رفوف فارغة.. أزمة في توفير المواد الغذائية تعصف بتونس (شاهد)
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
تعاني الأسواق التونسية والمتاجر الكبرى، نقصا كبيرا في المواد الغذائية الأساسية منذ أشهر طويلة ولكنها تفاقمت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة .
وسجلت الأسواق نقصا ملحوظا، يصل في غالب الأحيان إلى فقدان تام في مواد أساسية مثل الحليب، السكر ، الخبز ، القهوة، الأرز والسميد .
وبمجرد توفر كمية ضئيلة من تلك المواد، ضمن محال أو فضاء تجاري، تحل فوضى بشرية أرجاء ذاك المكان، تتطور أحيانا إلى تشابك بالأيدي بين المواطنين، رغبة في حصول كل منهم على السلعة قبل نفادها.
ويقف المواطنون في طوابير طويلة على المخابز، لعدة ساعات، حتى إن أصحاب المخابز باتوا يشترطون على الحريف شراء كمية محدودة من أجل الحصول على أكثر ما يمكن من المواطنين على الخبز، نظرا للنقص الكبير في التزود بالفارينة والسميد لصنعه.
السيدة فاطمة بائعة بمخبز، قالت إنهم لا يتزودون "بالكمية الكافية والعادية حتى نضمن توفر الخبز كالمعتاد لكل المواطنين".
وأوضحت في تصريح لـ"عربي21"، أنهم يوفرون "كمية محدودة" ويعملون عليها لساعات، مضيفة: "تقريبا منذ توقيت العصر، لا يمكن للمواطن أن يحصل على الخبز "، مختتمة حديثها بالقول: "صدقا نعيش معاناة حقيقية".
كذلك، المواطن التونسي "صالح"، ذكر لـ "عربي21"، أنه يقف في الصف البشري يوميا للحصول على الحليب والخبز والقهوة وغيرها من المواد، مستدركا أنه "يعود فارغ اليدين في غالب الأحيان".
وتابع: "أنا في عمر السبعين، ولم يسبق أن حصل معي هذا على الإطلاق، نعاني كل يوم من ذات الحال، ولا نجد ما يملئ القفة"، وفق المسن الذي أبدى خوفه من استمرار الوضع على ما عليه لأجل غير مسمى.
ورغم إقرار السلطات بنقص المواد في الأسواق، إلا أنها دائما توجه التهم لمن تعتبرهم لوبيات يحتكرون المواد لأجل بث الفوضى.
بدوره، دعا الرئيس التونسي، قيس سعيد، إلى تتبع من يعبثون بقوت التونسيين ومحاسبتهم.
وأعلنت وزارة التجارة تجميدها لأسعار العديد من المواد الاستهلاكية وخاصة التي شهدت ارتفاعا كبيرا، كما حددت أسعار بيع بعض المواد الأخرى والتي تعتبر ذروة في الاستهلاك خلال هذه المدة، أبرزها البيض واللحوم البيضاء.
وقال رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي: "رصدنا فقدانا لعديد من المواد الأساسية، وهذه مشكلة متواصلة منذ أشهر"، مؤكدا أن الأمر بات "يرهق المواطنين بشكل كبير".
ورأى خلال حديثه لـ "عربي21"، أنه "لن يعود النسق الطبيعي للتزود بهذه المواد إلا بمراجعة وتأطير الدعم الموجه للصناعيين".
وأضاف أن "الدعم يرهق الدولة بشكل كبير، لذا لا بد من أن يتوجه الدعم لمستحقيه وأن يتم توفير منتوج خاص للصناعيين ليس مدعما".
وللإشارة فإن تزود تونس بالمواد من الخارج تأثر بشكل كبير في السنة الأخيرة نظرا للأزمة المالية التي تشهدها البلاد، إضافة لعدم حصولها لأكثر من سنتين على اتفاق مع صندوق النقد الدولي، إلى جانب تأثير الحرب الروسية الأوكرانية.
وتأثرت تونس بشكل كبير جدا بسنوات الجفاف المتتالية وتضررت المحاصيل بحيث أن محصول الحبوب في السنة الأخيرة لم يتجاوز 2.7 مليون قنطار أي بتراجع بأكثر من 60 في المئة .
وسجل إنتاج مادة الحليب منذ الشهر الماضي، الذي يعرف ذروة في الاستهلاك مع حلول فصل الشتاء، تراجعا في كميات الإنتاج مقابل ارتفاع كميات الاستهلاك.
ووفق اتحاد الفلاحين فإن إنتاج الحليب في تونس تدنى إلى مستوى مليون و200 ألف لتر في اليوم الواحد، بينما يناهز الاستهلاك اليومي مليون و700 ألف لتر .
