سودانايل:
2024-08-10@19:10:18 GMT

البرهان يتمسك بسلطة شكلية عبر مراسيم غير دستورية

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

الخرطوم – العرب الدولية

يحاول قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان الإيحاء بأن مفاتيح السلطة لا تزال بين يديه، عبر إصدار قرارات ومراسيم غير دستورية، مستغلا في ذلك غياب المحكمة الدستورية العليا وكذلك الهيئة العليا للقضاء. وأصدر البرهان مرسوما قضى بإعفاء رئيس تجمع تحرير السودان الطاهر حجر من عضوية مجلس السيادة في خطوة هي الثانية من نوعها التي تستهدف الحركات الموقّعة على اتفاقية جوبا للسلام، بعد أن أعفى هادي إدريس من عضوية المجلس في الثالث من نوفمبر الجاري.



وجاء المرسوم على خلفية موقف رئيس تجمع قوى تحرير السودان الذي أعلن تمسكه بالحياد ورفضه الانحياز للجيش، وتبرّؤه من مشاركة ممثل التجمع صلاح الولي في مؤتمر صحفي عقد ببورتسودان (شرق السودان) الأسبوع الماضي أعلنت خلاله الحركات المسلحة المشاركة ومن بينها حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم التخلي عن الحياد والمشاركة في الحرب بجانب الجيش.

ويرى نشطاء حقوقيون وسياسيون سودانيون أن البرهان يحاول استغلال شرعية مهزوزة إن لم تكن مفقودة بعد انقلابه في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، من أجل الإيحاء بأنه لا يزال الطرف الأقوى في المعادلة القائمة، مع أن التطورات الميدانية التي تصب في صالح قوات الدعم السريع تقول عكس ذلك. ويلفت النشطاء إلى أن البرهان يعمد إلى استغلال سلطته الشكلية من أجل تحييد أو إقصاء الأصوات الرافضة لنهجه، وهو ما حصل مع حجر وقبله إدريس.

وقال المحامي والناشط الحقوقي المعز حضرة إن البرهان فقد شرعيته في اتخاذ أيّ قرارات تخص مجلس السيادة منذ انقلاب المكون العسكري على السلطة المدنية في الخامس والعشرين من أكتوبر والذي بمقتضاه جرى حل الحكومة الشرعية التي شكلت إلى جانب مجلس السيادة مجلساً تشريعياً بيده اتخاذ القرارات بمقتضى الوثيقة الدستورية التي جرى العمل بها بعد ثورة ديسمبر، وبالتالي فإنه لا يحق لرئيس مجلس السيادة الحالي أو أعضائه اتخاذ قرارات الإقالة أو التعيين حيث أصبحت جميع تلك المناصب شرفية.

وأضاف حضرة في تصريح لـ”العرب” أن البرهان أدخل تعديلات عديدة على الوثيقة الدستورية ذاتها والتي أضحت معطوبة وتعاني خللاً واضحاً، ومن بين تلك التعديلات إدخال بنود اتفاق جوبا للسلام والتي بمقتضاها قام بتعيين الهادي إدريس يحيي والطاهر حجر كعضوين بمجلس السيادة، وأن الاعتداءات المتكررة على الوثيقة الدستورية جعلها في حكم غير الموجودة وبالتالي لا يمكن الاعتداد بمرجعيتها.

المعز حضرة: البرهان فقد شرعيته في اتخاذ أي قرارات تخص مجلس السيادة

وأشار إلى أن الناشطين الحقوقيين يجدون استحالة في تقديم دعاوى قضائية لوقف تنفيذ تلك القرارات والمراسيم مع غياب المحكمة الدستورية العليا والهيئة العليا للقضاء، ولا يمكن التعويل على النيابات الموجودة في بورتسودان والتي تسيطر عليها الحكومة. ورفض عضو مجلس السيادة المقال قرار قائد الجيش، واعتبر الطاهر حجر أن إعفاءه من عضوية مجلس السيادة يخالف اتفاق جوبا لسلام السودان، ويعرّضه للانهيار الكامل، وهو ما ستكون له تداعيات سياسية وأمنية خطيرة على الأمن والاستقرار في البلاد.

