بيان صحفي

23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بورتسودان - مع دخول النزاع في السودان شهره السابع، يتزايد المرض والنزوح والجوع، مما يعرض ملايين آخرين للخطر. ويقول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن هناك حاجة ماسة إلى تكثيف الجهود الإنسانية والإنمائية لتجنب هذه الكارثة المتصاعدة.

يؤدي الصراع إلى تفاقم آفاق التنمية البشرية المتردية بالفعل في السودان، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح البشرية وسبل العيش والبنية التحتية العامة والخدمات الأساسية.

من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد السوداني بنسبة 12 في المائة في عام 2023 بسبب توقف الإنتاج وفقدان رأس المال البشري وقدرة الدولة. واعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني، نزح ما يقرب من 5 ملايين شخص داخليا، وعبر 1.3 مليون آخرين الحدود بحثا عن الأمان، مما شكل ضغطا هائلا على المجتمعات المضيفة.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه 20 مليون شخص الجوع، مع وجود أكثر من ستة ملايين شخص على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة. وقد تم الإعلان عن تفشي الكوليرا في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في الولايات التي تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين بسبب النزاع. وتشير التقديرات إلى أن 3.1 مليون شخص معرضون لخطر الإصابة بالإسهال المائي الحاد والكوليرا بحلول ديسمبر/كانون الأول. وتجاوزت حالات الإصابة بالملاريا 800 ألف حالة.

"مع تقدم كل يوم من أيام النزاع، يتعمق التأثير على شعب السودان وترتفع تكلفة التقاعس عن العمل. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في الوقت الحالي لوقف الكارثة الإنسانية المتصاعدة، وحماية كرامة الناس وإرساء الأساس لمسار التعافي" قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى يورى أفاناسييف.

وإدراكا بأن زيادة الاستثمار في التنمية في المرحلة الحادة من الأزمة يمكن أن تساعد في التخفيف من حدة كارثة إنسانية أعمق، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتحويل برامجه الحالية للاستجابة للاحتياجات الناشئة في مجال استدامة الحياة والقدرة على الصمود في وجه الصراع عندما اندلع الصراع في نيسان/أبريل.

مع التركيز على توفير الوصول إلى الطاقة والمياه النظيفة وترميم مرافق الرعاية الصحية وتوفير الأدوية الأساسية ودعم المزارعين للحفاظ على محاصيلهم، تم تصميم عرض أزمة السودان التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لاستكمال الجهود الإنسانية المنقذة للحياة بدعم مستدام للحياة.

كما يجري برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حاليا تحليلا للأثر الاجتماعي والاقتصادي، سيساعد على تحديد حجم الدمار الذي لحق بالبلاد منذ نيسان/أبريل. كما سيرشد التحليل خطط الإنعاش الاقتصادي المستقبلية لإعادة إعمار البنية التحتية الحيوية، وخلق فرص العمل وسبل العيش نحو خدمات أساسية أفضل.

ومع ذلك، وكما هو الحال بالنسبة للجهود الإنسانية، لا تزال التدخلات الإنمائية تعاني من نقص حاد في التمويل حيث تكون هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم.

"في الوقت الحالي ، نعمل مع المجتمعات المتضررة لضمان حصولهم على الضروريات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. ولكن ما زال هناك الكثير مما ينبغي عمله. ومع ارتفاع أعداد النازحين يوميا، وتفشي الأمراض بوتيرة وشدة متزايدة، نحتاج إلى دعم أكبر لتوسيع نطاق برامجنا للوصول إلى المزيد من المحتاجين" قال أفاناسييف.


---انتهاء---


لمزيد من المعلومات حول عرض أزمة السودان لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يرجى زيارة www.undp.org/sudan

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال ب:
إيمي براون aimee.brown@undp.org أو
منى محمد mona.mohamed@undp.org.


