النواب الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقلون إقرار حزمة مساعدات لإسرائيل
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
عرقل نواب الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون بشأن مساعدات إسرائيل، بحسبما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
وأكدت الوكالة أن "الديمقراطيين عرقلوا محاولة لإقرار مشروع قانون المساعدات الطارئة لإسرائيل، الذي أقره مجلس النواب الأسبوع الماضي، لكنه لا يتضمن تقديم مساعدات لأوكرانيا".
وأوضحت الوكالة أن الديمقراطيين عارضوا اعتماد القانون، مشيرين إلى أنهم يؤيدون تقديم المساعدة ليس فقط لإسرائيل، ولكن لأوكرانيا أيضا.
وأشار أعضاء مجلس الشيوخ إلى أنهم يعدون مشروع القانون الخاص بهم بشأن التمويل الإضافي ويأملون في تقديمه هذا الأسبوع، وفقا للوكالة.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة "نوفوستي"، نقلا عن خبراء أمريكيين، بأن التصويت الأخير في مجلس النواب على مشروع قانون لمساعدة إسرائيل دون ذكر أوكرانيا يشكل ضربة كبيرة لكييف.
ووفقا للخبراء الأمريكيين: "التصويت الأخير في مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون لمساعدة إسرائيل دون ذكر أوكرانيا لا يبشر بالخير بالنسبة لكييف، فقد ظل دعم المؤسسة للرئيس فلاديمير زيلينسكي يضعف منذ فترة طويلة، كما أدى الصراع في الشرق الأوسط إلى إخراج أوكرانيا من العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام، ودون المساعدات الأمريكية، فإن الاستراتيجية العسكرية لنظام كييف معرضة لخطر كبير".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي مساعدات مؤسسة التصويت مجلس النواب أمريكي مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع القانون مشروع قانون فی مجلس
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب الجديد أمام اختبار الحرية: هل يصحح أخطاء الماضي؟
#سواليف
#مجلس_النواب الجديد أمام #اختبار_الحرية: هل يصحح #أخطاء_الماضي؟
بقلم: أ.د #محمد_تركي_بني_سلامة
عندما يشرع مجلس النواب قانونًا جديدًا، يفترض أن يكون الهدف الأساسي منه هو تعزيز العدالة والحرية، وترسيخ حقوق الإنسان. لكن الواقع يختلف كثيرًا عن هذا الهدف النبيل، كما تجلى في قانون الجرائم الإلكترونية الذي أقره مجلس النواب السابق. هذا القانون لم يكن فقط انتكاسةً لخطاب الدولة الرسمي بشأن التحديث والانفتاح، بل مثّل نقطة سوداء في تاريخ الأردن السياسي على الصعيدين المحلي والدولي. لقد أسهم في تعميق معاناة الشعب الأردني، وزاد من الفجوة بين المواطن والسلطة، مما خلق شعورًا عامًا بالإحباط والخذلان.
مقالات ذات صلة نظام دخل حيز التنفيذ اليوم 2024/11/27القانون الذي يُفترض أن يحمي المجتمع، تحول إلى أداة لتكميم الأفواه وقمع الأصوات الحرة. تقرير لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب أشار بوضوح إلى مخاطر النصوص القانونية الغامضة التي تحمل أكثر من تفسير، مؤكدًا أنها تشكل تهديدًا حقيقيًا لحقوق الإنسان. وهذا ينطبق بدقة على قانون الجرائم الإلكترونية، حيث أصبحت هذه النصوص وسيلة يستخدمها البعض بشكل تعسفي لترهيب المواطنين وتقييد حرية التعبير.
