لعل حكم التدخين من المسائل الشرعية التي يبحث عنها كثير من المدخنين ، الذين لا يستطيعون الإقلاع عن عادة التدخين والتي وصلت بهم حد الإدمان ، فأصبح من الصعب التوقف عنه، لذا فحتى لا يكون الأمر هلاكًا في الدنيا وعذابًا بالآخرة ينبغي الوقوف على حكم التدخين وهل هو حرام شرعًا أم مكروهًا، لعله يكون عونًا لهم يخلصهم من عادة التدخين المهلكة .

هل يجوز البيع لمن كانت أمواله حرام؟.. انتبه لـ5 أمور حتى لا تصيبك لعنته ما هو سبب نزول سورة النصر؟.. لـ 4 أسرار لا يعرفها كثيرون حكم التدخين

قالت دار الإفتاء المصرية ، إن التدخين عادة سيئة محرمة شرعًا، منوهة بأن مدار حكم التدخين على الضرر، فإن تحقق الضرر الذي تمنعه الشريعة الإسلامية فيحرم لذلك، وإن لم يتحقق كره أو أبيح.

وأوضحت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال: (ما حكم التدخين و هل التدخين حرام 
؟) ، أن التدخين هو ما يعرف بتعاطي نبات التبغ بالإحراق، وجذب الدخان الناتج عن إشعاله.

وأضافت أن التبغ: لفظ أجنبي دخل العربية دون تغيير، وقد أقره مجمع اللغة العربية، وهو نبات من الفصيلة الباذنجانية يستعمل تدخينًا وسعوطًا ومضغًا، ومنه نوع يزرع للزينة، وهو من أصل أمريكي.

وأشارت إلى أنه لم يعرفه العرب القدماء، فقد ظهر في أواخر القرن العاشر الهجري وأوائل القرن الحادي عشر، وأول من جلبه لأرض العثمانيين الإنجليز، ولأرض المغرب يهودي زعم أنه حكيم، ثم جُلب إلى مصر، والحجاز، والهند، وغالب بلاد الإسلام.

ونوهت بأن من أسمائه: الدخان، والتتن، والتنباك، لكن الغالب إطلاق هذا الأخير على نوع خاص من التبغ كثيف يدخن بالنارجيلة لا باللفائف، ومما يشبه التبغ في التدخين والإحراق: الطباق، وهو نبات عشبي معمر من فصيلة المركبات الأنبوبية الزهرية.

ما حكم التدخين

ولفتت إلى أنه معروف عند العرب، خلافًا للتبغ، والطباق: لفظ معرب. الطباق: الدخان. يدخن ورقه مفرومًا أو ملفوفًا، مشيرة إلى أن مدار حكم التدخين على الضرر، فإن تحقق الضرر الذي تمنعه الشريعة الإسلامية فيحرم لذلك، وإن لم يتحقق كره أو أبيح.

ونبهت إلى أنه كان ذلك سبب اختلاف العلماء فيه قديمًا؛ حيث إن الطب ما زال يكشف لنا عن كل جديد، ويخبرنا بأضرار التدخين يومًا بعد يوم، وما وصل إليه الطب الحديث في عصرنا أن التدخين ضارٌّ جدًّا بالصحة الإنسانية، وأنه يحتوي على مادة مفترة.

واستشهدت بما ورد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أن من قضاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»(2)، وبنيت عليه قواعد فقهية كلية وفرعية، منها: "الضرر يزال"، ومنها: "دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة"، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ"(3).

وتابعت: وبناءً عليه: يُعلم أن الشرع حرَّم الضرر البالغ، والتدخين يصيب الإنسان بالضرر البالغ كما أقر بذلك الأطباء، ويحرم الشرع كل مادة مفترة، والتبغ وكل النبات الذي يدخن يفتر أعصاب الإنسان.

وأفادت بأنه حرَّم الشرع الشريف إضاعة المال، وهي الإنفاق فيما لا فائدة له، بل فيما فيه ضرر؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»؛ لذا نرى أن التدخين عادة سيئة محرمة شرعًا، نسأل الله أن يتوب على من ابتلي بها.

هل التدخين حرام

وأصدر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، دراسة شرعية حول التدخين وآثاره وحكمه، مؤكدًا أن تشريعات الإسلام الحنيف جاءت آمرةً بكل معروفٍ نافعٍ، وناهيةً عن كل منكرٍ ضارٍ، فكان من الطبيعى أن تقف وقفةَ المُعادى مما يثبُت ضررهُ على صحة الإنسان.

