صحيفة الاتحاد:
2024-12-26@13:40:23 GMT

ثقافتنا.. رسالة وأسلوب حياة

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

محمد عبدالسميع (الشارقة)
لم تكن الثقافة يوماً بمعزلٍ عن أجندة الإمارات، أو فعلاً طارئاً على هذه الأجندة، بل ظلت على الدوام عنواناً حاضراً وأسلوب حياةٍ وخطاب فكرٍ وقراءةً مستبصرةً لما هو قادمٌ وما رسّخه الآباء والأجداد في الإمارات من قيمٍ رفيعة ومُثلٍ عليا ونماذج رائعة في العطاء والإبداع، كما ظلت كذلك نبراساً ومناراً لما هو قادمٌ، باعتبار أن الثقافة أوّل ما تخاطب رؤية المواطن وتُلامسُ وجدانه، بل وتصهر كلّ هذه النجاحات لتقديمها له في أنشطةٍ وفعاليات تجعلهُ أكثر اعتزازاً وتصميماً على النجاح، ولهذا كانت المؤسسات الثقافيّة الإماراتية حاضرةً في كلّ أرجاء الدولة، وكان ثمّة هدف واحد يسعى إليه الجميع، فكان الماضي حاضراً والراهن ناجحاً والمستقبل يُضاء بقناديل الماضي والحاضر معاً، وفق مسيرة من العمل الثقافي الوطني بدعم من القيادة الرشيدة، وإنجاز متواصل من المبدع الواعي المعطاء والمشارك في قراءة المنجز الوطنيّ والمحتفي به دائماً، بل والمحتفي أيضاً بالإنسانية في متطلباتها وقيمها الفكرية والذهنية والأدبية والفنية.

 
ومن هذا المنطلق، بادرت الدولة، ومنذ قيام الاتحاد إلى الاحتفاء بكلّ هذا الإرث الأصيل والمنجز الثقافي الوطنيّ فيما قبل الاتحاد، منطلقةً من كل أسس الأصالة والمعاصرة للمضي قدماً بعزم وإصرار مستنيرة برؤية وحكمة الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نبراساً يُهتدى به وكلمات مفتاحيّة لكلّ نجاحٍ تسعى له، وتحققه البلاد.

الرؤية والاتجاه
واهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالأرشيف الوطني وجَمْعهِ من مصادره ونَقْلهِ مُسجّلاً ومكتوباً، وأولت الإمارات كل عناية واهتمام لقراءة هذا التراث وتوثيقه وتثمين مضمونه الرائع والأصيل، حتى تكوَّن لدى الدولة كَمٌّ غزيرٌ من هذا التراث، فكان التحدي هو كيف يتم العمل عليه، وجَعْلهِ يتخلل كلَّ الأنشطة والفعاليات والمهرجانات فلا يغيب عنها، ومن هنا كان العمل الثقافيّ سلساً وناجحاً بما يكفي لكي يحقق كل هذا التراكم الثقافي والمعرفي، وتنجح المؤسسات الثقافية لتصبح أنموذجاً يُحتذى به لدى كثيرٍ من الدول الناجحة في هذا المضمار، من حيث الرؤية والتنظيم والاستضافات والغاية المتضمنة بالنشاط وأوجُهِ إفادتهِ لفئته المستهدفة، وكَونهِ صورةً حقيقيّةً مبهرة لكلّ ما أنجزته الدولة في جميع المجالات والميادين.

التمويل والدعم
ويلاحظ المهتمُّ بالأجندة الثقافية والفكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أنها تدعم بسخاء أي نشاط ثقافي إذا رأت أنّ فائدته ستكون عظيمةً للإنسان الإماراتيّ والعربيّ، والعالميّ أيضاً، وهذا ما يتجلى من خلال المبادرات والاستضافات وإقامة الأنشطة والتظاهرات الثقافية الإماراتية في الداخل والخارج، ودعم المؤسسات الثقافية العربية على وجه التحديد، وتعزيز وجودها أمام تحديات العمل الثقافي العربي، وفي طليعته التحدي المالي أو مشكلة التمويل، ولذلك كانت النشاطات الثقافية الإماراتية قِبْلةً لكلّ مثقفي العرب والعالم، الذين يحرصون على المشاركة فيها وحضورها، ويجدونها ذات أثرٍ كبير في الاستفادة الفكرية أو الثقافية أو العلمية والمعرفية وبمستويات أداء رفيعة وجديرة الاحتفاء.

