ليست الحرب في غزة إلا سلسلة من المجازر الصهيونية لإبادة الهوية الفلسطينية؛ وتحقيق حلم التوسع لإسرائيل، ومنه أطماعها في سيناء؛ ومن يقرأ التاريخ يعرف أن الاحتلال الإسرائيلي ليس جديدا عليه ممارسة هذا القهر والتعسف ضد المدنيين في فلسطين.

ويعكس الأدب دائمًا الواقع المرير في فلسطين وما تتعرض له من الظلم والطغيان، سواء كان ذلك بكتابة الروايات، أو القصائد الشعرية أو حتى بالرسوم الكاريكاتيرية ، فكان للأدب بالغ الأثر والصدى فيما يحدث على أرض الواقع، فنجد أن ناجي العلي راح ضحية قلمه، بسبب رسوماته اللاذعة ضد الاحتلال الصهيوني.

وعلى النقيض نرى الأدب العبري يمارس أيضا قوته ليس في السلاح فحسب، لكن بالكلمة أيضا، فقد ذكر الكاتب الدكتور أحمد فؤاد أنور في كتابه «الأدب العبري المعاصر.. شاهد على قبر السلام» بعضا من القصائد الشعرية التي كتبها الشعراء اليهود أنفسهم تبرز أطماعهم في سيناء.

أحمد فؤاد: الأدب الإسرائيلى يغذى أحلام التوسع الصهيونى فى الأراضى المصرية

يقول الكاتب أحمد فؤاد أنور في هذا الصدد إن هناك من النماذج المعبرة عن الأطماع الإسرائيلية في سيناء والترويج للاستيطان المسلح قصيدة بعنوان «في المستوطنة المسلحة في سيناء» التي تُرجمت من العبرية إلى العربية للشاعرة «نعمي شمر»، فكتب هذه القصيدة في عام 1970 وتذاع في الأعياد لدرجة أن اليمين الإسرائيلي المتشدد يعتبرها نشيدا رسميا له، وربما يرجع هذا الاحتفاء بالقصيدة لكونها تخاطب رجل الشارع البسيط ، كما أن القصيدة تم تأليفها في أعقاب حرب الاستنزاف التي كبدت إسرائيل خسائر فادحة في البر والبحر والجو.

تقول الشاعرة في القصيدة 
في المستوطنة المسلحة في سيناء؟ رأت عيني أشياء جميلة لا تحصى/ على سبيل المثال جندية حافية/ وجديلة ممددة على كتفها/ وفي الفناء كان الجنود/ يشوون أسماكًا كبيرة على الفحم/ في المستوطنة المسلحة سيناء/ رأت عيني أشياء جميلة لا تحصى/ في المستوطنة المسلحة للنحال في سيناء/ لم أصدق عيني/ عندما رأيت «أعمال مشعوذين»/ كتب شعر صغيرة على الأرفف/«أغاني راحيل» و«نجوم في الخارج» كما كانت منذ ألف سنة في الكيبوتس/ فركت بالفعل عيناي/ في المستوطنة المسلحة في سيناء.

ويوضح الدكتور أحمد فؤاد أنور أن الشاعرة في هذه القصيدة تركز على جذب مزيد من المهاجرين لاستيطان سيناء، من خلال نموذج المستوطنة المسلحة، وتشدد على سحرها وثراء إمكاناتها وأن من يقيمون فيها بقوة السلاح يتحدون الصعاب.

 

صورة ارشيفية 

كما تؤكد الشاعرة دور المرأة كعنصر حياة وجذب، فالفتاة حافية وكأنها بنت الطبيعة وتضارع جيل الصبار، الذي كان يتبارى في انتزاع ثمرة التين الشوكي من غلافها بيده المجردة ، والفتاة جميلة وتصفف شعرها على شكل ضفيرة لكي تبدو عملية وأسهل في الحركة، إلى جانب البقاء للجنود في الفناء الذي يرمز إلى الطمأنينة التي تسود المكا فلا حاجة للمكوث طوال الوقت في خندق أو مخبأ.

ووضعت يدها أيضًا على أحد كنوز وثروات سيناء، وهي الثروة السمكية، بالإضافة إلى أن عملية الصيد في البحر تحتاج إلى الصبر مؤكدة  أن الأمواج هادئة ومستقرة ولا خوف من اصطياد الأسماك وممارسة حياة طبيعية أقرب للترفيه وليس المعاناة، متجاهلة ما حدث لإسرائيل في حرب الاستنزاف من الخسائر التي طالت اليهود آنذاك ، كما تجاهلت مقاومة أبناء سيناء الباسلة ورفضهم الاحتلال.

