مجلة سيدتي

العنف المدرسي-التنمر- أصبح يُشكّل ظاهرة خطيرة في مختلف مناطق العالم خلال العقود الأخيرة، ما يشكل ضغطاً نفسياً على الطفل الطالب في المدرسة وعلى أسرته، والمفروض أن المدرسة هي المكان الآمن الذي تستأمن فيه الأسرة على سلامة طفلها لساعات طويلة، وبحثاً عن الأسباب وجد الباحثون أن العنف والتنمر بالآخرين عادة ما يكون ردة فعل للعديد من العوامل.

.داخل المنزل أوبين جدران المدرسة .
في هذا التقرير سنتعرف على معنى التنمر المدرسي، وأسبابه، وما وراء لجوء الطالب للعنف بالمدرسة، ونستدل على تأثير تعاون الآباء والمعلمين معاً؛ لعلاج هذه الظاهرة السلبية، وإيجاد الحلول المناسبة، التي من الممكن أن تمنعه نهائياً. اللقاء وأستاذ علم الاجتماع بالجامعة الدكتور أسامة توفيق للشرح والتفسير.

معنى التنمر المدرسيطفلة صغيرة تطالب بمعاملتها كإنسانة- الصورة من pexelsالتنمر المدرسي ظاهرة سلبية بدأت تغزو مدارسنا بفعل تأثيرات العولمة و الغزو الإعلامي، ولها أسماء مختلفة؛ مثل التسلط، الترهيب، الاستئساد، الاستقواء، وهو مفهوم يشير إلى السلوك العدواني وغير المرغوب فيه بين طلاب المدرسة.كما يدلّ على اختلال في موازين القوّة؛ فالطالب الذي يستخدم العنف والقوة البدنية للحصول على ما يريده يدلّ على خلل واضح في الطاقة لديه، فيقوم بتخويف الآخرين.ويقوم باستخدام القوة البدنية للوصول إلى معلومات شخصية، أو لفرض السيطرة على الآخرين، أو مجرد إلحاق الأذى والإساءة لهم، كما يتضمن التنمر القيام بنشر الشائعات الكاذبة حول الآخرين، وبشكل عام الهجوم على الآخرين جسدياً أو لفظياً.أسلوب العقاب يولد العنفأسلوب العقاب المنزلي العنيف يولد التنمر لدى الطفل- الصورة من AdobeStock

لاشك أن أسلوب تربية الآباء لأطفالهم له دور مهم وكبير فيما يحدث من عنف الابن الطالب داخل المدرسة، بل يمثل الجزء الأكبر المسبب له.
والذي يبدأ من مرحلة الطفولة ويستمر تباعاً مع المراحل العمرية اللاحقة، ولذلك على الأسرة البحث عن طرق تساعد على منع ظاهرة العنف المدرسي للطلاب .
فمثلاً عليها تبديل استخدام اسلوب العقاب الصارم والعنف مع أطفالها، وتعديله بأسلوب أكثر تفهماً ونفعاً.
على الآباء مراقبة أبنائهم بشكل دائم بدلاً من الاعتماد على المربيات وحدهن، أو حتى الانشغال بأعمالهم عن متابعة أطفالهم.
أولى الخطوات هي: المدح الذي يتمثل بالإطراء على الطفل بين كلِّ حينٍ؛ لإشعاره بالأهمية..مع تشجيعه عند صدور سلوكٍ جيدٍ منه.
إبراز إنجازات الطفل والجانب الإيجابي منه والافتخار به، وتقديم المساعدة على تحديد الطفل لأهدافٍ إيجابية، ثم مكافأته عند تحقيق إحداها.
تعزيز احترام الطفل لذاته؛ ليكون أكثر قدرةً على الدفاع عن نفسه، والسعي لتحديد السلوك العنيف في وقت مبكر.

