#سواليف
ماذا يحدث في غزّة؟
إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
” مقدِّمة”
مقالات ذات صلة ما بعد حرب غزة 2023/11/06مفردة “السؤال” وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة #المجازر و #حرب_الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الاسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين٠
محمد ناصر العطوان من الكويت يكتب لنا من زاويته “ماذا يحدث غزة”؟
ماذا يمكن للإنسان العربي المسلم أن يكتب عن #فلسطين؟
محمد ناصر العطوان/الكويت
1-الهوية، الموروث، القضية:
غير كونها كانت وما زالت هي طائر الفينيق الأسطوري الذي كلما أذن بالرحيل حتى سخرت له الحياة، حياة لا تكاد تنفض حتى تتجدّد، تختفي من المناهج التعليمية فتظهر على شريط الأخبار، تحاصرك بالأمل كما يحاصرها #الصهاينة بالظلم، كنبات يتسلّق على شجرة أصابها الظل.
إن ما استقرت عليه نفسي وأهلي وأصدقائي وكثير من الشباب الذين أعرفهم أن فلسطين هي امتداد هوية شكلت تراكميا بناء على هدم، ولا أدري حقيقة ما إذا كنت ستعرف ما أقصده بكلمة بناء على هدم.. ولكنها عبارة شعرت بصدقها حيث تختصر مشوار طويل إلى آخر المقال.
القدس هي موطن كل الذين ضاعت اوطانهم، وسلبت منهم إمكانياتهم وما كان يمكن أن يكونوه.. وموطن المستحقين الذين لم ينالوا حقهم، إنها وصلة السماء بالأرض عبر الديانات الثلاث المتجاورة لإثبات أن الأديان أكبر من معتنقيها الذين طغوا في البلاد، إنها الأرض مقابل السلام وامتداد النفط مقابل الدواء.
إنها إعلان دولة من الملح المصفى الذي لا يتجرعه إلا السكان الأصليون بقرار مِمَن لا يملك لمن لا يستحق تحت غطاء وحماية ممن لا يستحيي في ظل توجه للتطبيع ممن أضاع الطريق!
لطالما كانت وما زالت فلسطين حاضرة بجبروت من يدبكون الأرض فيسببون ضجيجا ثائرا يوقظ “بعل” التاريخ النائم ويوقظنا عبر التعاطي مع أخبارها سلوكا وانفعالا أرض تلقي بثقلها على منابر خطب الجمعة وملتقيات أصدقاء حقوق الإنسان دائما فلسطين حاضرة كتسجيل حضور في الصف الأول فالإسلامي والليبرالي قد يتنازعون فيما بينهم ويأخذ أحدهم بلحية الأخر في رحلة بين العقل والنقل، والسنة والشيعة قد يتنازعون في الخلافة والإمامة ويأخذ أحدهم بعمامة الآخر في رحلة بين التاريخ والرواية، ولكنهما في القضية الفلسطينية ليسا كذلك.. فطوال عمرها لم تكن “قضية” قابلة للمناقشة.. لقد كانت “القضية” على إطلاقها.. وعندما أردنا أن ننساها، تذكرناها في المسرح الساخر ب”الكضية”!
2-هناك الكثير مما يمكن كتابته عن القضية!
وما الذي يمكن أن أكتبه عن.. القضية!!
هل أكتب فأقول (وادعا يا قدس) ثم أصب جام غضبي على الحكام المسلمين وأقدم مرثية حزينة عن حالنا كعرب وكمسلمين ثم أشير إلى زوال المجتمع الإسرائيلي عضويا من الداخل دون تدخل منا.. أم لعلي أقول ما هو الجديد فيما يحدث.. وأن فلسطين محتلة الأوان حرب مثل هذه لن تكسب إسرائيل سوى شرعية لا تنقصها لكي تضع يدها متى ما شاءت وأينما شاءت وعلى من شاءت، وأنه قبل أن تضيع القدس منا قد ضاعت منا أشياء كثيرة أخرى ولكن لا.. لن أكتب بهذا الاتجاه أيضا ليس لأنه غير صحيح ولكن لأنه شبح من السلبية يحاصر كل أمل تبقى فينا.