ولفت إلى أنه تبيّن بلا ريبٍ أن التدخينَ ضارٌ بل وقاتلٌ، فقد نشرت مُنظمة الصحة العالمية تقريرًا مُطوَلا في عام (1975) ، تقول فيه: "إن عدد الذين يلقون حتفهم، أو يعيشون حياةً تعيسةً من جراءِ التدخين يفوق عدد الذين يلاقون حتفهم نتيجة الطاعون، والكوليرا، والجدري، والسل، والجذام، والتيفوئيد، والتيفوس، مجتمعين، والوفيات الناجمة عن التدخين هي أكثر بكثير من جميع الوفيات للأمراض الوبائية مجتمعة".

واستطرد: كما أن مجموع الدخل الذي تحققه الدول الكبرى من جراء الضرائب الباهظة على إنتاج التدخين هو أقل بكثير من الأموال التي تُنفق لمعالجة الأمراض الناتجة عنه، وإنه من الهام معرفة أن الآثار المدمرة للتدخين لا تظهر بشكلٍ واضحٍ، إلا بعد ربع قرن، يدخن الشاب، ولا يدري ماذا يفعل بنفسه، لكن بعد مُضي عشرينَ عامًا أو أكثر تبدأ الآثار الضخمة للتدخين في الظهور.

وبين أن للتدخين تأثيره على قدرات ووظائف أعضاء الجسم، فآثاره الضارة كثيرةٌ وخطيرةٌ، فالتدخينُ يصيب الإنسان بالكثير من الأمراض المزمنة والسرطانات، فنسبة السرطان عند المدخنين هي ثمانية أمثال غير المدخنين، إلى غير ذلك من الأضرار والتي منها على سبيل المثال لا الحصر:

(1) أن عمر الشرايين وتصلبها يتأثر به، فلو دخن الشخص في اليوم عشرين دخانةً لنقص من عمره خمس سنوات تقريبًا.
وقد أظهرت دراسة أن التدخين لمدة طويلة يقصر من عمر المدخن من1-7 سنوات.

(2) التدخين يؤدي إلى ضعف الذاكرة، وكثرة النسيان، وفتور النشاط العقلي، فغير المدخن أذكى من المدخن، وأسرع استجابة منه.

(3)كما يضعف التدخين الوظائف التنفسية، ويؤدي إلى التهاب الأنف، والبلعوم المزمنين، وإلى التهاب الحنجرة، والقصبات الرئوية.

(4) بالإضافة إلى أن معظم الإصابات القلبية، والوعائية القاتلة تعود إلى التدخين.

(5) كما أنه يزيد سكر الدم، ويزيد هرمون التجلط، ويسبب التهابا في الملتحمة، وجفافا في الأجفان، والتهابا في العصب البصري، كما يؤدي إلى تسمم الخلية الكبدية، وقصور الكبد.

(6) الدخان أحد أكبر أسباب إصابة الرجل بالضعف الجنسي، وتشوه النطف، ويؤدي إلى العقم عند الرجال والنساء.

(7) بالإضافة إلى أن أكثر حالات الإجهاض والإملاص - ولادة الجنين ميتا - بسبب الدخان، وهو سبب الولادة قبل الأوان، ونقص الوزن، ووفاة الرُّضَّع بسبب الأم المدخنة، أما التشوهات الخلقية، والوفاة في المهد، وربو الأطفال، والصمم؛ فكله يُعزى إلى الأم المدخنة.

(8) ثم أضف إلى كل ما سبق أن المدخن لا يقصر ضرر التدخين على نفسه، بل يضر بهذا من حوله من زوجة، وأولاده، وزملاءه.

وتعجب ، قائلاً:  كيف بعد كل هذا الضرر تأتى الشريعة بإقراره أو بإباحته؟! كيف وكل ضار في الإسلام محرم؟!، فالتدخين محرم شرعًا، وذلك من وجوه:-

(1) فالإسلام حرم كل ضارٍّ بصحة الإنسان، فقد قال تعالى  ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ ، وقال أيضاً ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ  قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾ ، وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ" .