أسباب تنمر الطفل والبحث عن علاماتهالطفل المتنمر يريد لفت الانتباه له كشخص قوي وصلب- الصورة من AdobeStockأجمع الباحثون على أن الطفل المتنمر يريد من عنفه لفت انتباه الآخرين له؛ للظهور كشخص قوي وصلب، أو لرغبة منه في إظهار القوة والسيطرة على كل الأشخاص الذين حوله من زملاء أو معلمين، وأحياناً تكون بسبب غيرة الطالب المتنمر من تفوق الطلاب عليه في الدراسة، أو في أي نشاط أخر.من هنا كان على الآباء متابعة ظهور أي علامة تدل على العنف، أو أي تغييرٍ جذري في سلوك الطفل الطبيعي، ومحاولة اكتشاف سبب ظهور السلوك العدواني من الطفل، وتقديم حلول مناسبة للتخلص منه، ولا مانع من اللجوء إلى مستشار خاص بالأطفال في حال زادت العلامات التي تدل على اكتساب السلوك العدوانيّ، مع مراقبة استخدام الأطفال للتلفزيون، والإنترنت، وألعاب الفيديو، والكمبيوتر.إظهار الحب للطفلطفلة تشعر بعنف المتنمرين- الصورة من AdobeStock

يساعد شعور الطفل بحبِّ والديه له وباهتمامهم به في معالجة أي صدماتٍ عاطفية يكون قد تعرّض لها، أو سيواجه لاحقاً، بجانب إظهار ثقة الوالدين بالطفل والاهتمام المستمر به، و تقديم الدعم كلّما احتاج الطفل، و قضاء الوقت معه بشكلٍ منتظم.
كما من المفيد كذلك الاهتمام بصداقات الطفل، وأصدقائه الذين يقضي معهم معظم وقته، والتعرّف على اهتماماتهم، وتشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة التي يحبُّها ويميل إلى ممارستها، مع متابعته والتأكد من طبيعة هذه الأنشطة ومن أنّ الطفل يمارسها بشكلٍ صحيح.
على الوالدين تقديم مثالٍ جيدٍ للطفل في كيفية التعامل السليم مع مختلف المواقف، بجانب محاولة غرس الصفات الحسنة، مثل التسامح وتمالك النفس عند الغضب، واليقظة واحترام الآخرين، مع توجيه الطفل لحل المشاكل بالاستعانة بالكلمات لما يواجهونه من مشاكل بدلاً من العنف.

دور المعلمين في علاج العنف المدرسيللمعلمين وإدارة المدرسة دور كبير في وقف التنمر- الصورة من AdobeStockيتمثل ذلك من خلال التواصل بين أولياء الأمور مع المعلمين والمختصّين؛ من أجل تعلّم وسائل تساعد في التقليل من العنف المدرسي.كما يمكن مناقشة العنف المدرسي كموضوعٍ مهمٍّ، والتحدُّث مع الطلاب حول مخاطره، وتوجيههم للتصرُّف الصحيح في حال تعرُّضهم للعنف.وعلى إدارة المدرسة تنظيم أنشطة لتدريب الطلاب على الطرق السليمة للتعامل بعيداً عن العنف.وعلى المعلم بناء ثقة الطلاب به؛ من خلال إتاحة الفرص لهم بالتحدّث معه حول مخاوفهم بشأن العنف المدرسي، والاستماع إلى أسئلتهم ومناقشاتهم.يمكن للمعلم استغلال الفرص المناسبة؛ لتعليم الطلاب كيفية حل النزاعات فيما بينهم وحل مشاكلهم، دون اللّجوء إلى العنف.ويمكن تنظيم مناقشات صفية مع الطلاب؛ للتحدّث حول طرق إدارة غضبهم، كطريقتي المحاكاة ولعب الأدوار، والاستعانة بالأنشطة المناسبة، مع الاهتمام بتنمية الجانب العاطفي لدى الطلاب.دور النظام المدرسي في علاج العنف

