صحيفة الاتحاد:
2025-05-01@14:25:57 GMT

أحمد العسم يكتب: البحث عن مفقود

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

الخشبات الثلاث وحارس المرمى الذي نبحث عنه سنجده.. الغياب يختلف عن العزلة، الغياب والاقتراب من تذكر شيء ما والبحث عنه مهم يستحق العناء، في مرات عديدة أبحث عن الأشياء وأنسى المكان الذي وضعتها فيه كمفتاح البيت، وحين لا أتذكر المكان، تحيلني الحيرة إلى اليأس وكأن له أسناناً حادة وقواطعه بارزة، وضعت حيرتي بين الخشب أحاصرها، أبتغي الوصول إلى ذاكرتي، فمن دونها سيأتي العتب مكتملاً داخل أكياس.

يقول أحدهم: كلما غفلت عن شيء قلت «يغيب» تاركاً اهتمامي به بعيداً، وحين أجده أراه عالقاً في مكان لم أفكر فيه.. هي زحمة في التركيز وانشغال فوضوي لا يريدني أن أستريح، وجدت قلقي صُرّة مفاتيح ليس بينها مفتاح البيت، هكذا تبقيني الحيرة أمام الباب، والقفل يصعب فتحه.
في مروري غير المستمر أرى يأسه، رجل يستنشق هواء البحر ولا يدخل في أعماقه، يجلس على سيفته محاطاً بالأمل ومن حوله ما يحفز الرمل ويسعده على انتظار مد وجزر، البحر يملأ ويفيض من القول، عرفت أنه يستدعي ما ضاع منه، وجدته يؤخر الوقت والزمن في ساعة يده كي يطول، ويكسب القليل من الوقت كي يتذكر ما فاته، حينها كأنني أترك حيرتي معه لعله ينتبه أننا نتشابه في النسيان ونحن من نفس المضمون.
الأشياء المفقودة التي نبحث عنها هي العمر، نستهلكه في الجدال والتفكير فيما لا يضيف، نحن نفقد ونصبح مفقودين في العزلة النفسية، قرأت في سيرة المكان وعرفت أن عامل البناء بعد الانتهاء يصبح منسياً، والدخول عليه ممنوع، عرفت كذلك بأن الشخص الدقيق يبحث عن فكرة جديدة ويبدأ بمساعدة خياله وهو شفاف له صوت عالٍ.. ابن خالتي راشد يشتغل في البناء، يعرض بعفوية تصوراته ويطلعنا على أدوات فكره ويبدأ برسم خريطة من آماله، أحببت خياله، منحني من دون تعب وشروط ما أبحث عنه، عند فجر كل يوم أنحاز إلى أفكاري وأقدمها لي مانحاً صوتي هدوء الساردين ونبض الشعراء الذين لا يقولون إلا ما تطيب به نفوس مستمعيهم.
من كتاب الحياة الحديثة وتقدمها قرأت كيف يأخذون ويؤخذ منهم، تساءلت كم ظل للتيه والتظليل، أعرف بأن القارئ العارف دليل فهم ودقيق، متمكن من أدوات فهمه، يملك الحق في نقد المحتوى، ولا يقف حارس الكرة بين خشبات ثلاث، بثبات تدفعه قوة التركيز واليقظة لمنع دخول الأهداف التي تجعله يحزن، كفكرة 5 مدافعين وارتكاز أفضل من 4. 
تحدّث.. أنا أسمعك.

أخبار ذات صلة أحمد العسم يكتب: القليل من ماءٍ مرفوع أحمد العسم يكتب: حَبل السفينة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أحمد العسم

إقرأ أيضاً:

البحث عن الحقيقة خارج الكادر.. فرقة المنصورة تقدم "انتحار معلق" بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح

 

شهد مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، اليوم الاثنين، عرض مسرحية "انتحار معلق"، ضمن المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الثانية والثلاثين، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وتنفذ فعالياته بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

أحداث مسرحية انتحار معلق

العرض من تقديم فرقة المنصورة المسرحية، من تأليف ياسر إسماعيل، وإخراج محمود الزيني، ويحكي عن شاب يجد نفسه مدفوعا نحو قرار الانتحار بفعل الضغوط الاجتماعية وقسوة الأسرة كما يراها.

 وقبيل لحظة موته، تفاجئه شخصية تدعى "الذاكرة"، فتستعرض أمامه مشاهد ومحطات مؤثرة من حياته، ليبدأ في إدراك أن نظرته للأحداث كانت محدودة وضيقة، وأن تأملها من خارج الكادر يمنحه فهما أعمق وأكثر إنصافا لكل ما مر به.

فكرة العرض المسرحي 

وأشار المخرج محمود الزيني إلى أن فكرة العرض تنطلق من تأمل الطريقة التي يرى بها الإنسان حياته أو أزماته من منظور محدود (داخل الكادر)، مما يجعله يشعر بالخذلان أو الظلم من أقرب الناس إليه كالأب أو الأم أو الزوجة أو الأصدقاء، غير أن اتساع زاوية الرؤية (خارج الكادر) يكشف له الصورة كاملة، ويدفعه إلى فهم أن تصرفات هؤلاء لم تكن نابعة من قصد الإيذاء، بل من مشاعر الحب، أو الخوف عليه، أو من ظروف خفية لم يكن يدركها.


