"سورة الرعد".. فضلها وأثرها في حياة المسلمين
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
"سورة الرعد".. فضلها وأثرها في حياة المسلمين.. تعد سورة الرعد إحدى السور في القرآن الكريم، وتأتي بالرقم 13، وتعتبر من السور المدنية، حيث نزلت في المدينة المنورة، وتتحدث السورة عن عظمة الله وقدرته في خلق السماوات والأرض، وتحث على التفكّر في الآيات الكونية.
كما تتطرق هذة السورة إلى قصص الأمم السابقة وعواقب تكذيبهم للرسل، الرعاية والحماية الإلهية للمؤمنين والعذاب للكافرين تعد من القضايا المهمة في هذه السورة.
سورة الرعد تتناول مواضيع متنوعة، من بينها:-
قراءة في فضل سورة الأنفال وتأثيرها في بناء الهوية الإسلامية الفوائد العظيمة لقراءة سورة الملك في حياة المسلم "فضائل سورة النور".. ركن من أركان الهداية والأخلاق الحسنة1- عظمة الله وقدرته: تسلط الضوء على خلق الله للسماوات والأرض، وتدعو إلى التأمل في عظمة الخلق كدليل على وحدانية الله وقدرته الكاملة.
2- قصص الأمم السابقة: تتناول قصص الأمم السابقة وعواقب تكذيبهم لرسل الله، كما تربط هذه القصص بالدروس المستفادة للمجتمع الإسلامي.
3- التأمل في الآيات الكونية: تحث على التفكير في علامات الله في الكون، مثل الليل والنهار، والسفن التي تجري في البحر، كما تدعو إلى استخدام العقل والتدبر.
4- الرعاية الإلهية للمؤمنين: تعرض للرعاية والحماية التي يتلذذ بها المؤمنون من الله، وكيف يكون الله وليًا للذين يؤمنون به.
5- التحذير من الكفر وعواقبه: تحذر من الكفر وتشير إلى عواقبه، مشددة على أن الله لا يظلم أحدًا وأن الكفار هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.
فضل سورة الرعدسورة الرعد لها فضل كبير في الإسلام، ويُذكر في العديد من الأحاديث النبوية عن فضائل قراءتها وتدبر معانيها، ومن بين هذه الفضائل:-
"سورة الرعد".. فضلها وأثرها في حياة المسلمين1- حماية المُتَلَوِّنين لها: ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، لام حرف، ميم حرف"، وهذا يشمل سورة الرعد أيضًا.
2- حماية من الصاعقة: ورد في رواية أخرى أن قراءة الرعد تشفع للإنسان وتحميه من الصواعق.
3- الحفاظ على الإيمان والأمان: تحث السورة على التأمل في آيات الله، مما يعزز الإيمان ويوجه الإنسان نحو الطريق الصحيح.
4- الحماية من الشرور: تتحدث السورة عن الرعاية الإلهية للمؤمنين وحمايتهم من الشرور، مما يجعلها وسيلة للتوكل على الله والاستمرار في الطريق الصواب.
الحكمة من سورة الرعدسورة الرعد تحمل في طياتها حكمًا عديدة وتعاليم هامة، منها:-
"سورة الرعد".. فضلها وأثرها في حياة المسلمين1- تأكيد عظمة الله: تسلط الضوء على قدرة الله في خلق السماوات والأرض، مما يعزز فهم المؤمنين لعظمة الله وتفرد صفاته.
2- تشجيع على التفكير والتدبر: تحث على التأمل في الآيات الكونية وقصص الأمم السابقة، مما يشجع على استخدام العقل والتدبر في خلق الله.
3- تحذير من الكفر وعواقبه: تقدم تحذيرًا شديدًا للذين يكفرون برسل الله وينكرون عظمته، وتبين عواقب ذلك في الدنيا والآخرة.
4- رعاية الله للمؤمنين: تعرض للرعاية والحماية الإلهية للمؤمنين، مما يشدد على أهمية الاعتماد على الله والثقة في رعايته.
