الوطن:
2025-01-21@10:48:51 GMT

سارة حازم طه تكتب: عالم بلا إعلام!

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

سارة حازم طه تكتب: عالم بلا إعلام!

تخيل أن تستيقظ يوماً لتجد أن العالم بلا إعلام وصحافة؟ كيف كنت ستعرف أن رجلاً وصل للقمر أو أن حرباً قامت فى أقصى نقطة فى العالم، أو حتى سعر السكر والطماطم فى قريتك الصغيرة؟ كيف كنت ستكوّن رأياً عن قضية ما وتنحاز لها أو تتحقق من صحة أية معلومة أو خبر؟ كيف كنت ستسمع أصوات من لا صوت لهم؟ ببساطة كيف كنت «ستعرف»؟

هذا التساؤل التخيلى حول عالم بلا إعلام طرحه منتدى مصر للإعلام عبر شعاره فى نسخته الثانية هذا الأسبوع وحاول الإجابة عنه على مدار يومين بنقاشات موسعة بين العاملين والمتخصصين فى الصحافة و٢٥ ورشة عمل متنوعة لمدربين متخصصين بمختلف الاتجاهات والمدارس الصحفية.

الحرب على غزة استحوذت على نصيب الأسد من النقاشات، وركزت على التباين الواسع بين التغطيات الصحفية عربياً وغربياً. فعلى وسيلة إعلامية تجد الخبر يحمل عبارة «الجيش الإسرائيلى» وعلى وسيلة أخرى هو قطعاً «جيش الاحتلال» وهنا هم شهداء وهناك هم قتلى، ولكل لفظ معنى ولكل معنى دلالة. ومع خروج المظاهرات المناهضة لإسرائيل فى العواصم المختلفة أصبح واضحاً أن السردية الإسرائيلية فى الإعلام الغربى هزمت، وأنه بالرغم من كل هذا التحيز الإعلامى الغربى، اضطرت قناة إخبارية كـ«سكاى نيوز» فى بريطانيا إلى الاعتذار للسفير الفلسطينى حسام زملط والاعتراف بأنها حرفت كلامه.

إشكالية أخرى مهمة تناولها المنتدى وهى الإعلام الغربى الموجه بلغات عربية، هل ينقل لنا ثقافة الآخر دون مراعاة لثقافتنا أم أنه يندمج فى ثقافتنا ويذوب فيها؟ ولذلك كان الحديث عن تنوع الأصوات والثقافات فى غرف الأخبار، لتكون قادرة على نقل وجهات النظر المختلفة.

لم تهتم أجندة المنتدى فقط بالسياسة والثقافة ولكن اهتمت أيضاً بالإعلام الترفيهى والرياضى وأيضاً التحديات التى تواجه المرأة فى مهنة البحث عن المتاعب.

وإذا كان الإعلام التقليدى يسابق منافسيه من وسائل إعلام رقمية أخرى فإن السباق الأكبر هو تطويع التكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعى فى هذا السباق، لتكتشف أنه لا حلول سحرية فى الإعلام، فهذه التكنولوجيا تساعدك فى صناعة محتواك ليصل لأكبر عدد ممكن من الجمهور، ولكنه قد يفتقد المصداقية التى توفرها لك الوسائل التقليدية، ولهذا تحدث صراحة الرئيس التنفيذى للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الأستاذ عمرو الفقى عن ضرورة التوازن بين تطوير المؤسسات الإعلامية والتوسع فى استخدام الأدوات التكنولوجية فى كافة القطاعات الإخبارية والرياضية والترفيهية وبين اقتحام عوالم جديدة بوسائل جديدة كمجال البودكاست الذى أصبح يجذب إليه الشباب بشكل واسع فى منطقتنا العربية.

يحسب لهذا المنتدى ولرئيسته نهى النحاس أنها أتاحت الفرصة لنا كى نستمع عن قرب لصانعى القرار فى المؤسسات الصحفية المختلفة، وأن نتبادل الخبرات مع صحفيين بتجارب وخلفيات مختلفة وأن يرى الطلبة والشباب كيف يناقش نجوم المهنة وصناعها كل هذه التفاصيل بشغف ورغبة مستمرة فى التطوير.

أذكر عندما كنت طفلة كيف كانت مصادر الأخبار محدودة يسيطر عليها صوت واحد فقط تعتقد وأنت تتابعها أنها الحقيقة المطلقة دون شك، إلى أن بدأ عصر الفضائيات بقنواته التى لا حصر لها ومن بعدها وسائل التواصل الاجتماعى، لتتفتح أعينى على عالم أوسع وأرحب من المعلومات والأفكار والآراء المختلفة. وبعدما كنت فقط أعرف الخبر وأنقله أصبح همى الدائم هو التحقق من هذا الخبر، والآن يضاف لمهامى ضرورة تطوير أدواتى والاطلاع على الوسائل الحديثة والاستفادة منها بقدر الإمكان.

المنتدى الذى تخيل عالماً بدون إعلام أكد لنا أننا نشهد عصراً يمكن أن نسميه «عالم ما بعد الإعلام» الذى يحمل أدوات جديدة وتحديات أكبر تسابقنا وتسابق الزمن.