إذا فمن الممكن أن نجلس مع بعضنا ونتفق على مشتركات عامة مثل إدانة العالم وحضارة البنوك الرأسمالية التي تمثلها الإدارة الأمريكية التي واجهتها هي حزب الحمير والأفيال وبايدن بتكشيرته نحونا لنثبت أنها خالفت القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وأن أمريكا لم تضرب القوانين الدولية عرض الحائط فقط، ولكنها ضربت العالم الإسلامي في عرض قفاه حتى استنفذت قواه.. فهل أنت بحاجة إلى من يذكرك بشيء مثل هذا؟
لا.. لن أكتب في هذه الاتجاهات لأنها تأخذنا لمساحات سكين النقد فيها لا يقطع سوى لحمنا نحن.
مسكينة هذه الأمة التي لا تتعلم من أخطائها وتستعجل جني الثمار قبل موسم الحصاد ولا تمتلك النفس الطويل مع الله وتستعجل النزول من الجبل -في كل مرة- لجمع الغنائم بينما العدو يلتف عليها.
لقد دمرت مدينتي هيروشيما وناكازاكي عام ١٩٤٥ برسالة أرسلها أينشتاين إلى روزفلت عام ١٩٣٩ يخبره فيها أن النازيين يسعون لامتلاك سلاح نووي انطلاقا من اكتشافاته العلمية، مما جعل روزفلت يزرع قنبلة في أواخر الثلاثينات فجرها ترومان في منتصف الأربعينات!
وهذا يعني أن مفاعيل الحركة لا تظهر نتائجها فوريا، فما حدث عام ١٩٤٨م في فلسطين هو نتاج مؤتمر بازل عام ١٨٩٧م، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل هو نتاج عام ١٩٩٠م وتبعاته، أما نتاج ثورات الربيع العربي والتي تحوّلت لخريف دموي فمن المفترض أن تظهر نتائجه فيما بعد الاستفاقة من الخسارة الثقيلة لعدد من الدول العربية الكبرى، وأما نغمة التطبيع مع إسرائيل والتي يؤديها مطربين فاشلين فلن تظهر نتائجها على مسامعنا اليوم.. بل في الغد.
3- #طوفان_الأقصى :
لقد اشعلت هذه الحرب “طوفان الأقصى” جذوة أطفأتها المناهج التعليمية والسياسات التطبيعية منذ زمن، فنتائجها ليست اليوم وليست في الغد.. بل في يوم ما نتربصه جميعا.
الجيل الجديد، جيل الإنترنت والتفاعل الإلكتروني، الذين ولدوا عام 1990، أثبتت التجارب أنهم يهتمون بالنزاهة وأنها سمة أساسية من سمات هذا الجيل، يُقدر هذا الجيل النزاهة ويأبه بالأخلاق والصدق ومراعاة مشاعر الأخرين والشفافية والوفاء بالتزاماته، ويتحلى بقدر هائل من التسامح.
يمكنهم أن يميزوا بين “الأشخاص، المناصب، المشاهير، والدول” الذين يقولون شيئاً ويفعلون شيئا أخر، وبمقدورهم استخدام الإنترنت لمعرفة ذلك، وشبكات التواصل للنشر وإخبار أصدقائهم عن أي انتهاك يكتشفونه.
وفق الأرقام العالمية فإن نسبة مشاركة هذا الجيل في الأعمال التطوعية نسبة غير مسبوقة، فهم يتطوعون لخدمة القضايا المدنية وللأكثر احتياجاً.
قد يُسارع هذا الجيل إلى الإدانة الأخلاقية، ولكنه يُسارع إلى العفو إذا ما ظهرت له بوادر وعلامات على التصحيح، ويمكن لهم أن يقاطعوا منتجات لأنها تلوث البيئة، أو شركات تسيء معاملة موظفيها أو قياديا يقول شيئا ويفعل شيئاً أخر، أو منتجات الكيان الصهيوني كلما قتل أكثر.
لا شيء أكثر حقاً من أن أختم بأن الله غالب على أمره.. والفلسطينيون هم الظاهرون على صهيون.. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله.. أبتر.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المجازر حرب الإبادة فلسطين الصهاينة طوفان الأقصى ماذا یحدث هذا الجیل
إقرأ أيضاً:
مرتان بالتاريخ.. ماذا يحدث لو تعادل ترامب وهاريس؟
هل يمكن أن "يتعادل" دونالد ترامب وكامالا هاريس بانتخابات الغد؟ وماذا يحدث في تلك الحالة؟ وما السيناريو الذي يعقب ذلك، تساؤلات تطرح نفسها قبل ساعات من الثلاثاء المنتظر، حين يحل موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، بينما لا يزال الصراع محتدما بين المرشح الجمهوري ومنافسته الديمقراطية، مع دخول السباق مرحلته الأخيرة.
