أقيم صباح اليوم منتدى ميثاق صحافة الطفل، إيمانا بدور الإعلام واهتمامه المباشر بالطفل، وذلك بتنظيم من جمعية الصحفيين العمانية، تحت رعاية صاحبة السمو السيدة منى بنت فهد آل سعيد رئيسة جمعية الأطفال أولًا، وحضور مجموعة من المهتمين والمشتغلين بالجوانب المتعلقة بشؤون الطفل.

الفعالية التي بدأت بدقيقة صمت على أرواح الأطفال الشهداء في غزة، أكدت على أهمية وضرورة التركيز على النشء والتربية الصحيحة للطفل، حيث قالت صاحبة السمو السيدة منى آل سعيد في تصريحها لوسائل الإعلام: إن الميثاق مهم جدا ويعنينا جميعا، وله أُثر كبير في ثقافة الطفل، ويؤثر أيضا على قانون الطفل في الجانب الثقافي والأدبي».

كما تحدثت مديرة المنتدى زينب الزدجالية حول ذلك في كلمتها التي قالت فيها: «الميثاق عملنا عليه على مدار عامين، للوقوف على الصيغة النهائية، وبعد دراسته من كافة الجوانب التشريعية والقانونية، يرتبط ارتباطا وثيقا بالطفل العماني وتأصيل هويته الوطنية وتنشئته التنشئة الصالحة في ظل التحولات الرقمية عبر فضاءات الشبكة العنكبوتية».

ومن المنطلق العام لمعظم القوانين المحلية والدولية في أهمية إدراك العمل على حماية الطفل وحقوقه جاء الاهتمام بإصدار ميثاق صحافة الطفل، وهو ما تحدث حوله المحامي الدكتور أحمد الجهوري في كلمته التي ألقاها في افتتاح المنتدى، وقال: «جاء الميثاق ليغطي الجانب الإعلامي الذي يراد منه كفالة الرعاية الفضلى للطفل، التي يتعيّن أن تقود قاطرة الوعي المجتمعي على النحو الذي يعرج بهذه المنظومة إلى مصافي الكمال الذي تتوق له الأنفس وتكدح من أجله الهمم».

وأضاف: «نتطلع أن يكون هذا الميثاق إحدى الأدوات اللازمة لتطوير قدرات الطفل وحمايته من خلال وسائل الإعلام المختلفة (المسموعة والمقروءة والمرئية) كبيئة إعلامية مبادرة وخلاقة، الأمر الذي يتعيّن معه على الصحفيين التوعية بحقوق الطفل وفق القوانين والأنظمة السارية وإبراز مواهبهم وقدراتهم، وفي المقابل عدم الزج بهم في الأخبار السلبية والمقابلات المرئية الشائنة ونحوه من العمل الصحفي غير المسؤول، وبذلك سنكون قد أسسنا مرحلة جديدة من الشراكة بين المؤسسات الإعلامية المختلفة.

واحتضن المنتدى جلستين حواريتين بدأت الأولى التي أدارتها الدكتورة حنان الكندية بالحديث عن أهمية التركيز على حماية الطفل لا سيما في ظل التغيرات التي تطرأ على العالم، والطفل ليس بمنأى عنها، بل هو الأساس فيها، مركزة على الجوانب التي تتعلق بالتقنية وشبكات التواصل الاجتماعي التي يدخل الطفل كجزء أساسي في التعامل معها بإيجابياتها وسلبياتها، حيث فتحت الدكتورة حنان المجال للمشاركين في الجلسة للحديث، فقالت زينب الزدجالية مديرة المنتدى: إن الإغلاق الذي حصل للجميع نتيجة جائحة كورونا أدى إلى عدم وجود أي آلية للترفيه لدى الطفل سوى بالتقنية، فكان تواصلهم مع التقنية وطيدًا وتجاوزوا الحد المسموح لاستخدام التقنية، مما أدى إلى ظهور عدد من الآثار السلبية الواضحة، وأصبح الطفل يتحدث بلغة الغرب، وغيرها من الآثار السلبية الأخرى التي يجب الوقوف جديا لعلاجها بالطريقة الصحيحة.