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية التونسية المواد الغذائية الحليب قيس سعيد تونس المواد الغذائية الحليب قيس سعيد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بشکل کبیر
إقرأ أيضاً:
قصف عنيف على الشجاعية وأزمة عطش تعصف بقطاع غزة
استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون، الأربعاء، في قصف إسرائيلي استهدف جنوب ووسط قطاع غزة، في حين حذرت بلدية غزة من أزمة عطش تعصف بالمواطنين.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 20 فلسطينيا وإصابة نحو 50 آخرين في قصف إسرائيلي على منزل في شارع بغداد بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل للجزيرة إن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على الشجاعية قد يصل إلى 30 شهيدا، وأضاف أن الإصابات جراء القصف تتركز على الحروق وبتر الأطراف.
كما أفاد مصدر طبي باستشهاد فلسطينيين اثنين، بينهما طفل، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية لعائلة الحاج في مخيم النصيرات وسط القطاع، وأشار إلى أن فلسطينيا توفي متأثرا بجراح أصيب بها جراء قصف إسرائيلي سابق.
وأضاف أن فلسطينيين آخرين، بينهما سيدة، استشهدا في قصف إسرائيلي استهدف خيمتين تؤويان نازحين غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي يواصل سياسة نسف المباني السكنية شمال غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال استهدف بالقصف المدفعي المناطق الشرقية لمدينة غزة، وأضافت المصادر أن آليات الاحتلال تطلق النار بشكل مكثف على المناطق الشرقية.
إعلان توسيع العمليات البريةمن جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو شن هجمات على أكثر من 45 هدفا في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر أن الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته البرية في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أن الفرقة 36 تعمل في رفح ومنطقة تل السلطان، وهي مناطق لم يعمل فيها الجيش سابقا.
أزمة عطش
وفي سياق آخر، قالت بلدية غزة إن المدينة تعاني أزمة عطش بعد توقف خط مياه "ميكروت" لليوم السادس على التوالي، نتيجة الأضرار التي لحقت بالخط شرق حي الشجاعية، بسبب اعتداءات الاحتلال.
وأكدت البلدية أن طواقمها بانتظار السماح لها بالوصول إلى موقع الضرر لاستكمال أعمال الصيانة.
وتجدر الإشارة إلى أن مياه شركة ميكروت تُشكّل نحو 70% من كميات المياه التي تُوزع على المواطنين والنازحين في مدينة غزة.
وطالبت بلدية غزة الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل والسماح لطواقمها بالوصول إلى موقع الضرر، لاستكمال أعمال الصيانة وضمان استئناف ضخ المياه في أسرع وقت ممكن.
وأضافت البلدية أن الاحتلال دمر 64 بئر مياه من أصل 86 خلال الحرب، وأنها تحاول تشغيل 22 بئرا متبقية باستخدام الطاقة الشمسية والمولدات الاحتياطية.
وذكرت وزارة الصحة بغزة أن انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب في قطاع غزة يضاعف التحديات الصحية.
وأضافت الوزارة أن 60 ألف طفل في القطاع تهددهم مضاعفات صحية خطيرة بسبب معاناتهم من سوء التغذية، مؤكدة أن إغلاق معابر القطاع أمام الغذاء والدواء يفاقم سوء التغذية.
تكدس شاحنات المساعدات في مصر
من جانب آخر، حصلت الجزيرة على صور تظهر تكدس مئات من شاحنات المساعدات الإنسانية جنوب مدينة العريش المصرية بعد منعها من الوصول إلى مدينة غزة.
يأتي هذا في وقت تواصل فيه إسرائيل منع وصول أي مساعدات من الدخول للقطاع للأسبوع الخامس على التوالي، رغم كل المناشدات التي أطلقتها منظمات إنسانية دولية، وحذرت فيها من أن حياة مئات آلاف الأطفال الغزين مهددة بسبب الجوع وسوء التغذية.
إعلانوتسبب إغلاق المعابر في توقف الخدمات الصحية والعمليات الجراحية، خاصة مع ارتفاع أعداد المصابين جرّاء تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية. ويعيش القطاع الصحي أوضاعا متردية مما يرجح ارتفاع عدد الوفيات بين المرضى والمصابين الذين يفتقدون العلاج الضروري.
بدورها، دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى وقف فوري للنار في قطاع غزة.
وقالت في منشور على منصة إكس إن أكثر من خمسة أسابيع مرت منذ أن أوقف الحصار الإسرائيلي دخول المساعدات والإمدادات التجارية إلى غزة، وإن الأطفال في شمال القطاع باتوا لا يبحثون عن ألعابهم أو أقلامهم، بل عن الماء.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، قتلت إسرائيل 1449 فلسطينيا وأصابت 3647 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع الثلاثاء.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.