نازحو اليمن في الشتاء… حياة قاسية وصراع مع البرد والجوع! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
أكثر من ثماني سنوات مضت على اندلاع الحرب في اليمن، هذه الحرب التي تسببت بموجات كثيرة من النزوح دخل خلالها ملايين اليمنيين في دوامة الفقر والمرارة.
ويأتي فصل الشتاء هذا العام على النازحين غير مرحب به، في ظل ارتفاع الاحتياجات التي تفوق المساعدات، التي تقل عليهم مع مرور السنوات، ومع تدهور الوضع المعيشي بالشكل غير المسبوق.
ويفتقر النازحون لأبسط مقومات الحياة الأساسية مثل: المأكل والمشرب، والدواء والدفاء ، والماء، والصرف الصحي المناسب، في الوقت الذي يفتقدون فيه مصادر الدخل المناسبة التي تعين على مواجهة الصعاب.
ودعا المجلس النرويجي للاجئين إلى ضم قضية أكثر من ثلاثة ملايين نازح في اليمن إلى ملف محادثات السلام المقبلة، وإيجاد حلول دائمة لهذه الأعداد، منبها أنه لا يزال أمام اليمن وشركاء العمل الإنساني طريقا طويلا لإيجاد بدائل دائمة وحقيقة لهؤلاء النازحين الذين بلغ عددهم أربعة ملايين ونصف المليون يمني.
محمد مرشد أحد نازحي محافظة الحديدة، أجبرته الحرب المستعرة أن يغادر بيته والمكان الذي ألفه، فرأى أن محافظة مأرب هي المكان الذي ينبغي أن تشد له الرحال فنزح إليها.
معاناة قاسية
يقول محمد “نعاني نحن النازحون معاناة قاسية مع فصل الشتاء، يتعبنا برد الشتاء كثيرا بسبب الخيام الخفيفه وغير المثبتة، مما يجعلها عرضة لأي طارئ في الطقس سواء كان بردا أم حرارة، ولكن البرودة أشد قسوة علينا وبالأخص على النساء والأطفال وكبار السن”.
وأضاف مرشد ل “يمن مونيتور” الخيمة الواحدة يسكن فيها أكثر من ٨ أفراد إضافة إلى أن الخيام قد أصابتها الشمس والرياح فجعلتها مقطعة يدخل البرد من فتحاتها فيصيب الساكنين بأمراض الشتاء المؤلمة “.
وتابع” عدم وجود مأوى مستدام وآمن، هذا ما نعاني منه نحن النازحون، إضافة إلى عدم توفير أدوات وطرابيل وبطانيات تكون عونا لنا على هذا التغيير في حالة الطقس “.
خيام لا تضمن خصوصيات ساكنيها
وأشار إلى أنه “بسبب رداءة الخيام يدخل البرد للأطفال فيصابون بأمراض منها الزكام وأمراض الصدر وضيق التنفس، ناهيك عن أن هذه الخيام ولاتضمن خصوصيات الفرد فتصبح مفتوحة للذاهب والآيب”.
وأكد “نضطر للعيش فيها؛ لأنه لا توجد بدائل للعيش في غرف أو شبكيات أو كنتيرات أو مأوى بديل يحفظ النازح ويقيه من الأمراض والأوبئة المستمرة”.
واختتم “نحتاج إلى مأوى يقينا من البرد ويحافظ على خصوصياتنا، كما نحتاج وبشدة إلى الطرابيل والبطانيات، وملابس شتوية، إضافة إلى صيدلية متنقلة للتخفيف معاناتنا جراء الأمراض الشتوية”.
يؤكد هذا سيف مثنى (رئيس الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين- مأرب) بقوله “يعيش النازحون حالة إنسانية صعبة خلال فصل الشتاء القارس؛ إذ يواجهون طقسا شديد البرودة في الوقت الذي لا يقدرون فيه على توفير وسائل التدفئة لهم ولأطفالهم”.
تحديات كبيرة
وأضاف ل “يمن مونيتور” النازحون الذين يعيشون في محافظة مأرب وحدها يتجاوز عددهم ال 2 مليون و200 ألف نازح وهذا ما يجعلهم يواجهون تحديات كبيرة لا قدرة لهم على تحملها “.
وأشار إلى أنه” وفقا لتقرير احتياجات الشتاء المرفوعة من الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب وحدها، فقد بلغ عدد الاحتياجات في مخيمات النزوح وخارجها إجماليا 51006 أسرة نازحة توزعت بين 27603 أسرة نازحة يعيشون في خيام مهترئة وعشش مصنوعة من العود في المخيمات كذلك، عدد 23403 أسرة نازحة يعيشون في الأحياء السكنية خارج المخيمات “.
وأردف” يعيش معظم النازحين في خيام مهترئة، مما يجعلهم عرضة للبرد الشديد والظروف الجوية الصحراوية القاسية “.
ولفت إلى أنه” نظرا للأوضاع الصعبة التي يواجهها النازحون، ندعو إلى التحرك الفوري لتوفير الدعم اللازم لهم؛ ليستطيعوا مواجهة موجات البرد القارس، وذلك بتقديم مأوى آمن ودافئ وتوفير إمدادات أساسية مثل الأغطية الحرارية والملابس الشتوية “.
