بجانب مشكلات التمويل وغياب التنسيق.. حرب غزة تجدد آلام الممر الاقتصادي
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
أحيت الحرب الحالية في قطاع غزة الحديث مجددا عن مشروع "الممر الاقتصادي" الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة في قمة العشرين الأخيرة بالهند، والذي يضم – بالإضافة إلى الأخيرة – السعودية والإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي ودولا أوروبية.
لكن الحديث هذه المرة يدور حول المعوقات التي تجعل من تنفيذ هذا المشروع - قياسا إلى التطورات الجيوسياسة الحالية، لا سيما حرب غزة – ضربا من الخيال، كما يقول تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي" وترجمه "الخليج الجديد".
وبعد تزايد القلق على مستقبل "الممر الاقتصادي" وسط الحرب الحالية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس"، حاولت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) لديه اعتبارات طويلة المدى، ولا يتوقف مستقبله على أحد الأحداث المثيرة للقلق".
ويتساءل التحليل: هل إجابة الوزيرة الهندية جديرة بالثقة؟
اقرأ أيضاً
مخاوف هندية بشأن الممر الاقتصادي الجديد بعد حرب غزة
تحديات مختلفةويقول التحليل إنه من أجل مستقبل "الممر الاقتصادي" يجب على الدول المعنية التغلب على التحديات المختلفة، بما في ذلك الصراع المستمر بين الاحتلال الإسرائيلي و"حماس"، والاختلاف في المصالح السياسية وقضايا التمويل.
ويشير إلى أن الحرب الحالية في غزة تضيف حالة من عدم اليقين إلى المشروع.
وجاء المشروع في سياق مفاوضات اتفاق السلام بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فقد أدى الصراع في الشرق الأوسط إلى توسيع القطيعة بين إسرائيل والعالم العربي، الأمر الذي أدى إلى تعقيد دبلوماسي بين الدول العربية وتل أبيب، وخلق عقبات أمام المفاوضات المتعلقة بـ"الممر الاقتصادي".
وقبل شهر، أدانت الإمارات والأردن والبحرين والسعودية وعمان وقطر والكويت ومصر والمغرب القصف الإسرائيلي العنيف على غزة، وكذلك فعلت تركيا في مناسبات أخرى.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، إن "الحرب الإسرائيلية تجلب ليس فقط على غزة، بل على المنطقة بشكل عام"، ووصفها بأنها "كارثة".
ومن بين الطرق المتعددة التي يتم أخذها في الاعتبار بالنسبة إلى "الممر الاقتصادي"، تعد إسرائيل عنصرًا حاسمًا فيها بميناء حيفا كطريق ضروري للبضائع من الهند والدول العربية للوصول إلى أوروبا.
ومع سعي "الممر الاقتصادي" إلى ربط الهند بأوروبا عبر طريق يمر عبر الدول العربية، فإن الصراع الدائم في الشرق الأوسط قد يلقي ضوءًا خافتًا على "الممر الاقتصادي".
اقرأ أيضاً
قد لا يرى النور.. الحرب على غزة تعصف بمشروع الممر الاقتصادي
مشكلة التمويلولم تقدم الدول الكبرى المشاركة في "الممر الاقتصادي" أي فكرة عن كيفية توزيع الأعباء المالية فيما بينها.
ويُنظر إلى "الممر الاقتصادي" على أنه "نادي الرجال الأغنياء"، بغض النظر عن حقيقة أن العديد من المشاركين يعانون من معضلات مالية كبيرة.
وفي حين أن السعودية قد تكون لديها القدرة على الوفاء بوعدها باستثمار 20 مليار دولار في IMEC، فإن دولًا أخرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا والهند قد تواجه صعوبة في التمويل.
ولا تملك الولايات المتحدة ما يكفي من المال لمشاريع البنية التحتية العالمية الجريئة، وكذلك الاتحاد الأوروبي.
إن أعباء الديون في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ثقيلة إلى الحد الذي يجعلهما غير قادرين على توفير أي شيء من ميزانيتهما المخصصة لـ "الممر الاقتصادي".
اقرأ أيضاً
تركيا وطريق التنمية.. حرب غزة تعزز دعم أنقرة لمنافس الممر الهندي الأوروبي
مستقبل يايدن وفون دير لاينوتعتبر مشاريع البنية التحتية مرتبطة بملفات سياسية من وجهة نظر واشنطن، فهي تهدف إلى عزل الصين بمساعدة حلفائها، وكذلك إعادة تشكيل مستقبل الشرق الأوسط من خلال تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية على خلفية اتفاقيات إبراهيم.
وليس هناك شك في أن بروكسل بقيادة فون دير لاين ستتبع خطى واشنطن.
ومع ذلك، فإن عام 2024 هو عام الانتخابات لكل من واشنطن وبروكسل، حيث يواجه بايدن مصاعب، جراء انخفاض شعبيته، وأيضا لم تعلن فون دير لاين موقفها بشأن ما إذا كانت ستترشح للانتخابات الأوروبية عام 2024، لكن هناك استياء من أسلوب إدارتها، خاصة بسبب "معاييرها المزدوجة" بشأن أوكرانيا وغزة.
