الرجل والنُّورج «قصة قصيرة» لــ محمد فيض خالد
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
كانت عفويته كثيرًا ما تُصيب مَن حوله بالذهولِ، فكلامه عن تَشاكسه مع عِجلىّ النُّورج وجدالهما، وصراخ أخشاب المحراث حيِنَ يُقبِّل وجهَ الأرض بأسنانهِ الحِداد شىء من الخبل.
أخبار متعلقة
بريق الماضى.. قصة قصيرة لــ صفاء عبدالصبور
العاملة.. قصة قصيرة لــ بهاء الدين حسن
نعيمة والأراجوز.. «قصة قصيرة» لـــ أحمد عبدالعزيز صالح
جَاءت به أمه تحمله، بعد أن ألقى والده عليها يمين الطلاق، لم تجد غير أخيها «حسن»، فاستقبلهما وأحسن وفادتهما، تَعلَّم «عبدالعليم» كيَفَ يُوقِّر خَاله، واظبت على تلقينه الطاعة للعَائلِ الشَّهم، الذى انتشلهما من ضَياعٍ محتوم.
يُردِّد كطيور السماء مع كُلِّ صباح نشيد الولاء، أن يحفظ الله خاله، وأن يَهبه من العَافيةِ ليرد جميله، كَانَ فَحلًا قويًّا، صَلبَ العود، مَشدود العضل ذا بأسٍ شديد، غَير أنَّ قلبه الغَضّ، ورِقة طبعه، أكسباه قبولًا لدى الناس، أبهرهم كيف لعملاق مثله، يبكيه صوت «قِمرية» تصدح فَوقَ غُصن شجرة.. وجد سلوته فى أرغوله، ما إن يخلو بنفسه حتّى تنساب أنغامه عذبة، وكَأنّ تقاسيمه تتهادى لحنًا شَهيًا من ألحانِ السماء، تمَلأ الأجواء بعبقٍ فتان..
ترعرعت «سكينة» ابنة خَاله، وتَرعرعَ حُبّها فى قلبه حدائق واسعة، يَسقيها حنانًا كمَا يسقى شجرة «الحناء» التى غرسها بجوارِ النافذةِ، ما إن يَراها حتى يَشبّ حَريقَ الوجَد فى أحشائهِ، يصطلى فى صَمتٍ، وكأنما يتلذذ بنيرانه المتأججة، لم يكن خاله بمعزلٍ عن حبهما، لكنَّه تَوهّم أنَّ مشاعرهما البريئة ستزول، فابنته من رباتِ العفاف، وهو شاب عاقل يصون المعروف.
غَابَ عنه أنَّ الحُبّ مَخلوق مُتمرد، لا يخضع لسلطانِ، انزوى بنفسه يهدهد أمانيه، تطوف بمخيلته صورتها، فيزداد وجيب قلبه، فيعمد إلى أرغوله يَسكب عليه من لواعج وجدانه المَشبوب، ويهبه طَرفا من مُهجته الحارة، فتشبّ أنغامه سِحرًا حلالًا. حتَّى كانت أُمسية صيفية رَجعَ فيها كعَادتهِ، ليجد الدارَ وقد غَاصت بزوارها، وكُؤوس الشَّربات تَطوف، وابتسامة تحدٍ تَكسو وجه خاله، لقد خُطِبَت «سكينة»، دَارت الأرض وغامت الدنيا فى عينيه، انفض السامر، لكن أحزانه لم تنفضّ، هجر عشه، قالت «وداد» الدَّلالة إنَّها رأته يَجرّ عَربة بضاعة فى شارع الموسكى، وقال «مفتاح» سائق البيجو إنَّه يعمل فى مَطعمٍ بالتَّحرير، ويقول الخبثاء لقد أنهى حياته بعدما خَابَ ظَنُّه فى خَالهِ.
ثقافة الرجل والنُّورج قصة قصيرةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة قصة قصيرة قصة قصیرة
إقرأ أيضاً:
خالد بن محمد: الإمارات حريصة على مواصلة الارتقاء بصحة وجودة حياة أفراد المجتمع
ترأس سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اجتماع مجلس الإمارات للجينوم.
وتناول الاجتماع خطط المجلس لتعزيز أولوية مبادرات الطب الدقيق التي توظف البيانات الجينية بشكل فعال في الارتقاء بمخرجات الصحة العامة في دولة الإمارات، وتسهم في رفع كفاءة منظومة الرعاية الصحية، وتحفز النمو المعرفي والاقتصادي في هذا القطاع الحيوي، وترسخ مكانة الدولة كمركز عالمي متقدم في الطب الدقيق.
وأكد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان حرص القيادة الرشيدة على مواصلة الارتقاء بصحة وجودة حياة أفراد المجتمع، منوهاً سموّه بأهمية جهود البحوث والتطوير في مجالات الطب الدقيق، والرعاية الوقائية، وتحسين وتعزيز العمر الصحي، وإسهامات هذه الجهود النوعية في تحقيق نتائج ملموسة ومستدامة في رفع مستوى الصحة العامة.
وأشاد سموّه بكافة الجهود التي تسهم في تعزيز مكانة الإمارات في صدارة الدول الرائدة في مجال بحوث الجينوم وتطبيقاتها العملية.
برامج جديدة للفحص الجيني
واعتمد سموّه، خلال الاجتماع، حزمة برامج جديدة للفحص الجيني، بهدف توسيع الاستفادة من البيانات الجينومية وتسريع تبنّي خدمات الرعاية الصحية الشخصية القائمة على الجينوم في دولة الإمارات.