أرقام الإنجاز الرئيسية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعد نيسان/أبريل 2023

• الوصول إلى الوظائف وسبل العيش: منذ أبريل 2023، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع المزارعين لمنع فشل الحصاد من خلال توفير البذور المعتمدة (التي تصل إلى 16,500 أسرة)، والآلات الزراعية الحيوية وإمدادات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية وأنظمة الري.
• الحصول على المياه: يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي توفير 10,000,000 لتر من مياه الشرب الصالحة للشرب يوميا للنازحين بسبب النزاع والمجتمعات التي تستضيفهم، من خلال تركيب مضخات مياه تعمل بالطاقة الشمسية، وتشميس ساحات المياه والعمل على ترميم محطات تحلية المياه في بورتسودان. وتساعد هذه الجهود أيضا على الحد من التوتر بشأن الموارد، وزيادة القدرة على الصمود، والحفاظ على الحياة وسبل العيش بين المجتمعات المتضررة.
• الحصول على الطاقة: يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الحفاظ على وصول الأسر الضعيفة إلى الطاقة من خلال حلول الطاقة الشمسية للاستخدام المنزلي والمجتمعي، مثل مجموعات الطاقة الشمسية، وإنارة الشوارع، ومحطات الطاقة ذات الشبكة الصغيرة. ويشمل ذلك توفير مواقد الطهي الشمسية المنتجة محليا ل 1,850 أسرة في ولايتي كسلا والقضارف لتعزيز فرص حصول النازحين واللاجئين وأفراد المجتمع المضيف على الطاقة للطهي، مع حماية البيئة أيضا من خلال تقليل الاعتماد على الفحم.
• الحصول على الرعاية الصحية والأدوية الأساسية: من الأهمية بمكان أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لديه أيضا ضمان إيصال الأدوية الأساسية لمرض السكري وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والسل طوال فترة الأزمة إلى جميع ولايات السودان. كما ساعدت في إعادة بناء المراكز الصحية المتضررة، وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية، وتوفير معدات الحماية الشخصية الأساسية والمواد الطبية الضرورية لتشغيل المراكز.

نبذة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو منظمة الأمم المتحدة الرائدة التي تكافح من أجل إنهاء الظلم الناجم عن الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ. من خلال العمل مع شبكتنا الواسعة من الخبراء والشركاء في 170 دولة ، نساعد الدول على بناء حلول متكاملة ودائمة للناس والكوكب. تعرف على المزيد في http://www.undp.org أو تابع على @UNDP.

PRESS RELEASE

 

Disease, displacement and hunger escalating in Sudan: urgent action required

23 November 2023, Port Sudan – As the conflict in Sudan enters its seventh month, disease, displacement and hunger are on the rise, putting millions more at risk. The United Nations Development Programme (UNDP) says scaled up humanitarian and development efforts are urgently needed to avert this escalating catastrophe.

The conflict is dramatically worsening Sudan’s already dire Human Development outlook, taking a massive toll on human lives, livelihoods, public infrastructure, and basic services. Sudan’s economy is expected to shrink by 12 percent in 2023 due to halted production, a loss in human capital and state capacity. As of November, almost 5 million people have been internally displaced, and a further 1.3 million have crossed borders seeking safety, putting immense pressure on host communities.

In addition, 20 million people are facing hunger, with over six million just one step away from famine. Cholera outbreaks have been declared in around the country, including in states hosting significant numbers of people displaced by the conflict. It is estimated that 3.1 million people are at risk of contracting the acute watery diarrhoea and cholera by December. Malaria cases have surpassed 800,000.

“As each day of the conflict progresses, the impact on the people of Sudan deepens and the cost of inaction rises. Urgent action is needed right now to stem the escalating humanitarian catastrophe, protect peoples’ dignity and lay the foundation for a path to recovery,” said UNDP Resident Representative Yuri Afanasiev.

Recognising that greater investment in development in the acute phase of a crisis can help mitigate a deeper humanitarian catastrophe, UNDP pivoted its existing programmes to respond to emerging life sustaining and conflict resilience needs when conflict broke out in April.

Focusing on providing access to energy, clean water, restoring healthcare facilities, providing essential medicines and supporting farmers to maintain their crops, UNDP’s Sudan Crisis Offer is designed to complement humanitarian life-saving efforts with life-sustaining support.

UNDP is also currently undertaking a socioeconomic impact analysis, which will help define the scale of devastation wrought across the country since April. The analysis will also inform recovery planning for critical infrastructure and the creation of livelihoods towards improved access to basic services.

 

However, as with humanitarian efforts, development interventions remain critically underfunded where greater support is urgently needed.

“Right now, we are working with affected communities to ensure they have the essentials they need to survive. But so much more needs to be done. With numbers of people displaced rising daily, and disease outbreaks happening with increasing frequency and severity, we need greater support to scale up our programmes to reach more people in need,” said Afanasiev.


--- END ---


For more information on UNDP’s Sudan Crisis Offer, visit www.undp.org/sudan

For more information please contact Aimee Brown aimee.brown@undp.org or Mona Mohamed mona.mohamed@undp.org.