وقال حجر إنه بعد حرب 15 أبريل انفرد قائد الجيش بإصدار مراسيم غير دستورية، باسم مجلس السيادة الذي لم يجتمع منذ أكثر من عام لعدم وجود نصاب قانوني لاجتماع المجلس. وأضاف أن الوثيقة الدستورية لم تمنح رئيس مجلس السيادة سلطة إصدار مراسيم وقرارات بشكل منفرد.

وتنص المادة الحادية عشرة من البند الثاني للوثيقة الدستورية على أن "يُشكل مجلس السيادة من أربعة عشر عضواً، خمسة أعضاء مدنيين تختارهم قوى الحرية والتغيير، وخمسة أعضاء يختارهم المكون العسكري، وعضو مدني يتم اختياره بالتوافق بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير، وثلاثة أعضاء تختارهم أطراف العملية السلمية الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان، ويجوز للجهات التي قامت بالاختيار حق تعيين ممثليهم واستبدالهم".

وبموجب انقلاب 25 أكتوبر 2021 تم إعفاء الأعضاء المدنيين الذين تمت تسميتهم بموجب نص المادة المذكورة، وأثناء حرب 15 أبريل قام قائد الجيش بإعفاء ثلاثة أعضاء من المجلس بمراسيم غير دستورية. ودعا حجر الأعضاء التسعة الذين جرى إعفاؤهم لعقد اجتماع عاجل لمجلس السيادة “لتحمل المسؤولية الوطنية في هذا الظرف التاريخي ولوقف العبث الدستوري الذي يمارسه قائد الجيش، تلبية وتنفيذًا لأجندة النظام البائد، الذي أصبح يكتب ويوقع باسم رئيس مجلس السيادة".

وأوضح حجر أن توليه عضوية مجلس السيادة كان من ضمن حصة أطراف اتفاق جوبا لسلام السودان، وهؤلاء وحدهم لهم الحق في تعيين ممثليهم واستبدالهم في المجلس، مشددا على رفضه الاعتراف بقرار البرهان. وجدد رئيس تجمع تحرير السودان التزامه بالحياد ورفضه للحرب متوجها برسالة إلى البرهان “الطريق الذي تسير عليه، والنهج الذي تتبعه، لا يقودانك إلا للمزيد من هلاك الأنفس، وخراب البلاد ودمارها، وفوق ذلك تدمير القدرات العسكرية، وإهدار موارد البلاد في حرب عبثية، أشعلها النظام البائد، أملاً في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء”.

ودعا قائد الجيش إلى فك الارتباط بأجندة النظام البائد، والذهاب للتفاوض بنية التوصل لاتفاق حقيقي وشامل يحقن دماء السودانيين، ويحافظ على مكتسبات ثورة ديسمبر. ويشهد السودان منذ الخامس عشر من أبريل نزاعا مسلحا بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي). واندلع الصراع بتحريض من فلول النظام السابق للجيش، على أمل قطع الطريق على وصول السلطة إلى المدنيين، وإعادة خلط الأوراق. وقد انقسمت القوى السياسية المسلحة حيال الصراع الدائر بين أطراف فضلت البقاء على الحياد وأخرى ارتأت دعم أحد طرفي الصراع.

وتميل التطورات الميدانية الحالية لصالح قوات الدعم السريع التي نجحت في التمدد في عدد من أقاليم السودان وولاياته، الأمر الذي دفع الجيش إلى محاولة الضغط على القوى المترددة أو تلك الرافضة للحرب للانخراط معه في النزاع، مستغلا سطوة فلول البشير وتأثيرهم على عدد من الحركات المسلحة، لكن متابعين يرون بأن مثل هذه التحركات اليائسة لن يكون لها تأثير على المجريات في الميدان.

نقلا عن العرب الدولية

https://alarab.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D9%85%D8%B3%D9%83-%D8%A8%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%B4%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%85-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الوثیقة الدستوریة تحریر السودان مجلس السیادة غیر دستوریة قائد الجیش اتفاق جوبا

إقرأ أيضاً:

حرب السودان.. من يدعم من؟

تبدو الحرب في السودان على أنها نزاع مسلح فقط بين جنرالين يتقاتلان على بلد بات الملايين من سكانه يعانون الجوع الحاد، لكنها أيضا حرب بالوكالة عن شبكة من الجهات الفاعلة الخارجية سهلت دخول الإمدادات والمعدات العسكرية إلى ساحة المعركة.