الشاعرة «نعيمي شمر» اختارت أن تضع التراث الأدبي لمشاهير الشعراء اليهود ممثلة في أغاني الشاعرة راحيل ونجوم في الخارج، وهو أول ديوان لـ«ناتان الترمان» في قلب سيناء، مشيرة إلى أعمال أدبية تم تأليفها قبل قياد دولة إسرائيل، بل وصدرت لأدباء يكتبون بغير العبرية وكانوا ينتقلون من دولة لأخرى، ثم تم في وقت لاحق ترجمة أعمالهم للعبرية وعرضها بشكل جماهيري، وهذا ما يبين أن العمل الصهيوني تراكمي، تكمل في الأجيال المتعاقبة المسيرة حتى تتوسع وتصل بفكرها وقوتها العسكرية إلى مصر.

كنوز سيناء وثرواتها وسحرها الجغرافى يخلب عقول  قادة الاحتلال

صورة ارشفية ارض الفيروز 

يبين الدكتور أحمد فؤاد أنور أن الشاعرة تُرسخ مفهومًا مفاده أن المستعمرين الصهاينة لسيناء هم «رواد» و«طليعة» يدافعون بقوة السلاح عن جزء من أرض إسرائيل ويستمتعون في نفس الوقت بجمال الطبيعة والحياة الهانئة فتربط بين تلك الفترة وبين ألف عام مضت، وكأنها تحاول أن تستكشف اليهودي الجديد أو تشارك في تأهيله؛ ليكمل مسيرة الآباء والأجداد بشكل أفضل.

القصيدة تبرز أن سيناء حق مكتسب للصهاينة باعتبارها جزءًا من أرض إسرائيل ضل الطريق وحان الوقت لاسترداده وتجميله بزراعات وكتب في إشارة للتنمية والثقافة ، فما زال التفاعل مع تلك القصيدة مستمرا في إسرائيل حتى الآن لتبث في النفوس حسرة وندما ممزوجا بحنين وطمع يستند إلى تصويب «خطأ» التسرع بإعادة سيناء إلى مصر دون مقابل.

ومن القصائد الأخرى التي تناولت مصر بشكل غير مباشر قصيدة تحت عنوان «أيها السادة التاريخ يعيد نفسه» لـ«حاييم حيفر»، يقول فيها أيها السادة التاريخ يعيد نفسه/ لم يضع أي شيء، لم يتم نسيان أي شيء/ أيضًا سنذكر، تحت مطر منهمر كالرصاص/ كيف سار البالمالح في سوريا/ والعلمين أيضًا لن تنسى/ وقت التوجه لحقول الجنوب الرحبة/ إلى النقب تم إرسالها سرايا/ بعصي بدلًا من البنادق/ آنذاك تم سماع طلقات نارية في القاهرة/ وقت أن هددتنا الكارثة من البيت/ إلى المدينة تم استدعاء زملائنا/ وأطلق عليهم اسم «موسم ضرب اتسل».

تزييف التاريخ 

الشاعر في هذه القصيدة  يذهب إلى محاولة إعادة خلق التاريخ؛ لكي يكون فيه ظاهرا شجاعة اليهود في معركة العلمين، رغم أن مشاركتهم كانت محدودة ولا تقارن بتضحيات الآخرين إلى جانب مبالغته في التصوير لشجاعة اليهود في الدفاع عن النقب وحدود فلسطين بالعصى في مواجهة دبابات وطائرات ألمانية متوقعة، كما يتناول الشاعر فترة الهجرة غير الشرعية، حيث لم يلتزم الصهاينة بقرار سلطة الانتداب بحظر الهجرة البهودية لفلسطين، وهو ما تبعه عمليات إرهابية تخريبية ضد المصالح والأهداف البريطانية وصلت إلى حد اغتيال وزير المستعمرات في القاهرة، خاصة أنه تم تصوير تهريب اليهود إلى فلسطين على أنه إنقاذ من الكارثة.

