صحيفة الاتحاد:
2025-03-09@18:48:18 GMT

أحمد العسم يكتب: البحث عن مفقود

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

الخشبات الثلاث وحارس المرمى الذي نبحث عنه سنجده.. الغياب يختلف عن العزلة، الغياب والاقتراب من تذكر شيء ما والبحث عنه مهم يستحق العناء، في مرات عديدة أبحث عن الأشياء وأنسى المكان الذي وضعتها فيه كمفتاح البيت، وحين لا أتذكر المكان، تحيلني الحيرة إلى اليأس وكأن له أسناناً حادة وقواطعه بارزة، وضعت حيرتي بين الخشب أحاصرها، أبتغي الوصول إلى ذاكرتي، فمن دونها سيأتي العتب مكتملاً داخل أكياس.

يقول أحدهم: كلما غفلت عن شيء قلت «يغيب» تاركاً اهتمامي به بعيداً، وحين أجده أراه عالقاً في مكان لم أفكر فيه.. هي زحمة في التركيز وانشغال فوضوي لا يريدني أن أستريح، وجدت قلقي صُرّة مفاتيح ليس بينها مفتاح البيت، هكذا تبقيني الحيرة أمام الباب، والقفل يصعب فتحه.
في مروري غير المستمر أرى يأسه، رجل يستنشق هواء البحر ولا يدخل في أعماقه، يجلس على سيفته محاطاً بالأمل ومن حوله ما يحفز الرمل ويسعده على انتظار مد وجزر، البحر يملأ ويفيض من القول، عرفت أنه يستدعي ما ضاع منه، وجدته يؤخر الوقت والزمن في ساعة يده كي يطول، ويكسب القليل من الوقت كي يتذكر ما فاته، حينها كأنني أترك حيرتي معه لعله ينتبه أننا نتشابه في النسيان ونحن من نفس المضمون.
الأشياء المفقودة التي نبحث عنها هي العمر، نستهلكه في الجدال والتفكير فيما لا يضيف، نحن نفقد ونصبح مفقودين في العزلة النفسية، قرأت في سيرة المكان وعرفت أن عامل البناء بعد الانتهاء يصبح منسياً، والدخول عليه ممنوع، عرفت كذلك بأن الشخص الدقيق يبحث عن فكرة جديدة ويبدأ بمساعدة خياله وهو شفاف له صوت عالٍ.. ابن خالتي راشد يشتغل في البناء، يعرض بعفوية تصوراته ويطلعنا على أدوات فكره ويبدأ برسم خريطة من آماله، أحببت خياله، منحني من دون تعب وشروط ما أبحث عنه، عند فجر كل يوم أنحاز إلى أفكاري وأقدمها لي مانحاً صوتي هدوء الساردين ونبض الشعراء الذين لا يقولون إلا ما تطيب به نفوس مستمعيهم.
من كتاب الحياة الحديثة وتقدمها قرأت كيف يأخذون ويؤخذ منهم، تساءلت كم ظل للتيه والتظليل، أعرف بأن القارئ العارف دليل فهم ودقيق، متمكن من أدوات فهمه، يملك الحق في نقد المحتوى، ولا يقف حارس الكرة بين خشبات ثلاث، بثبات تدفعه قوة التركيز واليقظة لمنع دخول الأهداف التي تجعله يحزن، كفكرة 5 مدافعين وارتكاز أفضل من 4. 
تحدّث.. أنا أسمعك.

أخبار ذات صلة أحمد العسم يكتب: القليل من ماءٍ مرفوع أحمد العسم يكتب: حَبل السفينة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أحمد العسم

إقرأ أيضاً:

اليمن يكتب نهاية أسطورة الطائرات الأمريكية بدون طيار

اليمن يكتب نهاية أسطورة الطائرات الأمريكية بدون طيار

مقالات مشابهة

  • العراق يسحب الأسلحة من الوزارات غير الأمنية ويبدأ بتنظيم السلاح
  • تعرف على 6 أدوات رقمية لتعزيز بناء الثروة في عام 2025
  • إقبال متفرد .. سباق المستثمرين نحو أدوات البرمجة بالذكاء الاصطناعي
  • اكتشاف شاطئ مفقود على المريخ عمره 4 مليارات سنة.. ما المعنى؟
  • أحمد نجم يكتب: في ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي
  • أحمد ياسر يكتب: دراما الحرب بالوكالة في أوكرانيا
  • اليمن يكتب نهاية أسطورة الطائرات الأمريكية بدون طيار
  • طفل مغربي مفقود جرفته السيول في إقليم الفقيه بن صالح
  • طفل مغربي مفقود جرفته السيول في إقليم الفقيه بن صالح بالمغرب
  • رائحة كريهة طغت على المكان.. العثور على جثة امرأة داخل مدرسة