الجزيرة:
2024-09-19@10:16:50 GMT

هل تناول الأطعمة النشوية المعاد تسخينها قاتل؟

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

هل تناول الأطعمة النشوية المعاد تسخينها قاتل؟

تسبب حساب على تطبيق "تيك توك" في موجة من الشائعات مؤخرا بعد نشره مقطع فيديو يُعيد تسليط الضوء على حادثة وفاة حصلت قبل 15 عاما؛ عندما تُوفي طالب جامعي بمدينة بروكسل إثر تناوله طبقا من المعكرونة، أعاد تسخينه وأكله بعد تركه على المائدة 5 أيام.

وأثار المقطع مخاوف رواد وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مخاطر حالة تُعرف باسم "متلازمة الأرز المقلي"، وترتبط تاريخيا بالأرز الأبيض المطبوخ الذي لا يُبرد "لاستخدامه لاحقا في إعداد أطباق الأرز المقلي في المطاعم"، وفقا لما ذكرته لموقع "توداي" د.

سينثيا سيرز الأستاذة في جامعة جونز هوبكنز، والخبيرة في الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية.

وهي متلازمة تشير إلى "نوع من التسمم الغذائي يُسببه تناول بقايا الأطعمة المطبوخة المحفوظة بشكل غير صحيح بعد إعادة تسخينها، وخاصة النشويات مثل الأرز والمعكرونة". وهو ما يتطلب العودة إلى قصة طالب بروكسل لمعرفة سبب وفاته بالضبط، والتعرف على آراء خبراء سلامة الأغذية بخصوص المدة التي يمكن ترك الطعام فيها قبل تناوله مرة أخرى، ومدى سلامة تناول بقايا الطعام المتروكة خارج الثلاجة.

"متلازمة الأرز المقلي" ترتبط بالأرز المطبوخ المستخدم في أطباق الأرز المقلي في المطاعم (بيكسابي) طالب بروكسل المتوفى.. ما قصته؟

في عام 2011 نشرت مجلة "علم الأحياء الدقيقة" تقريرا وصف فيه الباحثون حالة طالب في بلجيكا (20 عاما) "توفي فجأة عام 2008 بعد أن تناول بقايا سباغيتي (معكرونة) مع صلصة طماطم كان قد طبخها قبل 5 أيام وتركها في درجة حرارة الغرفة بدلا من حفظها بالثلاجة".

وفي التفاصيل اتضح أنه بعد وقت قصير من إعادة تسخين المعكرونة وتناولها، أصيب الطالب الذي كان يتمتع بصحة جيدة، بقيء شديد واضطرابات في الجهاز الهضمي.

وفي صباح اليوم التالي عُثر عليه ميتا، وكشف التشريح عن إصابته بفشل كبدي حاد، وأظهرت التحاليل وجود كميات كبيرة من بكتيريا "سيريوس العصوية" في المعكرونة التي اعتبرها الباحثون "السبب الأكثر احتمالا للوفاة".

ومن ناحيته، قال البروفيسور شافنر أستاذ علوم الأغذية بجامعة روتغرز، لصحيفة "هافنغتون بوست" الأميركية:"إنه على الرغم من أن وفاة طالب بروكسل قد تأكد بالفعل أنها مرتبطة ببكتيريا سيريوس العصوية، فإنه من النادر جدا أن يؤدي هذا النوع من التسمم الغذائي إلى الوفاة".

بكتيريا سيريوس العصوية موجودة في جميع أنحاء الطبيعة ولكنها تنشط بمجرد طهي الأطعمة النشوية (بيكسابي) البكتيريا المُسببة للتسمم.. كيف نتقي شرها؟

أوضحت الدكتورة إلين شوميكر خبيرة سلامة الأغذية في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، لهافنغتون بوست؛ "أن بكتيريا سيريوس العصوية موجودة في جميع أنحاء الطبيعة بما فيها الأطعمة النشوية مثل الأرز أو المعكرونة، لكنها ترتبط غالبا بالأرز المطبوخ". وأكدت أنها "لا تُسبب المرض طالما كانت في حالتها الخاملة، ولكنها تنشط بمجرد طهي الأطعمة النشوية، وتستمر في إنتاج السموم المُسببة للمرض أثناء ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة".

لذا يوضح الدكتور روبرت غرافاني أستاذ علوم الأغذية في جامعة كورنيل، أن "المرض يحدث عادة عندما يتم تبريد الطعام بشكل غير صحيح، أو تركه في درجة حرارة الغرفة لفترات طويلة من الزمن، مما يسمح للبكتيريا بالتكاثر إلى مستويات غير آمنة". ولتجنب حدوث ذلك، توصي شوميكر "بوضع الأطعمة بالثلاجة، وتركها مدة لا تقل عن 4 ساعات".

