تزيد الخيارات الغذائية الصحية من متوسط العمر المتوقع الإجمالي للأشخاص، وتقلل من خطر الإصابة بمجموعة واسعة من المشاكل الطبية، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان.
ولا تتوقف الآثار الصحية للطعام على الجسم فقط، إذ تمتد إلى العقل أيضًا، ما يؤثر ليس فقط على خطر تعرضنا لحالات دماغية مستقبلية (مثل السكتة الدماغية والخرف)، بل أيضًا من قدرتنا على التركيز، وكذلك على مزاجنا وصحتنا النفسية.
ولكن ليس من السهل معرفة ما يجب تناوله من أجل صحة الدماغ. وقد قيل للكثيرين منا إن الأطعمة مثل التوت، والسلمون، والمكسرات، والخضار الورقية تُسمى "أطعمة الدماغ".
كرست الطبيبة النفسية الغذائية، الدكتورة أوما نايدو، مسيرتها المهنية لاكتشاف الأطعمة التي تعمل على تحسين وظائف المخ، وتؤثر بشكل إيجابي على الطريقة التي نشعر بها.
ووصفت نايدو هذا المجال الناشئ وسريع النمو بأنه "نقطة التقاطع بين التغذية والصحة النفسية".
وأوضحت نايدو أن عدد حبات التوت الأزرق أو قطع السلمون التي يجب أن نتناولها في اليوم لتحسين مزاجنا غير واضحة، لكن اتباع الحمية الغذائية الأمريكية المعيارية، التي يستهلكها الكثيرون، لا يساعد صحتنا النفسية.
ويشمل النظام الغذائي الأمريكي هذا سعرات حرارية كثيفة تفتقر إلى المغذيات، ومليئة بالكربوهيدرات المكررة، والدهون السيئة، والسكريات المضافة، وتفتقر إلى أطعمة مثل الفاكهة الطازجة، والخضار، والحبوب الكاملة، والبروتين من مصادر جيدة.
وقالت نايدو: "في أي وقت يمكننا فيه إضافة الخضار الورقية، والأطعمة الكاملة إلى أطباقنا ... والابتعاد قليلاً عن الأطعمة السريعة المصنعة، فإننا سنصبح أكثر صحة"، مضيفة أن الأطعمة فائقة المعالجة صُممت لخداع أدمغتنا، بحيث نفقد القدرة للتوقف عن تناول الطعام.
ما الذي يمكنك فعله لتغذية دماغك وتحسين مزاجك؟ فيما يلي، 5 نصائح تقدمها نايدو:
تناول الأطعمة الكاملة
أشارت نايدو إلى أن 80% من نظامك الغذائي يجب أن يركز على الأطعمة الكاملة والغنية بالألياف، مثل الخضار، والفاكهة، والمكسرات، والبذور، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية، والبروتين عالي الجودة من مصادر جيدة. وبالنسبة للـ 20% المتبقية، هناك مجال "للاستمتاع بما تريد".
ولفتت نايدو إلى أن "اتباع قاعدة 80/20 تسمح بالانضباط الغذائي مع بعض المرونة، بحيث نحصل على جميع العناصر الغذائية التي نحتاجها لتهدئة العقل مع تجنب الشعور بالذنب".
استمتع بتنوع ألوان الخيارات الغذائية
لتحسين جودة العناصر الغذائية في نظامك الغذائي، تنصح نايدو بتناول الأطعمة النباتية الملونة المختلفة، إذ تحتوي على عناصر مغذية مختلفة تعزز الدماغ، مثل متعدد الفينول النباتي.
وتطلب من الأشخاض اعتماد أنواع الخضار المختلفة، والبقوليات، والعدس، والفاصوليا.
وأكدت نايدو على أهمية إدراج الفاكهة "لإدخال تلك السكريات الطبيعية إلى جسمك بدلاً من تناول قطعة الحلوى التي لا تُعد الخيار الأكثر صحة". وأوضحت: "أريد أن يفهم الناس أننا بحاجة إلى السكر لأجسامنا وخلايا دماغنا، لذا فإن مصدر السكر يُعد مهما".
ولفتت نايدو إلى أن الطعام الغني بالنباتات يوفر أيضًا الكثير من الألياف “لدعم الميكروبيوم الصحي والمزدهر، والذي يؤثر على صحة الجسم والعقل”.
اعتمد على الأطعمة الخضراء
تُعتبر الفاكهة والخضار بجميع ألوانها رائعة، لكن تُولي نايدو اهتمامًا خاصًا باللون الأخضر.