التأثير العربي والعالمي
ووصل تأثير العمل الثقافيّ الإماراتي إلى كلّ العالم، وفي دولٍ احتاجت فعلاً إلى مثل هذا العمل كدول أفريقيا وآسيا، ضمن رابطٍ متينٍ من الثقافة والتفاهم، باعتبار الثقافة أساس كلّ أجندات دول العالم، ومساعيها نحو الالتقاء على منصة الأدب والثقافة والفكر والفنون، مُنطَلَقاً لجمهورٍ أكبر في خدمة الإنسانية جمعاء.

الفنون.. توهج وحضور
قطاع الفنون هذا العام، كان متوهجاً وحاضراً بقوّة، مرسخاً روعة الجمال والفكرة المعبّر عنها بالفن، فقد كنا مع النسخة السادسة عشرة لمعرض «آرت دبي» الذي أقيم في مدينة جميرا بدبي، وكان بحقٍّ تظاهرةً عالميه مميزةً أثمرت عام 2023 عن حضور أكثر من 130 صالة عرض معاصره وحديثة ورقمية، ومشاركة أكثر من 40 دولة، بالإضافة إلى 30 مشاركاً لأول مرةٍ في المعرض. وإلى وجهةٍ فنيّة ثقافية أخرى للفنّ في الإمارات هي معرض «فن أبوظبي» في نسخته الخامسة عشرة والذي أقيم خلال الفترة (22 إلى 26 نوفمبر) من هذا العام، في منارة السعديات، بمشاركة 92 صالة عرض من 31 دولة من حول العالم، لتكون هذه النسخة بذلك تتويجاً للبرنامج الفنيّ والثقافي الذي ينظمه «فن أبوظبي» على مدار العام. كما حمل عام 2023 أيضاً روعة وزخماً في عروض الأعمال الفنيّة الإبداعية الإماراتية والعربية والعالمية، كما في المعرض الفني الضوئي «منار أبوظبي»، الذي كان غايةً في الجمال.

منصّة الشعر
من الفنّ إلى الشعر الذي كان حاضراً أيضاً بامتياز هذا العام في الإمارات، حيث احتضنت الشارقة «مهرجان الشارقة للشعر الفصيح»، بمشاركات إماراتية وعربية، وفق طريقة رائعة للتنوّع وإفراد مساحة إبداع ملهمة للشباب، وفي توزيع شامل على كل الإبداعات والمدارس الشعرية.
وفي أبوظبي، جاءت النسخة العاشرة من برنامج «أمير الشعراء» المعنيّ بالشعر الفصيح، وفق تنافذات ثريّة أظهرت قوة الكلمة في قراءة فلسفة الشعراء وذواتهم وحضور الوطن لديهم والمكان والتراث، ومواضيع عديدة احتفظ بها النقاد والحضور وأثمرت عن منافسةٍ رائعة لعديد الشعراء من الإمارات والخليج والوطن العربي. ويتواصل الآن في أبوظبي برنامج «شاعر المليون» المعنيّ بالتنافس على البيرق محليّاً وخليجيّاً وعربيّاً.

الأيام التراثيّة
التراث، كان على الدوام أجندة أصيلةً وحاضرةً بقوّةٍ في عام 2023، حيث كانت «أيام الشارقة التراثية» ومجرياتها واستضافاتها لفرق عربية وخليجيّة وأجنبية صديقة، تشهد في بداية العام على كلّ هذا الحضور المجتمعيّ الرائع والندوات التي تتوخى نشر ثقافة التراث وتثمينها، ولذلك فقد كانت «الأيّام» وما تبعها من أعمال معهد الشارقة للتراث، مثل «ملتقى الراوي» الذي قرأ هذا العام موضوع الحكايات والأساطير التراثية الإماراتيّة والخليجية والعربيّة.. ذات تأثير واضح في تثمين التراث وتقديره، والانطلاق منه نحو عالم الإبداع والحداثة.