7-تلعب المدرسة دوراً مهماً في حماية الأطفال من العنف، وتقع تلك المسؤولية على عاتق جميع العاملين فيها ابتداءً من إدارة المدرسة والطاقم التدريسي وغيرهم، ويتم ذلك بالمراقبة المستمرّة للطلّاب، ومنع إحضار أي وسيلة تساهم في العنف المدرسي أو تسبب ضرراً لأحد.
8-وضع عقوبات واضحة لممارسي العنف ضمن السياسات المدرسية، وبرامج مدرسية مخصّصة لمعالجة العنف منذ ظهور العلامات التحذيريّة، وتحديد الطلاب الذين تظهر عليهم بوادر العنف، والتعامل معهم بالشكل السليم، في مقابل توجيه الطلاب المعرّضين للخطر وإرشادهم .
9-التزام جميع المعلمين والعاملين في المدارس بتوفير الحماية للأطفال المسئولين عنهم، كما يجب بذل جهود مضاعفة من أجل معالجة قضايا العنف المدرسي .
10-مع تسليط الضوء على برامج الوقاية من العنف، وتضمينها في المناهج التي يتم تدريسها للطلاب في المدارس، إلى جانب تعليم الطلاب بدائل العنف.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: التنمر المدرسی العنف المدرسی الصورة من من العنف

إقرأ أيضاً:

محافظ بني سويف يراجع مع "التعليم" الترتيبات النهائية للفصل الدراسي الثاني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

راجع الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، مع التعليم الترتبيات النهائية التى نفذتها مديرية التربية والتعليم،لاستقبال الفصل  الثاني للعام الدراسي  2024/2025، والذي ينطلق "غداً  السبت "في  193 مدرسة تستقبل أكثر من 180 ألف طالب وطالبة (113 مدرسة ابتدائي و 74 إعدادي و 6 مدارس ثانوي عام) " التي تعمل بنظام الفترتين، لتنتظم الدراسة "بعد غد الأحد" في أكثر من 1342 مدرسة بمختلف المراحل

 حيث يزيد العدد الإجمالي للطلاب عن 825 ألفا و700 طالب وطالبة  من رياض الأطفال والتعليم الأساسي والثانوي العام والفني ، بواقع ( 37 ألف و371 تلميذا وتلميذة برياض الأطفال و  464 ألف و136  تلميذا  في 731 مدرسة  ابتدائي " رسمي عربي / لغات / خاص " ، و 216 ألف و623 في 463 مدرسة إعدادي، و 47 ألف في 93 مدرسة ثانوي عام ، و 60 ألف و635طالباً في 55 مدرسة ثانوي فني " صناعي ، زراعي ، تجاري " موزعين على مختلف نوعيات التعليم الفني (32 مدرسة للتعليم الصناعي في 6 مدارس الزراعي،17 مدرسة تجاري  )

 جاء ذلك خلال إطلاعه على تقرير أعدته  أمل الهواري وكيل الوزارة ، بشأن الترتيبات والتجهيزات النهائية لخطة الاستعدادات التي قامت بها المديرية الفترة الماضية،للاطمئنان على جاهزية المدارس وتوافر كافة المتطلبات والاحتياجات اللازمة قبل استئناف الدراسة مع بداية الفصل الثاني،حيث أشارت وكيل الوزارة إلى عقد سلسلة  من الاجتماعات_ الفترة الماضية _ مع مديري ووكلاء إدارات التعليم ،وفي حضور :هاني رجائي مديرعام التعليم العام،ربيع محمد مدير عام الشؤون التنفيذية ، كامل أبو طالب مدير عام التعليم الفني ، عمر سيد مدير عام الشؤون المالية والإدارية لمراجعة الإجراءات الإدارية والفنية الخاصة بالاستعداد لبداية التيرم الثاني

 وخلال الاجتماعات تم التأكيد على تضافر الجهود وتكاتف وتعاون جميع أطراف المنظومة التعليمية، مع أهمية قيام كافة أفراد المنظومة دوره على أكمل وجه، مع عدم السماح  بالتقصير في أداء العمل في سبيل تحقيق الانضباط والنهوض بالعملية التعليمية ، والتأكيد على التنسيق مع الجهات المعنية من مجالس الأمناء والوحدات المحلية ومديرية الصحة لتوفير بيئة تعليمية جاذبة متميزة وتحقيق الانضباط وتوفير الأمن والسلامة لأبنائنا الطلاب  والتأكد من سلامة محيط المدرسة وخلوه من تجمعات المياه الراكدة والقمامة والأسواق والتأكد من سلامة أغطية الصرف حال تواجدها بمحيط المدرسة بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة المدارس من الخارج ومكافحة الباعة الجائلين ورفع المخلفات من خلال التنسيق مع رؤساء الوحدات المحلية، مع استمرار المتابعات الميدانية للقيادات والموجهين بالإدارات وتكثيف الزيارات للمدارس للتأكد من انضباط العملية التعليمية، وتفعيل مجموعات التقوية  بمختلف المدارس لتخفيف العبء عن كاهل الأسرة

