بوابة الفجر:
2024-07-01@23:54:07 GMT

نص خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني المسلمين بتقوى الله عزوجل فإنها وصية الله للأولين والآخرين.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام وصف الله عزوجل حقيقة الدنيا وما هي عليه، وبين غايتها وغاية أهلها، وبين قصر مدتها، وانقضاء لذتها، بأنها لعب لا ثمرة فيه إلا التعب، ولهو يشغل صاحبه عن آخرته، وهذا مصداقه ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا، فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات أعمارهم بلهو القلوب، والغفلة عن ذكر الله وعما أمامهم من الوعد والوعيد، وتراهم قد اتخذوا دينهم لعبًا ولهوًا، بخلاف أهل اليقظة وعمال الآخرة، فإن قلوبهم معمورة بذكر الله، وبمعرفته ومحبته، وقد أشغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله عزوجل، من النفع القاصر والمتعدي، قال تعالى: إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرًا)
وأضاف الشيخ الجهني قائلًا: الدنيا والآخرة ضرتان، إن أرضيت إحداهما أغضبت الأخرى، ومن عرف الدنيا ومآلها، وعرف الآخرة ودوامها، أعطى كل واحدة حقها.


وأكد فضيلته أنه لا تلذذ للمرء من نعيم دنياه إلا بمسكن يظله، وبكساء يستره، وبطعام يتقوى به على آداء مهمته في هذه الحياة الدنيا، وهي عبادة الله سبحانه وتعالى وحده حتى يبلغ منتهاه، وما زاد عن ذلك فإنما هو لمن بعده، للوارث غنمه وعلى المورث حسابه وغرمه، فأيكم مال وارثه أحب إليه من ماله، في الصحيحين عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتبع الميت ثلاثةٌ: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله ويبقى عمله.
وبين أن الله قد جعل الدنيا دار ابتلاء واختبار، والعاقل من تزود منها لآخرته، وقد حث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا على ملازمة التقوى، وعدم الانشغال بظواهر الدنيا وزينتها، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا: إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كيفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ؛ فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاءِ، وفي روايةٍ: لِيَنْظُرَ كيفَ تَعْمَلُونَ، رواه مسلم في صحيحه، وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا أعرف الناس بالدنيا، وأكثرهم زهدًا وقناعة بها، فقد كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم من الاشتغال بمهنة الأهل والنفس إرشادا للتواضع وترك الكبر، وكان قُوتُه خشنًا لم يأكل خبزًا مرققًا حتى مات، وما شبع من خبز الشعير حتى مات صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا، وما رأى النقي من الحَبِّ منذ بعثته حتى قبضه ربه عزوجل، وما ترك بعد موته دينارًا ولا درهمًا ولاعبدًا ولا أمة، ولا شيئًا إلا بغلته التي كان يركبها وسلاحه وأرضًا جعلها لابن السبيل صدقة.
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن المسلِم الحَقُّ يَسعى في حياتِه إلى تَحصيلِ تَقوى اللهِ عزوجل ورِضاه، ويأخُذَ مِن الدُّنيا اليَسيرَ بقدْرِ ما يوصِلُه إلى ربِّه، دونَ أن يَنشَغِلَ عنه بأمورِ الدُّنيا، قال أحد السلف: الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة فيها تكثر الهم والحزن، وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى: ومما يعين على الزهد أن يتأمل الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وأنها دار ممر، وليست دار مقر، وأنها لم تبق لأحد من قبلك، وما لم يبق لأحد من قبلك فلا يبقى لك قال الله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾، يعني لن يخلد أحد في هذه الدنيا، وكذلك ليعلم أن هذه الدنيا دار تنقيص وكدر، ما يسر بها إنسان يومًا إلا ساء وكدر في اليوم الثاني، فإذا علم حقيقة الدنيا فإنه بعقله وإيمانه سوف يزهد بها ولا يؤثرها على الآخرة قال الله تعالى ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا۞وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى۞إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى۞صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾.
وأكد أن الإسلام لم يبغض الدنيا في هذا الوجود، ولكنه يعتبرها قنطرة يمر بها العاقل إلى دار البقاء والخلود، معتمدًا عليها في زمان محدد، ليصلح بها ذلكم المسكن المؤبد، ولهذا وذاك فإن المرء محتاج في الدنيا إلى الضروريات التي هي المطعم والملبس والمال والأثاث والمنكح والمسكن والجاه، وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله، وأحبني الناس، فقال رسول الله إزهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك) رواه ابن ماجة، ومعنى الحديث أن تفضل أمر الله على أمر الناس أجمعين، وأن تفضل الآخرة على الدنيا بعمل صالح مع صبر ويقين والمهم أن تكون الدنيا في يدك لا في قلبك، وأن تملكها ولا تملكك، وبعبارة أخرى، فإن حب الله يكمن في الخوف والرجاء، وعدم الاغترار بالدنيا لأنها للفناء، وإن حب الناس هو القناعة بما رزقت من الأشياء، وترك الحقد والعداوة والبغضاء، وكيف لا يفوز المتقي بهذين الحبين الجليلين، وهو قد فضل الآخرة على الدنيا مشتغلًا بالحلال، راضيًا بما قسم الله له فاستحق الإكرام والإجلال.
وأبان الشيخ الدكتور عبدالله الجهني أن الابتلاء في هذه الحياة الدنيا من سنن الله تعالى وهو مرتبط بالتمكين ارتباطًا وثيقًا، فلقد ابتلى الله تعالى أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام، فأُوذوا وصبروا، فمكن الله لهم في الأرض ونصرهم على الأعداء قال تعالى: ( وَلَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰٓ أَتَىٰهُمۡ 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: رسول الله خطبة الجمعة المسجد الحرام الحياة الدنيا الرجال صلى الله عليه وسلم القلب التعب مؤبد الحیاة الدنیا الله تعالى رسول الله فی هذه