إبداعات «أبو الفنون»
من الشعر إلى المسرح «أبو الفنون»، الذي كان حاضراً من خلال العديد من التظاهرات المتخصصة والعامة خلال عام 2023، فها هو مهرجان «المسرح الصحراوي» في الشارقة يحفل بأعمالٍ لافتة جسّدت فلسفة العرض المكشوف في فضاءات ممتدة وبشكلٍ حيٍّ على الرمال، بمشاركات إماراتية وخليجية وعربيّة متنوعة، وها هو مهرجان «الشارقة للمسرح الخليجيّ»، طوى أعماله لهذا العام بعروض عبّرت عن البيئة الخليجية والإماراتية، وتقدمتها مسرحية «النمرود» التي كتبها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتأتي ندوات وأفكار المهرجان قارئةً لمستقبل المسرح الخليجي وآفاقه وتحدياته.

مؤتمرات اللغة العربية
كما كان مؤتمر اللغة العربية التاسع في دبي، مشتملاً على أوراق متخصصة لتوظيف المعرفة في خدمة لغة الضاد، حيث يمنح المؤتمر أكبر جائزة في تاريخ اللغة العربية، هي «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للغة العربية». وفي الموضوع ذاته، انطلق في الشارقة أيضاً مؤتمر اللغة العربية الدولي السادس، في قراءة الحاضر والمستقبل والتحديات التي تواجه اللغة العربية، خدمةً لأسس وثوابت الهويّة العربيّة من خلال محاور عديدة على رأسها اللغة العربيّة، لغة الضّاد، في تأكيد مكانتها وترسيخ مستقبلها لدى الأجيال والسعي بها أشواطاً بعيدة في مواكبة تطور العلوم الحديثة، وفي ذلك كانت الحلول بحجم الخبرات المشاركة والأوراق الغنيّة في هذا المجال.

أخبار ذات صلة الأرشيف والمكتبة الوطنية يفتح نوافذ على تاريخ الإمارات وتطورها «مهرجان العين للكتاب 2023» يختتم نسخته الـ 14

معارض الكتاب
أوّلُ الكلامِ والفعلِ الثقافيّ هو في «الكتاب» الذي حمَلَ في موروثنا العربيّ والإسلاميّ روح «اقرأ» وحرص الأنبياء على الاطّلاع وقراءة إبداع الخالق في الكون، منذ أن أرسل الله قناديلَ الضياء والنُّور إلى الناس لهدايتهم وتبصيرهم بوجودهم الإنسانيّ ويأمرهم بإعمار الكون.. ولذلك، فقد كان «معرض الكتاب» المنصّة الأولى التي اكتنزت بالمعرفة والعلم والأدب والفكر، وجمعتْ في رحابها كلّ مهتم ومنتصرٍ للكتاب والحرف في التنوير وقراءة العالم والذات والجغرافيا والتاريخ وكلّ حقول المعرفة ومجالاتها. 
معرض الشارقة الدولي للكتاب
وجاء معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام ليسجّل أكبر حضورٍ عالميّ في تاريخه منذ ثمانينيات القرن الماضي، باستضافة 108 دولٍ عربيه وأجنبية، و2023 ناشراً وعارضاً، و600 مؤلِّفٍ من كبار الأدباء والفنانين العرب والأجانب وقّعوا كتبهم في أروقة المعرض. وتكفي في هذا المقام الإحصائيات التي احتفى بها العالَمُ مثلما تحتفي بها دولة الإمارات، لتؤكد أنّ هذه المعارض في الإمارات لم يعُدْ فقط مكاناً لعرض الكتب وبيعها، بل صارت مغناطيساً ثقافياً جاذباً تجمّعت حوله المعارف والعلوم وضيوف الشرف والأعداد الكبيرة من الكتب والمؤتمرات المتعلقة بالنشر، لتكون النسخة الثانية والأربعون للمعرض الذي نظّمتْهُ هيئة الشارقة للكتاب وافتتح برعاية من صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نسخةً تدلّ على تجربةٍ قويةٍ جدّاً في إدارة العمل الثقافيّ، بل وقراءة مستقبل النشر وتحديات الكتاب الورقيّ، في طباعته وتكاليفه وبديلهِ الإلكتروني، من خلال مؤتمرات النشر والمكتبات وفي النسخ النادرة والمقتنيات التي عرضت فيه.
معرض أبوظبي الدولي للكتاب
أمّا معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فقد كان بطبيعة الحال حاضراً وبقوّة في صدارة أجندة صناعة المعرفة والتنظيم الثقافيّ المحليّ والعربيّ والأجنبيّ، وهو المعرض الذي أقيم هذا العام في دورته الثانية والثلاثين، بمشاركةٍ واسعةٍ من دور النشر العربية والأجنبية، واشتمل في أعماله على أكثر من 2000 فعالية متنوعة ثقافيّة وفنيّة.
كما انطلقت أيضاً في مدينة العين بأبوظبي فعاليات مهرجان العين للكتاب 2023، ببرنامج ثقافي وفني حافل ضمن تشجيع واضح على القراءة واهتمام متميز بالتراث، حيث زادت فعالياته على أكثر من 400 فعالية وبرنامج، إضافةً إلى استقطاب 82 ألف زائر إلى الفعاليات.
تظاهرات ثقافية
استمرّت التظاهرات الثقافية من خلال معارض الكتاب لتأكيد كون الثقافة زاداً غنيّاً ومفيداً من خلال هذه المعارض، هذا فضلاً عن معارض أخرى متخصصة في مجالات معينة كمعرض «بيغ باد وولف» للكتب العالمية في دبي الذي وفّر أكثر من 3 ملايين كتاب، وبأسعار منخفضة لأهم الإنتاجات الأدبية والمعرفية لكتّاب ومفكرين من العالم، وهو المعرض الذي دشّنته سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ضمن أجندة دبي الثقافية.

