يعتبر نظام "سمارت باص" منظومة إلكترونية متكاملة لإدارة وتتبُّع وأمان الأطفال في النقل المدرسي، ويشمل معلومات وبيانات ما قبل خروج الطالب من منزله إلى عودته سالما للمنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي، حيث يقدِّم النظام خدمات متنوعة لولي أمر الطلبة وإدارة المدرسة ومالكي الحافلات المدرسية أو سائقيها، كل جهة في نطاق مسؤوليتها والبيانات والمعلومات التي تحتاجها.

كما يعتبر أول نظام لإدارة وتتبُّع النقل المدرسي بالذكاء الاصطناعي في العالم. حيث إن تفعيل النظام في أي مدرسة عادة لا يتجاوز ساعة و30 دقيقة فقط، بدءًا من تسجيل المدرسة عبر منصة "سمارت باص"، ورفعها البيانات، والوصول الفوري لرسائل التفعيل لكافة أولياء الأمور.

وتحدث أحمد بن حمد الخروصي المؤسس والمدير التنفيذي لنظام "سمارت باص" حول البدايات في تأسيس النظام، قائلا: بدأت الفكرة عام 2019 من خلال استخدام الأجهزة التقليدية لقيد الطلبة في الحافلات بالبطاقات والتتبع، والتي سارعنا في وقف استخدامها بعد مرور 6 أشهر فقط، بعد أن ظهرت عيوبها وأنها غير مخصصة للأطفال والطلبة من حيث صعوبة ائتمان الطفل أو الطالب في هذا السن الصغير على أن يسجل نفسه بنفسه، فهذا الأمر غير عملي وأثبت عدم فعاليته تماما، فانتقلنا فورا للعمل من الصفر للتخطيط والبحث العلمي حول إيجاد طريقة حديثة، يتمتع معها الطفل بالحماية والأمان، ويحصل فيها ولي الأمر على الاطمئنان وسرعة وصول المعلومات والبيانات، وتتمكن كذلك المدارس من إدارة النقل المدرسي بفاعلية حقيقية، وفي 2020 بدأنا العمل بعد اكتمال كافة خطوات التخطيط والبيانات، وبعدها بعام بدأت التجارب التطبيقية الفعلية، وفي 2022 دشّنا منصة "سمارت باص" بشكل رسمي وسجلت فيه المدارس، وأثبت نجاحا وفاعلية كبيرة، من حيث الجودة العالية والسهولة والمرونة.

التحديات

وأشار الخروصي في حديثه إلى أبرز التحديات التي واجهته في إنشاء هذه المنصة، قائلا: كان بناء نظام متكامل بهذا الحجم وبشكل دقيق وبجودة عالية يتطلب الآلاف من ساعات العمل من قبل فريق الإدارة وفريق المهندسين بمختلف التخصصات، وضخ مبالغ كبيرة لإتمام العمل حتى يظهر بهذه الجودة العالية، ومن جانب آخر كان هناك تحدٍ لإيصال النظام للمدارس والتسويق، وفور بدء استخدامه من قبل المدارس وأولياء الأمور الملتحقين أبناؤهم بهذه المدارس، وقد تلاشى هذا التحدي بعد أن لاقى النظام ترحيبا واسعا، وأصبح أولياء الأمور بأنفسهم يطلبون توفيره بمدارس أخرى، وهكذا انتشرت فكرة" سمارت باص" النظام الأكثر كفاءة وجودة في إدارة وتتبع وأمان النقل المدرسي.

خدمات المنصة

وقال الخروصي توفر "سمارت باص" منظومة متكاملة لإدارة وتتبع حافلات النقل المدرسي، حيث إنّ المدرسة بعد تسجيلها يصلها بشكل فوري إشعار لتنزيل وتعبئة بيانات الطلبة والحافلات ورفعها لمنصة "سمارت باص"، وفور رفع البيانات تصل رسائل نصية فورية لكل أولياء الأمور بها ترحيب وبيانات الدخول للتطبيق، وكذلك رابط لتحميل التطبيق وفيديو مُصمَّم خصيصا لولي الأمر، حيث يتمكن من خلاله التعرف بسهولة على كيفية استخدام التطبيق، وكل هذه العملية من التسجيل لبدء تفعيله تستغرق عادة ساعة و30 دقيقة فقط، وهذه ميزة لا تتوفر لدى أي أنظمة أخرى حتى في مجالات أخرى، كذلك تصل رسائل "بشكل فوري" لمشرفي الحافلات والسائقين، بها بيانات خاصة لهم.

