ثمن عدد من الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها التاسعة دور الجائزة في تعزيز الحوار بين الثقافات، مما يسهم في إرساء السلام العالمي.

وأكدوا، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، أن الجائزة تسهم في تحقيق التعددية الثقافية، فضلا عن نشر الإبداع العربي إلى لغات العالم، ونقل المعارف والأفكار من لغات العالم إلى العربية.

وقال المترجم الإسباني خايمي سانشيث راتيا، الذي يعمل مترجما بمقر الأمم المتحدة في جنيف، والفائز بالمركز الأول في فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية عن ترجمة كتاب "أخبار أبي تمام" لمحمد بن يحيى الصولي "إن أثر جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي كبير في تحقيق التفاهم الدولي، خاصة أن دولة قطر لها إسهام كبير في تعزيز الحوار وتعزيز التفاهم خلال دورها كوسيط دولي في مختلف النزاعات الدولية".

#جائزة_الشيخ_حمد_للترجمة والتفاهم الدولي، في دورتها التاسعة 2023
فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية
المركز الأول: خايمي سانشيث راتيا (Jaime Sánchez Ratia)
عن ترجمة كتاب "أخبار أبي تمام"
لمحمد ابن يحيى الصولي#HTA2023 pic.twitter.com/QHX05FL2IR

— جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي (@HamadTAward) December 12, 2023

وأشار إلى أن الكتاب الفائز تم اختياره انطلاقا من حبه للتراث العربي، موضحا أن الكاتب أبو بكر محمد بن يحيى الصولي دافع فيه عن أسلوب البديع وعن شاعرية أبي تمام، راسما صورة نابضة للحياة الأدبية في بغداد وسامراء، مع ذكر العديد من القصص الطريفة، وهو ما يحببه في التراث العربي، خاصة الشعر.

تراث ثري

وأكد أن التراث العربي غني وثري بالمواد التي يمكن نقلها إلى القارئ باللغة الإسبانية، وهو ما اشتغل عليه، إذ نقل إلى الإسبانية العدد من كتب التراث، من أبرزها "طوق الحمامة" لابن حزم الأندلسي.

فائزون بـ #جائزة_الشيخ_حمد_للترجمة يثمنون دورها في تعزيز التفاهم ونشر السلام العالمي.#قطر_تبدع pic.twitter.com/TwWpNhboMI

— جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي (@HamadTAward) December 13, 2023

من جهتها، قالت المترجمة الدكتورة يمنى طريف الخولي أستاذة الفلسفة بجامعة القاهرة، والفائزة بالمركز الثالث (مكرر) في فئة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية عن ترجمة كتاب "الإسلام والمواطنة الليبرالية بحثا عن إجماع متشابك" لأندرو ف. مارش إن أجمل ما في جائزة الشيخ حمد للترجمة أنها لم تتعامل مع الترجمة كفعل آلي أو نشاط أكاديمي فحسب، بل تعمل على تعزيز وإثراء الحوار العالمي، من أجل تثبيت ثقافة التعددية الثقافية والاعتراف بالآخر، مثمنة دور الجائزة في تقدير المبدعين من المترجمين، مما يعطي دافعا للاستمرار نحو العطاء.

وأوضحت أن الجائزة تعلي قيما مجيدة من إعلاء الحوار بين الحضارات، وقد استطاعت أن تبثها في أعماق الوعي العربي.

وأضافت أستاذة الفلسفة "هذه الجائزة تعتبر الـ19 في مسيرتي العلمية، لكن هي الأجمل والأفضل بالنسبة لي، كونها تسهم في إثراء التعددية الثقافية، وهي القضية التي كرست لها حياتي العلمية، فضلا عن أنها من دولة تنتهج هذا النهج عالميا، وتعلي قيم الحضارة الإسلامية والعربية في الدوحة وتفيء على العالم في ظل التعددية الثقافية المؤكدة للهوية العربية الإسلامية".

وأشارت إلى أن الكتاب الفائز يعتبر جزءا من هذه الجهود، حيث سبر الكاتب أغوار الليبرالية السياسية وتطوراتها، كما تعمق في تراث الحضارة الإسلامية وظواهرها الراهنة.

