علاجات للعنف والتنمر المدرسي.. بمشاركة الآباء والمعلمين
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
مجلة سيدتي
العنف المدرسي-التنمر- أصبح يُشكّل ظاهرة خطيرة في مختلف مناطق العالم خلال العقود الأخيرة، ما يشكل ضغطاً نفسياً على الطفل الطالب في المدرسة وعلى أسرته، والمفروض أن المدرسة هي المكان الآمن الذي تستأمن فيه الأسرة على سلامة طفلها لساعات طويلة، وبحثاً عن الأسباب وجد الباحثون أن العنف والتنمر بالآخرين عادة ما يكون ردة فعل للعديد من العوامل.
.داخل المنزل أوبين جدران المدرسة .
في هذا التقرير سنتعرف على معنى التنمر المدرسي، وأسبابه، وما وراء لجوء الطالب للعنف بالمدرسة، ونستدل على تأثير تعاون الآباء والمعلمين معاً؛ لعلاج هذه الظاهرة السلبية، وإيجاد الحلول المناسبة، التي من الممكن أن تمنعه نهائياً. اللقاء وأستاذ علم الاجتماع بالجامعة الدكتور أسامة توفيق للشرح والتفسير.
لاشك أن أسلوب تربية الآباء لأطفالهم له دور مهم وكبير فيما يحدث من عنف الابن الطالب داخل المدرسة، بل يمثل الجزء الأكبر المسبب له.
والذي يبدأ من مرحلة الطفولة ويستمر تباعاً مع المراحل العمرية اللاحقة، ولذلك على الأسرة البحث عن طرق تساعد على منع ظاهرة العنف المدرسي للطلاب .
فمثلاً عليها تبديل استخدام اسلوب العقاب الصارم والعنف مع أطفالها، وتعديله بأسلوب أكثر تفهماً ونفعاً.
على الآباء مراقبة أبنائهم بشكل دائم بدلاً من الاعتماد على المربيات وحدهن، أو حتى الانشغال بأعمالهم عن متابعة أطفالهم.
أولى الخطوات هي: المدح الذي يتمثل بالإطراء على الطفل بين كلِّ حينٍ؛ لإشعاره بالأهمية..مع تشجيعه عند صدور سلوكٍ جيدٍ منه.
إبراز إنجازات الطفل والجانب الإيجابي منه والافتخار به، وتقديم المساعدة على تحديد الطفل لأهدافٍ إيجابية، ثم مكافأته عند تحقيق إحداها.
تعزيز احترام الطفل لذاته؛ ليكون أكثر قدرةً على الدفاع عن نفسه، والسعي لتحديد السلوك العنيف في وقت مبكر.
يساعد شعور الطفل بحبِّ والديه له وباهتمامهم به في معالجة أي صدماتٍ عاطفية يكون قد تعرّض لها، أو سيواجه لاحقاً، بجانب إظهار ثقة الوالدين بالطفل والاهتمام المستمر به، و تقديم الدعم كلّما احتاج الطفل، و قضاء الوقت معه بشكلٍ منتظم.
كما من المفيد كذلك الاهتمام بصداقات الطفل، وأصدقائه الذين يقضي معهم معظم وقته، والتعرّف على اهتماماتهم، وتشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة التي يحبُّها ويميل إلى ممارستها، مع متابعته والتأكد من طبيعة هذه الأنشطة ومن أنّ الطفل يمارسها بشكلٍ صحيح.
على الوالدين تقديم مثالٍ جيدٍ للطفل في كيفية التعامل السليم مع مختلف المواقف، بجانب محاولة غرس الصفات الحسنة، مثل التسامح وتمالك النفس عند الغضب، واليقظة واحترام الآخرين، مع توجيه الطفل لحل المشاكل بالاستعانة بالكلمات لما يواجهونه من مشاكل بدلاً من العنف.
7-تلعب المدرسة دوراً مهماً في حماية الأطفال من العنف، وتقع تلك المسؤولية على عاتق جميع العاملين فيها ابتداءً من إدارة المدرسة والطاقم التدريسي وغيرهم، ويتم ذلك بالمراقبة المستمرّة للطلّاب، ومنع إحضار أي وسيلة تساهم في العنف المدرسي أو تسبب ضرراً لأحد.
