لجريدة عمان:
2025-03-16@20:47:14 GMT

إزالة الكربون من طعامنا

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

آنا لابي ـ باتي فونغ

مع اجتماع القادة السياسيين، وصناع السياسات، ودعاة حماية البيئة، والمؤسسات الخيرية في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في دبي (مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون ـ كوب 28)، سوف تحتل الأنظمة الغذائية لأول مرة مرتبة عالية على الأجندة. ولأن قطاع الغذاء يمثل ثلث كل الانبعاثات الغازية المسببة للانحباس الحراري الكوكبي، فإن إدراجه كان واجبا منذ أمد بعيد.

يستلزم تجنب سيناريوهات الكارثة المناخية التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وتحويل الأنظمة الغذائية بذات القدر من الإلحاح. ما يدعو إلى التفاؤل أن هذين التحديين لا ينبغي لهما أن يتنافسا على جذب انتباهنا بالضرورة، لأن تحويل الأنظمة الغذائية يشكل أيضا وسيلة قوية للحد من اعتمادنا العالمي على الوقود الأحفوري. فكما تُـظـهِـر منظمتنا في تقرير حديث بعنوان «تحول الطاقة: لماذا نحتاج إلى فطام أنظمتنا الغذائية الصناعية عن الوقود الأحفوري»، تمثل الأنظمة الغذائية، من المزرعة إلى المائدة إلى مدفن النفايات، ما لا يقل عن 15% من استخدام الوقود الأحفوري على مستوى العالم سنويا ــ أي ما يعادل استخدام الاتحاد الأوروبي وروسيا مجتمعتين من الوقود الأحفوري. وإذا استمر النهج الحالي في إنتاج الغذاء الصناعي، فمن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير.

يعتمد النظام الغذائي الصناعي اليوم بشكل متزايد على الوقود الأحفوري. تدخل أشكال الوقود الأحفوري المختلفة في صناعة الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية، فضلا عن المواد البلاستيكية المستخدمة في كل شيء بدءا من أغلفة هذه المبيدات الحشرية والأسمدة إلى أغلب عبوات المواد الغذائية. وأغلب عمليات التغليف، فضلا عن ذلك، مطلوبة لتخزين الأطعمة الفائقة المعالجة ــ من اللحوم ومنتجات الألبان إلى الحلويات والمشروبات السكرية ــ وجميعها تستلزم عمليات تصنيع كثيفة الاستهلاك للطاقة والبتروكيماويات في هيئة مواد بلاستيكية.

من المثير للقلق والانزعاج أن قطاع الطاقة ينظر إلى النظام الغذائي باعتباره سوقا واعدة لتنمية أعماله. تمثل المواد البلاستيكية والأسمدة الاصطناعية المرتبطة بالغذاء ما يقرب من 40% من كل المنتجات البتروكيماوية، وتتوقع الرابطة الدولية للطاقة أن تدفع البتروكيماويات ما يقرب من نصف النمو في الطلب على النفط بحلول عام 2050، لتتفوق بذلك على قطاعات مثل الطيران والشحن. على نحو مماثل، أظهرت أبحاث أجراها مركز القانون البيئي الدولي أن شركات الوقود الأحفوري تعتمد على توسيع هذه الأسواق. وقد أخبرتنا ليزا توستادو من مركز القانون البيئي الدولي أن الصناعة «تنظر إلى النظام الغذائي، بدءا من المدخلات مثل المبيدات الحشرية والأسمدة إلى عمليات الإنتاج والمعالجة، باعتباره منفذا خطيرا للهرب».

وأخيرا، نشهد أيضا دَفعة نحو استخدام مساحات أكبر من الأراضي الزراعية لإنتاج طاقة غير فَـعّـالة بدرجة لا تصدق. تخصص الولايات المتحدة بالفعل نحو 40% من محصولها من الذرة لإنتاج وقود الإيثانول، والذي تشير التقديرات إلى أن إنتاجه يحتاج إلى قدر من الكربون أكبر بنحو 24% من المطلوب لإنتاج البنزين».

ونظرا للزيادة في تسويق الأغذية الكثيفة الاستهلاك للطاقة والطلب عليها، فإن فصل الإنتاج الغذائي عن الوقود الأحفوري يشكل ضرورة أساسية لتلبية أهدافنا المناخية. فحتى لو وفت كل الحكومات بتعهداتها المناخية لعام 2030، فإن استخدام الوقود الأحفوري في النظام الغذائي وحده سوف يستهلك ما تبقى لنا من ميزانية الكربون بموجب هدف الدرجة ونصف الدرجة المئوية بحلول عام 2037.

من حسن الحظ أن طرق التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في الأنظمة الغذائية عديدة. فهي تشمل استراتيجيات تهدف إلى إنهاء استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية التي يدخل في تصنيعها الوقود الأحفوري، والابتعاد عن أنظمة الطاقة التي تعتمد على المحاصيل الزراعية مثل إيثانول الذرة؛ والتحول إلى الطاقة المتجددة في معالجة الأغذية وتبريدها وتجفيفها؛ ودعم الأطعمة الأقل خضوعا للمعالجة والأقل استهلاكا للطاقة وتشجيع الأنظمة الغذائية الغنية بالنباتات؛ وتشجيع استهلاك الأغذية الموسمية المزروعة محليا.