Key delivery figures for UNDP post April 2023

• Access to jobs and livelihoods: Since April 2023, UNDP has worked with farmers to prevent a failed harvest by providing certified seeds (reaching 16,500 households), critical agricultural machinery and solar-powered water supply and irrigation systems.
• Access to water: UNDP supports the provision of 10,000,000 litres of safe drinking water daily to those displaced by the conflict and the communities hosting them, by installing solarized water pumps, solarizing water yards and working to restore desalination plants in Port Sudan. These efforts also help to reduce tension over resources, increase resilience and sustain lives and livelihoods among affected communities.
• Access to energy: UNDP is working to sustain access to energy for vulnerable households through solar solutions for household and community use, such as solar kits, streetlights, and mini-grid power stations. This includes the provision of locally-produced solar cookstoves to 1,850 households in Kassala and Gedaref States to enhance access to energy for displaced people, refugees, and host community members for cooking, whilst also protecting the environment by decreasing reliance on charcoal.
• Access to healthcare and essential medicines: Critically, UNDP also has ensured the delivery of essential medicines for diabetes, HIV/AIDS and Tuberculosis throughout the crisis to all states of Sudan. It has also helped rebuild damaged health centres, install solar energy systems, and provide essential personal protection equipment and medical materials essential for the centres to function.

About UNDP

UNDP is the leading United Nations organization fighting to end the injustice of poverty, inequality, and climate change. Working with our broad network of experts and partners in 170 countries, we help nations build integrated, lasting solutions for people and the planet. Learn more at http://www.undp.org or follow at @UNDP.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: برنامج الأمم المتحدة الإنمائی لبرنامج الأمم المتحدة الطاقة الشمسیة من خلال the conflict

إقرأ أيضاً:

نساء في السودان بين العنف الجنسي والوصم الظالم من المجتمع

أجرت الحوار: ريم أباظة

تتعرض حوالي سبعة ملايين امرأة وفتاة في السودان لخطر العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وفق ما أفاد به محمد الأمين ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان، الذي قال إن تلك الجرائم- ومنها الاغتصاب الجماعي- تكررت وإن آثارها على الأفراد والمجتمع ستمتد لسنوات طويلة.

من بورتسودان تحدث السيد محمد الأمين مع أخبار الأمم المتحدة عبر الفيديو قائلا إن وراء كل ناجية من العنف الجنسي في السودان قصة مروعة. وذكر أن “بعض النساء صارت لديهن مواليد نتيجة لتعرضهن للاغتصاب وأن بعض الناجيات لم يفصحن عن تعرضهن لتلك الانتهاكات وأخفين الأمر عن أسرهن خوفا من العار والوصمة”.

وقال الأمين إن بعض النساء وصلن إلى مرحلة من اليأس دفعتهن إلى محاولة الانتحار، ولكن دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه يحدث فرقا في حياة الضحايا سواء عن طريق توفير أماكن إيواء آمنة وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي أو إتاحة أنشطة مدرة للدخل ليتمكن من إعالة أطفالهن.

وشدد محمد الأمين على ضرورة إنهاء الحرب حفاظا على الشعب السوداني الذي يستحق حياة كريمة. وقد نشبت الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

فيما يلي نص الحوار مع السيد محمد الأمين ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان.

* حذر المسؤولون الأمميون مرارا من تفشي العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس في الصراع في السودان. أولا نبدأ بالبيانات، ما هي الأرقام التي تعكس ذلك؟

شكرا على إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على هذا الجانب الأسود من الأزمة في السودان. طبعا من الصعب وجود إحصائيات دقيقة حول مدى انتشار العنف في السودان. لكن المؤشرات الموجودة تؤكد أن هناك حجما كبيرا من العنف في أماكن متعددة في السودان: في دارفور، في الخرطوم وغالبية المدن التي تعرضت لمعارك داخلية.

قبل بداية الصراع كانت تقديرات الأمم المتحدة في السودان تفيد بأن حوالي 3 ملايين امرأة وطفلة يمكن أن تكون عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي سنة 2022. في الوقت الحالي سنة 2024، العدد بلغ تقريبا 6.9 مليون امرأة وفتاة من الممكن أن تتعرض لهذا العنف.

لكن الإحصائيات الدقيقة حول الناجيات غير موجودة لعوامل متعددة منها عدم وجود الفِرق في الميدان، ثانيا لحساسية الموضوع، ثالثا لأن أكثر الناجيات لا يبلغن عن ممارسات العنف التي يتعرضن لها.

