نجاة عبد الرحمن تكتب: الصراع العربي الاسرائيلي وقناة بنما
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
مما لا شك فيه ان هناك تداعيات اقتصادية و أزمات أثرت على دول العالم نتيجة عدة عوامل منها طوفان الأقصي " الحرب المشتعلة بين غزة وإسرائيل " و جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد -19، ثم لحقتها الحرب الأوكرانية الروسية ومؤخرا الصراع العربي الاسرائيلي المتمثل فى الحرب بين إسرائيل والشعب الفلسطيني و أصبحت سلاسل الإمداد والممرات الملاحية والتجارة العالمية تواجه عدة تحديات في الآونة الأخيرة، بسبب الجفاف الشديد الذي تتعرض له قناة بنما بفعل التغيرات المناخية، أضافه لتداعيات الحرب بين غزة وإسرائيل وتأثيرها على القنوات الملاحية والمضايق البحرية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصةً أن هذه المنطقة يعبر من خلالها حوالي 40% من بترول العالم وتستحوذ على نحو تريليون دولار من قيمة البضائع السلعية سنوياً، في ظل قيام الحوثيين في الأيام الماضية باستهداف عدد من السفن التابعة لإسرائيل في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما دفع شركات التأمين العالمية لرفع علاوة مخاطر الحرب.
وفي ضوء تلك التحديات تسعي الصين لإنشاء قناة نيكاراغوا، وتبني مبادرة الحزام والطريق. وتتجه كل من الهند وإيران وروسيا إلى زيادة التجارة عبر ممر النقل الدُّوَليّ الشمالي – الجنوبي. كما تضخ روسيا مزيداً من الاستثمارات في طريق القطب الشمالي. ومن جهتها، طرحت الولايات المتحدة فكرة مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا. وتفكر إسرائيل في مدى جدوى إمكانية شق قناة بن غوريون، فضلاً عن اتجاه المكسيك لإعادة إحياء خط سكك حديد كبديل لقناة بنما.
واتجهت قناة بنما لاتخاذ مجموعة من الإجراءات لتوفير المياه والحفاظ عليها في عملية الشحن، بما في ذلك استخدام أحواض توفير المياه في ألأهوسه الجديدة (Neo-Panamax)، لكن تأخر ونقص موسم الأمطار هذا العام أجبر إدارة القناة على تقليل الطاقة الاستيعابية وتخفيض مستمر للغاطس المسموح به لعبور السفن في ألأهوسه الجديدة لينخفض من معدله الطبيعي والبالغ 15.2 متر إلى حوالي 13.4 متر في يوليو 2023.
وخلال شهر سبتمبر الماضي، قررت هيئة قناة بنما استمرار العمل بالقيود المفروضة لمدة عام حتى سبتمبر 2024، مع الإبقاء على متوسط العبور في حدود 32 سفينة يومياً. ومع تراجع كمية الأمطار في أكتوبر الماضي بنسبة 41% مقارنة بمستويات عام 1950، وتوقع تراجع الأمطار خلال باقي الموسم بنسبة 38%، أعلنت قناة بنما في 30 أكتوبر الماضي عن استمرار تخفيض الطاقة الاستيعابية من أعداد السفن لتجنب تخفيض الغاطس المسموح به دون مستوى 13.41 متر، ليتم تطبيقه بدءاً من 3 نوفمبر الماضي.
وأثرت التخفيضات المتتالية في مدى اعتمادية قناة بنما في الخطط المستقبلية لدى خطوط الشحن والشركات العالمية، خصوصاً مع إعطاء أولوية لسفن الحاويات والغاز الطبيعي، وتوقع توقف عبور كل من سفن البترول وسفن الصب الجاف من ألأهوسه الجديدة بشكل نهائي بدءاً من فبراير 2024.
وأدت المشكلات والاختناقات المرورية التي سببها الجفاف لقناة بنما، إلى تجدد زيادة الاهتمام بمشروع خط سكة حديد المكسيك أو ما يُطلق عليه "برزخ تيهوانتيبيك للممر بين المحيطات" Tehuantepec Isthmus Interoceanic Corridor (CIIT)، إذ يهدف إلى ربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي في جنوب شرق المكسيك من خلال مسار نقل متعدد الوسائط يجمع بين البنية التحتية للسكك الحديدية والموانئ والمطارات والطرق لنقل البضائع كبديل ومنافس لقناة بنما.