8-وضع عقوبات واضحة لممارسي العنف ضمن السياسات المدرسية، وبرامج مدرسية مخصّصة لمعالجة العنف منذ ظهور العلامات التحذيريّة، وتحديد الطلاب الذين تظهر عليهم بوادر العنف، والتعامل معهم بالشكل السليم، في مقابل توجيه الطلاب المعرّضين للخطر وإرشادهم .
9-التزام جميع المعلمين والعاملين في المدارس بتوفير الحماية للأطفال المسئولين عنهم، كما يجب بذل جهود مضاعفة من أجل معالجة قضايا العنف المدرسي .
10-مع تسليط الضوء على برامج الوقاية من العنف، وتضمينها في المناهج التي يتم تدريسها للطلاب في المدارس، إلى جانب تعليم الطلاب بدائل العنف.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: التنمر المدرسی العنف المدرسی الصورة من من العنف
إقرأ أيضاً:
حقوق الإنسان: انقطاع الطفل عن التعليم خلال رمضان هو أحد أشكال الإيذاء
تشهد المدارس والجامعات في المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات غياب الطلاب والطالبات خلال شهر رمضان، مما يثير قلق الجهات التعليمية والحقوقية حول تأثير هذه الظاهرة على المسيرة الدراسية.
وقد أكدت وزارة التعليم أن الغياب المتكرر دون عذر يعد مخالفة تستوجب إجراءات تصاعدية لضبط الانضباط المدرسي، تبدأ بالإنذارات وتنتهي بتطبيق نظام حماية الطفل في حالات الغياب الطويل.إجراءات "التعليم" للحد من الغيابوضعت وزارة التعليم آلية واضحة للتعامل مع الغياب غير المبرر، حيث يتم إنذار الطالب عند غيابه ثلاثة أيام، ثم إشعار ولي الأمر عند بلوغ الغياب خمسة أيام.
أخبار متعلقة بالفخامة وروعة التصميم.. 80 ألف وحدة إنارة تضيء المسجد النبويالكشافة في خدمة ضيوف الرحمن بالمسجد النبوي.. إنسانية في أبهى صورهاوفي حال استمرار الغياب لعشرة أيام، يتم استدعاء ولي الأمر لتوقيع تعهد رسمي، بينما يؤدي تجاوز 15 يومًا إلى نقل الطالب إلى مدرسة أخرى.
أما إذا تخطى الغياب 20 يومًا، فإن الوزارة تلجأ إلى تطبيق نظام حماية الطفل، الذي ينظر إلى الانقطاع عن التعليم على أنه شكل من أشكال الإهمال، يستوجب التدخل لحماية مصلحة الطالب التعليمية وضمان استمراره في الدراسة.التعليم حق أساسي للطفلمن جهتها، أكدت هيئة حقوق الإنسان أن التعليم ليس مجرد التزام أكاديمي، بل هو حق أساسي لكل طفل، وأن أي إهمال يؤدي إلى انقطاع الطالب عن دراسته يعد مخالفة صريحة لنظام حماية الطفل.
وأوضحت أن الفقرة (4) من المادة (3) من النظام تنص بوضوح على أن حرمان الطفل من التعليم أو التسبب في انقطاعه يُعد إيذاءً وإهمالًا، مما يستوجب تدخل الجهات المختصة لضمان عودته إلى مقاعد الدراسة. ودعت الهيئة إلى تكاتف الجهود بين المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والمجتمع لضمان عدم تعرض أي طفل للحرمان من التعليم تحت أي ظرف.مساءلة قانونية للمسؤولين عن الغيابأكد المحامي والمستشار القانوني أحمد بن جمعان المالكي أن حرمان الطفل من التعليم أو التسبب في انقطاعه يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوقه، ومخالفة صريحة لنظام حماية الطفل في المملكة. وأوضح أن هذا الالتزام القانوني يفرض على أولياء الأمور والجهات التعليمية مسؤولية مباشرة في ضمان انتظام الطلاب وعدم انقطاعهم عن الدراسة.أحمد المالكي
وأشار المالكي إلى أن دليل قواعد السلوك والمواظبة الصادر عن وزارة التعليم يحدد إجراءات واضحة لمعالجة حالات الغياب، حيث تبدأ بالإنذارات التدريجية، وتتصاعد حتى تصل إلى تطبيق نظام حماية الطفل في حالات الغياب المطول.