ولأن "الطعام يصبح أرضا خصبة لتكاثر الجراثيم ما لم يتم تبريده في الثلاجة على الفور"؛ ينصح شافنر "بعدم ترك الأطعمة المطبوخة في درجة حرارة الغرفة أكثر من ساعتين"، وفقا لتوصيات وزارة الزراعة الأميركية.

تبريد الأطعمة.. الساخنة هل يضر بها؟

توضح د. شوميكر أنه "نظرا لأن تَكوّن السموم يحدث عندما يتم طهي الطعام عند ما نُسميه منطقة درجة الحرارة الخطرة، وهي ما بين 4 و60 درجة مئوية (40 – 140 درجة فهرنهايت)، فهنا يجب تبريده بسرعة".

مُضيفة أن جودة التبريد تعتمد على كمية الطعام الساخن التي نضعها في الثلاجة، "فكلما كان الوعاء المُستخدم أكبر، استغرق الطعام الموجود في منتصف الوعاء وقتا أطول ليبرد".

ولتفادي ذلك تنصح شوميكر بتقسيم الكمية الكبيرة من الطعام الساخن إلى أوعية أقل عُمقا "للسماح بتبريدها بسرعة أكبر، مع التأكد من أن درجة حرارة الثلاجة أقل من 5 درجات مئوية (41 درجة فهرنهايت)".

أعراض متلازمة الأرز المقلي

تُخبرنا شوميكر أن أعراض "متلازمة الأرز المقلي" تتشابه مع تلك التي تُسببها أنواع أخرى من التسمم الغذائي؛ كالقيء والإسهال والغثيان والجفاف وآلام البطن.

ولكنها لا تظهر في شكل ردود فعل مرضية إلا بعد 30 دقيقة إلى 5 ساعات من تناول الطعام الملوث بها. أما الإسهال الناتج عنها فيمكن أن يبدأ بعد 8 إلى 16 ساعة من الأكل.

أصحاب حالات التسمم بسبب "متلازمة الأرز المقلي" يبدؤون بالتحسن في غضون ساعات (بيكسابي) أهمية الترطيب في التغلب على الأعراض

على الرغم من عدم وجود دواء محدد يوصى بتناوله عند الإصابة بهذه المتلازمة، إلا أن الطريقة الأكثر أهمية لمكافحتها، كما يقول الخبراء، هي "البقاء رطبا، بشرب كثير من الماء والسوائل".

أما في الحالات الشديدة، "عندما يستمر القيء والإسهال لساعات"، فمن المستحسن الذهاب فورا إلى قسم الطوارئ، للمساعدة في التغلب على الجفاف.

كما تحذر شوميكر من أن المضادات الحيوية لن تساعد في التغلب على أعراض التسمم ببكتيريا سيريوس العصوية.

هل يمكن أن تؤدي إلى الوفاة؟

يقول د. غرافاني: "إن بكتيريا سيريوس العصوية كائن حي شائع جدا في البيئة، ويوجد بشكل طبيعي في التربة والغطاء النباتي، وفي مجموعة من المنتجات الغذائية النباتية والحيوانية؛ والعدوى بها شائعة في العديد من البلدان، لكنها غالبا ما تكون خفيفة، (هناك نحو 63 ألفا و400 حالة سنويا في الولايات المتحدة وحدها وفقا لعيادة كليفلاند)؛ إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى فشل الكبد الحاد والوفاة في الحالات الشديدة فقط".

كما يُشير البروفيسور شافنر إلى "إمكانية حل المشكلة عادة خلال يوم أو يومين من ظهور الأعراض، مُستندا في ذلك إلى تأكيد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها سي دي سي، على أن حالات التسمم الغذائي هذه غالبا ما لا يتم الإبلاغ عنها، لأن المرضى يبدؤون في الشعور بالتحسن في غضون ساعات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی درجة حرارة الغرفة التسمم الغذائی

إقرأ أيضاً:

هل يرفض طفلك تناول وجبة الغداء بالمدرسة؟ اكتشفي الأسباب

إذا كان طفلك يعود من المدرسة بصندوق غداء ممتلئ، حتى مع تقديم أطعمة تعرفين أنه يحبها، فأنت "لست وحدك". كما تشير ميغان ماكنامي، خبيرة تغذية الأم والطفل ومؤلفة كتاب "تغذية الأطفال الصغار بوجبات الغداء" الصادر حديثا.