وأكد أن” هذا التحدي يتطلب تكاتف الجهود والتعاون الدولي للتصدي للمأساة الإنسانية التي تعانيها هذه الفئة الضعيفة، ولذا ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك السريع للتخفيف من معاناة النازحين وتوفير الدعم الضروري والمساهمة في إعادة بناء حياتهم وتأمين مستقبل آمن لهم “.
وحذر من أن” إهمال الوضع الراهن يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، ولذلك نطالب بالتحرك السريع والفعال للتصدي لهذا التحدي الإنساني العاجل “.
برد قارس وفقر مخيف
بدوره يقول أسامة الأشول (نازح)” نعاني الأمرين في فصل الشتاء، لا نعاني من مرارة البرد وقساوته فقط؛ بل إلى جانب ذلك نعاني من الفقر الذي تزداد رقعته بشكل مخيف “.
وأضاف الأشول ل” يمن مونيتور “هناك الكثير من الأسر الساكنة في شبكيات وطرابيل مهترئة تنتشر فيها الأمراض بكثرة خاصة بين الأطفال؛ نتيجة عدم امتلاك الأسر ملابس شتوية وطفايات وأغطية ثقيلة”.
وتابع “غاب الكثير من المساعدات التي كانت تقدما لنا في فصل الشتاء خاصة، مثل صرف الحقائب الشتوية التي كان يستفيد منها المواطن النازح الذي تقطعت به السبل حتى وصل لهذا المكان وهذه الحال”.
وأشار إلى أن “موسم الشتاء هو الموسم الذي تنتشر فيه الأمراض التي تصيب الأطفال وكبار السن والنساء فتطرحهم على الفراش وهذا ما يجعلهم في مواجهة تحديات أخرى غير البرد”.
وأكد أنه “لا تتوفر الأدوية المناسبة التي تسعف النازحين وأسرهم إذا ما حدث وانتشرت الأمراض، وإن وجدت بعض الأدوية فلا يجد النازح المال الذي يشتري به هذه الأدوية”.
وشدد على ضرورة “لفت النظر من قبل الجهات المعنية إلى شريحة النازحين؛ فهي الشريحة الناجية من الحرب، والواقعة في حرب أخرى أكثر مرارة ووجعا”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرب الشتاء النزوح اليمن یمن مونیتور فصل الشتاء إلى أن
إقرأ أيضاً:
عراق متردد أمام دمشق الجديدة: إرث الحلفاء وصراع المحاور
16 يناير، 2025
بغداد/المسلة: شهدت العلاقة بين العراق وسوريا الجديدة، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، حالة من الفتور الواضح، في وقت بادرت فيه العديد من الدول إلى التقارب مع دمشق الجديدة. ورغم أن العراق كان يُفترض أن يكون في طليعة المبادرين إلى مد جسور العلاقات، إلا أن التحفظ بدا جليًا، مع زيارة أمنية قصيرة لدمشق كانت أقرب إلى خطوة شكلية من مبادرة سياسية متكاملة.
هذا التريث العراقي يُعزى إلى تغييرات جذرية في المشهد السوري، حيث أطاح التحول بنظام الأسد، أحد الحلفاء التقليديين للعراق، والذي كان يمثل جزءًا من محور إيران الإقليمي.
النظام السوري الجديد، الذي يكن العداء لطهران، أدى إلى تعقيد المشهد بالنسبة لحكومة بغداد التي ترتبط بتحالفات وثيقة مع إيران. هذه المعادلة جعلت العراق يتجنب أي تحرك قد يُفسر كابتعاد عن نهجه التقليدي في المنطقة.
التحالفات الداخلية والخارجية في العراق لعبت دورًا محوريًا في هذا الجمود، ويبدو ان جهات قريبة من إيران داخل العراق تسعى لعرقلة أي تقارب مع النظام السوري الجديد، خوفًا من الإضرار بمصالح إيران في المنطقة أو من تداعيات سياسية داخلية قد تؤثر على التوازنات الطائفية والسياسية في العراق.
غازي فيصل، رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، أشار إلى أن النظام الجديد في دمشق يمثل “عدوًا لإيران والحليف السابق للعراق”، مما يضع بغداد في موقف معقد. وأوضح أن “الاختلاف الطائفي السياسي بين السلطتين، إلى جانب المخاوف من عودة نشاط تنظيم داعش في سوريا، عوامل تدفع العراق إلى التريث”.
ورغم أن هذه المخاوف تبدو غير مبررة إلى حد كبير، خاصة أن تنظيم داعش يواجه قيودًا شديدة في سوريا عبر قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية، إلا أنها تبقى حاضرة في المشهد العراقي.
في ظل هذه الظروف، من غير المرجح أن نشهد قريبًا إقامة علاقات وثيقة بين بغداد ودمشق الجديدة. ومع ذلك، قد تتخذ العلاقات طابعًا براغماتيًا محدودًا، يركز على التعاون الأمني والاقتصادي دون أن يمتد إلى شراكات أعمق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts