تعاني الأسواق التونسية والمتاجر الكبرى، نقصا كبيرا في المواد الغذائية الأساسية منذ أشهر طويلة ولكنها تفاقمت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة .

وسجلت الأسواق نقصا ملحوظا، يصل في غالب الأحيان إلى فقدان تام في مواد أساسية مثل الحليب، السكر ، الخبز ، القهوة، الأرز والسميد .

وبمجرد توفر كمية ضئيلة من تلك المواد، ضمن محال أو فضاء تجاري، تحل فوضى بشرية أرجاء ذاك المكان، تتطور أحيانا إلى تشابك بالأيدي بين المواطنين، رغبة في حصول كل منهم على السلعة قبل نفادها.

 

ويقف المواطنون في طوابير طويلة على المخابز، لعدة ساعات، حتى إن أصحاب المخابز باتوا يشترطون على الحريف شراء كمية محدودة من أجل الحصول على أكثر ما يمكن من المواطنين على الخبز، نظرا للنقص الكبير في التزود بالفارينة والسميد لصنعه. 


السيدة فاطمة بائعة بمخبز، قالت إنهم لا يتزودون "بالكمية الكافية والعادية حتى نضمن توفر الخبز كالمعتاد لكل المواطنين".

وأوضحت في تصريح لـ"عربي21"، أنهم يوفرون "كمية محدودة" ويعملون عليها  لساعات، مضيفة: "تقريبا منذ توقيت العصر، لا يمكن للمواطن أن يحصل على الخبز "، مختتمة حديثها بالقول: "صدقا نعيش معاناة حقيقية". 



كذلك، المواطن التونسي "صالح"، ذكر لـ "عربي21"، أنه يقف في الصف البشري يوميا للحصول على الحليب والخبز والقهوة وغيرها من المواد، مستدركا أنه "يعود فارغ اليدين في غالب الأحيان".

 








وتابع: "أنا في عمر السبعين، ولم يسبق أن حصل معي هذا على الإطلاق، نعاني كل يوم من ذات الحال، ولا نجد ما يملئ القفة"، وفق المسن الذي أبدى خوفه من استمرار الوضع على ما عليه لأجل غير مسمى.

ورغم إقرار السلطات بنقص المواد في الأسواق، إلا أنها دائما توجه التهم لمن تعتبرهم لوبيات يحتكرون المواد لأجل بث الفوضى.

 



بدوره، دعا الرئيس التونسي، قيس سعيد،  إلى تتبع  من يعبثون بقوت التونسيين ومحاسبتهم.

وأعلنت وزارة التجارة تجميدها لأسعار العديد من المواد الاستهلاكية وخاصة التي شهدت ارتفاعا كبيرا، كما حددت أسعار بيع بعض المواد الأخرى والتي تعتبر ذروة في الاستهلاك خلال هذه المدة، أبرزها البيض واللحوم البيضاء. 

وقال رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي: "رصدنا فقدانا لعديد من المواد الأساسية، وهذه مشكلة متواصلة منذ أشهر"، مؤكدا أن الأمر بات "يرهق المواطنين بشكل كبير".

ورأى خلال حديثه لـ "عربي21"، أنه "لن يعود النسق الطبيعي للتزود بهذه المواد إلا بمراجعة وتأطير الدعم الموجه للصناعيين". 

وأضاف أن "الدعم يرهق الدولة بشكل كبير، لذا لا بد من أن يتوجه الدعم لمستحقيه وأن يتم توفير منتوج خاص للصناعيين ليس مدعما". 



وللإشارة فإن تزود تونس بالمواد من الخارج تأثر بشكل كبير في السنة الأخيرة نظرا للأزمة المالية التي تشهدها البلاد، إضافة لعدم حصولها لأكثر من سنتين على اتفاق مع صندوق النقد الدولي، إلى جانب تأثير الحرب الروسية الأوكرانية. 

وتأثرت تونس بشكل كبير جدا بسنوات الجفاف المتتالية وتضررت المحاصيل بحيث أن محصول الحبوب في السنة الأخيرة لم يتجاوز 2.7 مليون قنطار أي بتراجع بأكثر من 60 في المئة .

وسجل إنتاج مادة الحليب منذ الشهر الماضي، الذي يعرف ذروة في الاستهلاك مع حلول فصل الشتاء،  تراجعا في كميات الإنتاج مقابل ارتفاع كميات الاستهلاك.

ووفق اتحاد الفلاحين فإن إنتاج الحليب في تونس تدنى إلى مستوى مليون و200 ألف لتر في اليوم الواحد، بينما يناهز الاستهلاك اليومي مليون و700 ألف لتر .

 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية التونسية المواد الغذائية الحليب قيس سعيد تونس المواد الغذائية الحليب قيس سعيد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بشکل کبیر

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة: ترشيد الاستهلاك الدوائي أسهم في حل أزمة نقص الأدوية.. والنقل: الاهتمام بدعم وتوطين صناعة الدواء وإزالة أي تحديات.. وإجمالي مبيعات السوق الدوائية بـ277 مليارًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن الاستراتيجية  الواعية لترشيد الاستهلاك الدوائي التي وضعتها الدولة المصرية، أسهمت في حل أزمة نقص الأدوية، والحد من ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية، ونشر التوعية بالاستخدام الصحيح للأدوية.