وفي مقال لها على موقع "مازرلي"، أوضحت ماكنامي أن "حتى الأطفال الذين يتمتعون بعادات غذائية جيدة قد لا يأكلون كل وجبة غدائهم في المدرسة"، مؤكدة أن هناك العديد من الأسباب وراء ذلك، وهذا لا يعني بالضرورة أنك ترتكبين خطأ ما.

كما أشارت كريستال كارغيس، اختصاصية التغذية المعتمدة، في تصريح لصحيفة "هافبوست" الأميركية، إلى أن رفض تناول الغداء "أمر شائع أكثر مما نعتقد"، خاصة لدى الأطفال الذين يصعب إرضاؤهم أو الذين يعانون من تحديات نفسية، أو يجدون صعوبة في التكيف مع نظام الغداء المدرسي، مما يؤدي إلى تناولهم كميات أقل من الطعام. ولكن، كما توضح، انتشار هذه الظاهرة لا يعني اعتبارها طبيعية لدى الطفل.

رفض تناول الغداء أمر شائع أكثر مما نعتقد خاصة لدى الأطفال (بيكسلز)

وهذا يدفع الخبراء إلى التحذير من استخدام الصراخ أو الانفعال تجاه الطفل، وبدلا من ذلك، يجب التركيز على الأسباب المحتملة للمشكلة والبحث عن الحلول المناسبة.

أسباب محتملة

في تفسيرهم لعزوف معظم الأطفال عن غدائهم، ذكر الخبراء هذه الأسباب المحتملة:

طفلك لا يشعر بالجوع

عندما تبذلين جهدا في تحضير صندوق غداء طفلك بوجبات مبتكرة مثل شرائح البيتزا على شكل قلوب، وفواكه وخضروات مقطعة بشكل جذاب، ثم تجدين أن طفلك يعيدها دون أن يلمسها، لا تتسرعي في لومه أو اتهامه بعدم تقدير جهدك. تقول اختصاصية التغذية المعتمدة، سارة ريمر "قد لا تكون المشكلة في طريقة تحضيرك للطعام"، موضحة أن السبب قد يكون ببساطة أن طفلك ليس جائعا. ربما تناول وجبة إفطار مشبعة، أو أكل كثيرا في اليوم السابق، أو لم يكن لديه الوقت الكافي للتركيز على وجبته لانشغاله باللعب أو التواصل مع أصدقائه.

كما تشير ميغان ماكنامي إلى أن "بيئة المدرسة أثناء الغداء تختلف تماماً عن أي مكان آخر"، حيث لا يتاح للأطفال وقت كافٍ لتناول الطعام.

تأثير الروتين الجديد

قد تمثل ضغوط العودة إلى المدرسة وتغيير الروتين المعتاد سببا في عزوف طفلك عن تناول الطعام، فالانتقال من إجازة الصيف وسهولة الوصول إلى الطعام والحصول على الوجبات الخفيفة، إلى روتين أكثر صرامة قد يسبب له إزعاجا"، كما تقول اختصاصية تغذية الأطفال، كويلر روميو.

وتقول ماكنامي إن من الطبيعي جدا أن يجعل "الروتين الجديد" الطعام يأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للطفل، فلا يشعر بالجوع إلا بنهاية اليوم، وخاصة في الأسابيع القليلة الأولى من المدرسة.

ضغوط العودة إلى المدرسة قد يصبح سببا في عزوف طفلك عن تناول الطعام (بيكسلز) . اضطراب الأكل

فربما يعاني الطفل من اضطراب الأكل ويحتاج لزيارة الطبيب، وخاصة إذا ظهرت عليه علامات أخرى بخلاف العزوف عن غداء المدرسة؛ مثل "تخطي وجبة الإفطار والعشاء، أو النفور من رائحة أو قوام أو شكل بعضها، أو الحساسية الزائدة تجاه صحته أو وزنه أو حجمه"، وفقا لسارة ريمر.

العجز عن فتح العبوة

فقد يكون السبب أن الطفل "لم يستطع فتح صندوق غدائه، مما يسبب له الإحراج فيصرف النظر عن الطعام"، بحسب ريمر.

وتوضح ماكنامي أن الأطفال الصغار يتركون غداءهم المدرسي أحيانا، "لأنهم لا يستطيعون فتح وجبات الغداء الخاصة بهم أو فك أغلفتها، أو تقشير البرتقال أو اليوسفي".