وهناك أيضًا من الشعر الغنائي الذي شاع قصيدة مغناة لا تزال ترددها الأجيال المتعاقبة على الرغم من مرور سنوات كثيرة على تأليفها بعد حرب أكتوبر المجيدة وتحمل هذه القصيدة عنوان «ولاني الخاص بي» للمؤلف «عاموس اتينجر»، التي تتحدث عمن انخرطوا في مختلف الحروب التي خاضتها إسرائيل مثل حرب 1948 وحرب 1956 وبقية الحروب والعمليات واجه فيها لواء جولاني الجبهة المصرية.

حرص الشاعر أن يجعل للقصيدة عنوانا باسم هذه الوحدة العسكرية المسماة «جولاني»، التي تعد من الوحدات عالية التدريب، والتي تفخر بها إسرائيل، فيقول فيها: إنها حرب مقدسة/ جولاني الخاص بي/ هي رفح ونار/ وفي ستة أيام/ إلى تل الفأر نتحرك/ إلى التل الباثق أمامي/ جولاني الخاص بي/ هي أيضا حرب يوم الغفران/ هي موقع الحرمون/ في قمة الجبال.

أطلق الشاعر على هذه الحرب أنها حرب مقدسة لصنع تصور خرافي وأسطوري عن مدى قوتها وعظمة إنجازاتها؛ ليحاول إيحاء بأن أعمالها في الواقع معجزات؛ نظرًا لمساندة السماء لها في تلك الحروب المقدسة، فهو يدرك أن كتاباته مؤثرة، وهو ما عبر عنه شاعر آخر يدعى «دافيد إفيدان» حين كتب أن الشعراء هم ساسة اللغة وأصحاب القدرة الفذة على السيطرة عليها، وهو ما يتم توظيفه في الأبيات في هذه القصيدة لتمجيد القدرات العسكرية لإسرائيل في مواجهة أعدائها، وفي مقدمتهم مصر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المجازر الصهيونية الهوية الفلسطينية الاحتلال الصهيونى الأدب العبري الأطماع الإسرائيلية سيناء أرض الفيروز طوفان الأقصى فلسطين أحمد فؤاد أنور هذه القصیدة فی سیناء

إقرأ أيضاً:

اليهود.. تاريخٌ أسوَد وعقائدُ إجراميةٌ تجاه العرب والمسلمين

عبدالله دعلة

تاريخ اليهود تاريخ أسود مظلم منذ قديم الزمان؛ فهم قتلة الأنبياء، وهم الذين نسبوا إلى الله عز وجل النقائص، واتهموا الله سبحانه وتعالى بالبخل وبالفقر، ولذلك فَــإنَّ الحديث عن مواقف اليهود حديث مثير، فهو يحكي شخصية غاية في الغرابة، رافضة للحق رغم وضوحه، شخصية معقدة، يكاد يعجز المرء عن فهم تركيبتها النفسية، وطريقة تفكيرها، وأنهم كما وصفهم الله في القرآن الكريم بقوله سبحانه: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهم).

ولذلك لا بُـدَّ من كشف اليهود على حقيقتهم وأن نتوجّـه للتعبئة ضدهم كما وجهنا السيد القائد في خطابه التاريخي الأخير، لهذا سوف نطرح نبذه من تاريخ اليهود منذ القدم ومعتقداتهم الإجرامية تجاه المسلمين، وما يحصل من إجرام وإبادة جماعية في غزة في أكبر شاهد يكشف نفسياتهم ومدى حقدهم على المسلمين، والكل يشاهدها بأم عينيه ماثلة أمامه، والحق واضح وضوح الشمس، لكن وللأسف الشديد يتعامى الكثير من العرب والمسلمين ويتجاهلون ما يحصل، والله المستعان، والآن ندخل إلى صلب موضوعنا تاريخ اليهود الأسود وعقائدهم الإجرامية.