ثقافة الطفل
لم تكن السينما بعيدةً أيضاً عن هذه الحفاوة، كما في مهرجان الشارقة السينمائي للطفل، وآفاق قراءة حاضره ومستقبله عبر الفنّ. ولم يكن الطفل نفسه بعيداً عن الاحتفاء بمواهبه وقصص نجاحاته الإبداعيّة والأدبيّة، كما في «مهرجان الشارقة القرائيّ للطفل».
وفي عجمان، ذات الباع الطويل في تصدير الإبداعات الشعريّة النبطيّة والشعبيّة، كان أيضاً مهرجان القراءة والمرح حاضراً، في ألقه الثقافي وتشجيعه على القراءة، في هذا العام.
.. وهكذا، كنّا مع نماذج إبداعيّة تضيء شعلتها كلّ عام على مفردات ثقافيّة تجاوزت في تأثيرها الجانب المحليّ إلى العربيّ والعالميّ، وتُوّجت عام 2023 بمبادرات ورؤى عظيمة تحققت على أرض الواقع، لتكون الثقافة وبحقّ، تعبيراً واضحاً عن فكر الدولة واهتمامها بالجانب التوعويّ والإبداعيّ، وتأكيد حضور الإنسان.

جوائز الإبداع
في جوائز الإبداع الأدبيّ، أقيمت هذا العام «جائزة الشارقة لنقد الشعر العربيّ»، و«جائزة الشارقة للإبداع العربي»، وهما جائزتان احتَفتَا بنخبة من المبدعين في النقد الأدبيّ والإبداع العربيّ في حقول أدبية متنوعة.

تحدي القراءة العربي
كانت دبي حاضرةً من خلال «تحدّي القراءة العربيّ» هذه المبادرة الواسعة التي أعلنت أبطال دورتها السابعة في نهاية أكتوبر لهذا العام، بتصفيات شارك فيها أكثر من 24 مليون طالب وطالبة من 46 دولة، فضلاً عن مشاركات كبيرة لأصحاب الهمم، وقد عززت هذه المبادرة أهميّة القراءة والاطلاع وصقل المهارات الثقافية لدى الطفل العربي، في تنافسٍ جميل انعكس على الجميع بالتميز الإبداعي والفائدة الثقافية، وهي المبادرة التي يرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.
ولم تكن المنصّات الترفيهية والثقافية في الشارقة بعيدةً أيضاً عن استضافة الحفلات الفنية والموسيقية العربية والخليجية والأجنبية في مسرح المجاز بالشارقة، بتصميمه الهندسي الرائع وحضوره المتميز.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات عيد الاتحاد الثقافة الإماراتية التراث التراث الإماراتي التراث الثقافي العمل الثقافی اللغة العربیة الدولی للکتاب ة الإماراتیة اللغة العربی فی الإمارات هذا العام ة العربی أکثر من من خلال فی هذا عام 2023

إقرأ أيضاً:

التضامن: 35 مليون مواطن استفادوا من مبادرة "حياة كريمة"

أكدت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعى، أن مؤسسة “حياة كريمة” تعد نموذجًا حيًا يعكس هذه القيم العالمية، فمنذ انطلاقها، عملت المؤسسة على تجسيد معنى التضامن الإنسانى بأرقى صوره، حيث امتدت جهودها لتصل إلى الفئات الأكثر احتياجًا فى القرى والنجوع، حاملةً معها رسالة أمل ودعماً يعيد بناء الحياة ويزرع الأمل فى نفوس الملايين، مشيرة إلى أن العملية التنموية فى جوهرها تهدف لتحقيق التنمية البشرية وضمان الحياة الكريمة لكل مواطن ومواطنة.

