قناة بن جوريون عبر غزة.. البديل الإسرائيلي المحتمل لقناة السويس
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
يقول محللون إن إسرائيل تعمل على إعادة احتلال قطاع غزة لإحياء مشروع بناء قناة بن جوريون، التي ترغب تل أبيب وحلفاؤها في تكون بديلا لقناة السويس المصرية لأسباب فنية وسياسية، وفقا لماتيجا سيريتش في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review).
سيريتش أردف، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن القناة ستربط خليج العقبة (إيلات) في البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وستمر عبر إسرائيل وتنتهي في غزة (عسقلان) أو بالقرب منها، وهي بديل لقناة السويس ظهر في الستينيات بعد تأميم (الرئيس المصري جمال) عبد الناصر لقناة السويس (كانت تحت الإدارة البريطانية)".
وتابع أن "فكرة قناة (ديفيد) بن جوريون (أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال) ظهرت مجددا في الوقت الذي تم فيه توقيع اتفاقيات إبراهيم (لتطبيع العلاقات) بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان" في عام 2020، بوساطة أمريكية.
وأضاف أنه "في 2 أبريل (نيسان) 2021، أعلنت إسرائيل أنه من المتوقع أن يبدأ العمل في القناة بحلول يونيو (حزيران) من العام ذاته، لكن ذلك لم يحدث".
اقرأ أيضاً
بديل لقناة السويس.. ما علاقة إبادة غزة بإحياء مشروع قناة بن جوريون؟
السويس وبن جوريون
و"أهمية قناة السويس للاقتصاد العالمي لا تقدر بثمن، وقد تم افتتاحها في عام 1867، مما جعل من الممكن تقصير طريق الشحن بين أوروبا وأفريقيا وآسيا (...)، وهي ضرورية لنقل النفط والغاز من الشرق الأوسط إلى الأسواق الأوروبية والشرق الأقصى"، كما أردف سيريتش.
وتابع أنه "تمر عبر القناة سنويا حوالي 25 ألف سفينة وتنقل ما بين 12 إلى 13% من التجارة العالمية، وهي المشروع الاقتصادي الأكثر قيمة في مصر، وحققت في السنة المالية 2022-2023 إيرادات قياسية بلغت 9.4 مليار دولار، أي حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد".
واعتبر سيريتش أن "قناة بن جوريون ستكون أكثر كفاءة من قناة السويس؛ لأنها بالإضافة إلى قدرتها على استيعاب عدد أكبر من السفن، ستمكن من المرور المتزامن لسفن النقل الكبيرة في الاتجاهين عبر تصميم ذراعين للقناة".
وزاد بأنه "على عكس قناة السويس، التي تقع على طول الشواطئ الرملية، فإن القناة الإسرائيلية ستكون لها جدران صخرية لا تحتاج إلى أي صيانة تقريبا، وتخطط إسرائيل لبناء مدن صغيرة وفنادق ومطاعم ومقاهٍ على طول القناة".
واستطرد: "وسيكون عمق كل فرع للقناة 50 مترا وعرضه حوالي 200 متر، وسيكون أعمق من قناة السويس بـ10 أمتار، ويمكن للسفن البالغ طولها 300 متر وعرضها 110 أمتار أن تمر عبر القناة، وهو حجم أكبر السفن في العالم".
وقال سيريتش إن "بناء القناة سيستغرق 5 سنوات وسيشارك فيها 300 ألف مهندس وفني من جميع أنحاء العالم، وتتراوح تكلفتها بين 16 و55 مليار دولار، وستكسب منها إسرائيل 6 مليارات دولار سنويا".
وأفاد بأن "مَن يسيطر على القناة، وهو لا يمكن أن يكون سوى إسرائيل وحلفائها في المقام الأول الولايات المتحدة وبريطانيا، سيكون له تأثير كبير على سلاسل التوريد الدولية للنفط والغاز والحبوب والتجارة العالمية بشكل عام".
اقرأ أيضاً
وزير مصري يكشف عن مشروعات لوجستية قرب فلسطين: لا بديل إقليمي لقناة السويس
غزة والقناة
و"على الرغم من أنها لم تكن الفكرة الأصلية، إلا أنه وفقا لرغبة سياسيين إسرائيليين، يمكن أن يكون آخر ميناء للقناة في غزة، وإذا تم تدمير غزة وتسويتها بالأرض وتهجير الفلسطينيين، وهو ما سيحدث هذا الخريف، فمن شأن ذلك أن يساعد المخططين على خفض التكاليف وتقصير مسار القناة بتحويلها إلى غزة"، وفقا سيريتش.
وتابع أنه "حتى لو لم تنتهي القناة في غزة نفسها، فمن الصعب تصديق أن الإسرائيليين سيبنونها بالقرب من أرض فلسطينية معادية مثل عسقلان".
ومضى قائلا إن "مسافة القناة التي لا تتجاوز بضع عشرات من الكيلومترات من غزة ستجعلها عرضة للهجمات الفلسطينية بالصواريخ ومدافع الهاوتزر والطائرات بدون طيار، ولهذا فإن السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة شريط أساسي لبناء القناة".
