موقع النيلين:
2024-12-26@16:51:01 GMT

كمال الجزولي … أحد سحرة الكتابة السودانية

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

كمال الجزولي … أحد سحرة الكتابة السودانية


كمال الجزولي … أحد سحرة الكتابة السودانية …
مصحف الشيخ … ومصحف العتوت ..
سحرة الكتابة السودانية ، هذا وصف أطلقته من نفسي وبيني وبين نفسي ، وكان أول من نال هذا الاستحقاق الكاتب كمال الجزولي.
والكتابة الساحرة هي الكتابة التي تسحرك فتجبرك على متابعتها حتى النهاية.
ضحكت كثيرا ولم أنس قصته ذات مرة عن ذلك القروي الذي أتهموه بسرقة عتوت وحين أحضروا المصحف أمام القاضي وأوشك على القسم درءا للتهمة اعترض الشاكي صاحب العتوت وطلب من القاضي أن يكون أداء القسم على مصحف شيخ الحلة فوافق القاضي.


تقول القصة حسبما أذكر أنهم ذهبوا وأحضروا مصحف شيخ الحلة الضخم العتيق المكتوب بخط اليد المغلف بالجلد ، وما أن رآه المتهم حتى أخذ يرتجف ويتصبب عرقا وصاح بالقاضي محتجا : يا مولانا … عليك الله ده مصحف يحلفوا بيه لعتوت ؟!
ضحكت وقهقهت للقصة ومدلولاتها وارتباط القداسة في أذهان البسطاء بمظاهر شكلية ، وتأملت في المصحف الذي كان أمامي بحجم يعادل راحة اليد.
كنت حين أقرأ بعض كتابات كمال الجزولي أشعر بالأرهاق لغزارة المعاني ودسامة الصياغة فأقرأها بالأقساط المريحة لأرتاح ثم أعود لأواصل.
وساحر الكتابة عندي يمكن أن يكون ماركسيا أو إسلاميا أو سلفيا أو حتى القراي !
وفي ساحة الفيسبوك هذه منحت بعض الكتاب عضوية نادي سحرة الكتابة السودانية أمسك عن ذكرهم فهي على أية حال جائزة فردية.
اللهم أغفر وأرحم شريكي في الإسم عبدك كمال الجزولي الذي لم أعرفه ولم يعرفني وما قابلته وما قابلني وأرحم اللهم كل من غادر هذه الفانية نازحا من بيته أو لاجئا خارج الوطن وكلما سمعت الناعي ينعى سودانيا وأجده في الخارج أشعر بضخامة مأساة الحرب التي أضطرت بعضنا في هذه المرحلة للمغادرة وهم فيما تبقى لهم من زمن في أشد الحاجة للراحة في ظلال الروتين والبيئة المعتادة.
#كمال_حامد ????

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: کمال الجزولی

إقرأ أيضاً:

عثمان ميرغني ..مشكلتكم.. ليست الحرب !!…..

عثمان ميرغني ..مشكلتكم.. ليست الحرب !!…

صديق عربي قديم.. لم نلتق منذ سنوات.. شاءت الأقدار أن نتواصل هاتفياً قبل أسابيع ثم زار القاهرة الأيام الماضية واتصل بي وجلسنا لساعات نستدعي الذكريات المشتركة.
قبل سنوات طويلة فكر صديقي رجل الأعمال هذا في الاستثمار بالسودان.. البداية مشروع زراعي ضخم.. اتصل بي من موطنه وكنت أنا بالخرطوم وطلب مساعدتي في التواصل مع الجهات التي لها صلة بالاستثمار.. وفعلا لم أقصر.. رتبت له اجتماعات مع وزراء الاستثمار والزراعة ومسؤولين كبار في ولاية الخرطوم.