وشاركها الدكتور أحمد الجهوري بتأييدها حول حقيقة ما يتعرض له الطفل الآن وأَضاف أن الهوة بين واقعنا الذي عاصرنا فيه بداية التقنية وواقع أبنائنا الآن كبيرة جدا، لهذا لابد من معرفة التعامل مع هذا الفارق الكبير، وأكد الجهوري على أن معيار التعامل مع المسألة لابد أن يكون من خلال التقنيين أو استخدام الميثاق، وأن يحافظ على ما يراد أن نغرسه في الطفل.

وقال هلال المشيفري متحدثا عن جهود وزارة الإعلام في تعزيز برامج الطفل، حيث قال: إن هذه الموضوعات مهمة جدا وتشغل جميع المؤسسات، ووزارة الإعلام حرصت على توجيه رسالتها الإعلامية لهذه القضايا التي تتضمن التركيز على الطفل وحقوقه ومكافحة ما يؤثر به سلبا، وأضاف: «في آخر إحصائية للنصف الأول من عام ٢٠٢٣م، جاء في أن البرامج التي تقدمها الوزارة تأتي فيها الموضوعات التي تتعلق بالطفل والمرأة والأسرة لتحتل المرتبة الثالثة، ورغم أننا نواجه تحديات للوصول لهذه الفئة، ولكننا نسعى من خلال برامجنا لتوجيه اهتمامات الأبناء وتعزيز تمسكهم بالقيم، ولا بد من وجود الأدوات التي تسهم في تعليم الطفل كيفية فلترة ما يجده في شبكات التواصل الاجتماعي».

وتحدث الكاتبة أمامة اللواتية عما نواجه من تحديات كثيرة، وأن الطفل يقضي ساعات طويلة مع التقنية اليوم، ولا يكفي أن نكثف من البرامج على التلفاز، ورغم أنها أدوات مساندة ولكن الطفل لا يتابع التلفاز الآن، فلا بد أن نعمل على أن تكون الحملة الإعلامية مقنعة للطفل وقريبة منه، وذلك من خلال المدارس، حيث تبدأ التوعية بتعريف الطفل مخاطر عدد الساعات الكبيرة التي يقضيها في هذه البرامج، وأضافت: «مع الوفرة المادية أصبحنا نوفر أجهزة الهواتف من عمر صغير للأطفال، ولابد أن نعيد التفكير في هذه النقطة، كما أن توعية الطفل بالمخاطر لن تكون كافية فقط وإنما يجب أن نوجد له البدائل مثل الأنشطة الرياضية، وتقوية الجانب القرائي من خلال مبادرات مجتمعية تحفز الطفل على القراءة، إضافة إلى ضرورة أن تتوفر تطبيقات آمنة ومناسبة للطفل حتى نكفل استخدامه للتقنيات فهو جزء من هذا العالم الحديث».

وقالت الزدجالية حول ما يركز عليه الميثاق الذي تعمل الجمعية على تفعيله فعليا وما بدأت به فعلا: «إن ميثاق شرف صحافة الطفل يسعى لفلترة القوانين الأممية والمحلية للخروج بمنتج وهذا المنتج لابد أن نلتزم به نحن الإعلاميين ونسير عليه، والبعد عن كل عامل سلبي، وتنشئة كوادر إعلامية من الأطفال».

وقال المشيفري: إنه في النطاق الجغرافي الواحد أصبح هناك تداخل هويات، ولكن وسائل الإعلام العمانية تحاول أن يكون الانفتاح موزونًا بحيث لا يخل بالهوية الوطنية، كما أننا نوجه لتماسك الأسرة وإيجاد جيل واعٍ وفاعل ويساهم في الحفاظ على الهوية». مؤكدا وجود أدوات قوية في المجتمع العماني للحفاظ على الهويات، ولكن يبقى أن يقوم كل شخص بدوره وكل جهة بعملها للحفاظ على الهوية.

في حين أن اللواتية قالت: إن الانفتاح له إيجابياته ورغم مخاطره على الهوية، إلا أنه لابد أن يكون الطفل منفتحا، ويقارن بين الهويات ليكون مدركًا جيدا لما يدور حوله، ونحن حين نكتب أدب الطفل لابد أن نكون متوازنين، فالعماني أصبح يطلق عليه الآن مواطنًا عالميًا، ونحن نهتم ونشارك في جميع الأحداث العالمية وبهذا يكون الطفل حاضرا، والأدب العماني بدأ من المحلية إلى الأحداث العالمية».