و من جهة اخرى تحاول الحكومة المكسيكية إحياء خط السكك الحديد الذي يعود تاريخه إلى عام 1903، إذ تم بناؤه أول مرة لمصلحة حكومة الرئيس الأسبق، بورفيريو دياز، وتم افتتاحه في عام 1907، وكان يعبر من خلاله 60 قطاراً من وإلى مواني سالينا كروز وكواتزاكوالكوس، لكن تم تدمير هذا الخط مع اندلاع الثورة المكسيكية، ثم تم التخلي عنه مع افتتاح قناة بنما في 1914.
وأصبح هذا المشروع اليوم كياناً قانونياً عاماً وهيئة لا مركزية لها أصولها الخاصة، تم إنشاؤها في عام 2019 بموجب مرسوم من الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور. وفي عام 2020، تم تطوير العمل في هذا المشروع في أضيق نقطة في سواحل المكسيك، التي تربط المحيطين الهادئ والأطلسي، في ظل خِطَّة طموحة للحكومة تهدف إلى أن يتمكن هذا المسار من منافسة قناة بنما المزدحمة حالياً وتعاني شدة الجفاف، وأن يصبح أحد أكثر القنوات كفاءة وأهمية في العالم، وأن يصبح وسيلة سريعة وفعالة لنقل البضائع والركاب. وأعلنت استثمارات في هذا المشروع بقيمة 2.85 مليار دولار.
ويتكون هذا المشروع من خط سكة حديد عبر شريط من الأرض بطول 303 كيلومترات (186 ميلاً) من ميناء سالينا كروز في أواكساكا على المحيط الهادئ إلى كواتزاكوالكوس في فيراكروز على الجانب الآخر من ممر تيهوانتيبيك. ويتضمن المشروع العمل على 459 كيلومتراً من المسارات بالإضافة إلى 12 محطة، إذ يحتاج إلى 9 محطات و87 جسراً و328 كيلومتراً من المسارات إلى العمل في قسم كواتزاكوالكوس-بالينكي، الذي سيتصل بخط سكة حديد قطار مايا. كما يتضمن المشروع تحديث المواني في سالينا كروز وكواتزاكوالكوس، وإنشاء طريق سريع جديد عبر الممر و10 مجمعات صناعية.
وتأمل الحكومة المكسيكية في أن يبدأ تشغيل الخط في ديسمبر 2023 برحلتين يومياً ذهاباً وإياباً للركاب وثلاث رحلات للبضائع. ومن المتوقع بحلول عام 2028 أن يشهد الخط عبور 300 ألف حاوية بضائع سنوياً عن طريق السكك الحديد، ليصل إلى 1.4 مليون حاوية – أي حوالي 33 مليون طن - بحلول عام 2033. بينما قامت قناة بنما، التي يبلغ طولها 80 كيلومتراً، بنقل نحو 10.9 مليون حاوية مكافئة وحوالي 63.2 مليون طن في عام 2022.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هذا المشروع قناة بنما فی عام
إقرأ أيضاً:
عقد بين «سيراج الصناعية» و«VESRA – Honeywell» باستثمارات 15 مليون دولار في اقتصادية قناة السويس
شهد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء صباح اليوم، في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع عقد مشروع بين شركة سيراج الصناعية وشركة VESRA MEA LLC-FZ المرخص لها من Honeywell بتصنيع منتجات Honeywell lighting، التي تشمل الإضاءة التجارية والسكنية والصناعية الخارجية والداخلية، داخل نطاق المطور الصناعي أوراسكوم بمنطقة السخنة الصناعية المتكاملة التابعة لاقتصادية قناة السويس، بحضور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وقّع العقد يوسف نبيل، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة سيراج الصناعية، وإبراهيم عبد الله، العضو المنتدب لشركة VESRA بحضور ممثلين عن الشركتين، وهما: نبيل يوسف، رئيس مجلس إدارة شركة سيراج الصناعية، وليتيسيا لوبيز جارسيا، مديرة تطوير الأعمال والعمليات والتراخيص العالمية في شركة Honeywell International.
استثمارات 15 مليون دولار أمريكيويتيح العقد إنتاج منتجات Honeywell lighting في مصنع سيراج الصناعية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بإجمالي استثمارات قدرها 15 مليون دولار أمريكي، وطاقة إنتاجية تبلغ مليوني وحدة إضاءة داخل مصنع سيراج، على مساحة 3700 متر مربع بمنطقة السخنة الصناعية المتكاملة.
خطة لتصدير 30% من الإنتاجويهدف المشروع في مرحلته الأولى إلى إنتاج مجموعة متنوعة من وحدات الإضاءة الداخلية والخارجية لأغراض سكنية وصناعية وخدمية، مع خطة لتصدير 30% من الإنتاج إلى عدة دول حول العالم، بما في ذلك دول شمال وشرق إفريقيا والشرق الأوسط، وسيتم في الوقت نفسه، توفير 70% من الإنتاج للسوق المحلية للحد من فاتورة الاستيراد وتزويد المواطنين المصريين بمنتج عالي الجودة يحمل علامة «صنع في مصر».