5- توجيه للتوحيد والعبودية: توجه المؤمنين نحو التوحيد وتحث على الخضوع لله بكل إخلاص، وتعزز فهم المسلمين لمفهوم العبودية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عظمة الله التأمل فی
إقرأ أيضاً:
الجديد في العقوبات الأمريكية على إيران وأثرها على العراق: الضغوط والفرص
مارس 2, 2025آخر تحديث: مارس 2, 2025
أ.م. بسمة خليل نامق الأوقاتي
أستاذ مساعد في العلاقات الدولية
تشكل العقوبات الأمريكية الأخيرة على إيران محطة جديدة في سلسلة طويلة من التوترات الإقليمية ذات الأثر العميق، ليس فقط على إيران نفسها، بل على الدول المجاورة، وفي مقدمتها العراق. إذ جاء القرار الأمريكي الأخير بفرض مزيد من العقوبات على صناعة النفط الإيرانية ليزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي والسياسي في المنطقة، ويضع العراق أمام تحديات جسيمة، لكن ربما أيضًا أمام فرص غير متوقعة.
العراق بين المطرقة والسندان: تعمق نقاط الخلاف والتحديات
العلاقات الاقتصادية بين العراق وإيران ليست عادية، فهي تمتد إلى مجالات حيوية كإمدادات الطاقة والتبادل التجاري الذي تجاوز 12 مليار دولار سنويًا. كما يعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، مما يجعل أي اضطراب في تدفق هذه الواردات تحديًا يهدد الاستقرار الداخلي، خاصة في فصل الصيف عندما تصل ذروة الطلب على الكهرباء.
إضافة إلى ذلك، تُستخدم البنوك العراقية كقناة أساسية لتدفق العملات الأجنبية إلى إيران، مما جعل المصارف العراقية تحت رقابة مشددة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية. العقوبات الأخيرة لم تقتصر على الشركات الإيرانية فقط، بل شملت عددًا من البنوك العراقية التي وُجهت إليها اتهامات بتسهيل تحويل الأموال إلى طهران. هذا التطور يضع العراق أمام معضلة حقيقية؛ فإما أن يمتثل بالكامل للعقوبات الأمريكية، مما قد يضر بعلاقته مع إيران، أو يحاول التملص، وهو ما قد يعرّضه لعقوبات أمريكية مباشرة.
1- تبعات العقوبات المالية والمصرفية
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على خمسة مصارف عراقية في 2025، مما أدى إلى تراجع السيولة المالية في السوق المحلية، وزيادة الضغوط على القطاع المصرفي.
انخفاض تدفقات الدولار إلى العراق أدى إلى تقلبات حادة في سعر صرف الدينار العراقي، حيث ارتفع سعر الصرف في السوق الموازية بنسبة 10% خلال الأسابيع الأولى من فرض العقوبات.
هذه العقوبات أثرت أيضًا على علاقات العراق التجارية، حيث باتت الشركات الأجنبية أكثر ترددًا في التعامل مع المصارف العراقية خشية العقوبات الثانوية.
2- تداعيات على قطاع الطاقة
العراق يعتمد على الغاز الإيراني لتشغيل 40% من محطاته الكهربائية، مما يعني أن أي عرقلة في الإمدادات ستؤدي إلى انقطاعات واسعة في الكهرباء.
العقوبات دفعت العراق إلى تراكم الديون لإيران، حيث بلغت المستحقات غير المسددة عن استيراد الغاز والكهرباء أكثر من 11 مليار دولار.
الخيارات البديلة كشراء الغاز من قطر أو استيراد الكهرباء من تركيا تتطلب بنية تحتية جديدة وتأخذ وقتًا طويلًا لتنفيذها، مما يعقّد الموقف.
3- التأثيرات الاقتصادية الأوسع
التبادل التجاري بين العراق وإيران يتركز في المنتجات الغذائية ومواد البناء، مما يعني أن فرض قيود جديدة على هذه القطاعات سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار داخل العراق.
قطاع الزراعة العراقي قد يتأثر بسبب العقوبات على الأسمدة والمبيدات القادمة من إيران، مما يزيد من صعوبة تحقيق الأمن الغذائي.
ارتفاع أسعار النفط الناتج عن خفض الإنتاج الإيراني يمثل سيفًا ذا حدين، فمن جهة يوفر للعراق إيرادات إضافية، لكنه أيضًا يزيد من تكلفة استيراد المنتجات النفطية المكررة.
