ياسين الزوي يكتب: أ.د. إبراهيم أبو خزام في ذمة الله.. (وجع الرحيل)
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
لقد فقدت ليبيا برحيل معالي الأستاذ الدكتور إبراهيم أبو خزام أحد أبنائها البررة المسكونين بحبها حد الوله!
لا أدري من أين أبدأ الكتابة عن شخصية عظيمة متعددة الأبعاد، مثل شخصية الدكتور إبراهيم أبو خزام، فهو من متخصصي القانون الدستوري المتمكنين على مستوى الوطن العربي إن لم نقل على مستوى العالم، وهو مفكر عربي مهموم بهموم الأمة وقضاياها، وهو العالم الفذ بالقضايا الدولية والشؤون الإستراتيجية والكاتب الساحر بقلمه ويكتب بأناقة وجمال لا نظير له.
ولد الدكتور إبراهيم أبو خزام في بالشاطئ 1952م، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي ثم انتقل إلى سبها للدراسة الثانوية واستكمل دراسة القانون العام بجامعة بنغازي “قاريونس” سابقا.
وقد عمل الراحل أستاذًا للقانون العام بجامعة طرابلس، وأكاديمية الدراسات العليا جنزور طرابلس، وأكاديمية الدراسات الأمنية طرابلس.
وقد عمل الفقيد كمكلف بمهام الأمين العام المساعد لمؤتمر الشعب العام (السلطة التشريعية) خلال الفترة من 1986 حتى 1990م، ثم أمينًا (وزيرا) للتعليم العالي عام 1990 وحتى 1992م، ثم سفيرًا لليبيا لدى العراق من 1995 حتى 2003م، وبعد غزو العراق رجع إلى بلاده حيث تم تكليفه برئاسة جامعة ناصر الأممية في سوق الأحد بترهونة خلال الفترة من 2004 حتى 2011م، كما كلف بعمادة المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية من 2008 إلى 2011م.
أما إذا تحدثنا عن جانبه التأليفي فللفقيد الراحل عدد كبير من المؤلفات في القانون الدستوري والعلاقات الدولية والفكر السياسي من
أهمها: “العرب وتوازن القوى في القرن الحادي والعشرين” 1995م، و”الحروب وتوازن القوى” 1998، و”أقواس الهيمنة” 2005م، و”أزمات الدول” و”الوسيط في القانون الدستوري” و”الوجيز في القانون الدستوري” 1994م، و”شرح القانون الدستوري الليبي” 1997م، و”الدساتير والظاهرة الدكتاتورية الديموقراطية الغربية والعالم الثالث” 2002، و”العوامل المحركة للتاريخ” 1986، و”الصراع على سيادة العالم القوى العظمى في القرن الحادي والعشرين” 2016م، و”آراء في مشروع الدستور الليبي” 2020، و”المحافظون الجدد” 2017 و”شروط الديموقراطية” 2022، و”سلالة من طين” (رواية) تحت الطبع.
وأبحاث علمية منشورة من أهمها: شروط النهضة، وثورة الشبيبة علاقة الحضارات، وتآكل الأوطان، وديموقراطيات الكوارث ملاحظات في التربية الوطنية، ونهاية الصراع لا نهاية التاريخ حلم الوحدة، ومقالات سياسية في الصحافة الليبية والعربية.
ولقد ربطتني بالفقيد علاقة إنسانية مميزة بدأت منذ اللقاء الأول عام 2004، تولدت فيه كيمياء إنسانية تعززت مع السنوات حتى وصلت لمرحلة أصبحت أخاطبه بباتي، وأتحدث إليه في كل كبيرة وصغيرة وزادت سنوات الغربة في مصر من قوة العلاقة وترسخها.
شهر مايو الماضي كنت في رحلة إلي القاهرة وكعادتي بمجرد وصولي أرسل له رسالة فيها خبر وصولي وأين أقيم ومدة إقامتي وأخبرته أني أتطلع للقاء به إذا ظروفه ووقته يسمح، وهكذا تعلمت منه الانضباط والتنظيم.
تواصل معي نفس اليوم وأخبرني أنه سوف يأتي لزيارتي غدًا في الساعة المحددة وبالفعل التقينا وتحدثنا، وفي هذا اللقاء شعرت به ليس كعادته كان متعبًا ويبدو عليه الوهن والمرض، وبعد مدة قليلة سمعت بمرضه وتطور حالته الصحية إلى الأسوأ.
