علاج جيني ينجح في إعادة السمع لـ4 أطفال من الصم
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
نجح مجموعة من الباحثون في جامعة "فودان" الصينية في اعادة السمع شبه الطبيعي لدى أربعة أطفال صم خلقيًا من خلال العلاج الجيني.
ووفقًا لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، إنه تم الكشف هذا الإنجاز الرائد في مؤتمر متخصص عقد في بروكسل أواخر أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز يمثل أول حالة لاستعادة الحواس البشرية عن طريق التعديل الوراثي.
وكشفت الصحيفة أن الأطفال الأربعة الذين ولدوا بطفرة جينية نادرة تسببت في غياب أوتوفيرلين - وهو بروتين مهم يسهل الاتصال بين خلايا الشعر الحسية والعصب السمعي في الأذن الداخلية، استعادوا سمعهم بعد إدخال جين أوتوفيرلين المنقذ باستخدام ناقل فيروسي غير ضار.
ويمكن أن يُعزى نجاح هذا العلاج الرائد إلى التصحيح الوراثي الدقيق والإدارة الدقيقة للناقل الفيروسي مباشرة في الأذن الداخلية:وأوضحت أنه كان لهذا الإجراء الوراثي التصحيحي احتمال كبير للنجاح بسبب تأثير الطفرة المحدود على نمو خلايا الشعر والهياكل الدقيقة في الأذن الداخلية.
وأعربت ناتالي لوندون، مديرة وحدة السمع لدى الأطفال في مستشفى نيكر-إنفانتس مالاديس في باريس، عن تفاؤلها، ووصفت الأمر بأنه "الأول من نوعه في العالم" الذي يغرس الأمل في علاج الأسباب الجينية الأخرى للصمم.
وبحسب الصحيفة، يمكن أن يعزى نجاح هذا العلاج الرائد إلى التصحيح الوراثي الدقيق والإدارة الدقيقة للناقل الفيروسي مباشرة في الأذن الداخلية.
مزايا ثورية لأوراق الجوافة.. تفعل العجائب بصحتك مع تغيير الفصول.. أطعمة لتخفيف نزلات البرد والاحتقان هذا النجاح بمثابة مقدمة واعدة لثلاث تجارب سريرية:ويعد هذا الإنجاز بمثابة مقدمة واعدة لثلاث تجارب سريرية إضافية باستخدام نفس تقنية العلاج الجيني، إذ أعلنت شركة أمريكية للتكنولوجيا الحيوية، بالفعل عن نتائج إيجابية على طفل رضيع وتخطط لتوسيع نطاق التجربة لتشمل 22 طفلًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا.
وهناك تجربة أخرى، بدعم من شركة إيلي ليلي، ستشمل 14 طفلًا في الولايات المتحدة وتايوان.
أما التجربة الثالثة، والتي من المقرر أن تبدأ قريبًا، فهي عبارة عن تعاون بين شركة التكنولوجيا الحيوية الفرنسية "سينسوريون"، وأطباء من مستشفى Necker-Enfants Malades، وباحثين من معهد باستور في معهد السمع في باريس.
وختمت الصحيفة قولها إنه في حين أن زراعة القوقعة الصناعية كانت حلًا محوريًّا للصمم العميق المستحث وراثيًّا، فقد دفعت تكلفتها العالية ونتائجها المتغيرة إلى اتباع أساليب أكثر استهدافًا، مثل العلاج الجيني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جامعة فودان علاج جيني السمع
إقرأ أيضاً:
خطاب زعيم طالبان.. هل ينجح فى تحسين العلاقات مع المجتمع الدولى؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى رسالة بمناسبة عيد الفطر، أكد زعيم طالبان، هيبة الله أخوندزاده، رغبة الجماعة فى إقامة علاقات قوية مع العالم الإسلامى تقوم على مبدأ "الأخوة الإسلامية"، إلى جانب علاقات "جيدة ومفيدة" مع الدول الأخرى، وفقًا لمبادئ الجماعة.
ودعا أخوندزاده المجتمع الدولى إلى احترام معتقدات الشعب الأفغاني، وعدم التدخل فى شؤون البلاد الداخلية، مشددًا على أهمية الاستقرار والأمن والتقدم. كما أعرب عن دعمه لأداء وزارة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، متجاهلًا الانتقادات الموجهة إليها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، واعتبر أن عملها يهدف إلى منع الفساد وتحقيق الإصلاح الاجتماعي.
وأضاف أن جهود هذه الوزارة ساهمت فى تقليل "مستوى الشر"، مشجعًا إدارات طالبان والمواطنين على التعاون مع مفتشيها للقضاء على الفساد. ومع ذلك، تتهم منظمات حقوق الإنسان هذه الوزارة بانتهاكات واسعة، لا سيما ضد النساء والفتيات، كما تواجه اتهامات باحتجاز الأفراد تعسفيًا ومضايقة النساء فى الأماكن العامة.