المأساة الكبرى أن هذا القانون لم يُصغ لحماية الناس من الجرائم الإلكترونية، بل لحماية الفاسدين الكبار الذين يتلاعبون بمقدرات الوطن. تحول القانون إلى درع يحتمي به هؤلاء الفاسدون لتكميم الأفواه التي تحاول كشف فسادهم. يعاني الشعب الأردني من قمع مزدوج: قمع الفساد الذي يستنزف الموارد ويعوق التنمية، وقمع حرية التعبير التي تُعد الوسيلة الأهم لمحاسبة الفاسدين وإيقافهم.
لقد بات المواطن الأردني يعيش في ظل تهديد دائم. الحديث عن الفساد أو المطالبة بالعدالة أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر. الفاسدون، الذين يتخفون خلف هذا القانون، نجحوا في جعله سيفًا مسلطًا على رقاب الشعب، يمنعهم من التعبير عن معاناتهم أو حتى مناقشة المشكلات التي تواجههم. الإنجاز الأكبر لهذا القانون لم يكن حماية المجتمع من الجرائم، بل تحصين الفاسدين وإضعاف ثقة الشعب بمؤسساته الوطنية.
أمام مجلس النواب الجديد مسؤولية تاريخية لا يمكن التهرب منها. يجب أن يكون هذا المجلس على قدر التحدي، وأن يدرك حجم الأضرار التي ألحقها هذا القانون بسمعة الأردن وكرامة شعبه. تعديل هذا القانون أو حتى إلغاؤه بالكامل ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة وطنية ملحة. الشعوب التي تُحرم من حريتها لن تتمكن من النهوض، والأردن الذي يسعى ليكون نموذجًا إقليميًا في الديمقراطية والانفتاح، لا يمكنه تحقيق هذا الطموح في ظل قوانين تقيد حرية التعبير وتشوه صورته عالميًا.
سمعة الأردن الدولية، التي كانت دائمًا مصدر فخر واعتزاز، باتت الآن على المحك. كيف يمكن لدولة كانت تُعرف بالاستقرار والانفتاح أن تُدرج ضمن قائمة الدول التي تقيد الحريات وتكتم أصوات شعبها؟ تقرير الأمم المتحدة أشار بوضوح إلى أن الدول التي تسير في هذا الاتجاه تفقد تدريجيًا مكانتها واحترامها على الساحة الدولية. مجلس النواب الجديد أمام فرصة تاريخية لاستعادة هذه السمعة المفقودة من خلال اتخاذ خطوات جريئة لتعديل هذا القانون.
الرؤية الملكية التي دعت إلى الإصلاح والتحديث السياسي باتت هي الأخرى على المحك. قانون الجرائم الإلكترونية لا يتماشى بأي شكل مع هذه الرؤية، بل يناقضها بشكل صارخ. مجلس النواب الجديد مطالب بأن يثبت أنه شريك حقيقي في عملية الإصلاح، وأن يتجاوز أخطاء الماضي بدلاً من الاستمرار فيها.
الشعوب لا تنهض إلا عندما تتوفر لها الحرية ولا تزدهر الا بالكرامة. القوانين التي تسلب المواطنين حقوقهم هي خنجر في قلب الوطن، تقوض تقدمه بدلاً من أن تعززه. تعديل هذا القانون هو اختبار حقيقي لمدى التزام مجلس النواب الجديد بمسؤولياته تجاه الشعب والوطن. الشعب الأردني يستحق قوانين تحترم حقوقه، وتُعبر عن طموحاته، وتمنحه مساحة للتعبير والمشاركة في بناء مستقبل أفضل.
إن الكرة الآن في ملعب مجلس النواب الجديد. هل سيكون على قدر التحدي ويصحح هذا الخطأ التاريخي؟ أم سيكرر ما حدث في الماضي ويترك الشعب الأردني يرزح تحت وطأة قانون جائر؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مسار الأردن في السنوات القادمة، وستحسم مكانة المجلس النيابي في ذاكرة الشعب. نحن نأمل أن يكون المستقبل مشرقًا، وأن تتحقق العدالة والحرية، فالأردن وشعبه يستحقان الأفضل.