لم يكن اليهود بتلك الصورة التي تحاول دعاية {اللوبي} الصهيوني تكريسها بأنهم كانوا دومًا الضحايا والمضطهدين في العالم؛ بسَببِ حقد الآخرين على عبقريتهم وتميزهم؛ لأَنَّهم كما يزعمون {شعب الله المختار}، والوقائع تكشف أنهم كانوا أول من عرف الجريمة الإرهابية المنظمة، وأول من حاولوا إسباغ الشرعية الدينية على جرائم تلك الجماعات، فقد استخدم العهد القديم للكتاب المقدس في تبرير جرائم إرهابية وحوادث قتل سياسي عدة، حتى الاغتيالات المنهجية في التاريخ اليوناني والروماني، وتعود جذور الإرهاب اليهودي إلى آلاف السنين قبل تأسيس الغدة السرطانية في جسد هذه الأُمَّــة، ولعل ما يتضمنه التلمود، وهو أحد كتب الشريعة اليهودية، يؤكّـد أن اليهود اعتبروا الإرهاب أدَاة مشروعة في السياسة، واضعين بذلك القاعدة السياسية التي استخدمتها جماعات الإرهاب كافة على مدار التاريخ وهي أن {الغاية تبرّر الوسيلة}، عندما دخل اليهود أريحا، تحت قيادة ملكهم {يوشع} في العام الألف قبل الميلاد، أعملوا السيف في رقاب سكانها، وكان شعارهم حينذاك القتل، القتل، وتبيح اليهودية، كما هو موجود في التلمود، القتل كوسيلة للوصول إلى الأهداف المطلوبة.

سوف نورد نماذج مما يقوله الحاخامات والشياطين اليهود ضد العرب والمسلمين.

قال: مناحيم بيجين في كتابه “الثورة”: ينبغي عليكم أيها الإسرائيليون أَلَّا تلينوا أبدًا عندما تقتلون أعداءكم، ينبغي أَلَّا تأخذكم بهم رحمة حتى ندمّـر ما يسمى بالثقافة العربية التي سنبني على أنقاضها حضارتنا، ويقول أيضا: الفلسطينيون مُجَـرّد صراصير يحب سحقها.

قال المجرم والطاغية الحاخام الأكبر للكيان اليهودي: “إبراهام شابير” في رسالة وجهها لمؤتمر شبابي يهودي عقد في “بروكلين” في الولايات المتحدة: نريد شبابًا يهوديًّا قويًّا أَو شديدًا، نريد شبابًا يهوديًّا يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم من الأرض، يجب أن نتخلص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم.

وصرح الحاخام “مردخاي إلياهو” الحاخام الشرقي الأكبر للكيان اليهودي سابقًا، في خطاب أمام عدد من منتسبي المدارس الدينية العسكرية: لنا أعداء كثيرون وهناك من يتربص بنا وينتظر الفرصة للانقضاض علينا، وهؤلاء بإمْكَاننا -عبر الإجراءات العسكرية- أن نواجههم، لكن ما لا نستطيع مواجهته هو ذلك الكتاب الذي يسمونه “قرآن” هذا عدونا الأوحد، هذا العدوّ لا تستطيع وسائلنا العسكرية مواجهته.

هذا نموذج فقط مما يكن اليهود من حقد وعقائد إجرامية طغيانية ضدنا، ولذلك علينا أن نكون واعين، وتكون نظرتنا إليهم من خلال القرآن الكريم الذي كشف لنا حقيقة اليهود وكشف لنا نفسياتهم ومدى العداوة والحقد الذي بداخلهم ونظرتهم الحقيقية تجاهنا، وعلينا أن نعتمد على القرآن في تبني مواقفنا وفي تنمية الوعي والبصيرة؛ لأَنَّه أعظم مصدر يمكن الاعتماد عليه، ولذلك فاليهود في الأخير كما حكى الله عنهم أنهم أثناء المواجهة أمام المؤمنين {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111).

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تجند عشرات اليهود من أصول يمنية “للتعامل مع الحوثيين”
  • من يُعادِ اليهود ينتصر
  • “إسرائيل” تجند عشرات اليهود من “أصول يمنية” 
  • أطماع ترامب في غرينلاند وقناة بنما ما علاقتها بتغير المناخ؟
  • أطماع الصهاينة لن تتوقف عند سوريا
  • إسرائيل تنشر خريطة لأحلامها التوسعية وتوجه صفعة لبائعي “حل الدولتين”.. والأردن يعلق
  • “الإخوان”.. حليف خفي للصهاينة وممهد لطموحاتهم التوسعية
  • اليهود.. تاريخٌ أسوَد وعقائدُ إجراميةٌ تجاه العرب والمسلمين
  • القوات المسلحة تعلن عن عمليات عسكرية في البحر الأحمر و إسرائيل
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: السلطة الفلسطينية سلمت إسرائيل منفذة عملية الطعن التي وقعت أمس في بلدة دير قديس