كيف يتعلم الإنسان مهارات التنظيم الذاتي؟

مهارات التنظيم الذاتي من المهارات المهمة التي يحتاج كل انسان لتعلمها لانها ستعود عليه بفوائد كبيرة لأن مهارات التنظيم الذاتي عديدة ومهمة، من أجل تعزيز جوانب عديدة في شخصياتنا، منها التدرب على كونك قدوة للآخرين، الانفتاح للتغيير، الالتزام بالانضباط الذاتي، معرفة المحفزات الخاصة بكل شخص، تعلم التراجع عندما تصبح أفكارك سلبية، الحفاظ على الهدوء في المواقف المتوترة، التفكير في العواقب، العمل على الثقة بالنفس، والتدرب على كونك قدوة للآخرين.

ومن ضمن المهارات التي يمتلكها الشخص اذا تعلم مهارات تنظيم الذات ان يقوم بتصوير البيئات المعتمدة على الثقة والأمان، وذلك من أجل العيش بقيم صالحة وصحيحة، الانفتاح للتغيير لأنه يجب على الشخص أن يكون منفتحاً للتغيير من أجل تقبّل التغيرات من حولنا، وتقبلها بإيجابية مطلقة. وعندها يستطيع التعامل مع التغيير بسهولة، الالتزام بالانضباط الذاتي فمن الجيد للشخص أن يكون محافظاً على الانضباط الذاتي، وذلك من خلال الإصرار على تحقيق الأحلام، وعدم التراجع عنها. حيث يجب علينا المضي قدماً حتى لو لم تكن الرغبة بذلك موجودة.

معرفة المحفزات الخاصة بكل شخص ومن الأفضل أن تكون على علم بالمحفزات الخاصة بك بشكل عام، حيث سيساعدك هذا في أن تصبح أكثر وعياً بذاتك، وسيساعدك في وضع خطة عمل جيدة إذا واجهت هذه المحفزات، تعلم التراجع عندما تصبح أفكارك سلبية ففي هذه الحالة، وعند الشعور بوجود الأفكار السلبية، قم بتحليل هذه الأفكار السلبية، وتخلص منها ثم بعد ذلك قم باستبدال الأفكار السلبية بالإيجابية.

ومن ضمن المهارات الحفاظ على الهدوء في المواقف المتوترة وبهذه الطريقة وبالهدوء ويمكنك عندها الابتعاد عن الوضع حتى تصبح قادراً على مواجهة هذه المشكلة أو التوتر الحاصل، التفكير في العواقب فإذا كنت مضطراً للتصرف بدون تفكير وبسلوك سيء، فقم بإيقاف نفسك والتفكير في العواقب، خاصة إذا حدث شيء مشابه في الماضي، العمل على الثقة بالنفس وإن تعزيز الثقة بالنفس يساعد على تعزيز الكفاءة الذاتية، ويمكن أن يتيح لك التركيز على قدراتك الخاصة. 

-مفهوم التنظيم الذاتي:
مفهوم التنظيم الذاتي إن مفهوم التنظيم الذاتي هو كون الشخص واعياً للسلوك الذي يقوم به، والاستعداد الدائم لتحقيق الأهداف عبر مساعدة الذات في ذلك.

التنظيم الذاتي هو جزء أساسي من سلوك الإنسان يشمل إدارة وتعديل أفكاره، وعواطفه، وسلوكياته وذلك وفقاً لمتطلبات الوضع ويشمل مجموعة واسعة من المهارات مثل كبح الردود الانفعالية الاندفاعية، وإدارة العواطف السلبية بفعالية، وتحديد أهداف شخصية، والعمل بجدية نحو تحقيقها.

ويعد البحث في علم النفس التطوري دليلاً حاسماً على أهمية التنظيم الذاتي حيث برز في دراسة في عام 2020 حقيقة أن مهارات التنظيم الذاتي، عند زرعها في سن الطفولة، تعمل كعوامل تنبؤ ليس فقط بالتحصيل الأكاديمي ولكن أيضاً بأنماط السلوك البيني، وحالة الصحة النفسية، والرفاهية الشاملة في المراحل اللاحقة من الحياة ومن ناحية أخرى، نذكر أنه تكون الفرص أوسع إذا كان الشخص يعرف كيف ينظم أفكاره وأفعاله ومشاعره بفعالية.

-التنظيم الذاتي في الذكاء العاطفي:
التنظيم الذاتي في الذكاء العاطفي ويمكننا التحكم بالمشاعر الخاصة بنا وتنظيمها من خلال مهارات عديدة، وهذه المهارات هي:
إنشاء المساحة:

 المهارة الأساسية في التحكم بالعواطف الصعبة، والهدية التي يمكننا منحها لأنفسنا، هي الوقوف لحظة، ومن ثم أخذ نفس عميق، وتباطؤ الزمن بين المحفز والاستجابة.