جاء ذلك في كلمة الدكتور خالد عبدالغفار، خلال الاجتماع الـ 14 لمجلس إدارة هيئة الدواء المصرية بمقر الهيئة بمنطقة المنصورية، وبحضور الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، واللواء طبيب بهاء الدين زيدان، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتور أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية.
وأضاف نائب رئيس مجلس الوزراء، أن مصر من أوائل الدول في الاستهلاك الدوائي، طبقا للتقارير العالمية لذلك تسعى الدولة المصرية باستمرار إلى الاهتمام بالصحة العامة والتوعية والترشيد الدوائي.


وتابع الدكتور خالد عبدالغفار، أن الدولة أولت اهتمامًا كبيرًا بعلاج مرضى الهيموفيليا في السنوات الأخيرة، وتسعى دائما للتوسع في تحسين التشخيص والعلاج وتوفير الدعم للمرضى وتخفيف آلامهم ورفع العبء عن كاهل أسرهم، لا سيما بعد نجاح توجهات تحسين جودة الحياة التي طرأت على المرضى.
وأكد وزير الصحة والسكان، أهمية وضع خطة زمنية لتعزيز الإنتاج المحلي للأدوية والمستلزمات الطبية، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات، موجها مجلس إدارة هيئة الدواء المصرية بضرورة متابعة مذكرات التفاهم والنظر إلى النتائج الملموسة التي تحققها على أرض الواقع.


وأشار الدكتور خالد عبدالغفار، إلى أن تدريب طلبة الصيدلة في سنة الامتياز يعد خطوة مهمة في إعدادهم لسوق العمل وتأهيلهم بشكل عملي للمهن الصيدلانية، حيث يتم تدريبهم في مختلف المؤسسات الصيدلانية والدوائية، والمراكز البحثية، مما يتيح لهم فرصة تطبيق ما تعلموه من معارف ومهارات خلال سنوات الدراسة.

وزير الصناعة والنقل: اهتمام الدولة بدعم التنمية الصناعية وتوطين صناعة الدواء.


ومن جانبه، أكد الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، اهتمام الدولة بدعم التنمية الصناعية وتوطين صناعة الدواء، وتذليل أي تحديات تواجه الصناعة المحلية، بما ينعكس على توفير الدواء بجودة عالية وأسعار عادلة تلبي احتياجات المواطن المصري دون تحميل المواطن أعباء إضافية.

وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، رؤية الهيئة في التطوير والتحديث ومواكبة الإجراءات العالمية، والموقف الحالي لسوق الدواء، كما تم عرض مستجدات أعمال اللجنة الدائمة للدستور الدوائي المصري، وأهم بروتوكولات التعاون بين هيئة الدواء المصرية والجهات الأخرى، وموقف الاعتمادات الدولية للهيئة، كما عرض أهم مستجدات موقف السنة السادسة (سنة الامتياز للصيادلة).

وأضاف «الغمراوي» حرص هيئة الدواء على تطوير نظام التتبع الدوائي، والاهتمام بنظام التسجيل الموحد (ECTD )، لافتا إلى أن إجمالي مبيعات السوق الدوائي المصري من أكتوبر 2023 لـ سبتمبر 2024 بلغ 3.6 مليار عبوة بقيمة تقدر بـ 277 مليار جنيه وهو من أكبر الأسواق الدوائية بالشرق الأوسط وأفريقيا ويحقق معدلات نمو واضحة.


وأكد رئيس هيئة الدواء أن الهيئة عملت خلال الفترة الماضية على مواجهة كافة التحديات المتراكمة منذ 2022 وحتى مارس 2024 وهو ما أدى إلى ضمان توافر الأدوية في السوق واستعادة المخزون الاستراتيجي للخامات الدوائية والمستحضرات الهامة، ومتابعة العمل بخطوط الإنتاج مع المراجعة المستمرة للمستحضرات الدوائية.

مقالات مشابهة

  • الزراعة تعلن عن تخفيضات 25% على السلع الغذائية واللحوم (فيديو)
  • رضا شحاتة: طاهر يتطور بشكل كبير.. وزد لا يستحق رجلة جزاء أمام الأهلي
  • يهم ملايين المواطنين| قرار من "التموين" بشأن الخبز البلدي.. ما هو؟
  • «تموين الشرقية»: ضبط كمية كبيرة من المواد الغذائية مجهولة المصدر
  • فايد: سيتم إعفاء استيراد المواد واسعة الاستهلاك من الـ TVA
  • وزير الصحة: ترشيد الاستهلاك الدوائي أسهم في حل أزمة نقص الأدوية.. والنقل: الاهتمام بدعم وتوطين صناعة الدواء وإزالة أي تحديات.. وإجمالي مبيعات السوق الدوائية بـ277 مليارًا
  • وزير الصحة: الاستراتيجية الواعية لترشيد الاستهلاك الدوائي ساهمت في حل أزمة نقص الأدوية
  • الحويج: أحلنا مشروع اتفاقية إلغاء الرسوم الجمركية على المواد الغذائية إلى تركيا
  • بعد أيام غزيرة.. سماء كوردستان تخفف أمطارها بشكل كبير
  • الحويج: أحلنا مشروع اتفاقية لإلغاء الرسوم الجمركية على المواد الغذائية والدوائية إلى وزارة التجارة التركية