إقرأ أيضاً:

حكم صيام أول العام الهجري الجديد وما يتعلق به

اوضحت دار الإفتاء المصرية حكم صيام أول العام الهجري الجديد، حيث يعتبر التطوع بصيام أول يوم من شهر المحرم جائزًا شرعًا.

 يأتي هذا استنادًا إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي نقله الإمام مسلم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم".

التهنئة بالسنة الهجرية وأهميتها

من جانب آخر، أكدت دار الإفتاء أن التهنئة بقدوم العام الهجري هي مستحبة شرعًا. 

تأتي هذه التهنئة لإحياء ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وتحمل في طياتها معاني سامية وعبرًا نافعة. 

وفي الوقت نفسه، تعد بداية لعام جديد تجدد به الأمل وتستحب التهنئة عليها.

 بداية العام الهجري في شهر المحرم

بداية العام الهجري في أول شهر المحرم يرجع إلى استهلال المحرم بعد انتهاء موسم الحج وبيعة الأنصار، وليس يوم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كما يُعتقد بشكل شائع.

مقالات مشابهة

  • القدس إرثنا الديني والتاريخي
  • مفتي عام المملكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي
  • مفتي عام المملكة يشيد بجهود وإنجازات رئاسة شؤون الحرمين خلال موسم الحج
  • سماحة المفتي يلتقي د. السديس للتنسيق لإقامة ندوة الفتوى في الحرمين
  • حكم صيام أول العام الهجري الجديد وما يتعلق به
  • ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر
  • هل تصح الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟.. «الإفتاء» تُجيب
  • بمناسبة العام الهجري الجديد.. «الأوقاف» تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة
  • الشؤون الدينية تطلق البرنامج القرآني الصيفي
  • هيئة شئون الحرمين تقدم خدماتها لأكثر من مليون حاج بالمسجد النبوي منذ بدء موسم الحج