(2) بالإضافة إلى أن صحةَ الإنسان نعمة تستوجب شكر الله – عز وجل – ومن شكر هذه النعمة المحافظة عليها، وتسخيرها في نفع النفس والناس، فكما أن الشكر يكون بالقول فهو أيضاً بالعمل، فقد قال تعالى ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾.

(3) كما أن إنفاق المال للحصول على الدخان يعد إضاعة له وهو محرم أيضاً، فعن المغيرة بن شعبة قال، قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) .

وشدد على أنه لذلك فالتدخين حرام شرعاً، ومعصية يعرض الإنسان نفسه من خلالها إلى الهلكة فقد قال تعالى ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، وهذه الحرمة تنسحب على البائع والمشتري والمُصّنع وكل من ساهم في عملية إيصال الدخان إلى المدخن، قال تعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التدخين هل التدخين أن التدخین قال تعالى إلى أنه ى الله الله ع کما أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

عرض" قليلا من الدخان كثيرا من الرماد " يخطف الأنظار في مهرجان الفضاءات غير التقليدية

شهد مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية العرض المسرحي " قليلا من الدخان كثيرا من الرماد " والمشارك ضمن عروض الدورة الرابعة من مهرجان الفضاءات غير التقليدية، والتي تحمل اسم الفنان الدكتور مجدي كامل، ويقام المهرجان تحت رعاية أكاديمية الفنون برئاسة الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون.

 

وينظم المهرجان المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة تحت قيادة الدكتور إسلام النجدي عميد المعهد، الفنان هشام صبرة مدير المهرجان، الفنان عبد الرحمن المغربي رئيس اتحاد طلاب المعهد، الفنان محمد إسناوي المدير تنفيذي للمهرجان و الفنانة جينا حميد منسق عام المهرجان والفنان تامر طه مدير المركز الإعلامي للمهرجان.

تدور قصة العرض حول اثنين من الجنود، يتقابلون علي الخط الفاصل بين البلدين يحاربون بعضهم البعض، ولكنهم في وقت هدنه حاليا، ويجدوا سيجارة علي الحدود نصفها عند بلد ونصفها الآخر في بلد آخر، ويحاولان طوال العرض البحث عن أي منهم الأحق بالسيجارة.

 

يضم فريق عمل العرض احمد يحي مؤلف العرض، دراماتورج واخراج نور الدين عماد، وتمثيل بهاء سليمان، نور عماد، إضاءة ابراهيم حسن، ديكور وازياء ومكياج ملك جعفر، تصميم بوستر ودعاية ميسرة جعفر، إعداد موسيقي مصطفي حجازي، تنفيذ موسيقي عبده رشدي،استعراضات : كابو وتاليف موسيقي محمد عوض.

 

يذكر أن المهرجان يهدف إلي تسليط الضوء على مسرح الفضاءات كأحد الأشكال المسرحية النادرة والمختلفة، نظرًا لقربه من الجمهور وطبيعته التفاعلية، إضافةً إلى بساطة إنتاجه مما يُتيح إمكانية تجوال عروضه في المحافظات، وتمثيل مصر في المهرجانات الدولية وتجدر الإشارة إلي أن المهرجان إنتاج ذاتي بالكامل، دون ميزانيات مخصصة للمخرجين أو المشاركين، مما يُبرز إصرار طلاب المعهد على إنجاحه بجهودهم الذاتية.

مقالات مشابهة

  • عرض" قليلا من الدخان كثيرا من الرماد " يخطف الأنظار في مهرجان الفضاءات غير التقليدية
  • تونس.. بيان من أجل الديمقراطية للاستئناف
  • ما حكم الاستنساخ البشري؟.. الإفتاء تجيب
  • ما يجب فعله عند دفن الميت.. الإفتاء تحذر: هذا الفعل حرام شراعا
  • ماذا يحدث عند البكاء في الحمام ليلا؟.. الإفتاء: احذروه لـ 3 أسباب
  • شوقي علام: الخلع حمى المرأة من الضرر والظلم.. والقانون ليس بعيدا عن روح الشريعة
  • لن يقاتل السودان وحده فسنة الله فى الناس التدافع؛ فحربه مقدسة وانتصاره حتمي
  • هل الحب حرام؟.. علي جمعة يوضح
  • البابا تواضروس: الطفولة ليست مرحلة عابرة، وإنما هي بذرة القداسة في حياة الإنسان
  • عمرو الورداني: البناء الإلهي للإنسان يقوم على 3 مقاصد