لا بدّ أن يوثّر التصعيد الحاصل في المنطقة وكلّ ما نشهده من أحداث ونراه من توثيقات للحظات مؤلمة ودامية يعيشها الأطفال في غزّة على حياتنا اليومية، فما بالك لو اضفت إلى ذلك ما نخوضه في لبنان من صراعات دائمة في ظلّ الأزمة الاقتصادية والانهيار غير المسبوق لتأمين الاحتياجات الأساسية. التوتر هنا، في هذا البلد المنخرط في المعارك والصامد على "كف عفريت" قبل الانزلاق التام في حرب لن يحمد عقباها، يلاصق الجميع، يضاعف الهموم ويزيد من الأمراض الناتجة عن القلق.


 
وتؤكد بحوث ودراسات علمية كثيرة العلاقة بين التوتر ونوع النظام الغذائي الذي يتبعه كل فرد. ووفقاَ لاختصاصية التغذية غريس رابيل، يؤثّر الطعام بشكل مباشر على الحالة النفسية للأشخاص، فعدم الحصول على الحاجة اليومية من العناصر الغذائية يمكن أن يزيد حالة التوتر والقلق لدى البعض، كما أنه يمكن أن يؤثر على القدرة الذهنية بحيث يفقد الفرد القدرة على التركيز لاتخاذ أي قرار.
 وتوضح رابيل في حديث لـ"لبنان 24" أن للأطعمة أهمية بالغة في "تحسين المزاج"، فالعديد من الأشخاص يلجأون لما يفضلون من مأكولات لتعديل "المود" وهذا ما يعرف بـ"الكونفورت فود" أو الأطعمة المريحة. إلّا أن لهذه الأطعمة مخاطر صحية في حال الإكثار من تناولها لأنها غالباً ما تكون غنية بالسعرات الحرارية. وبحسب خبيرة التغذية، تختلف الأطعمة المفضلة لدى الأفراد وفقاً للأذواق، فالبعض يفضّل الأطعمة الحلوة بينما يختار آخرون المأكولات المالحة لكن في الحالتين يجب التنبّه للكمية المتناولة منها.
 
لا تكاليف صحية.. تقليل التوتر يبدأ من هنا  
الاختصاصية تنصح في حديثها لـ"لبنان 24" بالابتعاد عن بعض المشروبات والأطعمة التي تزيد من حدة القلق والاكتئاب، وتفنّد عدداً من الطيّبات والمشروبات التي قد تحسّن مزاجكم من دون "تكاليف صحيّة". ومن بين هذه الأطعمة:
 
 
- اللبن أو الزبادي: أحد أهمّ مصادر الغذاء الغنية بـ"البروبيوتيك" التي تشكّل حاجزاً طبيعياً للدفاع عن صحة الأمعاء. كما يساعد في تحسين الحالة المزاجية عبر خفض مستويات التوتر والقلق.
 
- التوت: يحتوي التوت بأنواعه العديدة على "فيتامين C" ومضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا المتضررة والمجهدة وتصلحها؛ لذا ينصح الاشخاص الذين يعانون من العصبية بشرب كوب من عصير التوت لتخفيف التوتر والاسترخاء.
 
- الأسماك الدهنية كالتونة والسلمون والمحار: تتميّز هذه المأكولات بمحتواها الغني بأحماض "أوميغا 3" التي تساعد في تنظيم "السيروتونين" و"الدوبامين" المسؤولين عن تخفيف هرمونات التوتر، بالتالي تحسّن الحالة المزاجية للفرد.
 
- البابونج: يمكن استخدام شاي البابونج كوسيلة مساعدة للنوم بشكل عام، فاحتساء كوب ساخن من هذا المشروب الطبيعي قد يساعد في زيادة مستويات "السيروتونين" و"الميلاتونين" في الجسم ما يحدث شعوراً بالاسترخاء.
 