طرق لتشجيع الأطفال على تناول غدائهم

لا داعي للذعر، فالخبر السار -بحسب كارغيس- أن "معظم الأطفال يعوضون أي فجوات في تغذيتهم بشكل طبيعي، من خلال تناول المزيد قبل المدرسة أو بعدها". فقط على الأم أن تواصل تعبئة وجبات الغداء التي تشمل الأطعمة المفضلة لطفلها، جنبا إلى جنب مع الأطعمة الجديدة التي تعلمه الاستمتاع بها"، وتجرب هذه الطرق:

تحدثي مع طفلك بلطف

فبدلا من سؤال الطفل العائد إلى المنزل بغداء لم يأكله، بأسلوب يجعله يشعر وكأنه في ورطة، من قبيل سؤاله "لماذا تعود من مدرستك بغدائك دون أن تأكله؟، أو الحديث عن الهدر والإسراف.

يوصي الخبراء بمحاولة الوصول إلى جذور المشكلة من خلال الدردشة معه عن سبب عدم تناوله لطعامه، وسؤاله بلطف إن كان يجد صعوبة في فتح عبوات أو صندوق الغداء الخاص به؟ على سبيل المثال، كما تقول ريمر.

أما ميغان ماكنامي فتنصح بالتحدث إلى الطفل ومعلميه أو الموظف الذي يشرف على وقت تناول الطعام، إن كان هناك أطعمة أخرى يرغب في تجربتها، والتأكد من عدم وجود مشكلة اجتماعية أو سلوكية تؤثر على قدرته على تناول الطعام بنجاح.

أشركي طفلك في إعداد وجبته

توصي كويلر روميو بإشراك الأطفال في عملية تحضير وتعبئة الغداء من البداية إلى النهاية، حيث توضح أن "كلما زاد تفاعل الأطفال مع الطعام من خلال وضعه في صندوق الغداء الخاص بهم وتحضيره، زاد وعيهم بأن هذا هو ما سيتناولونه على الغداء اليوم".

كلما زاد تفاعل الأطفال مع الطعام من خلال وضعه في صندوق الغداء، زاد وعيهم بالمسؤولية (بيكسلز)

وتضيف ميغان ماكنامي "اسمحي لهم بالمساعدة في تحضير الوجبات"، فعندما يشارك الأطفال في إعداد غدائهم، ويكونون جزءا من العملية باختيار الأطعمة التي سيأخذونها، والمساهمة في غسل وتقطيع الفواكه والخضروات، "يزيد احتمال أن يتناولوا طعامهم بشكل أفضل، ويعودوا بصندوق غداء فارغ أو شبه فارغ".

امنحي طفلك فرصة للاختيار

لكي لا يبدو الأكل مفروضا ومتشابها بالنسبة للطفل، تنصح كويلر روميو بتقديم بعض الخيارات لطفلك، "من خلال سؤاله إن كان يُفضل تفاحة أو موزة أو كليهما، كوجبة خفيفة"، على سبيل المثال.

أيضا، إذا كان الطفل مهتما باللعب أكثر من الأكل، فيمكن تعبئة صندوق غدائه بوجبات خفيفة غنية بالعناصر الغذائية، يمكن أن تفيده بدلا من وجبة كبيرة واحدة، بحسب نصيحة ريمر.

جهزي وجبة مغذية يأكلها عند اصطحابه من المدرسة

بغض النظر عن وقت انتهاء المدرسة أو وقت تناول الغداء، فإن "الأطفال يتضورون جوعا عند اصطحابهم من المدرسة"، وخصوصا الأطفال الذين لم يتناولوا غداءهم جيدا. لذا تنصح ماكنامي بتجهيز وجبة خفيفة تحتوي على بعض البروتين والدهون مثل البسكويت والجبن، لدعم طفلك عند اصطحابه من المدرسة.

ابتكري

فقط قدمي شيئا مختلفا عن اليوم السابق عندما تستطيعين، ففي بعض الأحيان يمل الطفل من تكرار تعبئة أطعمة معينة لمجرد أنه يحبها، "ويتطلع إلى تعبئة شيء مختلف يثير اهتمامه ولو قليلا". كما تقول ماكنامي.

مقالات مشابهة

  • فوائد تناول التوت لعلاج الخرف
  • احذر.. 3 أمراض قد تكون السبب فى عدم الشعور بالجوع عند تناول الطعام
  • هل يرفض طفلك تناول وجبة الغداء بالمدرسة؟ اكتشفي الأسباب
  • لمواجهة الجوع الليلي.. وجبات مشبعة بلا ندم
  • رونالدو لا يتناول من "طعام النصر".. ويراقب اللاعبين
  • احرص على هذه الأطعمة والمشروبات للحصول على نوم جيد
  • أطعمة تسبب السرطان عند تسخينها| مخاطر يجب الانتباه إليها
  • طريقة سحرية للتخلص من رائحة الفم الكريهة.. اتبع هذه النصائح
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول ماء الأرز؟.. لن تصدق النتائج
  • تأثير تناول الأرز يوميًا على صحة مرضى السكري ونصائح للتقليل من مخاطره