* هذا يأخذنا إلى سؤل آخر وهو أن العنف الجنسي لا يقتصر فقط على النساء والفتيات، هناك أيضا عنف جنسي يمارس ضد الرجال. هل هناك أي أرقام أو معلومات عن هذا الأمر؟

حسب المعلومات الموجودة، هذا الأمر محدود في الفترة الحالية لأنه في الحروب بصورة عامة يعتبر العنف، خاصة الاغتصاب، سلاحا في الحرب. وهذا هو الملاحظ في الحرب في السودان في مناطق متعددة. طبعا الأكثرية التي تتعرض لهذه الممارسة هي النساء والفتيات، وبالنسبة للرجال فإن الأمر محدود.

* من هو المسؤول الرئيسي عن هذه الانتهاكات؟

طبعا دائما من الصعب تحديد المسؤول. هناك منظمات مختصة بهذا الأمر (تحديد المسؤولية). نحن في صندوق الأمم المتحدة للسكان نركز على المساعدة في تقديم الخدمات للناجيات والتنسيق الميداني مع الشركاء الذين يعملون في الميدان. وهناك جهات أخرى هي المعنية بالتقصي والتحقيق حول مرتكبي هذه الجرائم. وهذا التمييز بين أدوار منظمات الأمم المتحدة معروف من أجل حماية مقدمي الخدمات والناجيات.

* تحدثت عن زيادة كبيرة في أعداد من يتعرضن لهذه الانتهاكات. لماذا يتسم الصراع في السودان بتلك الانتهاكات، هل هناك تفسير لذلك؟

نعم، هناك تفسير. تاريخيا من فترة بدء الأحداث في دارفور بداية الألفية سنة 2003 و2004، كانت هناك ممارسات اغتصاب وعنف مبني على النوع في هذه المناطق القبلية المتداخلة. نفس الممارسات ظهرت في هذه الحرب حتى في المدن الكبيرة مثل الخرطوم وحتى في مناطق أخرى في الجزيرة وأيضا دارفور. هذه الممارسات ملاحظة وموجودة وهي كما أكدت في البداية تعتبر سلاحا في هذه الحرب للضغط على الأسر والمجتمعات وهذا نوع من امتهان كرامة الخصوم في هذه الحرب.

* ما الذي تسمعونه من الضحايا عما يتعرضن أو عما يتعرضون له، لأنكم تقدمون الدعم وتتعاملون معهم بشكل مباشر؟ ما القصص التي يمكن أن نشاركها الآن مع المستمع والقارئ كي يدرك حجم هذه الانتهاكات؟

والله للأسف لكل ناجية قصة مروعة حتى إن هناك قصصا عن ناجيات تعرضن لاغتصاب جماعي في مناطق في دارفور في الفترة الأولى من الصراع. حُبست 18 امرأة في فندق وتم اغتصابهن لمدة ثلاثة أيام. تعرضن لعنف نفسي وجسدي وإهانة للكرامة الإنسانية. هذه القصة تكررت في كثير من الحالات الفردية والجماعية. طبعا كثير من الناجيات نزحن إلى مناطق آمنة الآن وبدأنّ يتكلمن عنها.

بعض الناجيات، لأن الحرب زادت على سنة، صارت لديهن مواليد نتيجة لهذا الاغتصاب. إذا هي قصص مروعة. بعض الناجيات طبعا لم يتكلمن عن الموضوع وأخفين الأمر عن أسرهن وعن المجتمع خوفا من العار ومن الوصمة. ما يحدث هو عنف نفسي وجسدي وبدني وآثار ستمتد لسنوات طويلة على الأفراد وعلى المجتمع.

* ما الذي يحدث الآن بالنسبة لهؤلاء المواليد الذين لا ذنب لهم فيما حدث؟ ما نوع الدعم الذي يمكن أن يقدم لهؤلاء السيدات لرعاية مواليدهن؟ أو ما الذي يحدث على أرض الواقع بهذا الشأن؟

هذا السؤال له شقان أولا الانعكاس على الأم نفسها. هناك حالات في مناطق في السودان مثلا منطقة كسلا، وصلت نازحات من مناطق الصراع من الخرطوم إلى هذه المناطق الآمنة وبعد فترة عندما رُزقت بالمولود شعرت بأن هناك نفورا من المجتمع أو الجماعة الموجودة معها. يكون هناك نوع من الاستبعاد للمرأة الأم، هذا أولا واستبعاد ونظرة دونية من المجتمع.