خدمات للإدارة المدرسية

موضحا أن التطبيق يوفّر خدمات خاصة للإدارة المدرسية، حيث يتوفر للمدرسة دخول لمنصة "سمارت باص" عبر الويب، بالإضافة إلى دخول التطبيق كمدرسة، ومن خلالها يمكنها تتبع كافة الحافلات وتعقُّب غياب الطلبة وأذونات وتصاريح ذهابهم وخروجهم بشكل إلكتروني تماما، كما يمكنها استخراج تقارير الرحلات بشكل يومي أو حسب التواريخ التي تختارها، وكذلك تقارير الغياب، وتقارير الأذونات والتصاريح، وتقارير الحافلات والسائقين، كما يمكن للمدرسة معرفة مكان وجود الطالب إذا كان بالمنزل أو صعد للحافلة، أو بانتظار الحافلة، أو تم تسجيله غيابا، أو سيذهب مع ولي أمره، كما يمكنها استعراض الحافلات التي لديها مناوبات حالية، أو متوقفة، أو انتهت من عملها سواء في رحلات الذهاب إلى المدرسة صباحا، أو رحلات العودة من المدرسة مساءً. ويمكن للمدرسة أيضا عبر خدمة "المحادثات" أن تقوم بمراسلة فورية لأولياء الأمور، بشكل جماعي أو فردي، كما يمكنها مراسلة فورية لمشرفي الحافلات والسائقين، وإرفاق ملفات أو صور. وأضاف: ولدى المدرسة إمكانية تفعيل خاصية الأمان "كود كيو ار"، أو إغلاقه من خلال التطبيق أو منصة "سمارت باص"، وهذا الكود(الرمز) الذي يُطلب من المشرف أو السائق الذهاب إلى آخر الحافلة للتأكد من خلوّها من الطلبة قبل إنهاء الرحلة، وبدونه لا تنتهي الرحلة، ويصل إشعار تنبيه بذلك للمدرسة بشكل فوري، يمكن للمدرسة توزيع الطلبة في الحافلات، أو إعادة توزيعهم بشكل سهل ومرن وسريع عبر المنصة.

خدمات لولي الأمر

وأشار الخروصي إلى أن ولي أمر الطالب يمكنه منذ أول يوم، التعرف على كافة بيانات حافلات أبنائه "حتى وإن كانوا في مدارس مختلفة"، وتصله إشعارات فورية عند بدء الرحلات، وكذلك عند صعود أو نزول أبنائه من الحافلة وعند انتهاء رحلة عودتهم، كما يمكنه مراسلة إدارة المدرسة بشكل فوري، أو مراسله مشرف وسائق الحافلة عند وجود أي طارئ، ويستقبل منهم مراسلات كذلك عبر تطبيق "سمارت باص"، كما يمكن لولي الأمر تسجيل غياب أبنائه، في حالة عدم ذهابهم اليوم أو الأيام التالية للمدرسة، حيث سيظهر ذلك عند المدرسة والمشرف أو السائق، وبالتالي توفير الوقت والوقود والجهد، وهذا الوقت أيضا يجعل رحلة بقية الطلبة بالحافلة أسرع، بدلا من استغراقها وقتًا طويلا بالمرور على منازل الطلبة الغائبين. وقال: يمكنه كذلك تسجيل "أذن ذهاب" في حال رغبة أحد الوالدين في نقل الأبناء بنفسه من المدرسة، وسيظهر ذلك لدى المدرسة والمشرف أو السائق، كما يمكن لولي الأمر رفع صور أبنائه عبر التطبيق، ولاحقا سيتم إضافة "عذر الغياب" والملاحظات السلوكية؛ لتسهيل الإجراءات الإدارية للمدرسة وكذلك لولي الأمر.