الإعلام الذى لا يرضى عنه أحد سواء حكومات أو جمهور أو حتى أبناء المهنة نفسها لا غنى عنه، وقد تمر الصحافة والإعلام بتغيرات عميقة ولكن الأكيد أنها لن تموت وأن عالماً بدون إعلام هو الموت بعينه، لأن الأخبار الحقيقية والدقيقة والتحليل الجيد والمصداقية مازالت ضرورية لكل مجتمع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سارة حازم کیف کنت

إقرأ أيضاً:

إنجازات تكتب فصول المستقبل

 

 

 

◄ في ذكرى تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم تتجلّى معاني الإنجاز والعزم على مواصلة البناء

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

في 11 يناير 2020، تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في سلطنة عُمان، مُفتتحًا مرحلة جديدة من العمل الوطني الذي يجمع بين تعزيز إرث السلطنة العريق ورسم ملامح المستقبل الواعد.

جاءت بداية حكم جلالته- أعزه الله- في ظل ظروف اقتصادية معقدة وتحديات إقليمية ودولية، إلّا أن الحكمة السامية وضعت رؤية واضحة وأهدافًا استراتيجية أعادت رسم الأولويات الوطنية وركزت على بناء دولة حديثة ومتجددة.

رؤية "عُمان 2040" كانت الركيزة الأساسية التي انطلقت منها الجهود التنموية؛ حيث صيغت لتكون إطارًا شاملًا لتحقيق التحول الاقتصادي والاجتماعي، هذه الرؤية تستهدف تنويع الاقتصاد العُماني بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وتعزيز قطاعات واعدة مثل السياحة، والصناعة، والتكنولوجيا، والتعليم، مما يضمن استدامة التنمية وتعزيز تنافسية السلطنة على المستوى الإقليمي والدولي.

وعلى الجانب المالي، أًطلق برنامج التوازن المالي الذي شكَّل استجابة استراتيجية للتحديات الاقتصادية. وأسهم البرنامج في خفض العجز المالي، وتحقيق استقرار اقتصادي ملموس، وزيادة مساهمة الإيرادات غير النفطية، نتائج هذه الجهود ظهرت بوضوح في معدلات النمو الاقتصادي وتحسن المؤشرات المالية العامة، ما يعكس نجاح السياسات التي اتبعتها السلطنة في مواجهة الأزمات.

وفي مجال الإدارة الحكومية، شهد الجهاز الإداري إعادة هيكلة شاملة تهدف إلى تحسين الأداء وزيادة الكفاءة، ومن بين أبرز الخطوات التي اتخذت تفعيل نظام اللامركزية من خلال منح المحافظات صلاحيات أوسع، مما ساهم في تعزيز التنمية المحلية وتشجيع الاستثمار على مستوى المحافظات.

الشباب كانوا محورًا أساسيًا لسياسات جلالة السلطان؛ حيث جرى إطلاق العديد من البرامج لدعم ريادة الأعمال وتوفير التسهيلات للشباب لتأسيس مشاريعهم الخاصة، كما حظيت المشاريع الصغيرة والمتوسطة بدعم كبير، إلى جانب تطوير برامج التدريب والتأهيل لتزويد الشباب بالمهارات المطلوبة في سوق العمل المتجدد.

قطاع السياحة شهد تطورًا ملحوظًا من خلال إطلاق مشاريع نوعية تستهدف تعزيز مكانة السلطنة كوجهة سياحية متميزة، كما كان هناك تركيز كبير على تحسين البنية الأساسية؛ سواء من خلال تطوير شبكات الطرق والموانئ والمطارات، أو الاستثمار في البنية الرقمية التي أصبحت عنصرًا أساسيًا لجذب الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادي.

وقد أولى جلالة السلطان المعظم اهتمامًا كبيرًا برفاهية المواطن العُماني؛ حيث جرى اتخاذ خطوات هادفة لتحسين جودة الحياة عبر تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، كما جرى العمل على إعادة هيكلة أنظمة الدعم الاجتماعي لضمان وصوله إلى مُستحقيه بشكل مباشر، مما يعزز العدالة الاجتماعية.

وعلى الصعيد الخارجي، واصلت السلطنة نهجها الحكيم والمتزن في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية. بقيت عُمان طرفًا موثوقًا في تعزيز الحوار وحل النزاعات، مما رسخ مكانتها كدولة داعمة للسلام والاستقرار.

في ذكرى يوم الحادي عشر من يناير، ذكرى تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم في البلاد، تتجلّى معاني الإنجاز والعزم على مواصلة البناء؛ إذ أثبتت السياسات التي قادها عاهل البلاد المفدى قدرتها على مواجهة التحديات وتحقيق تطلعات الوطن والمواطن، وما تحقق خلال هذه السنوات يُعد أساسًا قويًا لمستقبل مشرق، يرتكز على القيم الراسخة والطموح الذي لا يعرف الحدود.

مقالات مشابهة

  • إعلام فلسطيني: 214 طفلا رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية في غزة
  • إعلام الشيوخ: ضرورة وضع خطة للقضاء علي الإعلانات المضللة في مصر
  • شيخة الجابري تكتب: المرأة.. مقاربة زمنية
  • بوريس جونسون يشارك في جلسات المنتدى السعودي للإعلام 2025
  • مونيكا وليم تكتب: شواغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2025
  • إنجازات تكتب فصول المستقبل
  • إعلام وطني يعكس صورة الدولة بمسؤولية ووعي على مائدة عبدالعزيز والشوربجي
  • إعلام الفيوم يواصل التصدي للشائعات ولقاء حواري بمحو الأمية وتعليم الكبار
  • حازم المنوفي: فتح معبر رفح خطوة استراتيجية هامة لسوق المواد الغذائية في مصر
  • حازم الشرقاوي يلتقي بجمهوره في ساقية الصاوي.. غدًا