مكتول هواك يا كييف.. كمال الجزولي
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
مكتول هواك يا كييف.. كمال الجزولي
د. عبد الله علي إبراهيم
كنت كتبت كلمة عن مدينة كييف تحت الوابل الروسي ومن وحي زيارة لي لها في 1967. وأهديت الكلمة لكمال الجزولي الذي درس القانون في رحاب جامعتها. وحياني بهذه الكلمة.
عزيزي عبد الله،
أشكرك وأنت تهديني بهذه الرسالة الرقيقة مؤازرة نبيلة لعاطفتي المطعونة إزاء هذه المدينة الحبيبة، فتثير كوامن أشجان بلا عدٍّ، وأحزان بلا حد، وأنا أنظر لمراتع الصِّبا الباكر، والشَّباب الغضِّ، تنال منها معاول الدَّمار والخراب، وهي التي كانت يوماً رمز جمال يانع، وطلاوة لامعة .
وعلى كثرة معاهد العلم في المدينة، إلا أن جامعتنا “جامعة كييف Kiev State University ـ جامعة شيفشينكو” هي أبرزها بلا منازع. وتتكوَّن من ثلاثة مباني ضخمة، الأحمر “الرَّئيس” الذي يضمَّ مقرَّات الإدارة العامَّة، بالإضافة إلى بعض كليَّات العلوم التَّطبيقيَّة، ثمَّ الأصفر ويحوي كليَّات الفلسفة، والصَّحافة، والقانون الدَّولي والعلاقات الدَّوليَّة، والأخضر الذي يحوي المكتبة، والإدارة الماليَّة. وتتوسَّط هذا المثلَّث حديقة ضخمة يقوم في منتصفها تمثال الرَّمز الذي تحمل الجَّامعة اسمه .. شاعر الوطنيَّة الأوكرانيَّة “تراس شيفشينكو” الذي أطنبت رسالتك، بحق، عنه. ومن هنا يتحدَّر شارع “برستلتوفسكي بروسبكت” الذي سرعان ما يفضي إلى جادَّة “الكريشاتيك” الواسعة، الشبيهة إلى حدٍّ كبير بجادَّة “الشانزليزيه” الباريسيَّة، والتي يعجُّ جانباها، مثلها تماماً، بأرقى المحلات، وأفخم المطاعم، وأشهر المسارح، ودور السينما، والمعارض، وقاعات المحاضرات، وصالات الموسيقى. يليها “شارع تششونيفوهو” الذي يُعتبر من المواقع السِّياحيَّة البارزة رغم أنه يضمُّ أغلب مؤسَّسات الدَّولة الرَّسميَّة. وهناك، من أشهر الشَّوارع، أيضاً، “شارع كراستازدفوزنيي ـ النَّجمة الحمراء” الذي يقع على أحد جانبيه مبنى النُّزل الطلابي التَّابع لكليَّة الجَّامعة التَّحضيريَّة، و”شارع الكنيسة” على امتداد شاطئ “نهر الدَّنيبر” الذي يمكن للسُّوَّاح والعائلات قضاء أجمل الأوقات فيه، نهاراً وليلاً.
وعلى ذكر “الدنيبر”، فإن من أميز شواطئه التي تزيِّن المدينة، وتقدِّم خدماتها لهواة السِّباحة وصيد السَّمك، شاطئ “باتون” الشبيه بجزيرة صغيرة في منتصف النَّهر، حيث يمكن العبور إليه باستخدام السُّفن النَّهريَّة، أو القوارب الصَّغيرة من تحت “برج باتون”؛ وثمَّة، أيضاً، شاطئ “بديسترين” القريب من البرج الذي يحمل ذات الاسم؛ فضلاً عن شاطئ “حديقة هيدرو” وسط النهر، أيضاً، قريباً من “برج مترو” المقابل لمجمع الوزارات، ويمتاز بخدماته السِّياحيَّة الرَّاقية.
والآن، كيف لا تتصعَّد من صدري زفرة حرَّى، حين أبصر، عبر التِّلفاز، كلَّ هذا وغيره تنقضُّ عليه ضواري الإمبرياليَّة من كلِّ حدب، وجراؤها من كلِّ صوب، ولا أستثني من ذلك سلطة القوميِّين النَّازيِّين الأكارنة أنفسهم، دون أن أعفي من المسؤوليَّة تفريط “رفاقنا” القدامى.. عشرات السِّنين.. غفر الله لهم؟!
كتابان صدرا مؤخراً لكمال من معهد أفريقيا بالشارقة. جمع الأول شعر النور عثمان أبكر وحرره كمال مع عالم عباس. أما الكتاب الثاني فهو عن الهوية في شعر الحداثة السودانية.