وعقب التوقيع، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على الفرصة المتاحة لشركة VESRA المرخص لها من Honeywell للاستفادة من الإمكانات الكبيرة للسوق المصرية من خلال تصنيع منتجات محلية عالية الجودة قادرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية، حيث يساهم هذا في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتصنيع ويوفر فرصاً جديدة لتوسيع التجارة الدولية، بما يدعم النمو الاقتصادي ويزيد الصادرات.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أن هذا الاستثمار يساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال ايجاد فرص عمل جديدة للشباب المصري، بما يزيد من الطاقة الإنتاجية للبلاد من خلال التصنيع المحلي، لافتاً إلى أنّ بناء شراكات استراتيجية مع شركة عالمية رائدة فى مجالها مثل Honeywell يهدف لدعم وتعزيز المبادرات الوطنية التي تركز على توفير الطاقة والحد من الاستهلاك، بما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني والمجتمع ككل.
بدوره، صرح وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بأنّ التوقيع يأتي في إطار التزام الهيئة بتحقيق أهداف الدولة في دعم الصادرات المصرية من خلال التعاون مع أكبر العلامات التجارية العالمية، التي تهدف إلى توسيع أنشطتها في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأشار إلى أنّ التعاون مع استثمارات أجنبية جديدة وتحالفات استراتيجية أدى إلى جذب العديد من المستثمرين لضخ رؤوس أموال تعزز الاقتصاد المصري، مؤكدا أنّ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت الوجهة المثلى للتعاون الاقتصادي الدولي.
إزالة العقبات وتوفير التيسيراتوأضاف أنّ الجهود المبذولة لتوطين الصناعة وتقليل فاتورة الاستيراد تأتي على رأس أولويات خطة جذب الاستثمارات، كما أكد سعي المنطقة الاقتصادية إلى إزالة أي عقبات عبر العمل على توفير جميع التيسيرات اللازمة لضمان سلاسة الإنتاج والتشغيل مما يسهم في تمكين المشروع من تحقيق أهدافه الاستثمارية وتعزيز التعاون مع الشراكات الأجنبية.
وأوضح إبراهيم عبد الله، العضو المنتدب لشركة VESRA، وليتيسيا لوبيز جارسيا، مديرة تطوير الأعمال والعمليات والتراخيص العالمية في Honeywell، أنّ الشراكة بين سيراج الصناعية وVESRA تهدف إلى تطوير وتصنيع منتجات إضاءة تواكب المعايير العالمية وتركز على تحسين كفاءة الطاقة بما يتماشى مع الأهداف الوطنية لمصر لتحقيق الاستدامة البيئية والحفاظ على الطاقة، مشيرين إلى أنّ الشركاء يعملون عن كثب مع الحكومة المصرية لتحقيق هذه الأهداف المشتركة، ما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة، حيث يهدف هذا الاستثمار، بالتعاون مع الشريك المصري، إلى ضخ استثمارات جديدة تعظم من قدرات المصنع في مصر وتزوده بأحدث المعدات والآلات وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة، ويضمن ذلك تصنيع منتجات عالية الجودة تواكب الأسواق العالمية والالتزام بدعم التنمية المستدامة في مصر.
دعم الصناعة والارتقاء بالتصنيع المحليوأشاد نبيل يوسف، رئيس مجلس إدارة سراج الصناعية، بالإجراءات التي تتخذها الدولة حاليا لدعم الصناعة والارتقاء بالتصنيع المحلي وكذلك السعي لجذب استثمارات أجنبية جديدة للسوق المصرية، مضيفا أنّ خطط التوسع المُستقبلية للشركة من خلال استثماراتها الحالية في مصر عبر المشروع الصناعي المُشترك المقترح، تُعزز استخدام المواد الخام المحلية في تصنيع منتجاته ويدخل خطوطا جديدة ومنتجات متنوعة تضمن توطين الصناعة المحلية في قطاع الإضاءة، كما تُسهم هذه الجهود في تلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية وتطوير منتجات مُبتكرة عالية الجودة تتماشى مع المعايير الدولية وتواكب التطورات التكنولوجية، ويَهدُف كل ذلك إلى دعم الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات وتعظيم الإنتاج المحلي، بما يتماشى مع خطط شركة سراج الصناعية لتوطين إنتاج وحدات الإضاءة وتقنية LED، مضيفا: «استكملت الشركة المرحلتين الأولى والثانية من إنشاء مصانعها وستبدأ قريبا بناء المرحلة الثالثة من المصنع».