النقطة الثانية هو مستقبل الولد أو البنت الذين يولدون ويبقون بدون هوية. لأنه من الناحية القانونية يجب أن يكون هناك دليل على معلومات عن الأب أو عقد زواج يبرهن على أن هذا المولود شرعي. هناك منظمات محلية سودانية قانونية تشتغل على هذا المجال لتتوفر أوراق ثبوتية لهوية الأولاد مؤقتا حفاظا على هويتهم ومستقبلهم.

* وما نوع الدعم الذي يمكن أن تقدموه لهذه الحالات الخاصة جدا؟ تحدثت عن الدعم للنساء بشكل عام، ولكن ما هو الدعم للأم التي أصبحت بلا داعم لها مع وجود طفل صغير؟

هناك برامج للدعم الاجتماعي لهذه الأمهات عن طريق أنشطة مدرة للدخل للأمهات لكي يكون عندهن نوع من الاستقلالية المادية. بالنسبة للمواليد طبعا هناك أماكن توفر لهم مثلا الرعاية الصحية وروضات الأطفال، وهناك أيضا متابعات أو مساعدات قضائية وقانونية لأن الأم في بعض الأوقات تحتاج لهذه المساعدة في المتابعات على مستوى الإدارات للحصول على الأوراق الثبوتية. هناك منظمات طوعية سودانية لديها خبرات قانونية وقضائية تساعدها في إطار التعامل مع المحاكم ومع الإدارات المدنية.

* ما هي الآثار النفسية، إلى جانب طبعا الجسدية التي شهدتموها؟ ذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن بعض الناجيات حاولن الانتحار بسبب اليأس.

هناك بعض الناجيات اللاتي حاولن الانتحار لأنهن وصلن إلى مرحلة من اليأس والإحباط ومن فقدان أي أمل في الحياة، لكن بمساعدة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وليس فقط الصندوق- ولكن أيضا 41 شريكا يعملون في السودان لمساعدة الناجيات- هناك أماكن آمنة وقد استفدن من الدعم النفسي والدعم الطبي والسريري وكذلك الدعم الاجتماعي.

هناك مراكز للإيواء تمكن النساء من الرجوع إلى حياة شبه طبيعية في مجتمع أو مع مجموعات تساعدهن على استعادة بعض من المعنويات وبعض من الكرامة، لكن هناك قصص كثيرة لبعض الناجيات اللاتي حاولن الانتحار في مرات عديدة.

* وهذه الخدمات التي تحدثت عنها هل تُقدم داخل السودان، مراكز الإيواء الآمنة مثلا؟

هناك 42 مركزا في السودان بعضها في أماكن تتعرض للصراع، مثل مناطق قرب مدينة الفاشر، وسط الفاشر، هناك مراكز للنازحين قريبا من الفاشر مثل مركز زمزم. هناك مراكز للإيواء تساعد النساء والفتيات على البقاء في أماكن آمنة يتلقين فيها هذه الخدمات الصحية والنفسية وكذلك الخدمات الاجتماعية. ونتشارك مع منظمات أممية أخرى مثل برنامج الأمم المتحدة للأغذية الذي يوفر الغذاء، ومنظمة اليونيسيف التي تساعد الأطفال وكذلك منظمات غير حكومية دولية ومحلية.

* تحدثت عن الوصم ونظرة المجتمع السلبية. بعض مسؤولي الأمم المتحدة قالوا إن العنف الجنسي أثناء الصراع هو الجريمة الوحيدة التي أحيانا يلام عليها الضحية بنظرة المجتمع القاسية. ما الذي تفعلونه لمحاولة تغيير هذا الوضع؟

هناك جوانب متعددة لمعالجة قضايا العنف المبني على النوع. جوانب تتعلق بالاستجابة مثل تقديم الخدمات السريرية الصحية أو النفسية إلى آخره. لكن هناك جانب التوعية الذي يشمل حملات توعية لجميع فئات المجتمع من رجال ونساء وشباب حتى في المؤسسات التعليمية لتوعيتهم بشأن مخاطر العنف وبأن الناجيات لا يمكن أن يتعرضن للعنف ثم يعتبرن أيضا مسؤولات عن ذلك. كانت هناك حملات توعية حتى قبل الحرب واستمرت وتكثفت بعد الحرب وهي تُعنى بكل أفراد المجتمع ولا تخص النساء فقط.