من جهته، أشاد الإسباني بيدرو بوينديا بيريث، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة مدريد، والفائز بالمركز الثالث (مكرر) في فئة الترجمة من العربية إلى الإسبانية عن ترجمة كتاب "التربيع والتدوير" للجاحظ، في حديث لوكالة الأنباء القطرية، بدور جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في الانطلاق نحو الثقافات واللغات المختلفة لإقامة حوار ثقافي هادف، ينقل العالم من خلال النخب الثقافية إلى تفاهم وسلام عالمي.

#جائزة_الشيخ_حمد_للترجمة والتفاهم الدولي، في دورتها التاسعة 2023
فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية
المركز الثالث: بيدرو بوينديا بيريث (Pedro Buendia Perez)
عن ترجمة كتاب "التربيع والتدوير"
للجاحظ#HTA2023 pic.twitter.com/M5IaTZap9b

— جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي (@HamadTAward) December 12, 2023

وأكد اعتزازه بالتراث العربي، والذي وصفه بأنه يمثل جزءا من الهوية الإسبانية، حيث الماضي المشترك مع العرب، وبالتالي هناك ضرورة للاهتمام به من قبل المترجمين في إسبانيا، كون العربية من أهم الحضارات التي عرفتها البشرية، ولا يمكن إغفال دورها في مسيرة الحضارة الإنسانية، كما أن لها فضلا على باقي ثقافات العالم.

وأوضح أن اختياره لكتب التراث يرجع لعمقها وغناها بالأفكار، مشيرة إلى أنه لا يجد حرجا في نشر مثل هذه الأعمال للقارئ، لأن هذه الكتب لها طبيعة خاصة، وتحتاج إلى مثقف، وبالتالي "دورنا بوصفنا مترجمين هو تبسيط هذه الكتب ونقلها إلى مجتمعاتنا في صورتها الحقيقية ليفهم القارئ هذا التراث العربي الثري".

دور حضاري

من جانبه، أعرب المترجم المصري مارك جمال الفائز بالمركز الأول، في فئة الترجمة من الإسبانية إلى العربية عن كتاب "خريف البطريرك" لغابرييل غارسيا ماركيز، عن سعادته بالجائزة، مثمنا دورها الحضاري في إثراء الثقافة الإنسانية، وإقامة حوار عبر مختلف اللغات.

وقال جمال "إن جائزة الشيخ حمد للترجمة واحدة من جوائز الترجمة المرموقة على مستوى العالم، وليس فقط في العالم العربي، وبالتالي فإن الحصول عليها تأكيد على جهد المترجم وتقديره، خاصة في ظل كثير من التحديات التي تواجه المترجمين، وخاصة عن الإسبانية، مثل نقص المراجع ونقص الدعم المعنوي والأدبي، لذا يأتي دور الجوائز المرموقة في دعم هذه الجهود، مما يعطي المترجم دفعة معنوية وأدبية يستطيع أن يستثمرها في إنتاج وتقديم المزيد من الترجمات".

#جائزة_الشيخ_حمد_للترجمة والتفاهم الدولي، في دورتها التاسعة 2023
فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية
المركز الأول مكرر: مارك جمال
عن ترجمة كتاب "خريف البطريرك"
لغابرييل غارسيا ماركيز#HTA2023 pic.twitter.com/HFlRaXCdeA

— جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي (@HamadTAward) December 12, 2023

وأضاف جمال الذي يقيم في إسبانيا "بدأت منذ سنوات مشروع ترجمة أعمال لكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا، أحد أهم كتاب اللغة الإسبانية، والفائزة بجائزة نوبل للآداب عام 2010، وقدمت بالفعل 3 من أعماله إلى اللغة العربية عن الإسبانية، وأسعى لترجمة سائر أعماله التي لم تترجم إلى العربية، وهو مشروعي الحالي والمقبل"، معربا عن أمله في أن يكرس هذا الجيل من المترجمين من أقرانه الشباب جهودهم والسير على خطا المترجمين الأوائل الكبار، الذين مهدوا الطريق لتقديم مشروعات أدبية وفكرية تستحق أن ننقلها إلى لغتنا العربية.