لم يكن الدكتور إبراهيم بوخزام شخصية أكاديمية تقليدية كان ذا بعد إنساني وثقافي قل نظيره ومجالسته لا يمل منها.
كثيرون عرب وأجانب تعرفوا عليه عن قرب خلال هذه السنوات في القاهرة، وعرفوا مقدار أخلاقه ووطنيته وقدراته القيادية وحكمته وبعد نظره.
لقد ترك الراحل الكبير إرثًا كبيرًا ستفخر به الأجيال الليبية، وبصمته في التاريخ اللببي المعاصر لن يطويها النسيان، بل ستظل شعلة متقدة تلهم أبناء الوطن وتعينهم على صيانته وحمايته والعبور به إلى بر الأمان.
تعازينا لأبنائه أديب ومحمد ووائل ومصطفى وكل أفراد أسرته الكريمة.
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الوسومإبراهيم أبو خزام ليبيا ياسين الزويالمصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: ليبيا القانون الدستوری الدکتور إبراهیم
إقرأ أيضاً:
الدكتور عمرو الشال: إطلاق موسوعة علمية خاصة بالمراجعات الفكرية للمتطرفين
القى الدكتور عمرو الشال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، كلمة نيابةً عن "مركز سلام لدراسات التطرف والإسلاموفوبيا" في الجلسة الختامية للندوة العلمية، حيث أكد على أهمية الدور الحيوي الذي يقوم به المركز في مواجهة التحديات الفكرية الكبرى التي يواجهها العالم اليوم، وخاصة في ظل تنامي التطرف بأشكاله المختلفة.
وأشار إلى أن التطرف أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًّا لأمن المجتمعات واستقرارها، سواء من خلال العنف والتشدد أو من خلال الأفكار التي تروج للإلحاد والطعن في الدين.
وأوضح الدكتور عمرو الشال أن "مركز سلام" يعمل على تقديم خطاب ديني يعكس التوازن بين الأصالة والمعاصرة، بهدف تعزيز قيم الوسطية والاعتدال. وأضاف أن المركز يركز على بناء وعي فكري يمكنه تحصين الشباب من الأفكار الهدامة ويعزز الأمن الفكري من خلال أساليب علمية ودعوية تواكب مستجدات العصر، بما في ذلك الاستفادة من وسائل التواصل الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لمكافحة الأفكار المتطرفة.
وأشار إلى أن المركز يواصل العمل على إعداد موسوعة علمية خاصة بالمراجعات الفكرية للمتطرفين، ويطلق برامج تدريبية ومبادرات بحثية تسهم في إعادة توجيه الفكر نحو مفاهيم صحيحة ومتوازنة. كما يعكف المركز على تطوير منصات إلكترونية تسهم في نشر الثقافة الدينية السليمة وتعليم الجيل الجديد كيفية مواجهة الفكر المتطرف.
كما استشهد الدكتور عمرو الشال بموقف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مواجهة الفكر المنحرف، حيث أرسل عبد الله بن عباس لمناقشة الخوارج وبيان الحق لهم. وقال: "إن الإمام علي رضي الله عنه فطن إلى ضرورة الرد على الأفكار المنحرفة بالحوار العلمي والمناظرة الهادئة. كان سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يوضح لهم الأمور، وكان هذا النموذج أساسًا للمنهج العلمي الذي نتبعه اليوم في مواجهة الأفكار المتطرفة"، مؤكدًا أن هذا النموذج العلمي في الحوار هو ما يسعى "مركز سلام" إلى تطبيقه في مواجهة الفكر المتطرف.
وأكد الدكتور عمرو الشال أن دار الإفتاء المصرية، من خلال "مركز سلام"، تسعى إلى تقديم أطر علمية وفكرية تسهم في مواجهة الفكر المتطرف، وتعزز من تماسك المجتمع وحمايته من الأفكار الضارة التي تهدد الأمن الفكري والمجتمعي.
وفي ختام كلمته قال الدكتور عمرو الشال: تأمل دار الإفتاء المصرية أن يواصل "مركز سلام" تحت قيادة فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، توسيع نشاطاته وتعزيز قدراته في محاربة التطرف الفكري والإسلاموفوبيا، بما يسهم في بناء مجتمع آمن فكريًّا.