وأشارت نائبة وزيرة التضامن الاجتماعى فى احتفالية ضخمة للشباب نظمتها مؤسسة "حياة كريمة" تحت مظلة التحالف الوطنى للعمل الاهلى التنموى، إلى أن الاحتفال بمرور خمس سنوات على تأسيس مؤسسة “حياة كريمة”، نجد أنفسنا أمام قصة نجاح مصرية ملهمة، عنوانها “من إنسان لإنسان”، تروى حكاية عطاءٍ يمتد من أقصى الصعيد إلى قلب الدلتا، ليصل إلى كل بيت وكل فرد، وقبل خمس سنوات، لبى المصريون النداء الأول الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى من خلال المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، وتحوّل هذا النداء إلى عمل مؤسسى منظم، حين تأسست مؤسسة “حياة كريمة” لتكون المظلة التى تجمع تحتها 50 ألف شاب وشابة متطوعين، يحملون رسالة تضامن ومحبة، ينطلقون من قلب الدولة المصرية بأيديهم البناءة ليزرعوا الأمل فى شرايين المجتمع.

وأكدت أن 5 سنوات كانت كفيلة بتحويل القرى والنجوع إلى مراكز نابضة بالحياة، وأصبحت المرأة المصرية أكثر قوة وتمكينًا، ووجد الشباب فرصًا جديدة تفتح لهم أبواب المستقبل، وكبر الأطفال فى بيئة آمنة تحقق أحلامهم، وان 35 مليون مستفيد من المبادرة الرئاسية تغيرت حياتهم للأفضل، وأصبحت “حياة كريمة” علامة مضيئة فى تاريخ مصر الحديث، بفضل الجهود التى بذلها أبناء المؤسسة فى خدمة مجتمعهم.

وقالت إن وزارة التضامن الاجتماعى -وهى إحدى ركائز العمل الإنسانى فى مصر- تؤمن بأن خدمة الإنسان ليست مجرد واجب وظيفى، بل هى رسالة ومسؤولية، من خلال برامجها ومبادراتها المتنوعة، تسعى الوزارة إلى تقديم الدعم والحماية للفئات الأكثر احتياجًا، وترسيخ مبادئ التكافل الاجتماعى، وتمكين الأفراد والمجتمعات لتحقيق حياة كريمة ومستدامة، وإعطاء الشباب فرص للتطوع وخدمة المجتمعات.

كما قدمت الوزارة دوراً محورياً فى دعم الجهود الإنسانية، سواء عبر المبادرات الكبرى مثل المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، التى تعد نموذجًا عالميًا للعمل التنموى الشامل، أو من خلال مشروعات الحماية الاجتماعية التى تستهدف الأسر الأولى بالرعاية، وعلى رأسهم برنامج الدعم النقدى تكافل وكرامة، مع برامج تهتم بتمكين المرأة المعيلة، وحماية الأطفال فى خطر، وكبار السن وذوى الإعاقة.

مقالات مشابهة

  • لجنة تسويق السياحة الثقافية: ارتفاع حجوزات الأقصر خلال إجازات نصف العام
  • في اليمن السعيد.. ما الذي قد يعطّل حياة 70 في المئة من اليمنيين؟
  • 3 مصريين ضمن الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الـ28
  • جائزة الشارقة للإبداع العربي تعلن أسماء الفائزين في دورتها الـ28
  • بدور القاسمي: نفتح قنوات جديدة للتبادل الثقافي
  • جائزة الشارقة للإبداع العربي تعلن أسماء 18 فائزاً في الدورة 28
  • صخر الشارخ.. قصة العربي الذي جعل الحواسيب تتحدث بالعربية
  • «نريد حياة لا موت».. كيف احتفل الفلسطينيون بعيد الميلاد؟
  • التضامن: 35 مليون مواطن استفادوا من مبادرة "حياة كريمة"
  • افتتاح الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الوطن العربي" بمكتبة الإسكندرية