لا يضركم من خذلكم فأنتم الأعلون
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يكمل العدوان الصهيوني البربري على الأشقَّاء في قِطاع غزَّة الأسبوع العاشر وما زال العالَم يتفرَّج على هذه الجريمة في ظلِّ حالة عجز عالَمي لَمْ يسبق لها مثيل وحصار إجرامي مدعوم من قوى الإرهاب العالَمي، وإبادة جماعيَّة للأبرياء من أطفال ونساء ومَدنيَين عُزَّل انقطعت عَنْهم كُلُّ سُبل الحياة وهجمات موازية للعدوِّ الصهيوني على مُدُن الضفَّة الغربيَّة واعتقالات بلغت أكثر من (6000) آلاف منذ بداية العدوان، بَيْنَما تجاوز الشهداء أكثر من (18500) شهيد غالبيَّتهم من النِّساء والأطفال وأكثر من (10000) مفقود تحت الأنقاض، بعضهم يئنُّ ويصرخ تحت الركام في ظلِّ نقص لمعدَّات الدِّفاع المَدَني ومعوِّقات على الأرض تضاعف صعوبة الانقاذ وخروج المؤسَّسات الطبيَّة عن الخدمة مع الحصار المفروض على المشافي واستهدافها والقصف المستمر للبنية الأساسيَّة الَّتي دُمِّرت بشكلٍ تجاوزَ نصف القِطاع مع استهداف لمختلف جوانب الحياة الإنسانيَّة من مخابز ومساجد ونقاط مياه ومؤسَّسات الأونروا وإغلاق جزئي لمعبر رفح، في مشهدٍ كارثي يتطلب هبَّة عالَميَّة لإنقاذ ما يُمكِن إنقاذه، ومحاولة إخراج بعض المصابين الَّذين تجاوز عددهم (50000) في حالة لَمْ يشهدها التاريخ، بَيْنَما تواصل الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة منح الضوء الأخضر للكيان المُجرِم اللقيط لاستكمال جريمته بعد استخدام فيتو الباطل بالاعتراض على قرار وقف إطلاق النَّار لدواعٍ إنسانيَّة حسب المادَّة (99) للأُمم المُتَّحدة، فإلى أين يسير هذا الصلف وهذا العدوان البربري النَّازي بتحالف الشيطان وهو يستفرد بقِطاع لا يتجاوز مساحته (365 كم مربَّع)؟!!
الموقف العربي البائس الَّذي لَمْ يستطع حتَّى الآن ـ ورغم المناشدات ـ أن يقدِّمَ شيئًا في هذه القضيَّة وكأنَّ ما يحدُث في فلسطين لا يعني هذه الدوَل العربيَّة الَّتي اجتمعت في قمَّة عربيَّة إسلاميَّة استثنائيَّة بعد أكثر من شهر على العدوان جمعت (57) دَولة كانت عاجزة عن تقديم أيِّ شيء وهي تشاهد الحملة الصهيونيَّة البربريَّة على الأبرياء، ونحن هنا إذ نوَجِّه الخِطاب للنِّظام الرَّسمي العربي نقدِّم البَيِّنَة التاريخيَّة على هذا الخذلان والتراجع المعيب، وعدم الالتزام بالمسؤوليَّات الإنسانيَّة والشرعيَّة والعروبيَّة، ونعلَم أنَّ هذه المشاهد لَمْ تبلغ ـ للأسف الشديد ـ ضمائر هذه الأنظمة مع العِلم أنَّ انكسار شوكة المقاومة (لا قدَّر الله) سوف يأتي على هذه الدوَل وفقًا للمشروع الصهيوني (إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النِّيل).
الدوَل العربيَّة المحوريَّة ـ للأسف ـ منذ جولة العدوان الثانية غابت تمامًا عن المشهد حتَّى لَمْ نشهد لها أيَّ حراك يُبرئ ذمَّتها الإنسانيَّة والشرعيَّة ومسؤوليَّتها القوميَّة بالدِّفاع عن فلسطين وفقًا للمادَّة الثالثة من ميثاق جامعة الدوَل العربيَّة الَّذي يلزم الدوَل العربيَّة بالتصدِّي لأيِّ عدوان أو استهداف محتمَل لأيِّ دَولة عربيَّة، لكن لا حياة لِمَن تنادي، المُصيبة الأخطر أنَّ اتفاقيَّات الاستسلام الَّتي وقَّعتها بعض الدوَل العربيَّة مع هذا الكيان الإرهابي المُجرِم تُعدُّ خطَّ الدِّفاع الأوَّل عن الكيان الصهيونيِّ، وتنتهك سيادة هذه الدوَل، وإلَّا فإنَّ ما حدَث في 7 أكتوبر يُمكِن أن يتكرَّرَ على مختلف الجبهات العربيَّة، وهناك الآلاف والملايين من أبناء الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة مستعدِّين للتضحية والدِّفاع عن أولى القِبلتَيْنِ وثالث الحرمَيْنِ الشَّريفَيْنِ، والالتزام بالواجب الشرعي والعروبي والإنساني الَّذي نصَّت عَلَيْه كُلُّ الشرائع والرسالات السماويَّة، لا سِيَّما في مِثل هذه الظروف، حيث يستفرد العدوُّ الصهيوني بأطفالنا وأهلنا في فلسطين عِندما فشل في مواجهة الرجال، رجال المقاومة فعمد إلى ارتكاب مجازره وجريمته للتغطية على خيبته وفشله، ومضى في استهداف كُلِّ ما يمُتُّ للحياة بصِلَة بلغ بهم الأمْرُ بتنفيذ عمليَّات إبادة بالمعتقلين من الرجال باعتبارهم مقاتلين غير شرعيِّين في النهج الإجرامي لبني صهيون أذلَّهم الله
