العطر والرائحة الطيبة ومكانتها في الإسلام
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
"الأرواح الطيبة تحب العطر والرائحة الطيبة، والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة" وجاءت الشريعة الإسلامية كاملة في أخلاقها، وفي تشريعها، وفي أحكامها، آمرةً بكل فضيلة ناهيةً عن كل رذيلة، وكان مما أرشدت إليه النظافة والتطهر، وكان من ذلك استعمال الطِّيب، وأمر باجتلاب الرائحة الطيبة، واجتناب الرائحة الكريهة.
الطيب والرائحة الطيبة، تندرج تحت مبدأ جلب المنافع للخَلق، ودفع المضار عنهم، فالرائحة الطيبة تُطيِّب النفس، وتُسعد القلب، وتُنشط الروح، وتُفرح الناظر، وتُبعد عن النفس الروائح الكريهة التي تضر بالصحة، وتُؤذي الملائكة والناس.
ونهت الشريعة عن إتيان المساجد لمن أكل ثومًا أو بصلًا؛ وذلك لأن الرائحة الكريهة تُؤذي الملائكة والناس، وتُشغل القلب عن العبادة.
أهمية التطيب والرائحة العطرة:
تعدد ذكر ما يستعمل من رائحة طيبة في نصوص الوحيين؛ وذلك لفضله؛ ومنه: الريحان، والإذخر، والمسك، والكافور، والعنبر، والذَريرة، والزعفران.
تأكُّد مشروعية التطيب لصلاة الجمعة والعيد؛ وذلك لزيادة الفرح والسرور في هذه المناسبات.
تزيد الرائحة الطيبة العقل، وذلك لتأثيرها الإيجابي على النفس، كما يعتبر الطِّيب سنة أكيدة عنه صلى الله عليه وسلم؛ وقد حثَّ عليه في أحاديث كثيرة.
التطيب من الخاصية أن الملائكة تحبه، والشياطين تنفر عنه؛ وذلك لأن الملائكة تحب كل ما فيه خير وصلاح، والشياطين تنفر من كل ما فيه شر وفساد.
أن الله جعله من نعيم أهل الجنة؛ فقد أشهد "سبحانه عباده في هذه الدار آثارًا من آثار الجنة، وأنموذجًا منها من الرائحة الطيبة، واللذات المشتهاة، والمناظر البهية، والفاكهة الحسنة، والنعيم والسرور، وقرة العين".
القطران لأهل جهنم
أن الله جعل ضده عذابًا لأهل جهنم؛ وهو القطران الذي يُطلى به جلودهم يوم القيامة.
وذكر ابن القيم أنه مما تُحفظ به الصحة؛ وذلك لأن الرائحة الطيبة تُنشط الروح، وتُفرح القلب، وتُبعد عن النفس الروائح الكريهة التي تضر بالصحة.
كما ذكرت بعض الدراسات المعاصرة تعلق العطور والروائح الطيبة بحُسن حالة المزاج؛ وذلك لتأثيرها الإيجابي على النفس.
جُعل من آخر ما يرافق المسلم بعد موته الكافور؛ لأن فيه تطييبًا له.
لهذه الأسباب يعد الطيب والرائحة الطيبة من الأمور التي حثنا عليها الإسلام، وجعلها من علامات الإيمان، ومن موجبات السعادة في الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العطر والرائحة الطيبة ومكانتها الإسلام الأرواح
إقرأ أيضاً:
أنت مين؟.. أحمد هارون يكشف مكونات النفس وأسرار التغيير الحقيقي
تحدث الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي والصحة النفسية، عن أحد أهم الأسئلة التي يجب أن يطرحها الإنسان على نفسه في رحلة اكتشاف الذات، وهو: أنت مين؟، موضحا أن الإجابة عن هذا السؤال لا تقتصر على الاسم أو المسمى الاجتماعي، بل تتعدى ذلك إلى فهم مكونات النفس.
وأكد أن الكثير من الناس قضوا سنوات في محاولة العثور على إجابة واضحة لهذا السؤال، فمنهم من نجح، ومنهم من لم يتمكن من الوصول إلى حقيقة ذاته.
وتابع خلال تقديم برنامج علمتني النفوس، على قناة صدى البلد: الإنسان يتكون من 3 مكونات رئيسية، وهي: الجسم، النفس، والروح، حيث إن التغيير الحقيقي يبدأ بفهم هذه العناصر الثلاثة وهي: الجسم، المكون المادي للإنسان، الذي خلقه الله من طين، كما ورد في قوله تعالى: إني خالق بشرًا من طين.
واستكمل أحمد هارون: النفس، وهي العنصر الأعمق في الإنسان، والمقصود بها في قوله تعالى: ونفس وما سواها. وهي العامل الأساسي الذي يتحكم في الشخصية والقرارات، والروح، وهي نفحة من روح الله، كما جاء في قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي. وهذا هو سر التكريم الإلهي الذي جعل الإنسان مفضلًا حتى على الملائكة، كما قال الله: ولقد كرمنا بني آدم.
واختتم أحمد هارون قائلا: إدراك هذه المكونات الثلاثة هو الخطوة الأولى نحو التغيير الحقيقي والتطوير الذاتي، لأن فهم النفس والجسد والروح هو ما يساعد الإنسان على التحكم في تصرفاته واتخاذ قراراته بطريقة صحيحة.