وأضاف أن هذا النهج التصاعدي يهدف إلى تصحيح سلوك الطالب المتغيب، وحماية حقه في التعليم، مع إشراك الأسرة وإدارة المدرسة في إيجاد الحلول المناسبة. وأوضح أن الإهمال الجسيم من قبل ولي الأمر، في حال تجاوز الغياب 20 يومًا، قد يترتب عليه مساءلة قانونية، حيث يمنح النظام إدارة المدرسة صلاحيات لمعالجة الغياب، لكنه يُلزمها بإبلاغ الجهات المختصة عند بلوغ الغياب الحد الذي يستوجب التدخل الرسمي.التوازن بين الالتزام القانوني والمرونة التربويةمن جهتها، أشارت المستشارة القانونية ندى الخاير إلى أن تزايد معدلات غياب الطلاب خلال شهر رمضان يمثل تحديًا قانونيًا وتربويًا، حيث يُطرح تساؤل حول مدى مسؤولية أولياء الأمور عن غياب أبنائهم، خاصة إذا كان الغياب مرتبطًا بتغيرات نمط الحياة خلال الشهر الفضيل وتأثير الصيام على قدرة الطلاب على التركيز والتحصيل الدراسي.ندى الخاير
وأوضحت الخاير أن الإشكالية تكمن في أن الغياب قد لا يكون ناتجًا عن إهمال ولي الأمر، بل بسبب عدم رغبة الطالب في الحضور نتيجة تأثير الصيام.
وتساءلت عن مدى عدالة تحميل أولياء الأمور المسؤولية الكاملة عن غياب أبنائهم إذا كان السبب الرئيسي خارجًا عن إرادتهم.
وأكدت أن تطبيق نظام حماية الطفل بشكل صارم في هذه الحالات قد لا يكون الحل الأمثل، إذ إن الإجراءات العقابية مثل استدعاء أولياء الأمور أو نقل الطلاب إلى مدارس أخرى لا تعالج الأسباب الحقيقية للغياب، بل قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة والتأثير السلبي على الصحة النفسية للطلاب.
وشددت على أهمية تحقيق توازن بين الالتزام القانوني والمرونة التربوية، من خلال تعديل جدول الدراسة في رمضان ليتناسب مع قدرة الطلاب على التركيز أثناء الصيام، مثل تقديم أوقات الدوام ودمج التعليم الذاتي والتعليم عن بعد، وتعزيز دور المرشد الطلابي في متابعة حالات الغياب وتقديم الدعم النفسي للطلاب بدلًا من الاكتفاء بالعقوبات الإدارية.الحلول المقترحة لمعالجة ظاهرة الغيابوشددت الخاير على أن التعامل مع ظاهرة غياب الطلاب في رمضان يتطلب تقييمًا دقيقًا للأسباب الكامنة وراء الغياب، بحيث لا يتم تطبيق القوانين بشكل آلي دون مراعاة ظروف الشهر الفضيل. كما أكدت ضرورة تبني نهج يجمع بين الإجراءات التربوية الداعمة والتدخل القانوني المدروس، بما يضمن حق الطالب في التعليم مع احترام الظروف التي قد تؤثر على انتظامه الدراسي.
وأضافت أن الحل الأمثل يكمن في تبني سياسات مرنة تراعي الجوانب النفسية والتربوية جنبًا إلى جنب مع الالتزام بالقوانين التي تحافظ على استمرارية التعليم كحق أساسي لكل طالب. وأكدت أن دور الأسرة والمدرسة في معالجة هذه الظاهرة لا يقل أهمية عن دور الجهات القانونية، مما يتطلب تعزيز التعاون بين جميع الأطراف لضمان بيئة تعليمية أكثر مرونة ودعمًا للطلاب خلال شهر رمضان.