- الشوكولاتة الداكنة: بالرغم من أنه غني بالسعرات الحرارية، تنصح رابيل بتناول الشوكولاتة الداكنة نظراً لفوائدها على الصحة النفسية، لكن باعتدال. ويمكن للشوكولاتة أن تخفف من التوتر العاطفي إذ أنها تحتوي على نسبة عالية من "التربتوفان" الذي يحوّله الجسم إلى ناقلات عصبية مثل "السيروتونين"، ما يؤثّر في مزاج الأفراد ويخفف من اضطرابهم.
 
تقلق وتزيد الاضطرابات النفسية.. ابتعدوا عنها!
وبالعودة الى الأطعمة والمشروبات التي يستحسن الابتعاد عنها لما لها من تأثيرات سلبية على الصحة النفسية المزاجية للأفراد، فتعدّد رابيل هذه الأغذية:
 
- اللّحوم والأجبان المصنعّة: تسبّب هذه الأطعمة الكثير من المشاكل الصحية بسبب احتوائها على "الدهون المتحوّلة" والمكوّنات الاصطناعية. هذا النوع من المأكولات يعزز الإصابة بالسمنة وأمراض القلب وضغط الدم. كما انها لا تؤّمن العناصر الغذائية اللازمة للجسم. لذا فإن تناول "المعلّبات المصنّعة" يضرّ بالجسم ويجهده وبالتالي يزيد من الاضطرابات النفسية.
 
- القهوة: ينشّط تناول القهوة الغني بمادة الكافيين، "مستقبلات الأدينوزين" التي تعمل على تحفيز وإثارة الجهاز العصبي المركزي في الجسم، وبالتالي فأن احتساء كمية كبيرة من القهوة يرفع مستويات التوتر لدى الأفراد وقد يتسبب في بعض الأحيان بنوبات هلع.
 
- مشروبات الطاقة: تحتوي هذه المشروبات على مستويات عالية من الكافيين وكميات كبيرة من السكر والمحليات الصناعية، لذا فإن تناولها قد يسبب الأرق والقلق والتوتر.
 
- الكحول: بالرغم من أن دراسة جديدة أظهرت أنّ تناول كمية معتدلة من الكحول يخفّف التوتر ويقلّل من استجابات الإجهاد في جزء الدماغ الذي يعالج الخوف والتهديدات، إلّا أن رابيل تنصح بتجنّب الكحول لما للإكثار منه من مخاطر ناهيك عن الإدمان. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذه الأطعمة

إقرأ أيضاً:

أعراض نوبات الهلع..لماذا تُصيب الأشخاص من دون سابق إنذار؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نوبة الهلع هي شعور مفاجئ بخوف شديد قد يحدث من دون سابق إنذار، وعادةً ما تستمر لبضع دقائق، وقد تشمل أعراضًا مثل ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، والتعرق، أو تسارع في نبضات القلب.

قد تبدو هذه النوبة مخيفة للغاية، حتى لو لم تشكل أي خطر حقيقي على الصحة. وأوضح موقع Healthdirect الأسترالي أنه في بعض الأحيان، قد تتشابه الأعراض مع النوبة القلبية أو حالة طبية طارئة أخرى.

هل نوبة القلق هي نفسها نوبة الهلع؟

الشعور بالقلق أو التوتر حيال أمرٍ قد يحدث، هو استجابة طبيعية للتوتر، ويمكن أن يساعد الشخص على الاستعداد للتحديات. تحدث نوبة القلق بسبب التوتر، وعادةً ما تتفاقم تدريجيًا عند الشعور بالقلق كثيرًا لدرجة أنها تؤثر على الحياة اليومية.

في المقابل، تُعتبر نوبة الهلع فجائية، وغالبًا ما تحصل من دون سابق إنذار، وتكون أشد وطأة من القلق.

ما هي الأعراض المرتبطة بنوبات الهلع؟

يمكن أن تؤدي نوبات الهلع واضطرابات الهلع إلى ظهور أعراض جسدية ونفسية تؤثر على الحياة اليومية وصحة الجسم.