ويتساءل التحليل: من يدري ماذا سيحدث لـ "الممر الاقتصادي" إذا خسر بايدن وفون دير لاين إعادة انتخابهما؟
اقرأ أيضاً
غزة تعيق تطبيع السعودية.. فهل تحرم إسرائيل من الممر الاقتصادي؟
ونظرًا لأن الغرب يعتبرها قوة متنامية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في السنوات الأخيرة، فقد أصبحت الهند أكثر طموحًا في منافسة الصين.
أما دول الشرق الأوسط، فتركز على تنويع اقتصادها، وتسعى إلى توسيع علاقاتها مع بقية العالم، لذلك فمسألة منافسة الصين لا تعنيها كثيرا.
ويختتم التحليل بالقول: ربما تؤدي المصالح السياسية المختلفة إلى تصاعد الصعوبات في المفاوضات المتعددة الأطراف، مثل الخلاف حول الحقوق التنظيمية، والاختلافات التي لا يمكن التوفيق بينها في السياسات التجارية.
ويردف: لذلك، فإن "الممر الاقتصادي" يبدو مشروعا بعيدا المنال الآن.
المصدر | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الممر الاقتصادي غزة حماس الهند أمريكا الاتحاد الأوروبي الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة الممر الاقتصادی الدول العربیة الشرق الأوسط اقرأ أیضا دیر لاین حرب غزة
إقرأ أيضاً:
متى تعود الرحلات الجوية بين العراق ولبنان؟ وزارة النقل تجيب
الاقتصاد نيوز - بغداد
أعلنت وزارة النقل جاهزية الخطوط الجوية العراقية لاستئناف رحلاتها الجوية الى العاصمة اللبنانية بيروت، راهنة ذلك بتحقيق أمر يتعلق بالوضع في سوريا.
وقال المتحدث باسم الوزارة، ميثم الصافي، في تصريح أوردته شبكة "رووداو" الاعلامية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، "كوزارة نقل والشركة العامة لادارة مطارات الملاحة الجوية والشركة العامة للخطوط الجوية العراقية وهي الناقل العراقي الوحيد الذي يعبر إلى لبنان، فنحن جاهزون لاستئناف الرحلات".
وأستدرك الصافي أن "الممر الوحيد للرحلات بين العراق ولبنان هو الممر السوري والأجواء السورية"، مبيناً أن "طائراتنا بجهوزية كاملة ومستعدة لاستئناف الرحلات، وبمجرد أن يكون هناك فتح للأجواء السورية سترون الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية سباقة في نقل المسافرين العراقيين وكذلك اللبنانيين إلى مطار رفيق الحريري في لبنان وبالعكس".
يوم الأحد الماضي، دعا وزير الاشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية، العراق، الى استئناف رحلاته الجوية مع لبنان، وذلك بعد أن أوقف العراق الرحلات بسبب الأحداث في سوريا.
وبحسب علي حمية، فإن الموافقة اللبنانية على معاودة رحلاتها مع العراق تمت منذ 27 من شهر تشرين الثاني الماضي.
"الأجواء السورية الممر الوحيد بين العراق ولبنان"
أما بخصوص امكانية استخدام أجواء غير سوريا، للرحلات بين العراق ولبنان، أشار المتحدث باسم وزارة النقل الى أن "الممر الوحيد هو عبر سوريا، والذي ينسجم مع طبيعة وضعنا بالعراق وينسجم مع الجدوى الاقتصادي للموضوع، لهذا فالخط هو عبر سوريا فقط".
وكان العراق قد اعلن استئناف الرحلات الجوية مع لبنان في مطلع شهر كانون الأول الجاري، بعد توقف الرحلات نتيجة احداث لبنان أكثر من شهرين، ليعود في 8 من الشهر، أي بعد اقل من أسبوع واحد، ليعلق الرحلات مع لبنان، نتيجة أحداث سوريا، ما أدى الى توقف عودة اللاجئين اللبنانيين الى بلادهم.
وانهار حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الذي استمر قرابة ربع قرن، مع دخول "هيئة تحرير الشام" وفصائل معارضة مسلحة دمشق فجر الأحد (8 كانون الأول 2024)، وفرار الرئيس السوري بشكل سري وغامض إلى روسيا.
وأتى سقوط الأسد عقب هجوم واسع شنّته الفصائل المعارضة، انطلاقاً من معقلها في إدلب (شمال غرب) في 27 تشرين الثاني، سيطرت خلاله على مدن رئيسية، مثل حلب وحماه وحمص، قبل الوصول إلى العاصمة دمشق.
وكان الهجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، والذي أسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم إلى دول مختلفة في العالم.
وبعد سقوط الأسد، حضّت أطراف عديدة على تفادي الفوضى في البلاد، مشددة على ضرورة حماية كل المكونات السورية المتنوعة عرقياً ودينياً.