اليوم تتجسَّد قمَّة المأساة والكارثة في قِطاع غزَّة، وإن لَمْ يهبّ العالَم لإنقاذ ما يُمكِن إنقاذه فلَنْ يبقى في هذا القِطاع نسمة تتنفَّس الهواء بعد إغلاق وانقِطاع كُلِّ سُبل الحياة. ولكن بالمقابل فإنَّ المقاومة العظيمة تقدِّم اليوم ملحمة من الصمود، وتقدِّم الدروس للعالَم وتُحقِّقُ إنجازات وملاحم بطوليَّة تجسِّد حقيقة القضيَّة وتمسُّكها بمشروعها وتطبيقها لأوامر الله، لذا لَنْ تخذلَ ولَنْ تنكسرَ وستُذيق بني صهيون المذلَّة والخزي والهزيمة، نسأل الله سبحانه التمكين لرجال القسَّام وسرايا القدس وكتائب الأقصى وجميع فصائل المقاومة وكوادرهم المناضلة بَيْنَ إحدى الحسنيَيْنِ؛ النَّصر المبَيْنَ أو الاستشهاد، ونسأله تعالى تعجيل وعده العظيم بالفتح المُبين الَّذي بشَّر به في محكم كتابه الكريم، ولا شك أنَّ هذه الدِّماء الطاهرة والأرواح البريئة هي عماد مشروع التحرير.. الله أكبر ولله العزَّة ولرسوله وللمؤمنين.
خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الدو ل العربی هذه الدو ل الدو ل ا هذه الد العال م
إقرأ أيضاً:
وزير الشباب يُكرم أعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر فلسطين بصنعاء
وخلال التكريم، الذي حضره نائب وزير الشباب نبيه أبو شوصاء ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبدالرحيم الحمران ونائبه الدكتور أحمد العرامي، وعدد من وكلاء الوزارة والمستشارين وقيادات العمل الشبابي والرياضي وأعضاء لجان المؤتمر، رحَّب وزير الشباب والرياضة بأعضاء الوفود المشاركين في المؤتمر في عاصمة الشموخ والصمود صنعاء التي تعتز وتُسعد باستضافة كل الأحرار.
وأشاد بمواقف المشاركين الذين حرصوا على حضور المؤتمر رغم الصعوبات والتحديات، ليسجلوا حضورهم الفاعل ويؤكدوا تضامنهم ومناصرتهم للقضية الفلسطينية ورفض جرائم العدوان الصهيوني على غزة وكل فلسطين.
وأكد الوزير المولَّد أهمية انعقاد المؤتمر في ظل ظروف عصيبة ناجمة عن استمرار جرائم العدوان الإسرائيلي، الأمريكي على أبناء الشعب الفلسطيني واستهداف أحرار الأمة في اليمن ولبنان، من قبل قوى الظلم والشر العالمي.
ولفت إلى دور المؤتمر الدولي في تسليط الضوء على الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في فلسطين وخاصة في قطاع غزة والأوضاع المأساوية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني منذ عقود، في ظل استمرار الجرائم والمجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب.
ودعا وزير الشباب، أحرار العالم إلى مزيد من التضامن ونصرة المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني، وتقبيح جرائم العدوان الإسرائيلي والسعي لإيقاف جرائمه، ورفع الحصار عن قطاع غزة وكل فلسطين.
فيما عبَّر أعضاء الوفود المشاركة عن الامتنان لقيادة وزارة الشباب والرياضة على هذا التكريم الذي يُعبر عن أصالة وشهامة وإباء اليمنيين وعزّتهم وكرامتهم وكرمهم.
وأشاروا إلى أهمية انعقاد المؤتمر في ظل المؤامرات التي تخيطها قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا على شعوب المنطقة العربية والإسلامية، بما في ذلك محاولة تصفية القضية الفلسطينية والسعي لتهجير الفلسطينيين من بلادهم.
وأكدوا الحرص على استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية ودعم المقاومة لردع الكيان المؤقت، وإدانة العدوان الأمريكي على اليمن وما يرتكبه من جرائم يندى لها الجبين باستهداف العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات.
وكان أعضاء الوفود المشاركة زاروا المعرض التشكيلي "طوفان الأقصى" المُقام بصالة وزارة الشباب والرياضة، وطافوا بأجنحة وأقسام المعرض الذي احتوى على لوحات ومجسمات فنية ورسوم تعبيرية، عبَّرت عن عظمة تضحيات شهداء الأمة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبسالة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني.
وأشاد الزوار بما تضمنته اللوحات من رسوم فنية جسدت مظلومية أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وملاحمهم البطولية وصمودهم تجاه آلة الحرب الصهيونية الأمريكية،
التي ترتكب أبشع المجازر في حق النساء والأطفال والشيوخ من أبناء الشعب الفلسطيني، في ظل صمت وتواطؤ أممي معيب.