الواقع أن التحول بعيدا عن الأساليب الصناعية ونحو طرق أكثر استدامة للزراعة لن يُـفضي إلى حماية الكوكب فحسب، بل إن هذا كفيل أيضا بخلق فرص العمل، وتحسين الصحة، وحماية التنوع البيولوجي، والمساعدة في معالجة أسباب الجوع الجذرية. وتُـظـهِـر الأدلة من مختلف أنحاء العالم أن أساليب مثل الزراعة الإيكولوجية والزراعة التجديدية فعّالة في دفع عجلة التحول بعيدا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري. بالاستعانة بهذه الاستراتيجيات، تظل غلة المحاصيل ثابتة أو تتحسن، في حين تنخفض الانبعاثات، وتتحسن صحة العاملين في المزارع، وتتوفر الحماية للتنوع البيولوجي.

لا يوجد أي حاجز فني يحول دون التحول من الاعتماد على مدخلات اصطناعية إلى الإنتاج الزراعي البيئي والإنتاج الغذائي التجديدي، أو الاستعاضة عن طاقة الوقود الأحفوري بمصادر متجددة. لكن عددا كبيرا من الحكومات تقدم أقل القليل من إعانات الدعم لتشجيع هذه التحولات، والكثير لتحفيز العمل كالمعتاد. وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، جرى توجيه أموال عامة بلغ مجموعها 528 مليار دولار في كل عام من 2019 إلى 2021 إلى الممارسات الزراعية وعمليات إنتاج الغذاء التي تلحق الضرر بالمناخ والبيئة وصحة الإنسان في عموم الأمر.

الآن بعد أن أدركنا إلى أي مدى انتشر استخدام الوقود الأحفوري في مختلف اقتصاداتنا، يتعين علينا أن نبذل قصارى جهدنا لضمان إدراج كل القطاعات في التحول نحو مستقبل خال من الوقود الأحفوري. يسعدنا أن نرى أن الغذاء يحتل أخيرا مركز الصدارة. ولكن لا ينبغي لهذه المناقشة أن تدور في معزل عن تلك التي تتناول إنهاء استخدام الوقود الأحفوري في أقرب وقت ممكن. فلن يتسنى إطلاق التحول اللازم في الأنظمة الغذائية دون التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ولن يتسنى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في غياب تحول الأنظمة الغذائية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: استخدام الوقود الأحفوری الوقود الأحفوری فی الأنظمة الغذائیة النظام الغذائی

إقرأ أيضاً:

التمثيل الغذائي والقلب.. فوائد شرب الكركدية في رمضان 2025

دائما ما تهتم الأسر المصرية بتناول المشروبات المختلفة على مائدة الإفطار لتعويض الجسم بالسوائل اللازمة له، حيث تحرص الأسر في أثناء الشهر الفضيل على تحضير السفرة بأشهى المأكولات والمشروبات الرمضانية، ومن بين هذه المشروبات التي تعد من الأشياء الهامة أثناء الشهر المعظم هو مشروب الكركدية حيث يتم تحضيره ووضعه بصفة مستمرة مع التمر الهندي والسوبيا، وسنتعرف خلال السطور التالية عن الفوائد الصحية لمشروب الكركدية وعلاقته بصحة القلب، وذلك وفقًا لما جاء في موقع (تايمز أوف انديا).

مشروب الكركدية

يعد الكركدية من المشروبات المحببة لدى عدد كبير من الأفراد حيث لا تخلو الموائد المصرية الرمضانية منه، وهو مشروب يتم صنعه من زهرة الكركدية المجففة ذات النكهة اللاذعة التي تشبه نكهة التوت البري.

غني بمضادات الأكسدة

يحتوي مشروب الكركدية على نسب مرتفعة من مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الإجهاد التأكسدي والأضرار التي من الممكن أن تسببها الجذور الحرة.

خفض ضغط الدم

من الفوائد الشائعة والمنتشرة عن مشروب الكركدية هو قدرته الكبيرة على تعزيز صحة القلب وذلك من خلال مقدرته على خفض ضغط الدم المرتفع.

خفض مستويات الكوليسترول

أظهرت بعض الأبحاث أن مشروب الكركدية له فوائد كثيرة في خفض مستويات الكوليسترول في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويعزز من صحته.

تحسين عملية التمثيل الغذائي

هذا بالإضافة إلى فوائد الكركدية في تحسين عملية التمثيل الغذائي، مما يحافظ على وزن الجسم خاصة خلال شهر رمضان حيث يلعب الكركدية دورًا هامًا في منع أي زيادة في الوزن إذ يساعد على إدارة الوزن بالشكل المثالي ويمنع تراكم الدهون، مما يجعله المشروب المحبب لدى عدد كبير من الأفراد خاصة الذين يعانون من الزيادة في الوزن بسبب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والمقليات خاصة خلال الشهر الفضيل.

تحضير مشروب الكركدية

يتم تحضير مشروب الكركدية من خلال نقعه في إناء به ماء ساخن لمدة تتراوح من 5 دقائق إلى 10 دقائق، ثم تحليته باستخدام العسل الطبيعي، حتى لا يتسبب السكر الأبيض في إفساد فوائده الصحية.

مقالات مشابهة

  • لماذا يستبعد ليفاندوفسكي هداف برشلونة الحليب من نظامه الغذائي؟
  • رئيس الوزراء يُتابع مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جهود تعزيز التحول الرقمي
  • إنجاز جديد للصناعات الدفاعية التركية
  • نظام فيرسيوس.. أحدث الأنظمة الجراحية الروبوتية في لبنان
  • التحول الديموغرافي وتوجيه مجتمعات المستقبل
  • الأمم المتحدة: الأمن الغذائي في غزة في حالة خطر
  • البحرين تطلق أول قمر اصطناعي لها في الفضاء
  • أول قمر صناعي للبحرين.. “المنذر” يصل إلى مداره في الفضاء
  • التمثيل الغذائي والقلب.. فوائد شرب الكركدية في رمضان 2025
  • «الأغذية العالمي» يحذر من مخاطر انعدام الأمن الغذائي في غزة والضفة