فرص العراق في ظل الأزمة: حلول ومعالجات استراتيجية
رغم أن العقوبات تبدو كعائق خطير، إلا أنها قد تشكل فرصة للعراق للتحرر جزئيًا من الاعتماد على إيران وبناء اقتصاد أكثر استقلالية. ارتفاع أسعار النفط، الناجم عن انخفاض المعروض الإيراني، يمكن أن يمنح بغداد هامشًا ماليًا يسمح لها بإعادة هيكلة اقتصادها وتعزيز استثماراتها في قطاعات مثل الزراعة والصناعة.
1- تعزيز استقلالية قطاع الطاقة
الإسراع في استثمارات الغاز المحلي، حيث تمتلك حقول غاز ضخمة يمكن أن تساعد في تقليل الاعتماد على إيران، خاصة مع مشاريع تطوير حقل عكاز.
إعادة تأهيل البنية التحتية للطاقة وتحسين أداء محطات الكهرباء للحد من الهدر في التوزيع.
التوسع في الطاقة المتجددة، حيث يمكن أن توفر مشاريع الطاقة الشمسية والرياح بدائل مستدامة للكهرباء دون الحاجة إلى استيراد الغاز.
عقد اتفاقيات جديدة مع دول الخليج لاستيراد الغاز الطبيعي المسال (LNG)، وهو حل أكثر استدامة مقارنة باستيراد الغاز عبر الأنابيب من إيران.
2- تحصين النظام المصرفي والاقتصاد المحلي
تعزيز الرقابة على تحويلات العملات الأجنبية، ليس فقط لتجنب العقوبات الأمريكية، ولكن أيضًا لمنع تسرب العملة الصعبة خارج البلاد.
التفاوض مع الولايات المتحدة للحصول على استثناءات لبعض القطاعات الحساسة، مثل الغذاء والطاقة، لتجنب التأثيرات السلبية على الاقتصاد العراقي.
تشجيع الإنتاج المحلي للحد من الاعتماد على البضائع الإيرانية، خاصة في قطاعات الزراعة والصناعات التحويلية.
3- تبني سياسة خارجية متوازنة
العراق بحاجة إلى إدارة علاقاته مع الولايات المتحدة وإيران بحكمة وحذر، بحيث لا يكون مجرد تابع لأي طرف بل لاعبًا رئيسيًا في المعادلة الإقليمية، لتجنب التصعيد السياسي أو الاقتصادي.
يمكن لبغداد تبني نهج الحياد الإيجابي والعمل كوسيط دبلوماسي في تخفيف التوترات بين الطرفين، خاصة وأنها تتمتع بعلاقات قوية مع كليهما.
البحث عن تحالفات اقتصادية جديدة مع الدول العربية والخليجية يمكن أن يوفر للعراق بدائل استراتيجية بعيدًا عن الاعتماد
المفرط على إيران، عبر الانضمام إلى المبادرات الاقتصادية الإقليمية التي لا تتعارض مع العقوبات الأمريكية، مثل مشاريع التعاون العربي أو الاستثمارات الصينية ضمن “الحزام والطريق”.
4- الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط
إدارة الإيرادات النفطية بحكمة: العقوبات على إيران قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مما يوفر للعراق إيرادات إضافية. ينبغي استثمارها في مشاريع البنية التحتية والإصلاح الاقتصادي بدلاً من الإنفاق العشوائي. توسيع الاستثمارات في قطاع الطاقة: تعزيز الإنتاج النفطي والغازي لتصدير المزيد للأسواق العالمية، مما قد يعوض أي خسائر اقتصادية بسبب العقوبات على إيران.الخلاصة:
إذا تمكنت الحكومة العراقية من تطبيق هذه الإجراءات بفعالية، يمكنها تحويل الأزمة إلى فرصة لتعزيز استقلالها الاقتصادي وتخفيف التأثيرات السلبية للعقوبات الأمريكية على إيران. الاستراتيجية الناجحة تعتمد على تنويع مصادر الطاقة، تحصين القطاع المصرفي، دعم الاقتصاد المحلي، وإدارة علاقاتها الخارجية بذكاء. العراق أمام مفترق طرق، فإما أن يكون ضحية للصراع الأمريكي-الإيراني، أو أن يستخدم هذه التحديات كدافع لبناء مستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا واستقلالية.
bassma.col@copolicy.uobaghdad.edu.iq