* صندوق الأمم المتحدة للسكان معني بشكل رئيسي بمسألة تعزيز الصحة الجنسية والإنجابية. عندما نتحدث عن الدعم والاهتمام والتمويل من المجتمع الدولي. هل يذهب هذا التمويل لتوفير الغذاء والخدمات الصحية فقط، وإن كانت أمورا مهمة جدا، ما نصيب الأدوار التي تقومون بها من هذا التمويل؟

للأسف مجال المنظمات التي تعمل في مكافحة العنف ضد النساء يعتبر من أقل المحاور تمويلا في خطة الاحتياجات التي يتم اعتمادها سنويا من المنظمات الإنسانية في السودان. التمويل الآن يقارب حدود 18% من الحاجة المالية في هذه الفترة، وهي نسبة ضعيفة جدا.

لكن بعض الشركاء يساعدون في التمويل ونشكرهم على ذلك. دعمهم السخي هو الذي ساعدنا على مواصلة الجهود في تقديم الخدمات للناجيات، لكن نعول على الكثير من المانحين لتوفير موارد مالية إضافية من أجل توسيع القدرة على الاستجابة.

* ليس خافيا على أحد أن اللاجئين عندما يتوجهون إلى دول قد تكون لديها بعض المشاكل الداخلية، أحيانا يكون اتجاه بعض الأشخاص تجاههم ليس إيجابيا بالقدر المطلوب، فما الذي يمكن أن تقوله لهؤلاء لتوضح لهم حقيقة العنف الذي يفر منه السودانيون وخاصة السيدات؟

أنا كنت في السودان قبل الحرب. وقعت الحرب عندما كنت في مدينة الخرطوم. السودان كان دولة تستقبل اللاجئين، كان يوجد به أكثر من مليون لاجئ من دول متعددة. لم نكن نتصور يوما ما أن نرى السودانيين لاجئين خارج السودان. إذا هذه ظاهرة يمكن أن تحدث لأي شعب وأي بلد.

حق التنقل والتحرك مكفول من مواثيق دولية وخاصة مـيثاق الأمم المتحدة. إذا الرسالة هي أن جميع الدول أو مواطني الدول التي تستقبل- وأكثرها يستقبل بحفاوة وبكرم- هؤلاء اللاجئين أن تأخذ بعين الاعتبار وضعيتهم الخاصة. لا يوجد شخص يخرج من بلده ابتغاء مرضاة نفسه. الناس الذين خرجوا من السودان، فعلوا ذلك نتيجة للحرب، نتيجة لعدم الشعور بالأمان، نتيجة لفقدان ممتلكاتهم والإحساس بالخطر عليهم وعلى حياتهم وحياة أسرهم وأبنائهم.

* السيد الأمين سمعنا أنك ستنهي فترة عملك في السودان قريبا. هل هذا مضبوط؟

صحيح.

* ما هي الرسالة التي تود أن توجهها قبل انتهاء فترة عملك للشعب السوداني أو بشكل عام؟

الرسالة التي أوجهها هي أولا وقبل كل شيء يجب أن تقف هذه الحرب، وقف الحرب ورجوع الأمن والأمان هو أول حل للمسألة. لا يمكن أن تُحل بالموارد المالية ولا بأي شيء، الحل الأول هو إيقاف الحرب والعدائيات، وبداية الرجوع لتفاوض محلي للوصول إلى اتفاق مشترك بين الأطراف المتحاربة من أجل حماية ما تبقى من المنشآت والممتلكات وحفاظا على الشعب السوداني الذي يستحق حياة كريمة في المستقبل.

* مركز أخبار الأمم المتحدة

الوسومالأمم المتحدة الحرب السودان العنف الجنسي النساء النوع الاجتماعي صندوق الأمم المتحدة للسكان محمد الأمين

مقالات مشابهة

  • الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة يفتحان باب التسجيل للالتحاق بنموذج محاكاة قمة المناخ
  • وزيرة التضامن في الحكومة الجديدة.. ننشر السيرة الذاتية للدكتورة مايا مرسي
  • باسل رحمي: مستمرين في التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للنهوض بقطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة
  • الأمم المتحدة تساعد لاجئي السودان في ليبيا وأوغندا
  • إجراءات عاجلة في مشفى "رمبام" الإسرائيلي بعد إصابة نحو 50 من نزلائه بعدوى مميتة
  • «تنمية المشروعات»: مستمرون في التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
  • باسل رحمي: تعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للنهوض بالمشروعات المتوسطة والصغيرة
  • "الأمم المتحدة للسكان" يحذر من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان
  • نساء في السودان بين العنف الجنسي والوصم الظالم من المجتمع
  • شكري يشيد بدور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم جهود التنمية بمصر