سبب وضع الكحول مع العطور بجميع فئاتها
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
مهما اختلف نوع العطر ومستوى رقيه وسعره بين فئات العطور ستجد نسبة من الكحول موجودة فيه لذلك يعتبر الكحول مكون اساسي داخل العطور ويعود سبب وضع الكحول مع العطور بجميع فئاتها، أن إستخدام الكحول يساعد في العطر على تكسير مكونات العطور من خلال دمج الزيوت و منتجات النكهة معًا، كما أنه قابل للتبخر على الفور تقريبًا مما يجعله قاعدة مثالية للعطور.
كما يساعد الكحول على نشر رائحة العطر، ومكونات العطور تصنع بعضها من مواد طبيعية مئة بالمئة، وبعضها الآخر يصنع من خليط من المواد الكيماوية، والمواد الطبيعية، إضافة لبعض المواد المثبتة للون، أو الرائحة، كم أن عدد المواد الكيميائية الموجودة في العطور، وعادة ما يمثل مصطلح "العطر" أو "العطر" الموجود في قائمة مكونات مستحضرات التجميل مزيجًا معقدًا من عشرات المواد الكيميائية.
ويتم استخدام حوالي 3000 مادة كيميائية كعطور. يعد العطر عنصرًا واضحًا في العطور والكولونيا ومزيلات العرق، ولكنه يستخدم في كل أنواع منتجات العناية الشخصية تقريبًا وتعريف العطور الصيفية والشتوية وتختلف العطور بشكل كبير بين الصيف والشتاء، فعادة ما تكون العطور الصيفية خفيفة ومنعشة وتحتوي على رائحة الحمضيات، بينما تكون العطور الشتوية ثقيلة ودافئة وتحتوي على روائح خشبية.
وللحافظ على ثبات العطر، يستخدم العطر بعد الاستحمام عندما تكون بشرتك رطبة، يوضع العطر على النقاط النابضة مثل الرقبة والمعصمين، لا تفرك العطر بعد وضعه لأن هذا يمكن أن يكسر الروائح العطرية، انا العنصر الذي يجعل العطر يدوم لفترة أطول تتم إضافة المثبتات لمنع مكونات العطر الأكثر تقلبًا من التبخر بسرعة كبيرة، والمثبتات الطبيعية هي الراتنجات (البنزوين، اللابدانوم، المر، اللبانوم، الستوراكس، بلسم تولو) وتحتوي معظم العطور على مكونات عليا ووسط وقاعدة.
ويرش العطر على اماكن النبض للاستفادة منها والأمر له أصول علمية وطبية، فوضعها فى تلك المناطق يسمح للرائحة بالخلط بشكل طبيعي مع كيمياء الجسم، ومع ارتفاع حرارة الجسم خلال ساعات النهار أو العمل سيتم تنشيط الرائحة وإطلاقها وتظل رائحة الجسم منعشة وجيده بالرغم من التعرق وارتفاع درجة حرارة الجو.
وتعريف العطور الصيفية والشتوية تختلف العطور بشكل كبير بين الصيف والشتاء، فعادة ما تكون العطور الصيفية خفيفة ومنعشة وتحتوي على رائحة الحمضيات، بينما تكون العطور الشتوية ثقيلة ودافئة وتحتوي على روائح خشبية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العطور الكحول وتحتوی على
إقرأ أيضاً:
أن تكون نازحا!
مما يزيد في صدق كتابة الإنسان وجعل ما يكتبه يلامس قلوب القراء، معايشته تفاصيل القضية التي يكتب عنها، سواء فرحا أو حزنا، وإلا سيقل تأثير الكاتب بالقرّاء، وسيفتقدون دسم الدهشة في كلماته.
حاولتُ مرارا الكتابة عن تجربة النزوح والنازحين، لم يكن الأمر سهلا، ولم تسعفني الكلمات؛ لأني لم أكن أحد أعضائها بالمعنى الدقيق للكلمة بعد، صحيح أنني كنتُ مسئولا عن مخيم أمير للنازحين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، لكن لم أعش بخيمة، على اعتبار أن محافظتي لم يصلها إشعار بالإخلاء بعد، وهنا يمكن الاستعانة بالمثل الشعبي القائل "الشوف مش زي الخراف" يعني "من يرى ليس كمن يسمع".
أما منذ شهر أيار/ مايو 2024 إلى الآن -وإلى أجلٍ غير مسمى- فقد دخلتُ نادي النازحين بما فيه من ألمٍ ومعاناة، فالآن أكتبُ ودمعُ العينِ ينسكبُ عن تجربةِ النزوح.
