هل يختبئ الفضائيون سرا على أقرب الكواكب إلى الشمس؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
توصلت دراسة جديدة إلى أن الحياة الغريبة قد تكون أقرب إلى موطننا مما كنا نعتقد سابقا، بعد اكتشاف أن القطب الشمالي لعطارد قد يتمتع بالظروف المناسبة لدعم بعض "أشكال حياة متطرفة".
ويبدو كوكب عطارد وكأنه مكان غير مضياف للحياة بسبب قربه الشديد من الشمس، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن هناك مناطق على أصغر كوكب في النظام الشمسي قد تتمتع بالظروف المناسبة لبقاء الحياة البيولوجية.
وتشير الدراسة الجديدة التي أجراها معهد أبحاث الكواكب إلى أن الحياة يمكن أن توجد داخل أنهار جليدية من الملح، مخبأة تحت سطح الكوكب الذي لا يمكن العيش فيه.
بل إن العلماء يقولون إن هناك مناطق مماثلة على الأرض توجد فيها حياة، على الرغم من الظروف القاسية.
وقال الدكتور ألكسيس رودريغيز، المؤلف الرئيسي للدراسة: "هذا الخط من التفكير يقودنا إلى التفكير في إمكانية وجود مناطق تحت سطح عطارد قد تكون أكثر ملاءمة للعيش من سطحه القاسي".
وباستخدام صور من مسبار ناسا "مسنجر" (MESSENGER)، قام العلماء بفحص جيولوجيا القطب الشمالي لعطارد.
وباستخدام هذه البيانات، اكتشف الفريق أدلة على أن الأنهار الجليدية من الملح ربما تدفقت عبر الفوهات الصدمية "راديتلادي" (Raditladi) و"إيمينيسكو" (Eminescu) على الكوكب.
لكن هذه الأنهار الجليدية ليست مثل تلك التي نعرفها على الأرض. وبدلا من أن تتكون الأنهار الجليدية على عطارد من الجليد، فإنها تتكون من أملاح تحبس المركبات المتطايرة مثل الماء والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون.
وعندما اصطدم عطارد بالصخور الفضائية، انفجرت الحفر عبر الطبقة الخارجية من الصخور البازلتية، ما سمح لهذه المركبات المتطايرة بالتدفق من الأرض وتشكيل الأنهار الجليدية.
وباعتباره أقرب كوكب إلى الشمس، تصل درجة حرارة عطارد إلى 430 درجة مئوية (806 درجة فهرنهايت) خلال النهار، ما يعني أن هذه المواد الكيميائية المتطايرة قد تبخرت منذ ذلك الحين.
ومع ذلك، تمكن العلماء من العثور على مكان وجود الأنهار الجليدية من خلال البحث عن ميزات يمكن التعرف عليها من الأرض.
إقرأ المزيدوقال الدكتور رودريغيز: "تؤكد نماذجنا بقوة أن تدفق الملح من المحتمل أن يكون هو الذي أنتج هذه الأنهار الجليدية، وأنها بعد تمركزها احتفظت بالمواد المتطايرة لأكثر من مليار سنة".
وهذا يعني أنه من المحتمل وجود طبقة واسعة من الملح تحت سطح عطارد، مخفية عن حرارة الشمس الشديدة ومليئة بالمركبات المتطايرة التي يمكن أن تدعم الحياة.
ويشير الدكتور رودريغيز إلى أن الموائل المماثلة كانت قادرة على دعم الحياة هنا على الأرض.
وأوضح: "إن مركبات الملح المحددة على الأرض تخلق بيئات صالحة للسكن حتى في بعض البيئات القاسية التي تحدث فيها، مثل صحراء أتاكاما القاحلة في تشيلي".
وحتى الآن، يعتقد العلماء أن عطارد لم يكن قادرا على دعم أي حياة على الإطلاق. واعتقد العلماء أن التقلبات الهائلة في درجات الحرارة، وغياب الغلاف الجوي، والقصف المستمر للإشعاع الشمسي، جعلت الكوكب غير مضياف.
وبينما تم العثور على مياه متجمدة في أعماق بعض الحفر الصدمية، إلا أن هذه الطبقات المخبأة تحت سطح الكوكب هي التي كانت ستتيح للحياة أي فرصة للتطور.
وكما تقع الأرض في "النظاق الصالح للحياة" أو "نطاق الحياة" على مسافة مناسبة من الشمس، يتوقع العلماء أنه يمكن أن تكون هناك منطقة معتدلة مماثلة أسفل أسطح الكواكب.
وأضاف الدكتور رودريغيز: "هذا الاكتشاف الرائد للأنهار الجليدية في عطارد يوسع فهمنا للمعايير البيئية التي يمكن أن تدعم الحياة، ما يضيف بعدا حيويا لاستكشافنا لعلم الأحياء الفلكي الذي يرتبط أيضا بقابلية السكن المحتملة للكواكب الخارجية الشبيهة بعطارد".
وتقدم هذه الدراسة أيضا شرحا لأحد أعظم ألغاز عطارد. وتقول المؤلفة المشاركة ديبورا دومينغ إن فوهات عطارد والتجويفات غريبة التكوين "لطالما حيرت علماء الكواكب". وتشير هذه الدراسة إلى أن الحفر تشكلت عندما تبخرت الأنهار الجليدية من الملح بسبب الحرارة الشديدة في نهار عطارد، تاركة وراءها مساحة فارغة.
مضيفة: "يفترض الحل المقترح أن مجموعات من التجاويف داخل الحفر الصدمية قد تنشأ من مناطق التعرض للطبقات الغنية بالمركبات المتطايرة الناجمة عن التأثيرات".
ومع ذلك، فإن ما يبقى لغزا هو كيفية تشكل هذه الطبقة الغنية بالمواد المتطايرة في المقام الأول.