وشدد الزيني على أن جوهر الفكرة هو أن "أحكامنا السريعة داخل الكادر قد تخدعنا، بينما تتجلى الحقيقة بوضوح خارج الكادر.. وللأسف، أحيانا لا نراها إلا بعد فوات الأوان".

من جهته، أوضح المؤلف ياسر إسماعيل أن "انتحار معلق" يغوص في عقل المنتحر خلال اللحظة الحرجة بين القرار والموت، حيث تتصارع مشاعر الندم والأمل والخوف والحنين.

 وأشار إلى أن النص يستعرض لحظة يتوقف فيها الزمن، وتتداخل فيها الذكريات والخيال، لمحاولة فهم الحياة بعد فوات الأوان. 

وأكد أن العرض يقدم مواجهة أخيرة مع النفس، لافتا إلى أن واحدة من أهم رسائله هي أن الإنسان لا يرى الحقيقة كاملة إلا عندما يخرج خارج الكادر.

وأعرب علاء الحسيني عسكر، بطل العرض، عن تقديره لرسالة النص التي وصفها بالقوية والمؤثرة، موضحا أن استعراض حياة الإنسان في لحظاته الأخيرة وتسليط الضوء على سوء الفهم الذي قد يعيشه، يمنح العمل عمقا إنسانيا خاصا. 

وأضاف أن الهدف من العرض هو التوعية بخطورة الانتحار، ودعوة الناس لإعادة التفكير في قراراتهم المصيرية، لا سيما في ظل الأحداث المؤلمة التي شهدتها المنصورة في وقت سابق.

أما دانا فوزي، التي تؤدي دور "الأم"، فأشارت إلى أن هذه المشاركة تمثل ظهورها الثاني في مهرجان نوادي المسرح، لافتة إلى خبرتها التي تمتد لأربع سنوات على خشبة المسرح. 

وأكدت أن العرض يوجه رسالة واضحة للشباب بأن الحياة أوسع وأجمل مما يبدو داخل الإطار الضيق، وأن الأمل يظل قائما مهما اشتدت الأزمات.
 


لجنة التحكيم 

شهد العرض حضور المخرج محمد الطايع مدير المهرجان، والكاتب والناقد يسري حسان، وأعضاء لجنة التحكيم: د. محمد زعيمة، الكاتب سعيد حجاج، المخرج سامح مجاهد، الموسيقار د. وليد الشهاوي، ود. مصطفى حامد، إلى جانب ربيع عوض مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية.

صناع العرض المسرحي

وشارك في بطولة العرض كل من: علاء عسكر، محمد صلاح، دانا فوزي، وعد ياسر، مصطفى عامر، سيف وليد، والطفل ياسين أحمد.
غناء: أحمد جمعة، ديكور: محمد هاشم، ملابس: رانيا موسى، ماكياج: أريج عز، إكسسوارات: بسنت العربي، إضاءة: حازم أحمد، إعداد موسيقي: أحمد تامر، مساعدا الإخراج: عمرو قنديل وأسامة فضل.
مخرج منفذ: أشرف الحلو.

المهرجان ينفذ من خلال الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي.

 وتتواصل فعالياته اليوم الثلاثاء، حيث تعرض مسرحية "انتحار معلق" لفرقة الزقازيق، تأليف ياسر إسماعيل، وإخراج سهر عثمان، في السادسة مساء، يعقبها عرض "بائع الكتب المزورة" لفرقة الزقازيق، تأليف محمد ياسين، وإخراج زياد ياسر.

ويعد مهرجان نوادي المسرح من أبرز المنصات الثقافية لاكتشاف ودعم المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات، حيث تتيح الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلاله مساحة حرة للإبداع والتجريب، تعزيزا لدورها في تحقيق العدالة الثقافية وتنشيط الحراك الفني بالمجتمع.

 

مقالات مشابهة

  • بخطوات بسيطة.. إصدار شهادة ميلاد بدل مفقود من منصة أبشر
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
  • البحث الجنائي يُحبط إحدى أكبر عمليات تهريب المخدرات في درنة
  • البلبيسي: بنك المعرفة المصري الدولي يؤسس لعصر جديد من البحث العلمي العربي
  • في غزة.. الخبز مفقود والعدس لا يكفي والمطابخ الخيرية تلفظ أنفاسها الأخيرة
  • ولي عهد الفجيرة يلتقي عالم الفيزياء أحمد المهيري
  • الترجمة مدخل لفهم العالم العربي ونصرة فلسطين.. ميشيل هارتمان: الأدب المكان الذي يمكننا أن نجد فيه المزيد من التقارب
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم..) 3
  • البحث عن الحقيقة خارج الكادر.. فرقة المنصورة تقدم "انتحار معلق" بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح
  • أحمد حسن رمضان يكتب: نحن بخير .. إلى أن نلتقي