وصل صديقي الخرطوم.. و رافقته في سلسلة اللقاءات.. لكن مفاجأة كبيرة حدثت!
في اللقاء مع وزير الزراعة و بعد التعارف التقليدي و بدأ صديقي رجل الأعمال يسأل الوزير بعض الأسئلة المتعلقة بالاستثمار.. تحول الحديث فجأة للنقاش في قضايا لا علاقة لها مطلقا بالموضوع.. في الشأن الاجتماعي و أوجه الشبه بين البلدين ومثل ذلك من أحاديث الدردشة العامة.. شعرت بالغضب لأني بذلت مجهودا لترتيب اجتماع للاستثمار وليس الدردشة.. ولكني التزمت الصمت حتى خرجنا من الوزارة وسألت صديقي لماذا أضاع وقته ووقتي في نقاش لا علاقة له بالاستثمار.
رد علي ببساطة أنه صرف النظر كليا ونهائيا عن فكرة الاستثمار في السودان بعد خمس دقائق فقط من بداية الاجتماع.
لماذا؟ سألته..
قال لي أنه قرأ بالفندق قبل خروجه خبرا في صحيفة سودانية عن قرار أصدره والي الخرطوم بمصادرة أراضي يملكها مستثمر سوداني.. وكان رد وزير الزراعة أن هذا أمر عادي من سلطات الوالي مصادرة الأراضي ..
صديقي المستثمر قال لي أن الوالي هو مجرد موظف حكومي ليس من حقه مصادرة أراضي أو أصول المستثمرين.. الأمر يجب أن يترك للقضاء فقط لا السلطة التنفيذية.. وأنه لن يأتمن أمواله و مشروعاته في بلد يصادر فيه موظف ممتلكات المستثمرين..
بمجرد سماعه لرد وزير الزراعة اتخذ قراره بلا تردد.. وفي أول خمس دقائق من الاجتماع..
وقرر أن يتجه بمشروعه إلى جارتنا الشقيقة مصر.. فهو يرى أن بيئة الاستثمار فيها آمنة.
مرت سنوات طويلة التقينا فيها عدة مرات نسيت خلالها قصته..
قبل أيام قلائل في جلستنا الجميلة بالقاهرة نستعيد الذكريات.. سألته عن مشروعه الذي صرف النظر عنه بالسودان.. قال لي أنه فعلا جاء إلى مصر و حصل على مساحة شاسعة من الأرض و أكمل المشروع منذ سنوات وهو ينتج الآن و حصاده يملأ الأسواق المصرية ويصدر للخارج علاوة على ما وفره من فرص عمل للمئات.
قلت له.. تنتهي الحـ؛رب في بلادنا وتعود الأحوال أفضل مما كانت و تتاح لك فرصة أخرى لمشروعات استثمارية بالسودان.. رد عليّ بجملة ظلت ترن في ذهني.. قالها بكل عفوية.. و بمنتهى الحب لبلادنا التي يكن لها تقديرا كبيرا..
قال لي (مشكلتكم.. ليست الحـ؛رب)..
(مشكلتكم ادارة وطن من أغنى بلاد الله بالموارد ..)
(حتى ولو انتهت الحرب.. تظل مشكلتكم في ادارة وطنكم..)..
قدم مرافعة طويلة بها تفاصيل مهمة.. نحتاج أن نفكر فيها بعقولنا لا بـ(عواطفنا النبيلة) على رأي ثنائي العاصمة..
هل أنتم مستعدون لسماعها؟

التيار

عثمان ميرغنيمشكلتكم.. ليست الحرب

مقالات مشابهة

  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة القاضي أحمد ثابت الغابري
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
  • شاهد بالفيديو.. بعد وصوله لمليون متابع.. الممثلة السودانية الحسناء “هديل” تهدي زوجها “كابوكي” المقطع الذي يحبه
  • كيف يقوّض شات جي بي تي الحافز على الكتابة والتفكير من خلال الذات؟
  • التغيرات المناخية وتأثيرها على زراعة الطماطم في مأرب… تحديات وفرص
  • عثمان ميرغني ..مشكلتكم.. ليست الحرب !!…..
  • إيران …بدء محادثات لإعادة السفارة في سوريا
  • القاضي المنصور يكرم مدير فرع الامانة نظير جهوده في اسقاط وحصر أراضي الدولة
  • مخاطبة الشرع للشعب السوري… مؤجّلة
  • من هو كمال عدوان الذي سُمي مستشفى غزة باسمه؟