السياحة الشتوية في الإمارات تجربة متكاملة العناصر
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
توفر دولة الإمارات في فصل الشتاء تجربة سياحية فريدة ومتكاملة لعشاق الطبيعة والمغامرات؛ حيث تتميز بأنها تجمع التضاريس الجبلية والصحراوية والساحلية، في نطاق جغرافي صغير نسبياً، ما يعزز الخيارات السياحية أمام كل الزوار من داخل الدولة وخارجها.
وتعد الإمارات من الدول القلائل في العالم التي تتيح للسائح فرصة التمتع بالوجهات السياحية، البحرية والصحراوية والجبلية، في وقت واحد، نظراً لاعتدال درجات الحرارة في كل تلك المواقع خلال فصل الشتاء.
وعملت الإمارات على استغلال هذه الخاصية لتحويل تلك الوجهات إلى أهم مراكز الجذب السياحية على مستوى المنطقة، لاسيما في ظل ما تحظى به من اهتمام رسمي ساهم في تعزيز مستوى الخدمات والبنية التحتية فيها.
الجبال
دخلت المناطق الجبلية بقوة في قائمة أهم مراكز الجذب السياحي في الدولة خلال السنوات القليلة الماضية، وباتت وجهة أساسية للزوار، من داخل الدولة وخارجها. وتعتبر المناطق الجبلية في دولة الإمارات «كنزاً سياحياً»، نظراً لأجوائها المناخية الجاذبة من حيث درجات الحرارة المنخفضة، وتساقط الأمطار، فيما شكلت السنوات الماضية نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة فيها، اعتماداً على المشاريع الاستراتيجية التي شهدتها، ابتداء من مد شبكات الطرق الرئيسية التي تربط تلك المناطق بالمدن والإمارات الأخرى، وصولاً إلى المشروعات النوعية التي تم الإعلان عنها.
وتتصدر منطقة حتا قائمة أبرز المراكز السياحية الجبلية في الدولة؛ إذ يقصدها الزوار للاستمتاع بمواقعها الطبيعية الخلابة، مثل الجبال، وسد حتا وبحيرته المائية التي توفر الأجواء المثالية لعشاق التخييم والسباحة ورياضة التجديف.
وفي السياق ذاته.. أصبحت مدينة خورفكان ذات الطبيعة الجبلية من المناطق الأكثر استقطاباً للسياح في فصل الشتاء؛ إذ تعد استراحة السحب، من أبرز المشروعات السياحية النوعية التي شهدتها المدينة مؤخراً، وتقع على ارتفاع 600 متر فوق مستوى سطح البحر، وتتكون من طابقين تتوفر فيهما عدد من الشرفات الداخلية والخارجية التي تتميز بإطلالات رائعة على مدينة خورفكان كاملة.
وعلى السلاسل الجبلية في خورفكان يتربع أيضاً سد الرفيصة بجماله الساحر الذي يخطف الأنظار، وقد تحولت الاستراحة التي شيدت على ضفافه بين الجبال الشاهقة إلى بؤرة تستقطب الزوار والسياح بفضل ما توفره من خدمات فاخرة.
وتعد محمية وادي الوريعة التابعة لإمارة الفجيرة من المناطق التي تتميز بتنوع بيولوجي فريد، إذ تعد جبالها الشاهقة وأوديتها مكاناً مثالياً يحتضن مجموعة من الحيوانات والطيور البرية والنباتات والأشجار البرية المهددة بالانقراض، كما أن المناظر الطبيعية الساحرة والمتمثلة بالشلالات والمساحات الخضراء وينابيع المياه العذبة، تجعل من المحمية، واحداً من المواقع السياحية المميزة. وتبقى قمة جبل جيس في رأس الخيمة إحدى أهم مناطق الجذب السياحي على مستوى الدولة بحكم ارتفاعها الذي يناهز 2000 متر، وإطلالتها الساحرة على سلسلة جبال الحجر. ويمتاز جبل جيس بإمكاناته الطبيعية والبيئية التي أهّلته لأن يكون وجهة لهواة ومحترفي رياضة تسلق الجبال وعشاق المغامرات حيث يضم أطول مسار انزلاقي في العالم يمتد على طول 2.83 كيلومتر.
الصحراء
مع حلول فصل الشتاء تجتذب المناطق الصحراوية في دولة الإمارات محبي التخييم إلى واحاتها وكثبانها الرملية الساحرة ليعيشوا تجارب «البر»، وما تحمله من حنين لتراث الآباء والأجداد وثقافتهم الأصيلة وأجوائهم العائلية الدافئة. ونجحت الإمارات خلال السنوات الماضية في تعزيز جاذبية مناطقها الصحراوية بمجوعة واسعة ومتنوعة من المشروعات السياحية التي تعد الأضخم والأكثر تميزاً على مستوى العالم، من حيث ما توفره لمرتاديها من مساحة هدوء منعزل وإطلالات رائعة على السهول الواسعة وسط الجبال الصحراوية في الهواء الطلق، كما توفر لهم إمكانية ركوب الخيل والجمال، أو التجول بالسيارات والعربات السريعة في الطبيعة، وبين الكثبان الذهبية، أو الخروج في رحلة سفاري صحراوية، أو ممارسة فنون الرماية والصيد بالصقور المميزة.