وفي الجلسة الثانية قدّم سالم بن خلفان الروشدي ورقة عمل حول المحتوى الإعلامي الموجه للطفل لحمايتهِ من مختلف أنواع الانتهاكات، هدفت الورقة إلى توضيح واقع المحتوى الإعلامي المحلي الموجه للطفل لحمايتهِ من مختلف أنواع الانتهاكات؛ حيث إن لكل طفل الحق في العيش دون عنف أو استغلال أو إساءة، وتحدث الباحث عن المحتوى الإعلامي الموجه للطفل هو الذي يُخاطب الطفل مباشرةً باستخدام لغة الطفل نفسه، والوسائل والتقنيات والأساليب التي تتناسب مع عمره، ويشمل ذلك: التلفزيون، والإذاعة، والصحف، والمجلات، والمواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الإلكترونية، والألعاب الإلكترونية، مع التركيز على الوسائل الحديثة.

وتطرق الباحث لأهمية المحتوى الإعلامي الموجه للطفل لمواجهة الظواهر السلبية التي قد تؤثر على تنشئة الطفل في المجتمع العُماني ولإيجاد جيل من الأطفال قادر على حماية نفسهِ من مختلف أنواع الإساءات، مدركًا لحقوقه وواجباته، مع ضرورة مخاطبة الطفل مباشرةً

بسبب اختلاط الطفل ببيئتهِ المحيطة، والعالم من حوله في ظل الفضاءات المفتوحة ليكون على قدر عالٍ من الوعي والإدراك لأية إساءة قد يتعرض لها، وكيف يستطيع أن يحمي نفسه، ويتواصل مع المحيطين بهِ للتبليغ عن تلك الإساءة.

وأوصى الباحث بنهاية ورقته بمضاعفة المحتوى الإعلامي الموجه للطفل لحمايته من الإساءة في مختلف وسائل الإعلام المحلية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتخصيص مساحة أو ركن في كل وسيلة إعلام عُمانية لمخاطبة الطفل باللغة التي تناسبهُ، وبالأسلوب الذي يجذبه، والتركيز على الإساءات الأكثر حدوثًا بالرجوع إلى الدراسات والإحصائيات الرسمية، وتخصيص دورات وورش عمل متخصصة حول صحافة الطفل، وصياغة المحتوى الإعلامي الموجه للطفل، ورفع مستوى التنسيق بين مختلف الجهات لإنتاج محتوى إعلامي موجه للأطفال لحمايتهم من الإساءة والإهمال، وحث الشركات والمؤسسات الخاصة على تفعيل المسؤولية الاجتماعية فيما يتعلق بالإعلام الموجه نحو الطفل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی صحافة الطفل الترکیز على أن یکون من خلال لابد أن

إقرأ أيضاً:

”استحلفكم بالله هذا شكل صاروخ”؟.. الإعلامي الحربي ”محمد العرب” يعلق على صواريخ إيران التي ضربت اسرائيل!

”استحلفكم بالله هذا شكل صاروخ”؟.. الإعلامي الحربي ”محمد العرب” يعلق على صواريخ إيران التي ضربت اسرائيل!

مقالات مشابهة

  • «كيزاد» تطلق «كي زي ميديا» للإنتاج الإعلامي
  • سماح أبو بكر: الكاتب الناضج هو من يكتب للطفل.. وأصدرت عدة كتب للأطفال
  • عبدالله آل حامد يبحث توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإعلامي والترفيهي مع “دي إن إي جي” العالمية
  • عبدالله آل حامد يبحث توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإعلامي والترفيهي مع دي إن إي جي
  • "كيزاد" تطلق شركة الإنتاج الإعلامي "كي زي ميديا"
  • “كيزاد” تطلق شركة الإنتاج الإعلامي”كي زي ميديا”
  • ”استحلفكم بالله هذا شكل صاروخ”؟.. الإعلامي الحربي ”محمد العرب” يعلق على صواريخ إيران التي ضربت اسرائيل!
  • قيادي بـ«الإصلاح والنهضة»: إطلاق قناة «Qnews» يعزز الريادة الإعلامية المصرية
  • مستشار مفتي الجمهورية عن ظاهرة التيكتوكر: حسابات علي جميع المنصات لتوعية الشباب
  • وزير الإعلام يؤكد أهمية توحيد الخطاب الإعلامي لترجمة توجيهات القيادة الثورية والسياسية