وأكد الخروصي أن المنصة توفّر خدمات للإدارات التعليمية والمدارس، حيث يمكن للإدارات التعليمية والمدارس التي لديها فروع مثل المدارس الخاصة، من تتبع كافة المدارس التابعة لها إداريا.

عقود العمل والمشاركات

وبيّن الخروصي أن المنصة وقّعت عقودا مع 48 مدرسة في نظام "سمارت باص" للعام الدراسي الحالي في مختلف محافظات سلطنة عُمان. مشيرا إلى أنه تم اختيار "سمارت باص" للمشاركة في المنتدى الخليجي في الدوحة بدولة قطر في نوفمبر الماضي، نظرا لتميّز النظام في فكرته وجودته العالية وكونه مطلبا مهما لإدارة وتتبع وأمان الحافلات المدرسية.

وقال: سجلنا شركة الوصول المتكاملة المالكة لنظام "سمارت باص" لدى منظمة الأمم المتحدة كمورد رسمي تحت رقم UNGM 661746، وتم تسجيل "سمارت باص" كعلامة تجارية في النظام الموحد للملكية الفكرية لدول مجلس التعاون الخليجي تحت رقم 158388، كما تم تسجيل "Smart Bus" اسما تجاريا لدى عدد 14 دولة حتى الآن في شركات الاتصالات لكل دولة على حدة؛ وذلك من أجل الخطط المستقبلية التي نعمل عليها حاليا للتوسع والعمل على نطاق دولي، خاصة وأن المزايا والجودة العالية تتيح لنا الوصول إلى مختلف دول العالم.

الخطط المستقبلية

وحول الخطط المستقبلية، قال الخروصي: نسعى حاليا في "سمارت باص" للتوسع لإتاحة التسجيل بالنظام بشكل دولي، وبالفعل ثمة 14 دولة تم إضافتها بشكل رسمي، ويمكن بدء استخدام أي مدرسة هناك لنظام "سمارت باص"، وحاليا النظام يعمل باللغتين العربية والإنجليزية، والعمل يجري لإضافة لغات أخرى أكثر استخداما عالميا، ونظرا لمتطلبات التقنية العالية التي يحتاجها عمل "سمارت باص"، حيث توجد المزودات في سلطنة عُمان وتحديدا في "عُمان داتا بارك"، فقد تم إضافة بعض خدمات جوجل كلاود واوراكل، بحيث تكون متزامنة مع السيرفرات الموجود في سلطنة عمان، وذلك لتغطية احتياجات التوسع التقني وسرعة استجابة ومرونة النظام بشكل عالمي، وهذا يوفّر بنية أساسية صلبة وقاعدة قوية لانطلاق "سمارت باص" من سلطنة عُمان إلى العالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: النقل المدرسی فی الحافلات لولی الأمر بشکل فوری کما یمکن سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة: الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة أكبر لترويج المنتجات السياحية بشكل أكثر فعالية

أكد وزير السياحة، شريف فتحي، أن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة أكبر للترويج للمنتجات السياحية بشكل أكثر فعالية، لافتاً إلى أنه تم الاستعانة ببعض تقنيات الذكاء الاصطناعي عند تنفيذ إحدى الحملات الترويجية للوزارة مما أثمر عن نتائج رائعة أكدت على فعالية استخدام هذه التقنيات في مجال السياحة.

جاء ذلك خلال مشاركة الوزير كمتحدث رئيسي في الاجتماع الدولي الأول لوزراء السياحة لمجموعة الدول الصناعية السبع (G7 ITALIA 2024) والذي يُعقد خلال الفترة من 13 وحتى 15 نوفمبر الجاري بمدينة فلورنس بدولة إيطاليا، تلبية لدعوة الجانب الإيطالي.