ملاحظة ما تشعر به:

 يمكن أن تعكس أعراضك الجسدية مشاعرك العاطفية. حيث الاهتمام بما يحدث جسدياً يمكن أيضاً أن يشتت انتباهك ويساعد في تخفيف حدة العاطفة.

تسمية ما تشعر به: 

بمجرد أن تلاحظ ما تشعر به، فإن القدرة على تسميته يمكن أن تساعدك على السيطرة على ما يحدث كثير منا يشعر بأكثر من شعور في نفس الوقت، لذا لا تترد في تحديد عدة عواطف قد تكون تشعر بها.

تقبل العاطفة:

 إن العواطف هي مشاعر طبيعية يشعر بها الناس. لذلك اعترف بأن ردود فعلك العاطفية صحيحة، واعترف بأن العواطف هي رد فعل إنساني طبيعي.

ممارسة الوعي والتأمل العميق: 

إن الوعي والاهتمام يساعدنا على “العيش في اللحظة”، من خلال التركيز على ما بداخلنا ويمكن أن تساعدك هذه المهارات في البقاء هادئاً وتجنب الانخراط في أنماط الأفكار السلبية عندما تكون في وسط الألم العاطفي. 

التنظيم الذاتي في الإرشاد النفسي:

 في علم النفس أو الإرشاد النفسي يعرف التنظيم الذاتي بأنه القدرة على تنظيم سلوكنا وتوجيه انتباهنا وتحكمنا في أفكارنا لتحقيق أهداف معينة وبالنسبة للأطفال، إن التنظيم الذاتي في الإرشاد النفسي يساعد الأطفال على إدارة تصرفاتهم وحركات أجسامهم وعواطفهم عندما يركزون على المهمة الملقاة أمامهم وعندما تعمل مهارات التنظيم الذاتي، يمكن للطفل التعرف على السبب، وتقليل شدة الاندفاع، وربما معرفة كيفية مقاومة التصرف بناءً عليه وإن امتلاك مهارات التنظيم الذاتي بشكل أوسع، يساعد على امتلاك التحكم الذاتي. 

-الفائدة من التنظيم الذاتي:
التنظيم الذاتي مهم للغاية لأنه يساعدنا على التعامل مع الضغوط والصراعات ويعزز علاقاتنا ورفاهيتنا العامة وأهميته تتجلى:
جسدياً: 

يساعد التنظيم الذاتي في التحكم بالاندفاعات والتصرف بطرق أكثر مناسبة عندما نشعر بالغضب أو الاضطراب ومن ناحية أخرى، إن القدرة على الهدوء لها تأثيرات جسدية، مثل تهدئة الجسم وأجهزته المختلفة.

عاطفياً:

عندما يكون الشخص في حالة من الغضب، الحزن، الاضطراب، أو الإثارة، يمكن للتنظيم الذاتي المساعدة في تهدئة تلك المشاعر وضبطها، وبالتالي المساعدة على التصرف بطرق مقبولة ومنطقية. كما يمكن للتنظيم الذاتي المساعدة في التحكم في المشاعر حتى لا تسيطر على الشخص بشكل مفرط.

عقلياً: 

التنظيم الذاتي ضروري لتحسين عمليات التعلم والأداء، سواء في البيئة الدراسية أو في مكان العمل. يساعد الأفراد على الجلوس بتركيز في مكان العمل، والاستماع إلى الإرشادات، وإعادة التركيز بعد إتمام المهمة.

اجتماعياً: 

التنظيم الذاتي الاجتماعي يسمح للأفراد بتنظيم سلوكهم بطرق تجعلها مقبولة اجتماعياً ويساعدهم في بناء العلاقات من خلال عدم السماح للعواطف القوية أو الاندفاعات بالتحكم في سلوكهم. 

الفرق ما بين التنظيم الذاتي والتحكم الذاتي: 

النتظيم الذاتي: 

إن التنظيم الذاتي يكون مرتبط بما يشير إليه العلماء بـ"الحالات الداخلية" وعلى سبيل المثال، ينطوي التنظيم الذاتي العاطفي على التعرف على الحالات العاطفية وتنظيمها والتنظيم الذاتي العاطفي لا يقتصر فقط على العواطف السلبية مثل الغضب أو الحزن، ولكن أيضاً على عواطف مثل السعادة أو الحماس.

التحكم الذاتي:

 إن السيطرة على النفس أو التحكم بالنفس مرتبطاً بالتنظيم الذاتي، ولكن يركز على استجابة الفرد لحدث معين وهو القدرة على السيطرة على ردود أفعالك وعندما يظهر شخص ما سيطرة على النفس، يمكنه إيقاف الاستجابة الدافعية أو العرضية لوضع معين.

المصدر: البوابة نيوز