات جيدة فى الداخل، حيث يكون المستهلكون فى حالة تدفق.

ولكن الأهم من ذلك أن الدولار الضعيف لن يفعل الكثير لتعزيز الصادرات الأمريكية.

والمشكلة الأخرى هى أن أسهل طريقة لإجبار الدولار على الانخفاض هى خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو أحد هواجس ترامب الطويلة الأمد. الشيء الوحيد الذى يتبع بشكل بديهى انخفاض أسعار الفائدة (ما لم تكن اليابان) هو ارتفاع التضخم، وهو بالضبط ما كان ترامب ومعاونوه يهاجمون الرئيس الأمريكى جو بايدن لسنوات.

وهناك عنصر الأمن القومى أيضًا، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بحوالى ٨٠٠ قاعدة عسكرية خارجية فى أكثر من ٧٠ دولة، والتى تدعم بشكل جماعى الإسقاط العالمى للقوة الأمريكية.

ويتم الاستمرار فى ذلك يومًا بعد يوم من خلال إنفاق الدولارات على الوقود والطاقة والإمدادات وأشياء أخرى، وكلما كان الدولار أضعف، زادت تكلفة الحفاظ على التزامات البلاد المترامية الأطراف فى الخارج، وهو ما يتعارض إلى حد ما مع خطط مستشارى ترامب لتحقيق "السلام من خلال القوة" فى الخارج.

لكن خطط ترامب لإضعاف الدولار سيكون من الصعب تحقيقها على أى حال، وهو ما يجعل الممارسة برمتها محيرة.

ويبدو أن ترامب نفسه حريص على تكرار ما حدث فى ثلاثينيات القرن العشرين، وهو ليس بالضبط العصر الذهبى للولايات المتحدة والاقتصادات العالمية.

كان ترامب يسعى لإضعاف الدولار لعقود من الزمن ولم يتمكن من الوصول إلى ذلك خلال فترة ولايته الفوضوية. وقد لا يصل مرة أخرى، حتى لو عاد إلى البيت الأبيض مجددا. ولكن هذا بمثابة تذكير بأنه، بعيد عن الجرائم والجنح.
 

مقالات مشابهة

  • الكنيسة المشيخية الأمريكية تنهي دعمها المالي لـإسرائيل.. تعرف عليها
  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • «فورين بوليسي»: خطة ترامب لإضعاف الدولار ليس لها أي معنى
  • موجات الحر تهدّد الملايين في الولايات المتحدة الأمريكية
  • عباس العقاد يكشف أفكار وأسرار الصهيونية العالمية
  • بالفيديو.. باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إذا دخلت في جبهة صراع جديدة
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل حال دخولها في جبهة صراع جديدة (فيديو)
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إذا دخلت في جبهة صراع جديدة
  • نتنياهو يشكر أمريكا على دعمها لإسرائيل.. ويؤكد: أتمنى لكم عيد استقلال سعيد
  • كيف سيُصوِّت اليهود في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