ما هي فوائد استبدال اللحوم المصنّعة بالأغذية النباتية؟ بحث يحسم الجدل
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجدت مراجعة شاملة أن استبدال الأطعمة الحيوانية، مثل اللحوم الحمراء والمصنّعة أو البيض، بخيارات نباتية، مثل المكسّرات أو البقوليات، قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
وحللت المراجعة، التي نُشرت في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، بالدورية الطبية BMC Medicine، نتائج 37 دراسة سابقة، ونتائجها "تؤكد على المزايا الصحية المحتملة لدمج المزيد من الأطعمة النباتية في النظام الغذائي"، حسبما ذكرته سابرينا شليزنجر، رئيسة مجموعة أبحاث المراجعات المنهجية بالمركز الألماني للسكري في مدينة دوسلدورف الألمانية.
وتعاونت شليزنجر، المؤلفة الرئيسية للورقة البحثية، مع باحثين من العديد من المؤسسات الألمانية في هذه الورقة. ويقول الباحثون إنها تُعد أول مراجعة منهجية تركّز على مجموعة واسعة من النتائج الصحية المرتبطة باستبدال الأغذية الحيوانية بالأغذية النباتية.
من جانبه، قال اختصاصي التغذية المسجّل دوان ميلور، لـ CNN، إن هذه المراجعة "تتناسب مع نمط مجموعة أكبر من المعلومات التي تشكل إرشاداتنا الغذائية".
وأضاف ميلور الذي لم يشارك في هذا البحث، أن ذلك يضيف إلى "الصورة التي نشعر بالارتياح تجاهها بالفعل".
وقد أشارت الدراسات السابقة بالفعل إلى بعض الفوائد الصحية الناجمة عن اتباع الأنظمة الغذائية النباتية.
ووجدت دراسة أجريت في مايو/ أيار الماضي أن إجمالي مستوى الكوليسترول انخفض بنسبة 7% لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا مقارنة بأولئك الذين يتناولون اللحوم والنباتات، في حين أشارت دراسة أجريت في أغسطس/ آب عام 2019 إلى أن تناول المزيد من النباتات وتقليل اللحوم يرتبط بحياة أطول وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولاحظت هذه المراجعة الأخيرة انخفاضًا بنسبة 27% في إجمالي حالات الإصابة بأمراض القلب عندما تم استبدال 50 غرامًا من اللحوم المصنّعة يوميًا بما يتراوح بين 28 غرامًا و50 غرامًا من المكسّرات يوميًا، وكذلك انخفاضا بنسبة 23% عند استبدال اللحوم بالكمية ذاتها من البقوليات.
وارتبط أيضًا انخفاض بنسبة 22% في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني باستبدال 50 غرامًا من اللحوم المصنعة يوميًا بما يتراوح بين 10 و28 غرامًا من المكسّرات يوميًا.
كما وجدت المراجعة أن استبدال الزبدة بزيت الزيتون، والبيض بالمكسرات، يشير أيضًا إلى انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، رغم أن استبدال منتجات الألبان الأخرى أو الأسماك أو المأكولات البحرية أو الدواجن لم يكن له ارتباط واضح بانخفاض معدل الإصابة بأمراض القلب.
وأوضحت شليزنجر أن النتائج التي توصل إليها البحث الجديد "لا تعتمد على نتائج دراسة واحدة بل تلخّص بشكل منهجي جميع الأدلة المتاحة حول هذا الموضوع".
ورغم أن هذا النهج لم يسفر عن نتائج "جديدة تمامًا"، إلا أن شليزنجر لاحظت "توافق" نتائج الدراسات السابقة، ما يشير إلى "مستوى قوي من الثقة في تقدير التأثير".
ويجدر الذكر أن المراجعة تراقب فقط الارتباط ولا تظهر علاقة سببية ولا تتحقق مما إذا كان هناك علاقة سببية، بل تقدم بعض الأسباب المحتملة لهذه الاتجاهات في البيانات.
واللحوم المصنّعة، التي تُعرّفها منظمة الصحة العالمية على أنّها خضعت للتمليح، أو المعالجة، أو التخمير، أو التدخين، أو غيرها من العمليات لصنع منتجات مثل النقانق، أو لحم الخنزير، أو اللحوم المعلّبة، تحتوي على أحماض دهنية مشبّعة، التي من المحتمل أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
وفي الوقت ذاته، تحتوي المكسّرات، والبقوليات، والحبوب الكاملة على مركبات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات والتي يبدو أنها تقلل الالتهاب.
وتفترض الدراسة أيضًا تفسيرًا بديلاً للفوائد الصحية الواضحة، ومفاده أن الأشخاص الذين يفضلون تناول الأطعمة النباتية من المرجح أن يتبعوا أسلوب حياة أكثر صحة بشكل عام، ورغم تعديل الدراسات لتأخذ في الاعتبار ممارسة المشاركين للتمارين الرياضية، والتدخين، واستهلاك المشروبات الكحولية، وعادات الأكل، إلا أنه لا يمكن استبعاد هذا التأثير.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث غذاء الإصابة بأمراض القلب من النوع الثانی خطر الإصابة غرام ا من یومی ا
إقرأ أيضاً:
التبرع بالـ.دم يقلل من الإصابة بمرض خطير
كشفت دراسة أجراها معهد فرانسيس كريك في لندن عن وجود صلة غير متوقعة بين التبرع المتكرر بالدم وانخفاض خطر الإصابة بسرطانات الدم، مع تقدمنا في العمر تتراكم الطفرات بشكل طبيعي في الخلايا الجذعية المكونة للدم، وهي عملية تُعرف باسم تكون الدم النسيلي، يمكن لبعض هذه الطفرات أن تزيد من خطر الإصابة بـ سرطان الدم واضطرابات الدم الأخرى.