وشارك في حضور هذه الجلسة وزراء السياحة لمجموعة الدول الصناعية السبع وكذلك الدول التي تم دعوتها من خارج المجموعة، إلى جانب حضور مسئولين وممثلين من كل من منظمة الأمم المتحدة للسياحة UN Tourism والاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، كما حضر السفير خالد ثروت مستشار وزير السياحة والآثار للعلاقات الدولية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، وأحمد نبيل معاون وزير السياحة والآثار للطيران والمتابعة.

وخلال كلمته التي ألقاها، تحدث شريف فتحي عن استخدامات الذكاء الاصطناعي (AI) وتقنياته وتطبيقاته المتعددة في صناعة السياحة وتأثيراتها الإيجابية وخاصة في تحسين تجارب السفر وتصميم البرامج السياحية وفقاً لاحتياجات الأفراد، ومساهمته في تعزيز تدابير وإجراءات الأمن والسلامة، وتوفير سهولة في الوصول إلى المعلومات المختلفة.

وأوضح أن للآلة قوة تعلم عظيمة، حيث تتعلم وتتطور من تلقاء نفسها، وأضاف أنه لهذا السبب نحتاج إلى آلية ليكون هناك قدرة على التحكم.

كما استعرض بعض التحديات الرئيسية التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي منها ضرورة صياغة إطار قانوني لتطبيقات وممارسات الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن تحديد الإطار القانوني لذلك أمر يمكن تنفيذه، إلا أنه يواجه العديد من التحديات، والتي من بينها ضرورة أن يكون هذا الإطار القانوني ديناميكيًا نظراً لاستمرار ومواصلة الآلة في التعلم والتطور، وهو أمر صعب للغاية حيث أنه قد يتسبب في العديد من المشكلات التي تؤثر على تجربة السائحين.

كما تحدث عن أن هناك تحدٍ آخر تواجهه السلطات التنظيمية وهو أنها تحتاج إلى خبرة فنية ومراقبة دورية متزامنة مع تطور الذكاء الاصطناعي لتكون قادرة على تعديل وتطوير هذه اللوائح أولاً بأول، وأن يكون هناك كود مرجعي وإطار تنظيمي لاستخدام الذكاء الاصطناعي، بما يضمن عدم خروج التعلم والتطور الآلي عن السيطرة، بجانب تطوير المحفزات اللازمة للتحذير عندما يتم تجاوز هذه القواعد أو اللوائح التي تم وضعها.

من جانبها، حرصت وزيرة السياحة بدولة إيطاليا، دانييلا جارنييرو سانتانشي، على تقديم شكر خاص لوزير السياحة شريف فتحي على حسن وحفاوة الاستقبال التي شهدتها خلال زيارتها الأخيرة إلى مصر نهاية أكتوبر الماضي، مثمنة على آوجه التعاون القائم المتعددة والمثمرة مع مصر في مجالات عدة منها مجال السياحة والآثار.

وعقب هذه الجلسة، قام الوزراء المشاركين بالتقاط صورة تذكارية جماعية، وقامت وزيرة السياحة بدولة إيطاليا برفقة الوزراء على متن رحلة بالقطار (دولشيفيتا) لزيارة القطار التاريخي بإيطاليا (orient express) ومونت جروني.

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة: الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة أكبر لترويج المنتجات السياحية بشكل أكثر فعالية
  • ما نظام دعم الفيديو الذي يخطط الفيفا لاعتماده بدلا من فار؟
  • كريم محمود عبد العزيز يُحيي ذكرى والده.. صورة مؤثرة بالذكاء الاصطناعي
  • مشاركة واسعة في مهرجان الشطرنج المدرسي بالمحافظات
  • محمد مغربي يكتب: النصب بالذكاء الاصطناعي.. احذروا فخ المحتالين
  • تفعيل «لائحة السلوك»... مصادرة وحجز هواتف الطلبة داخل المدارس الحكومية
  • الصين: تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار
  • أول روبوت غواص يعمل بالذكاء الاصطناعي
  • تعاون بين "فودافون" و"إليفاتوس" لتعزيز جهود التوظيف بالذكاء الاصطناعي
  • "واجبنا تجاه النظام العام والمرافق العامة".. ندوة بأوقاف الفيوم