وأضافت: "نعلم جميعًا أن الخضار مفيدة للجسم، وفي الطب النفسي الغذائي، نعلم أن الخضار مفيدة للعقل أيضًا"، موضحة أنها تحتوي على حمض الفوليك، وهو فيتامين ب، الذي يُعد لبنة في بناء الناقلات العصبية المهمة مثل: النوربينفرين، والسيروتونين، والدوبامين.
وقالت نايدو: "لقد ارتبط حمض الفوليك بانخفاض أعراض الاكتئاب، وتحسين الإدراك بشكل عام، ما يدعم الذهن الصافي".
وتقترح تناول بين 4 و6 أكواب من الخضار مثل السبانخ، أو الكرنب، أو الجرجير، أو الهندباء الخضراء يوميًا.
تطوير الوعي الذاتي بما تتناوله
وتنصح نايدو بضرورة الاستماع إلى جسمك، إذ قالت إن "أحد الجوانب المهمة للصحة العقلية يتمثل باليقظة الذهنية والقدرة على الاعتراف بكيفية شعورك بالأشياء، والتصرف وفقًا لذلك".
وأوضحت: "إذا كان هناك شيء لا يجعلك تشعر بالرضا أو الأداء الجيد بعد تناوله، فمن المحتمل أن تجد خيارات غذائية أفضل"، مضيفة: "انتبه لأعراض صحتك العقلية وجسمك استجابةً للأطعمة المختلفة، واستخدم ذكاء الجسم هذا لإرشادك".
تجنب الأطعمة المسببة للقلق
لفتت نايدو إلى أن الالتهاب يُعد أحد الأسباب الجذرية للتوتر وسوء الحالة المزاجية.
وقالت: "عندما يحدث التهاب في الأمعاء نتيجة للسكريات المضافة/المكررة، والأطعمة المصنّعة، وزيوت البذور الصناعية (فول الصويا والذرة وبذور العنب)، يُصبح العقل مرهقًا، ومتوترًا، وقلقًا"
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القلب امراض القلب السرطان الآثار الصحية أطعمة الدماغ الهوة السلمون المكسرات الخضار الورقية إلى أن
إقرأ أيضاً:
6 خطوات| مفيدة شيحة تقدم نصائح ذهبية لحياة زوجية سعيدة
خصصت الإعلامية مفيدة شحة، مقدمة برنامج الستات، المذاع عبر قناة النهار وان، مساء اليوم الأحد، عن العلاقات الزوجية، حملت عنوان "سفر الزوج والدفئ الزوجي".
حصاد 2024.. تشريعات شغلت الرأي العام تنتظر "تأشيرة" البرلمانأحسن من هالاند .. ناقد رياضي يتغنى بوسام أبو عليوقالت مفيدة شيحة، إن تتجلى السعادة الزوجية في مجموعة من السلوكيات والعلامات التي تؤكد على قوة العلاقة بين الزوجين، ومن أبرزها المودة العفوية التي تظهر من خلال معانقة الشريك، المشي يدًا بيد، والهدايا البسيطة التي تعزز من شعور الطرفين بأنهما مرغوبان ومحبوبان.
وأضافت مفيدة شيحة، أن إضافة إلى ذلك، يُعد الضحك والمرح بين الزوجين عاملًا رئيسيًا للحفاظ على علاقة ممتعة، إذ يتشاركان النكات واللعب مثل الأطفال، أما العطف، فهو ركيزة أساسية للسعادة الزوجية، حيث يستمر الطرفان في إظهار الحنان والدعم في الأوقات العادية وأوقات الأزمات، مما يُعزز من دفء العلاقة.
وتابعت مفيدة شيحة، أن الاستمتاع بالوقت معًا يُظهر مدى قوة العلاقة، إذ يُفضل الأزواج قضاء أوقاتهم في ممارسة أنشطة مشتركة والشعور بالسعادة عند التواجد معًا، مع احترام حاجة كل طرف للهدوء والاستقلالية عند الضرورة.
وأكملت على الرغم من أن النزاعات والمشاجرات تُعد جزءًا طبيعيًا من أي علاقة، فإن الأزواج السعداء يضعون حدودًا واضحة أثناء النقاش، بحيث يُركزان على حل المسألة دون التشعب إلى موضوعات أخرى.
وفي السياق نفسه أشارت إلى ان دراسة سويسرية حديثة، تبيّن أن التلامس الجسدي مثل العناق ومسك الأيدي لا يُعزز فقط دفء العلاقة الزوجية، بل يقلل التوتر العصبي، يُخفض ضغط الدم، ويمنح الزوجين إحساسًا بالهدوء، مما يُحسن من صحتهما العامة ويُعزز استقرارهما العاطفي.