 وخلال الاجتماعات تم التوجيه  بضرورة حضور مديري المدارس قبل بداية اليوم الدراسي والمرور على مباني المدرسة للتأكد من سلامتها ونظافتها قبل بدء الطابور وعدم مغادرة المدرسة إلا بعد التأكد من خروج جميع التلاميذ والطلاب والعاملين ، بجانب وضع خطة محكمة للإشراف اليومي تتوزع فيها المهام والتكليفات على العاملين بالمدرسة وتنظيم عملية دخول وخروج التلاميذ وأثناء تواجدهم في فناء المدرسة أثناء الفسحة حفاظا على سلامة الطلاب ، علاوة على تفعيل الإجراءات الوقائية وكيفية التعامل مع الأمراض المعدية والشروط الصحية الواجب توافرها، واتخاذ  كافة الإجراءات اللازمة لتخزين التغذية بصورة جيدة من خلال أسس ومعايير الجودة التي تضمن سلامة الوجبات ، والالتزام بما جاء في الكتب الدورية والقرارات الوزارية المنظمة للعملية التعليمية ، بشأن الكثافات الطلابية وجداول الحصص وقوائم الفصول، والتقييمات الأسبوعية وأعمال السنة.

 فضلاً عن ضرورة الإلتزام بتطبيق لائحة الانضباط والتحفيز  المدرسي والبعد عن العقاب البدني والنفسي للطلاب وتفعيل دور لجنة الحماية المدرسية ،والحرص على حسن معاملة أولياء الأمور وتخصيص مواعيد لزيارتهم للمدارس لمتابعة أبنائهم ، مع الإعلان عن هذه المواعيد بشكل واضح بمدخل المدرسة ، والتشديد على حظر تحصيل أي مبالغ مالية تحت أي مسمى من الطلاب وأولياء الأمور والإحالة الفورية للمساءلة القانونية للمخالفين ،والتأكيد على تسجيل غياب الطلاب إلكترونياً والسجلات المخصصة لذلك أولا بأول ، وإخطار أولياء الأمور بصفة دورية بموقف غياب أبنائهم ،والعمل على بذل كافة الجهود بغرس قيم المواطنة والانتماء والولاء للوطن ، والتأكيد على الثوابت الوطنية من خلال برامج الإذاعة ، والإلتزام بتحية العلم وأداء الطلاب وهيئة التدريس للنشيد الوطني أثناء طابور الصباح بجميع المدارس

مقالات مشابهة

  • لا للعنف .. رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يوجه رسالة للطلاب
  • انتظام الدراسة داخل 1460مدرسة بمدن وقري البحيرة
  • من المنزل إلى المدرسة.. كيف تجعل طفلك يحب الدراسة؟
  • إجراء الترتيبات النهائية لاستئناف الدراسة ببني سويف
  • «التعليم»: حظر العقاب البدني والنفسي ومكافحة التنمر في المدارس
  • الضرب والتنمر ممنوع | قرارات عاجلة من التعليم قبل بداية الترم الثاني بساعات
  • محافظ بني سويف يراجع الترتيبات النهائية لبدء الفصل الدراسي الثاني
  • تعليم الشرقية يُنهي استعداداته لبدء الفصل الدراسي الثاني غدًا السبت
  • محافظ بني سويف يراجع مع "التعليم" الترتيبات النهائية للفصل الدراسي الثاني
  • مُنسِّق المنظّمات بتّربية نهر النّيل يُعلن الاثنين المقبل موعداً لبدء صرف المنحة المدرسيّة المقدّمة من اليونسيف للمدارس الابتدائيّة