IbrahimA@missouri.edu
الوسومأفريقيا الشارقة النهر النور عثمان أبكر روسيا شعر الحداثة عبد الله علي إبراهيم كمال الجزولي كييفالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أفريقيا الشارقة النهر روسيا عبد الله علي إبراهيم كمال الجزولي كييف کمال الجزولی الذی ی
إقرأ أيضاً:
استعدادات طبية وترفيهية في الغردقة خلال عيد القيامة وشم النسيم
شهدت مدينة الغردقة حالة من الاستعداد الكامل على مختلف المستويات، تزامنًا مع احتفالات عيد القيامة المجيد ويوم شم النسيم، حيث وجه اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، برفع درجة الطوارئ بكافة المنشآت الصحية وتكثيف الخدمات في الشواطئ العامة التي أصبحت قبلة المواطنين لقضاء الإجازة وسط أجواء آمنة وتنظيم مميز.
وأكد الدكتور إسماعيل العربي، وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر، أنه بناء على تعليمات المحافظ، تم رفع درجة الاستعداد بجميع المستشفيات والوحدات الصحية، وتزويد أقسام الاستقبال والطوارئ بالأطباء وفرق التمريض، مع التأكيد على توافر الأدوية والمستلزمات الطبية وأكياس الدم ومشتقاتها. وأشار إلى انتشار الفرق الطبية والعيادات المتنقلة أمام الكنائس والميادين الكبرى وأماكن التجمعات مثل النادي الاجتماعي وكارفور، لتقديم خدمات طبية ضمن مبادرات الصحة العامة، وتنفيذ حملات توعوية من خلال فرق التثقيف الصحي.
وأضاف العربي أن فرق مراقبة الأغذية تقوم بحملات مكثفة على الأسواق وأماكن بيع الأسماك المملحة والمدخنة، حيث تُؤخذ عينات من الفسيخ والسردين والرنجة لفحصها، مع إعدام أي منتجات غير صالحة، بجانب متابعة الإجراءات الصحية في أماكن تجمعات المواطنين. وأكد استمرار عمل غرفة الأزمات بديوان المديرية على مدار الساعة، للتنسيق بين المستشفيات وتقديم الدعم الفوري لأي طارئ.
من جانب آخر، أوضح محافظ البحر الأحمر أن الشواطئ العامة أصبحت عنصرًا مهمًا في خطة الترفيه خلال الأعياد، حيث تم تجهيزها على أعلى مستوى لتوفير بيئة آمنة ومناسبة لجميع الفئات. وشهدت الشواطئ إقبالًا كبيرًا منذ الصباح الباكر، خاصة شاطئ عام 4 الذي يُعد أحدث وأكبر المشروعات الترفيهية، ويقع على مساحة 25 ألف متر مربع، ويضم مطاعم، كافتيريات، ألعاب أطفال، ممشى خرساني مطبوع، مدرجات، مظلات، برجولات، منظومة مراقبة بالكاميرات، وصوتيات، إلى جانب موقف سيارات واسع، بتكلفة تطوير بلغت 60 مليون جنيه بتمويل من الجهاز المركزي للتعمير.
كما شهد شاطئ السواقي العام، المعروف باسم منتجع العائلات رقم 2، إقبالًا كبيرًا، حيث أقيم على مساحة 7 آلاف متر مربع ويحتوي على حرم شاطئي بطول 600 متر، وتم تجهيزه بكافتيريات، ألعاب أطفال، ممشى، صالة طعام وصالة رياضية، بتكلفة بلغت 10 ملايين جنيه من ميزانية المحافظة. فيما يواصل المنتجع العائلي الأول تقديم خدماته لسكان المناطق المجاورة، كأول شاطئ عام يخدم فئة العائلات ويوفر أجواء ترفيهية مناسبة.
وفي لفتة إنسانية، أعلنت المحافظة السماح بدخول الأطفال حتى سن 12 عامًا مجانًا، فيما حُددت رسوم دخول الكبار بأسعار رمزية، لتكون الشواطئ في متناول الجميع، دون السعي لتحقيق أرباح.
واختتم المحافظ تصريحاته مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة الدولة لتطوير مدينة الغردقة وتحسين جودة الحياة بها، وتعزيز خدماتها الترفيهية والسياحية بما يليق بمكانتها كواحدة من أهم المدن الساحلية في مصر. ودعا المواطنين إلى الحفاظ على هذه الشواطئ لضمان استمراريتها وتقديم خدمات تليق بالجمهور.