يذكر أن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي التي انطلقت عام 2015 من أكبر الجوائز المخصصة للترجمة من اللغة العربية وإليها على المستوى العالمي، وتستهدف البارزين في حقل الترجمة، سواء أكانوا أفرادا أم مؤسسات، لتكريم الإنجاز والجهود طويلة الأمد المبذولة في مجال الترجمة، وتقدير دور الفاعلين في هذا المجال في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، ومد جسور التواصل بين الأمم، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

وتبلغ قيمة الجائزة مليوني دولار، وتتوزع على 3 فئات: جوائز الترجمة في اللغتين الرئيسيتين (الكتب المفردة): 800 ألف دولار، وجائزة الإنجاز في اللغتين الرئيسيتين: 200 ألف دولار، وجوائز الإنجاز في اللغات الفرعية المختارة مليون دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی دورتها التاسعة من اللغة العربیة اللغة الإسبانیة التفاهم الدولی التراث العربی العربیة إلى إلى العربیة إلى اللغة فی تعزیز pic twitter com

إقرأ أيضاً:

"أبوظبي للغة العربية" يفتح باب المشاركة في "كنز الجيل"

فتح مركز أبوظبي للغة العربية، باب التقديم للمشاركة في الدورة الرابعة من جائزة "كنز الجيل"، مع استمرار فترة الترشيح لغاية 31 مايو (أيار) المقبل، وأصبحت جائزة "كنز الجيل"، منذ إطلاقها في العام 2021، إحدى أهم المحطات الثقافية التي تسهم في الحفاظ على التراث الثقافي العربي وإحيائه، وتحتفي بتنوعه الغني.

تتضمن 6 فئات وبقيمة إجمالية تصل إلى 1.5 مليون درهم إماراتي

وأكد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم: "تستلهم الجائزة مكانتها من الإرث الثقافي والأدبي الفريد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" حيث تسهم بما تمتلكه من أصالة وابتكار في إثراء ثقافة الانتماء لدى الأجيال اليافعة".
وأضاف: "جائزة "كنز الجيل" شكّلت علامة فارقة في الحراك الثقافي على مستوى المنطقة، تستقطب إنتاجات كبار الأدباء والمبدعين، لتسهم بفاعلية في تحقيق أهداف المركز  في تعزيز حضور اللغة العربية، ودعم روافدها من إبداع وتأليف وترجمة في مختلف أنحاء العالم".
وأوضح  أن الدورة الرابعة من جائزة "كنز الجيل" استكملت النجاح الكبير الذي حققته الدورات السابقة؛ فأصبحت منصة ملهمة لتكريم الأعمال المبدعة، واستعادة مكانة الشعر الشعبي والفنون والدراسات المتعلقة به في مسيرة استئناف الحضارة العربية.
وذكر: "مع انطلاقة مرحلة جديدة من مسيرتها ترسخ الجائزة مكانتها منصة ثقافية غنية تجمع بين الشعر والتراث، وتعكس تراثنا الثقافي وتُعيد إلى الأذهان المكانة المتميزة للشعر في صناعة الثقافة والمعرفة في المجتمع".
وتستمد جائزة "كنز الجيل" مهامها من أشعار الأب المؤسس الشيخ زايد، التي تجسد مكانة الشعر مرآة للمجتمع العربي والإماراتي، كما يتم من خلالها تكريم التجارب الشعرية المتميزة في الشعر النبطي، الذي يعد جزءاً أساسياً من الوجدان العربي، بالإضافة إلى نشر هذه الأعمال والتعريف بها.
وتعمل الجائزة أيضاً على ترسيخ قيم الشعر التي حملها الشيخ زايد، بما يتضمنه من جماليات وقيم إنسانية نبيلة، وتسلط الضوء على تأثيره في الثقافة الإماراتية والعربية. كما تسهم في حماية التراث الشعبي والفنون التقليدية من خلال ربط الأجيال الجديدة بثقافتها وتراثها، فضلاً عن الاهتمام بالفنون المتصلة بالشعر النبطي مثل الموسيقى والغناء الشعبي والفنون التشكيلية والخط العربي.
ولجائزة "كنز الجيل" شروط عامة يجب أن يستوفيها المرشحون والأعمال المشاركة؛ إذ يجب أن يكون المرشح أسهم بشكل فعال في إثراء الحركة الشعرية أو النقدية أو الفنية على المستويين المحلي والعربي، وأن تتسم الأعمال المرشحة بالأصالة والابتكار، بحيث تمثل إضافة حقيقية للثقافة والمعرفة الإنسانية. ويُسمح للمرشح بتقديم عمل واحد فقط في أحد فروع الجائزة خلال الدورة الواحدة، ولا يمكن تقديم العمل ذاته لجائزة أخرى في العام نفسه.
وتشتمل الشروط على أن تكون الأعمال المرشحة مكتوبة باللغة العربية، باستثناء فرعي "الترجمة" و"الدراسات والبحوث"، حيث تُقبل الأعمال المترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى أو الدراسات المكتوبة بلغات حية أخرى. ويجب أن تكون الأعمال قد تم نشرها في السنوات الخمس الماضية، وأن تحمل رقماً دولياً لضمان حقوق الملكية.
و أيضا عدم قبول الأعمال التي سبق لها الفوز بجوائز عربية أو أجنبية كبرى، علما بأنه لا يتم إعادة النسخ المقدمة من الكتب أو الأعمال الفنية إلى أصحابها. وتحتفظ الجائزة بحق نشر الأعمال المقدمة بعد دراستها وتقييم إمكانات تطبيق ذلك. كما يمكن للأفراد والمؤسسات الترشح في فرع الفنون وفقًا لنوع الفن الذي تحدده اللجنة في كل دورة. وفي حال عدم فوز العمل، يمكن إعادة الترشح به بعد مرور خمس سنوات من الدورة السابقة.
وبالنسبة لفرع "المجاراة الشعرية" هذه الدورة، تمنح الجائزة للقصيدة التي تتميز بقدرتها على مجاراة قصيدة (لي سَرَتْ مِ العِين سَرّايَه) للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالوزن والقافية والموضوع، على أن تُساوي في أبياتها عدد القصيدة الأصلية، بمستوىً يوازي النموذج الذي تجاريه لغة وصوراً وإيقاعاً. فيما تُمنح جائزة فرع "الإصدارات الشعرية" لديوان شعري نبطي يتمتع بالأصالة شكلاً ومضموناً، ويُشكّل إضافة نوعية لهذا المجال الشعري، في حين تُمنح جائزة فرع "الترجمة" للأعمال المترجمة لشعر الشيخ زايد إلى إحدى اللغات الحية، أو الأعمال التي قدمت خدمة كبرى في ترجمة الشعر العربي إلى لغات أخرى.
أما فرع "الفنون" فتمنح الجائزة لعمل فني يستخدم الأدوات البصرية والتقنية في قراءة وأداء وتجسيد شعر الشيخ زايد والشعر النبطي، وتشمل الخط العربي، والفن التشكيلي، والأفلام القصيرة، والأعمال الغنائية، ويمكن للمبدعين التقدّم لهذا الفرع بحسب نوع الفنّ الذي تقرّه اللجنة في كل دورة.
 أما  جائزة فرع "الشخصية الإبداعية" فتمنح للشخصية التي قدمت إسهامات إبداعية بارزة وفاعلة في الشعر النبطي ودراسته، وفي حقول الموسيقى والغناء والرسم والخط العربي، كما يُمكن أن تُمنح لشخصية اعتبارية لها إسهامات فاعلة في تلك المجالات، وقدمت خدمات للشعر.
وأخيراً، تُمنح جائزة فرع "الدراسات والبحوث"، للدراسات البحثية الخاصة بالشعر النبطي التي تتناول أساليب هذا الشعر ومضمونه ومعجمه بأسلوب علمي.

مقالات مشابهة

  • جلسة تناقش دور المرأة في تعزيز الحوار الحضاري
  • «اللغات باعتبارها أدوات للتنمية المستدامة».. احتفاء باليوم الدولي للغة الأم
  • مسترال سابا.. ذكاء اصطناعي يدخل سباق اللغة العربية
  • العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
  • «أبوظبي للغة العربية» يفتح باب المشاركة في جائزة «كنز الجيل»
  • أبرزها "الداخلية" و"الدارة".. تفاصيل جوائز المنتدى السعودي للإعلام
  • أبوظبي تحتفي باليوبيل الفضي لـ "اليوم الدولي للغة الأم"
  • العربية في إيران.. لغة أم حية بين الذاكرة والتحديات
  • "أبوظبي للغة العربية" يفتح باب المشاركة في "كنز الجيل"
  • اليوم العالمي للغة الأم.. نصائح لتعليم الطفل اللغة العربية