وفى جزء آخر من رسالته، دعا زعيم طالبان إلى وحدة الصف بين الجماعة والشعب الأفغاني، مشيرًا إلى أن البلاد شهدت سنوات طويلة من الصراعات والحروب، ولكنها أصبحت الآن تتمتع بالاستقرار.
وأكد أن الوضع الأمنى أصبح مضمونًا، مستذكرًا المعاناة التى عاشها الأفغان خلال العقود الماضية، حيث كانت البلاد تشهد عمليات قصف واعتقالات، فى حين أن الوضع الراهن، وفقًا له، يمثل تحولًا نحو الأمن والازدهار.
كما شدد على أن طالبان تعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية عبر إطلاق مشاريع تنموية، داعيًا علماء الدين إلى شرح قوانين الجماعة، خاصة فيما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وحثّهم على تعزيز التزام المجتمع بهذه القوانين.
ورغم دعوته إلى إقامة علاقات جيدة مع العالم، لم يبدِ زعيم طالبان أى استعداد لقبول الشروط الدولية لتطبيع العلاقات، مثل رفع القيود المفروضة على النساء وتشكيل حكومة شاملة.
يُذكر أن طالبان فرضت قيودًا صارمة على حقوق النساء والفتيات، بينما تُوصف حكومتها بأنها تفتقر إلى التنوع العرقى واللغوى والديني.
ويبدو من خلال لغة خطاب زعيم طالبان تمسكه بالأطر المفاهيمية واللغوية التى تعبر عن أيدولوجيا الحركة، حيث إنه يلجأ إلى توظيف اللغة الدينية لتعزيز شرعية حكم طالبان، مثل الإشارة إلى "الأخوة الإسلامية" و"نعمة الأمن"، إضافة إلى توظيف مصطلحات مثل "إصلاح الناس" و"منع الفساد" لتبرير سياسات الجماعة المثيرة للجدل.
ويحاول زعيم طالبان فى خطابه التأكيد على أن حكومة طالبان نجحت فى تحقيق الاستقلالية والسيادة الوطنية، ورفض التدخل الأجنبي، وتقديم طالبان كحامية للأمن والاستقرار بعد سنوات من الحرب، فضلا عن محاولة تحسين صورة وزارة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر رغم الانتقادات الواسعة.
واللافت فى خطاب زعيم طالبان الأخير، وهو التأكيد على ضرورة تحسين العلاقات مع المجتمع الدولى أو العالم الخارجي، وذلك على الرغم من تمسك الحركة بسياسات تثير استياء المجتمع الدولي، فى ظل الرفض للشروط الدولية، مثل حقوق المرأة وتمثيل شامل فى الحكومة.
ويبدو من خلال خطاب زعيم طالبان أنه ليس لديه أية استعدادات لتقديم أى تنازلات أو تغيير فى السياسات التى تنتهجها الحركة لتحسين العلاقات مع المجتمع الدولي، لكنه يريد من المجتمع الدولى أن يتقبل الحركة كما هى وأن يتقبل سياساتها وإن كانت تخالف قناعات العالم الذى يريد أن يندمج فيه.
وفى ظل الانتقادات المستمرة من جانب المجتمع الدولى لسياسات طالبان، لا يبدو أن هناك إمكانية للتوافق، فى ظل تجاهل الحركة لكل المطالبات المتعلقة بحقوق الإنسان، ورفع القيود التى تم فرضها على المرأة الأفغانية، خاصة فيما يتعلق بالتعليم، إضافة إلى ملف الحريات الذى يشهد مزيدًا من التضييق.
وقد خلا الخطاب الذى ألقاه زعيم طالبان من أى رسائل طمأنة للمجتمع الدولى بشأن الملفات الخلافية، كما أنه بم يقدم أيضًا رسائل طمأنة للداخل رغم الاعتراضات المستمرة على القيود المفروضة، لكن الخطاب ركز فقط على استحسان السياسات الحالية لترسيخ حكم طالبان مهما كانت تتسبب فى غضب شعبي.
كما أن خطاب زعيم طالبان يؤسس لقاعدة تبدو راسخة لديه، والتى تتمثل فى أن أى علاقات تقيمها طالبان سواء مع الدول الإسلامية أو الدول الأخرى سوف تكون وفقا لـ"مبادئ الجماعة"، وهو الأمر الذى يشير إلى أن دعوة التقارب وتحسين العلاقات مع المجتمع الدولى لن يتوفر لها ما يجعلها قابلة للتنفيذ ن جانب الحركة.