ونظراً إلى أن نوبة الهلع هي شعور مفاجئ وشديد بالخوف، وقد تحدث في أي وقت، تتطور أعراضها بسرعة، وعادةً ما تبلغ ذروتها في غضون 10 دقائق، وقد تشمل:

ضيق التنفس وفرط التنفستسارع ضربات القلب أو خفقان القلبألم أو انزعاج في الصدرارتعاش أو رجفةالتعرقالشعور بالدوارألم في البطن وغثيان

أما الأعراض العاطفية فقد تشمل:

الخوف من فقدان السيطرة، أو الجنون، أو الإصابة بنوبة قلبية، أو الموت.تبدد الشخصية أي الشعور بالانفصال عن الذاتتبدد الواقع أي مشاعر عدم الواقعية

ما الذي يسبب نوبة الهلع؟

قد تحدث نوبة الهلع كاستجابة لمحفز واضح، أو قد تحدث من دون أي محفز محدد. ويمكن أن تحدث نتيجةً لما يلي:

تغيرات في المواد الكيميائية بالدماغ، التي تتحكم في التوتر والمزاج.رد فعل مبالغ فيه من نظام التوتر في الجسم بسبب مشاعر مثل الخوف أو الخجل.مشاكل صحية، مثل مشاكل الغدة الدرقية أو أمراض القلب.استخدام المنبهات، مثل الكافيين أو المخدرات.

كيف تُعالج نوبات الهلع واضطراب الهلع؟

العناية الذاتية في المنزل

تقنيات الاسترخاء:

ممارسة اليقظة الذهنية للحفاظ على التركيز والهدوء.تجربة أنشطة مثل اليوغا أو التأمل لتحسين المزاج والمساعدة على الشعور بالاسترخاء.استخدام تمارين التنفس، مثل التنفس العميق، أثناء النوبة لتهدئة شدة الأعراض.

تغييرات في نمط الحياة:

ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم، مثل المشي، أو الجري، أو الرقص.قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء لتجنب الشعور بالوحدة.تقليل أو تجنّب التدخين والكافيين والكحول.الحصول على قسط كافٍ من النوم.

أدوية لعلاج نوبات الهلع واضطراب الهلع

يمكن لبعض الأدوية أن تساعد في علاج اضطراب الهلع. إذ تُستخدم مضادات الاكتئاب بشكل شائع لفعاليتها وعدم تسببها عادةً بالإدمان، رغم أن بعضها يستغرق وقتًا حتى يبدأ مفعولها، وقد تُسبب آثارًا جانبية.

كما تعمل البنزوديازيبينات بسرعة لتخفيف أعراض الهلع، إلا أنها قد تسبب الإدمان، لذلك عادةً ما تُوصف للاستخدام قصير المدى فقط.

خيارات علاجية أخرى

يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي بمثابة نوع من العلاج بالكلام يُساعد على تعلم أدوات عملية للتحكم بنوبات الهلع والاضطرابات.

أمراضأمراض وأدويةنشر الأربعاء، 02 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • تعزيز التعاون بين ديوان المحاسبة ومجلس النواب لتحقيق أعلى مستويات الشفافية
  • لماذا يرجح السوق تراجع الدولار إلى مستويات قياسية في 2025؟
  • الأمم المتحدة: تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية “يثير القلق”
  • الأمم المتحدة: قرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يثير القلق
  • النعاس المستمر قد يشير لأمراض خطيرة.. متى يكون طبيعيًا ومتى يجب القلق؟
  • هل كان التطبيع مع إسرائيل كلمة السر في رفع العقوبات عن سوريا؟
  • أعراض نوبات الهلع..لماذا تُصيب الأشخاص من دون سابق إنذار؟
  • البستاني نوه بالـMEA: كل التقدير لهذه الشركة التي تبقي الارزة مرفوعة في الأعالي
  • محادثات سرية بين إسرائيل وسوريا بوساطة أمريكية لتقليص التوتر
  • رئيس الرقابة النووية: نراقب مستويات الإشعاع ولدينا بنية تحتية ومعامل متقدمة