وتتضمن هذه الحزمة برنامج الفحوص الجينية للأطفال حديثي الولادة، ويهدف إلى الكشف المبكر عن الاضطرابات الوراثية القابلة للعلاج لدى الرُضّع، من خلال تقييم 733 جيناً مرتبطاً بأكثر من 800 حالة وراثية.
وتشمل الحزمة برنامج الفحوص الجينية الإضافية للأشخاص البالغين المشاركين في برنامج الجينوم الإماراتي، بهدف تحديد الحالات الوراثية التي يمكن تشخيصها والتعامل معها مبكراً، من خلال تقييم 94 جيناً مرتبطاً بأكثر من 50 حالة وراثية.
كما تضم برامج مخصصة للخصوبة، تشمل تقييم 186 جيناً مرتبطاً بأكثر من 130 حالة وراثية، وتقديم حلول علاجية وتوصيات طبية شخصية للأزواج.
وتتضمن الحزمة كذلك برنامج فحوصات القلب والأوعية الدموية، الذي يوفر التشخيص الجيني الدقيق والعلاجات المخصصة له، ويدعم الوقاية والكشف المبكر، من خلال تقييم أكثر من 800 جين مرتبط بأكثر من 100 حالة وراثية.
دراسة الجينوم المرجعي الإماراتي «التيلومير إلى التيلومير» (T2T)
واطَّلع سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع، على مخرجات دراسة الجينوم الإماراتي المرجعي «التيلومير إلى التيلومير» (T2T)، التي نُفذت تحت إشراف دائرة الصحة – أبوظبي بالتعاون مع جامعة خليفة ومجموعة «M42»، بهدف سد فجوات مهمة في البيانات الجينومية، وتوفير مصدر مرجعي شامل يدعم أبحاث الطب الدقيق، وتعزيز إجراء مقارنات دقيقة مع المراجع الجينومية العالمية، بهدف تطوير الأبحاث المتخصصة في الأمراض، وعلم الجينوم الدوائي، إلى جانب تطوير حلول علاجية متخصصة تُلبي الاحتياجات الصحية الخاصة بالمجتمع الإماراتي.
مستجدات برنامج الاختبار الجيني الشامل للمقبلين على الزواج
كما اطَّلع سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان على مستجدات برنامج الاختبار الجيني للمقبلين على الزواج، الذي تم إطلاقه وتنفيذه على المستوى الوطني اعتباراً من الأول من يناير 2025، وذلك تحت إشراف وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع دائرة الصحة – أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وعدد من الشركاء الاستراتيجيين.
ومنذ إطلاقه، قدّم البرنامج الدعم لـ 2,428 من المقبلين على الزواج، إذ بلغت نسبة التوافق الجيني بينهم أكثر من 92%، وذلك من خلال إجراء فحوصات جينية دقيقة لـ 570 جيناً مرتبطاً بأكثر من 840 اضطراباً وراثياً.
كما وفر البرنامج جلسات استشارات جينية للأزواج الذين أظهرت نتائجهم حاجتهم لمزيد من الدعم، لتقييم عوامل الخطر الوراثية المحتملة، وتقديم حلول مدروسة تدعم عملية اتخاذ القرار بشأن التخطيط الأسري.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز الصحة العامة وجودة حياة أفراد المجتمع، وحماية الأجيال القادمة من الأمراض الوراثية.
التقدم المُحرز في برنامج الجينوم الإماراتي
واستعرض سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أحدث مستجدات برنامج الجينوم الإماراتي، الذي نجح في جمع أكثر من 700 ألف عينة جينية من مواطني الدولة، محققاً تقدماً ملحوظاً نحو هدفه الاستراتيجي بالوصول إلى مليون عينة.
كما تمكن البرنامج، في الآونة الأخيرة، من جمع 100 ألف عينة جينية إضافية من مشاركين من جنسيات متعددة، ضمن مبادرة نوعية جديدة تُنفذ بالتعاون مع مجموعة «M42» للاستفادة من القدرات المتقدمة لدولة الإمارات في مجال الجينوم. وتسهم هذه المبادرة الجديدة في سد فجوات مهمة في البيانات الجينية على المستوى العالمي، وتوفير رؤى علمية دقيقة حول الطفرات الوراثية التي تؤثر في أكثر من 2.5 مليار شخص من مختلف الأعراق، بهدف تعزيز التعاون الدولي في مجالات بحوث الطب الدقيق وحلوله.
ويعتبر برنامج الجينوم الإماراتي أحد المشروعات الوطنية الرئيسية ضمن استراتيجية الجينوم الوطنية، حيث يسهم في إحداث نقلة نوعية في خدمات الرعاية الصحية بالدولة، عبر توفير بيانات جينية عالية الجودة، تساعد الباحثين والأطباء والعلماء على تحديد مسببات الأمراض الوراثية، وفهم طبيعة الطفرات الجينية، والتنبؤ بالاستعداد الوراثي لبعض الأمراض، وتطوير خطط رعاية صحية شخصية فعّالة للمجتمع الإماراتي.
وحضر الاجتماع كلٌّ من محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء؛ وسارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم؛ وعمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد؛ ومنصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي؛ وسيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي؛ والدكتور عامر أحمد الشريف، المدير التنفيذي لدبي الصحية ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية؛ والدكتور يوسف محمد السركال، المدير العام لمؤسَّسة الإمارات للخدمات الصحية.