وشدد الخبير السياسي الفلسطيني الدكتور سامي العريان على "الأهمية العسكرية والاقتصادية والطاقوية والاستراتيجية لقناة بن جوريون، التي ستقصر أيضا الطريق عبر أفريقيا بثلاثة أسابيع، وسيكون لذلك تأثير قوي على الطرق العالمية وسيلعب حتما دورا متصاعدا في التوترات الإقليمية وتأجيج الحرب".
وأضاف أنه "سيكون لهذا التطوير آثارا مباشرة على بحر إيجه والبحر المتوسط، ما يتطلب التعاون بين مصر وتركيا (كمتضررين)".
اقرأ أيضاً
لحماية سلاسل التوريد.. الممر الاقتصادي بديل لقناة السويس "المزدحمة"
دوافع الغرب
وإلى جانب إسرائيل، بحسب سيريتش، فإن "القوى الغربية، ولاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لديها دوافع لخلق بدائل للسويس، فالقناة المصرية ضيقة وضحلة، ومن الممكن أن تُسد بسهولة وتحدث اختناقات مرورية متكررة".
وتابع: "بالإضافة إلى الإغلاق المصري للقناة لأسباب سياسية خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، كان هناك إغلاقا طبيعيا، ففي مارس (آذار) 2021، تم إغلاق القناة لستة أيام بسبب جنوح سفينة حاويات في منتصف المجرى المائي بسبب هبوب رياح قوية، ما عرقل حركة المرور".
وشدد على أن "الإغلاق المفروض على أحد أكثر طرق التجارة ازدحاما في العالم أدى إلى تباطؤ التجارة بشكل كبير بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وكان يوجد ما لا يقل عن 369 سفينة تنتظر في الطابور للمرور من القناة ببضائع بقيمة 9.6 مليار دولار".
وأردف سيريتش أن "الموانئ وشركات الشحن ووكلاء الشحن والمصانع ومحلات السوبر ماركت والحكومات وأصحاب المصلحة الآخرين تكبدوا خسائر فادحة، وهو ما لا يريد أحد تجربته مرة أخرى".
استدرك: "لكن بجانب المشاكل الفنية لقناة السويس، توجد أسباب سياسية تجعل الغرب يرغب في الحصول على بديل لها، إذ لا يريد الغرب في الاعتماد على قناة تسيطر عليها مصر، الحليف الوثيق لروسيا التي يعتبرها الغرب تهديدا أمنيا كبيرا" .
و"إلى جانب كونها حليفا وثيقا لروسيا، تعد القاهرة أيضا شريكا مهما للصين (المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة)، بينما يريد الأمريكيون وشركاؤهم عرقلة مشروع طريق الحرير الصيني الجديد العملاق (تجاري)، والذي تلعب فيه مصر دورا مهما".، كما ختم سيريتش.
اقرأ أيضاً
مستشار السيسي: إسرائيل فشلت في إنشاء مشروع بديل لقناة السويس (فيديو)
المصدر | ماتيجا سيريتش/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قناة بن جوريون السويس مصر إسرائيل غزة حرب بدیل لقناة السویس قناة السویس اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
جامعة قناة السويس تبحث إنشاء حاضنة للبيوتكنولوجي وتعزيز التعاون مع القطاع الصناعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ببذذ11أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، حرص الجامعة على تعزيز الشراكات مع الجهات الصناعية والتكنولوجية بما يسهم في تطوير البحث العلمي وتحقيق التنمية المستدامة. وشدد على أهمية التعاون مع المؤسسات المتخصصة في البيوتكنولوجي لدعم الابتكار وريادة الأعمال في هذا المجال الحيوي.
وفي هذا السياق، استقبل الدكتور محمد سعد زغلول، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، الدكتور هاني السلاموني، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة "انرووت للتنمية"، لبحث سبل التعاون بين الجامعة والشركة في إنشاء حاضنة متخصصة في مجال البيوتكنولوجي. ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود الجامعة لتعزيز الربط بين البحث العلمي والتطبيقات الصناعية، بما يسهم في توفير بيئة داعمة للابتكار ونقل التكنولوجيا.
حضر اللقاء الدكتور أفنان بركات منسق صندوق رعاية المبتكرين و النوابغ جامعة قناة السويس ومدير نادي ريادة الاعمال بالجامعة.
وتناول اللقاء مناقشة آليات مشاركة الجامعة في مبادرة "تحالف وتنمية"، التي تهدف إلى تمثيل الجانب الصناعي وتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية وقطاع الأعمال.
وتم التأكيد على أهمية توظيف الأبحاث العلمية في إيجاد حلول مبتكرة تخدم المجتمع وتسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وأكد الدكتور محمد سعد زغلول أن جامعة قناة السويس تسعى إلى إقامة شراكات استراتيجية مع الجهات الرائدة في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن إنشاء الحاضنة المقترحة سيمثل إضافة نوعية تسهم في تطوير الأفكار البحثية وتحويلها إلى مشروعات قابلة للتنفيذ. كما أعرب الدكتور هاني السلاموني عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الجامعة، مؤكداً أن "انرووت للتنمية" تسعى لدعم المشروعات الابتكارية وربطها بمتطلبات السوق المحلي والدولي.
ويأتي هذا التعاون ضمن استراتيجية جامعة قناة السويس لتطوير منظومة البحث العلمي والابتكار، وتعزيز مساهمة المؤسسات الأكاديمية في تنمية القطاعات الصناعية والتكنولوجية، بما يحقق رؤية مصر 2030 في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد القائم على المعرفة.