فالنزوحُ أيها السادة ليست كلمة تُقال، أو فعلا يمارسه الإنسان وهو في كامل الفرح والسرور، بل يمارسه وهو في كامل القهر والحرمان، وهو أن يخرج من بيته بعد وصول إخطار له من طائرات الاحتلال، أو وصول صواريخ الاحتلال لتجبره دونما تفكير على إخلاء بيته أو منطقة سكناه ليصبح هائما على وجهه يبحث عن مأوى له ولعائلته، وهنا يُصاب الإنسان بالخوفِ والقهر حين يشعر بأن عليه إخلاء بيته الذي بناه على مدار سنوات، وله في كل ركنٍ درايةٌ ورواية.
لقد كنت مسئولا عن مخيم أمير للنازحين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، والذي يحتوي على 100 خيمة بعدد أفراد يصل إلى 800 شخص، ولكل فرد احتياجات حسب سنه وجنسه.
كنت أتابع أمورهم باهتمام وتلبية ما يمكن من احتياجاتهم من خلال التواصل مع المؤسسات المانحة والداعمة، كما كنا ننفذ أنشطة ترفيهية خاصة بالأطفال وندوات توعوية للنساء، وفتحنا مركزا لتحفيظ القرآن كان مقره في الطابق الثاني من بيتي حتى نشعرهم بالأمان.
كنت أرى في أعينهم الأسى وأستمع لقصصهم فلكل إنسان قصة، منهم من كان يتجهز للسكن في شقته الجديدة الجاهزة لكن الحرب لم تمهله، ومنهم من لم يمر على سكنه في شقته سوى أيام أو أشهر قليلة، ومنهم من لم ينته من تجهيز بيته، ومنهم من لم يسدد أقساط بيته الجديد بعد، ولكل نازح رواية لا تكفي لسردها ألف ليلة وليلة.
وبالعودة لعنوان المقال، فـ"أن تكون نازحا!"، يعني:
- أن تبدأ رحلة البحث عن مقومات الحياة من مأكل ومشرب وملبس منذ طلوع الشمس حتى بعد غروبها، وأبسط مثال قد تمشي مسافة نصف كيلومتر حتى توفر عبوة ماء.
- أن تقضي وقتا طويلا في البحث عن الحطب والكرتون لمعاونة زوجتك في صناعة الخبز لأطفالك في ظل انعدام الغاز.
- أن تبقى لمدة أسبوعين وأكثر دون استحمام، وملابسك دون تبديل؛ لأنك لم تتمكن من إحضار ملابسك كاملة حين غادرت منزلك..
- أن قضاء حاجتك يسبب لك حرجا، فكل مخيم فيه حمام عام، ودخولك أنت أو أحد أفراد أسرتك للحمام يشعركم بالحرج خاصة النساء، وحتى الحمامات التي تكون داخل الخيمة تخضع لقانون الدور والترتيب.
- إن معاناتك تتفاقم بوجود أطفال ومرضى وكبار السن، فجميعهم يحتاجون لطعام خاص ورعاية خاصة وهدوء وراحة، وهذه الأمور يتعذر توفرها دوما.
- ألا تشعر بالأيام وهي تمر سريعا، فما أن يبدأ الأسبوع حتى ينتهي، وربما هي نعمة.
- أن تهتم بمتابعة الأخبار لتعرف أين وصلت الأمور، ثم تصاب بخيبة أمل حين لا تأتي الأخبار بما يسر القلب.
- أن تصبح خبيرا بكل أنواع الطقوس المجتمعية التي كانت في بلدك وأنت لا تعرفها.
- أن تفرق بين المهم والأهم، والضروري العاجل والضروري غير العاجل.
- أن تدرك أن قيمة المرء فيما يحسنه.
- أن تتأكد بأنك قد تصبح الشهيد التالي.
لكن رغم المصائب في غزة، وخاصة في مخيمات النزوح، رأينا الأمل والعزة والفخر في نفوس الناس فمنهم من تزوج في الخيمة، ومن ناقش رسالة الماجستير في الخيمة، ومن وضعت مولودها في الخيمة، وحفظ القرآن في الخيمة، ومنهن من تَكوّن في رحمها جنينٌ وهي في الخيمة، ومنهم من أكمل فصله الأخير في الجامعة للحصول على بكالوريوس تربية إسلامية وهو في خيمة مثل كاتب هذا المقال.
إجمالا، ما سبق هو غيض من فيض مما نعانيه في مخيمات النزوح، لكن يبقى أملنا بالله قويا ليرزقنا نصرا مؤزرا قريبا عاجلا إن شاء الله، رغم عواصف الشتاء.
وللحديث بقية مع الجرح الثالث من جروح النزوح.