وتنقل صحيفة "فايننشال تايمز" أن مختلف رعاة تلك الحرب، التي اندلعت في الخرطوم في أبريل من العام الماضي، هم قوى متوسطة صاعدة في المنطقة الأوسع، بما في ذلك الخليج. 

ويشير ديفيد بيلينغ، محرر شؤون أفريقيا بالصحيفة، إلى أن معركة الظل التي يخوضونها، والتي تتكرر في شبكة من جهود الوساطة المتنافسة، تجعل من الصعب فك رموز "الأهداف" المتشابكة للصراع وتجعل حلها أكثر صعوبة.

واندلعت المعارك في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".

ووجد تقرير صدر مؤخرا عن منظمة العفو الدولية أن الأسلحة والمعدات العسكرية التي قدمتها الإمارات وتركيا والصين وروسيا قد انتشرت في ساحة المعركة. وكان المدنيون هم الضحايا الرئيسيون.

ويستخدم كل جيران السودان السبعة تقريبا كطرق عبور للمعدات الفتاكة. وتقول منظمة العفو الدولية: "إن هذا الصراع تؤججه إمدادات الأسلحة التي تدخل البلد دون عوائق تقريبا". 

وعندما اندلعت الحرب العام الماضي، كان القلق هو أن القوى الإقليمية ستنجر إليها، وهو ما حدث بالفعل، إذ رغم تخبطه الاقتصادي يتمتع السودان بموارد تتوق إليها بلدان أخرى: الذهب، والأراضي الصالحة للزراعة، وامتداد طويل من النيل، والأهم من ذلك، 750 كيلومترا من ساحل البحر الأحمر.

ولا يصطف الوكلاء مع كل جانب بوضوح، وينكرون بشكل روتيني تورطهم. 

وخلف القوات المسلحة السودانية وقائدها عبد الفتاح البرهان تقف مصر والسعودية، فيما تدعم الإمارات وروسيا قوات الدعم السريع، فيما الرعاة الأجانب الآخرون أكثر اختلالا في دعمهم لطرف على حساب الطرف الآخر.

"آلة نهب"

واتهمت منظمة العفو الدولية وغيرها قوات البرهان بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، أما قوات الدعم السريع فقد تكون أسوأ، بحسب  أليكس دي وال، الخبير في شؤون السودان في جامعة تافتس، الذي يصفها بأنها "آلة نهب" ويقول إن انتصار قوات الدعم السريع، التي تتعامل لسنوات مع مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر"، سيجعل السودان "فرعا مملوكا بالكامل لمشروع مرتزقة عابر للحدود".

وتنفي الإمارات دعمها لقوات الدعم السريع، على الرغم من أن العديد من الخبراء المستقلين، بما في ذلك لجنة تابعة للأمم المتحدة، قدموا أدلة من الأقمار الاصطناعية وغيرها من الأدلة للإشارة إلى خلاف ذلك، ويرجع البعض موقفها إلى اشتباهها في قرب البرهان من الإسلاميين، فيما حميدتي على الرغم من اتهامات الإبادة الجماعية فقد تمكن من تقديم نفسه على أنه يقف إلى جانب الديمقراطية. 

ويخلص الكاتب إلى أنه على الأرض لا يبدو أي من الجانبين قادرا على تحقيق نصر حاسم، وقد يزداد تصدع السودان  كون الحروب التي تخاض بالوكالة يصعب إنهاؤها، وفق رؤية كومفورت إيرو، رئيس مجموعة الأزمات الذي يقول إن "السودان عالق في صراع سياسي هائل" ومن المأساوي أن هذا يعني أن الحرب قد تستمر لأشهر أو سنوات.  

مقالات مشابهة

  • البرهان يتفقد مناطق سودانية تضررت من الفيضانات
  • البرهان من ابو حمد يطلق توجيهات عاجلة بعد كارثة السيول والأمطار
  • رئيس جمهورية موزمبيق يستقبل نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي
  • المحكمة الدستورية تحسم الجدل حول مشروع المسطرة المدنية
  • القيادة تعزي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان في وفاة شقيقته
  • القيادة تعزي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان في وفاة شقيقته
  • ولي العهد يُعزي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان في وفاة شقيقته
  • خادم الحرمين الشريفين يٌعزي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان في وفاة شقيقته
  • حرب السودان.. من يدعم من؟
  • الشرقاوي يعدد مزايا إحالة قانون المسطرة المدنية على المحكمة الدستورية