وتضم الإمارات قائمة طويلة من المناطق الصحراوية السياحية، مثل صحراء البداير في إمارة الشارقة، وتلال سويحان وصحراء ليوا في إمارة أبوظبي، وصحراء الوادي في رأس الخيمة، إلى جانب محمية دبي الصحراوية.
البحر
تحتل الشواطئ والوجهات البحرية في دولة الإمارات صدارة الأماكن الأكثر جاذبية للسياح في فصل الشتاء؛ إذ يقصدونها من كل دول العالم للتمتع بشمسها الدافئة، وأجوائها الساحرة.
وتضم هذه الشواطئ والوجهات البحرية العديد من الخدمات، وأبرزها الممرات المرصوفة التي تساعد ممارسي رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية على تلبية هواياتهم، إضافة إلى مكانتها كوجهة مثالية لعشاق الرياضات المائية، مثل الغوص وركوب الأمواج وسباقات السفن الشراعية والقوارب.
وتحتضن الشواطئ والوجهات البحرية التي تنتشر في إمارات الدولة كافة، العديد من المنتجعات التي تتيح للمقيمين فيها قضاء عطلة مميزة على شواطئها، فهي تتسم بأعلى مستويات الفخامة وتتيح فرصة الاستمتاع بالشواطئ الرملية الساحرة والمساحات الخضراء الكبيرة وأحواض السباحة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات دولة الإمارات فصل الشتاء
إقرأ أيضاً:
شاطئ سميسمة.. قطر تطلق مدينة ترفيهية لتعزيز قطاع السياحة
أعلنت دولة قطر عن بداية مرحلة جديدة في تطوير قطاع السياحة والترفيه، حيث تم وضع حجر الأساس لمشروع المدينة الترفيهية الكبرى في منطقة شاطئ سميسمة الخميس.
ويهدف المشروع، إلى تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية، ويمثل خطوة مهمة ضمن جهود الدولة المستمرة لتنمية السياحة وتعزيز التنوع الاقتصادي، مع التركيز على تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
تفاصيل المشروع
وتستند المدينة الترفيهية الجديدة إلى موقع استراتيجي يمتد على مساحة ضخمة تبلغ 8 ملايين متر مربع، وتتميز بإطلالة ساحرة على واجهة بحرية طولها 7 كيلومترات، سيتم تصميم المدينة لتكون مركزًا ترفيهيًا عالميًا يشمل مجموعة واسعة من الأنشطة السياحية التي تجمع بين الثقافة والترفيه والرياضة، مما يعزز من قدرة قطر على استقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم. ويعكس هذا المشروع سعي الدولة لتطوير بنية تحتية متكاملة تدعم السياحة المستدامة وتوفر تجارب فريدة للزوار.
ويمثل الالتزام بالاستدامة جزءًا أساسيًا من استراتيجية المشروع. من خلال الاعتماد على الأنظمة الذكية، سيتم استخدام تقنيات البناء الحديثة التي تساهم في تقليل البصمة البيئية، فضلاً عن استخدام المواد المحلية والمعاد تدويرها، بما يتماشى مع الاتجاه العالمي نحو التنمية المستدامة. سيجمع المشروع بين الابتكار البيئي وتقنيات البناء الحديثة لتحقيق أعلى معايير الاستدامة، وهو ما يعزز مكانة قطر في مجال السياحة البيئية.
وضعنا اليوم حجر الأساس للمدينة الترفيهية في مشروع شاطئ سميسمة؛ كخطوة جديدة ومهمة نحو تعزيز قطاع السياحة والترفيه في قطر. نسعى إلى أن يكون هذا المشروع مساندًا لتعزيز المشهد السياحي وداعمًا لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. pic.twitter.com/mtl5mqVSyY — محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) November 20, 2024
تطوير قطاع السياحة في قطر
ويعتبر مشروع شاطئ سميسمة جزءًا من خطة قطر الأشمل لتطوير البنية التحتية السياحية، والتي تشمل العديد من المشروعات الكبرى التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، مثل مشروعات سياحية وفندقية ضخمة تهدف إلى جذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
تمثل هذه المشاريع تحولًا في قطاع السياحة القطري، حيث تهدف الدولة إلى التوسع في تقديم تجارب سياحية متنوعة، بما يتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية قطر الوطنية 2030، التي تسعى لتحويل الدولة إلى وجهة سياحية عالمية متكاملة.
الدور الاقتصادي والتنموي
تعد السياحة قطاعًا محوريًا في استراتيجية التنوع الاقتصادي لدولة قطر. فإلى جانب الأهداف السياحية، يمثل هذا المشروع أيضًا فرصة كبيرة لتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال خلق وظائف جديدة في مجالات البناء، والتكنولوجيا، والضيافة، والترفيه. كما سيؤدي إلى تعزيز دور قطر كمنطقة جذب سياحي للزوار من جميع أنحاء العالم، مما يساهم في تحسين اقتصادها الوطني وتنويع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط والغاز.