أجرى الباحثون دراسة قارنوا فيها مجموعتين من الرجال الأصحاء في الستينيات من عمرهم، تبرعت إحدى المجموعتين بالدم ثلاث مرات في السنة لمدة 40 عامًا، بينما تبرعت المجموعة الأخرى بحوالي خمس مرات فقط في المجموع، وكانت النتائج مثيرة للاهتمام: كان لدى كلتا المجموعتين عدد مماثل من الطفرات الجينية، ولكن المتبرعين المتكررين كان لديهم انتشار أعلى للطفرات التي لا ترتبط عادة بالسرطان.
يعتقد العلماء أن التبرع المنتظم بالدم قد يشجع على إنتاج خلايا دم جديدة، مما قد يُغير التركيب الجيني بشكل مفيد، وبينما هناك حاجة إلى مزيد من البحث، تُشير هذه النتائج إلى تأثير وقائي محتمل ضد سرطانات الدم.
التبرع بالدم وصحة القلب
من أكثر فوائد التبرع بالدم توثيقًا تأثيره على صحة القلب والأوعية الدموية، تلعب لزوجة الدم مدى كثافة دمك أو رقته دورًا حاسمًا في أمراض القلب، عندما يكون الدم كثيفًا جدًا، فإنه يزيد من خطر التجلط وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
بالتبرع بالدم، تُساعد في تقليل اللزوجة، مما يُسهل على قلبك ضخ الدم ويقلل من خطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية.
فائدة أخرى لصحة القلب؟ يُساعد التبرع بالدم على تنظيم مستويات الحديد، فبينما يُعد الحديد ضروريًا لنقل الأكسجين، إلا أن الكميات الزائدة منه قد تُسهم في الإجهاد التأكسدي والالتهاب، وكلاهما مرتبط بأمراض القلب.
يُمكّن التبرع بالدم بانتظام الجسم من التخلص من الحديد الزائد بشكل طبيعي، مما قد يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن التبرع بالدم قد يُساعد في خفض ضغط الدم، خاصةً لدى الأشخاص المُصابين بارتفاع ضغط الدم.
أشارت الأبحاث الأولية إلى وجود صلة مُحتملة بين التبرع بالدم وتحسين حساسية الأنسولين، مما قد يُقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، على الرغم من أن الدراسات لا تزال جارية، إلا أن الفكرة واعدة، خاصةً بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين مرض السكري وصحة القلب والأوعية الدموية.
مع أن التبرع بالدم ليس بديلاً عن النظام الغذائي وممارسة الرياضة، إلا أنه قد يُوفر حماية إضافية من مرض السكري، من خلال الحفاظ على مستويات الحديد المُتوازنة وتحسين الدورة الدموية، يُمكن للتبرع المُنتظم أن يدعم الصحة الأيضية العامة.
فحص صحي مُختصر
في كل مرة تتبرع فيها بالدم، ستخضع لفحص صحي مجاني. قبل التبرع، يقوم الأطباء بفحص ضغط الدم ومستويات الهيموغلوبين ونبض القلب في بعض الحالات، يقومون أيضًا بفحص الأمراض المُعدية، على الرغم من أن هذا لا يُغني عن الفحوصات الطبية الروتينية، إلا أنه يُمكن أن يكون بمثابة نظام إنذار مُبكر للمخاوف الصحية المُحتملة.
بالنسبة للكثيرين، يُطمئن هذا الفحص الصحي المصغر الأشخاص على صحتهم العامة، ويُساعدهم على تحديد المشاكل الصحية قبل أن تتفاقم، في بعض الحالات، يكتشف المتبرعون بالدم حالات مثل فقر الدم أو ارتفاع ضغط الدم مبكرًا، مما يُمكّنهم من طلب العلاج الطبي قبل ظهور المضاعفات.
"تأثير المتبرع السليم"
يبقى سؤال واحد: هل هذه الفوائد الصحية نتيجة مباشرة للتبرع بالدم، أم أنها ببساطة تعكس "تأثير المتبرع السليم"؟ يجب على المتبرعين بالدم استيفاء معايير أهلية صارمة، باستثناء المصابين بأمراض مزمنة، أو بعض أنواع العدوى، أو من لديهم تاريخ مرضي بالسرطان. هذا يعني أن المتبرعين المنتظمين قد يكونون بالفعل يتمتعون بصحة أفضل من عامة الأشخاص.
ومع ذلك، حتى لو لم يقي التبرع بالدم من الأمراض بشكل مباشر، فإن أثره المنقذ للحياة على الآخرين لا يمكن إنكاره، ويظل التبرع بالدم مبادرة صحية عامة بالغة الأهمية تضمن للمستشفيات وخدمات الطوارئ الحصول على الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى المحتاجين بشدة.
المصدر: timesnownews