وتشير الدكتورة رودريغيز إلى أن الطبقة ربما تكون قد ترسبت عندما انهار الغلاف الجوي البدائي الساخن على سطح الكوكب.
والحل الآخر الذي اقترحته هو أن البخار المالح الكثيف يتسرب من باطن الكوكب البركاني ويستقر مؤقتا في برك قبل أن يتبخر.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الشمس الفضاء النظام الشمسي دراسات علمية عطارد الأنهار الجلیدیة على الأرض إلى الشمس من الملح یمکن أن تحت سطح إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة: غرينلاند تفقد غطاءها الجليدي بأكبر من المتوقع
تكشف دراسات جديدة أن معدل ذوبان الجليد في غرينلاند بات أسرع وأكثر مما كان متوقعا، وأن حوالي 20% من الغطاء الجليدي في حواف الجزيرة قد اختفى مقارنة بالتقديرات السابقة، ويهدد ذلك التيارات المحيطية التي تساعد في تنظيم درجات الحرارة العالمية.
ووجد الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة "طبيعة" (Nature) أن أكثر من ألف غيغا طن (الغيغا طن الواحد يعادل مليار طن)، أو 20%، من الجليد حول حواف غرينلاند قد فُقد على مدى العقود الأربعة الماضية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخlist 2 of 2القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟end of listومن المعروف أن الغطاء الجليدي الواسع في غرينلاند بات في حالة تقلص منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن تغير المناخ، وهو مصير مشترك للغطاء الجليدي في المحيط المتجمد الشمالي وكذلك الأنهار الجليدية في العالم. والآن يتكسر الجليد المفقود ويذوب من أطراف الأنهار الجليدية المحيطة بالجزيرة.
ويقدم البحث وصفا مفصلا لعملية كان العلماء على علم بحدوثها، لكنهم واجهوا صعوبة في قياسها بشكل شامل، وقال تشاد غرين، عالم الأنهار الجليدية في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن "جميع الأنهار الجليدية تقريبا في غرينلاند تتراجع، وهذا التراجع يحدث في كل مكان وفي آن واحد".
إعلانوأشار إلى أن أطراف هذه الأنهار الجليدية تقع عادة تحت مستوى سطح البحر، داخل مضايق عميقة، ولذلك فإن تراجعها لا يُسهم بشكل مباشر في ارتفاع مستوى سطح البحر كثيرا. لكن ذوبان الجليد لا يزال يُضيف تدفقًا للمياه العذبة، مما يؤثر على نماذج المناخ العالمي وتوقعاته، وعلى نظام التيارات المحيطية التي تنظم درجات الحرارة على جانبي المحيط الأطلسي.
ومع فريق الدكتور غرين أكثر من 200 ألف ملاحظة لنقاط نهاية الأنهار الجليدية، والتي تغطي تقريبا كل غرينلاند، استنادا إلى صور الأقمار الصناعية الملتقطة منذ عام 1985 إلى عام 2022.
استخدم الباحثون الملاحظات من مجموعات البيانات العامة الموجودة ودمجوها لإنشاء رؤية شاملة من أعلى للحواف المتقلصة للغطاء الجليدي في غرينلاند على مدى السنوات الأربعين الماضية.
وكانت التقديرات السابقة للحجم المتغير للغطاء الجليدي في غرينلاند تعتمد على 3 أنواع من القياسات: ارتفاع سطح الغطاء، وسرعة مرور الجليد عبر مواقع ثابتة، والقوة الجاذبية الناتجة عن كتلة الغطاء. وبدمج العديد من هذه التقديرات، توصل العلماء إلى إجماع على أن غرينلاند فقدت ما مجموعه نحو 5 تريليونات طن من الجليد منذ عام 1992.
ويمكن لهذه الطرق التقليدية رصد مدى مساهمة الغطاء الجليدي في ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي 13 مليمترا حتى الآن. لكنها لا ترصد كل ما يحدث على أطراف الأنهار الجليدية، عند سفوح مئات الأنهار الجليدية التي تتدفق عبر مضايق الجزيرة العديدة. ووفقا للدراسة الجديدة، تُعرف هذه العملية باسم "تراجع الطرف الجليدي"، وهي مسؤولة عن فقدان تريليون طن إضافي من الجليد.
ومن بين أكثر من 200 نهر جليدي شملتها الدراسة، لم يشهد سوى نهر جليدي واحد توسعا نهائيا منذ عام 1985. وكانت مكاسبه ضئيلة مقارنة بالخسائر في أماكن أخرى. ويؤثر تآكل أطراف هذه الأنهار الجليدية بشكل غير مباشر على مستويات سطح البحر.
إعلانفبمجرد ذوبان الجليد، يضيف كمية كبيرة من المياه العذبة إلى المحيط، مما قد يضعف نظاما مهما من تيارات المحيط يسمى الدورة الانقلابية الزوالية الأطلسية. ويشمل هذا النظام تيار الخليج الذي يحمل المياه الاستوائية الدافئة عبر الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة وعبر المحيط الأطلسي إلى أوروبا، مما يُسهم في درجات حرارة معتدلة نسبيا هناك.
وبشكل عام، تم تجاهل ذوبان الأنهار الجليدية في غرينلاند في الأبحاث السابقة، بينما ركز العلماء على مسألة ارتفاع مستوى سطح البحر المُلحة. ووصف فينسنت فيرجانز، عالم الجليد في مركز "آي بي إس" لفيزياء المناخ بجامعة بوسان في كوريا الجنوبية، الدراسة بأنها ستساعد العلماء على فهم أفضل للنظام المناخي ككل، وكيفية توزيع الاحتباس الحراري بين الغلاف الجوي والمحيط والصفائح الجليدية.