وتحظى الانتخابات الأميركية بنظام فريد من نوعه، لا يعتمد على نتائج الاقتراع المباشر، بل تكون فيه الكلمة الأخيرة للمجمع الانتخابي لاختيار المرشح الفائز.
ويضم المجمع الانتخابي 538 عضوا تقسم على الولايات، وعلى العاصمة واشنطن، طبقا لعدد السكان، واستنادا إلى تمثيل كل ولاية في الكونغرس.
ومن أجل الفوز برئاسة الولايات المتحدة، يحتاج المرشح إلى نيل 270 صوتا على الأقل من أصوات المجمع الانتخابي البالغة 538.
لكن في حال حصل التعادل، أو لم يصل أي مرشح إلى هذا الرقم، كيف يتم حسم اختيار الرئيس، ومن هي الجهة المسؤولة عن ذلك؟
اللافت أن هذا التعادل في أصوات المجمع الانتخابي حصل من قبل، عام 1800، بين توماس جيفرسون وآرون بور.
وفي تلك الانتخابات، تعادل المرشحان بنتيجة 73 -73، وهما من الحزب الديمقراطي الجمهوري، بينما حصل المرشح الفيدرالي، جون آدمز على 65 صوتا فقط.
وعقد مجلس النواب، الذي كان تحت سيطرة الاتحاديين، انتخابات طارئة بالمجلس، في فبراير عام 1801، لتقرير من سيكون الرئيس، وتم انتخاب جيفرسون.
وفي عام 1804، تم التصديق على التعديل الـ12 من الدستور، الذي حدد كيفية اختيار الرئيس ونائب الرئيس في حال تعادل الأصوات.
ووفقا للتعديل، الساري حتى الآن، إذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية أصوات المجمع، فإن مجلس النواب الجديد، الذي يؤدي اليمين الدستورية في يناير، بعد الانتخابات الرئاسية، يختار الرئيس، بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس.
وتنص الآلية على تصويت أعضاء مجلس النواب عن كل ولاية باعتبارهم كتلة واحدة، ويكون لكل منها صوت واحد فقط، بغض النظر عن عدد ممثلي الولاية في المجلس.
ويتولى مجلس النواب، في اقتراع سري،باختيار الرئيس من بين الأشخاص الحائزين على أكبر عدد من الأصوات في لائحة الذين انتخبوا لمنصب الرئيس، على ألا يتجاوز عدد هؤلاء الثلاثة.
ويجب على المرشح الفائز أن يحصل على الأغلبية البسيطة للولايات (26).
أما مسؤولية اختيار نائب الرئيس فتقع على عاتق مجلس الشيوخ، المكون من 100 عضو يمثلون جميع الولايات الأميركية، وذلك بالطريقة ذاتها التي يتم فيها اختيار الرئيس.
وتتم المفاضلة في مجلس الشيوخ بين مرشحين اثنين حازا أعلى الأصوات في المجمع الانتخابي، وعلى أحدهما أن يحظى بالأغلبية البسيطة في المجلس، أي 51 صوتا.
وفي حال لم يتمكن مجلس النواب من اختيار رئيس بحلول يوم التنصيب، 20 يناير ، فإن نائب الرئيس الجديد الذي يختاره مجلس الشيوخ يصبح رئيسا مؤقتا، حتى يتمكن المجلس من اختيار رئيس جديد، وفق "سي أن أن".
وإذا لم يقم مجلس الشيوخ باختيار نائب للرئيس بحلول يوم التنصيب، فإن خطة الخلافة المنصوص عليها في التعديل الـ20 تدخل حيز التنفيذ مؤقتا، وهي استلام رئيس مجلس النواب المهام مؤقتا.
وفي انتخابات عام 1824، لم يحصل أي من المرشحين على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي مما أدى إلى إجراء انتخابات طارئة.
وأجريت الانتخابات بمجلس النواب، حيث فاز جون كوينسي آدامز بالرئاسة في فبراير 1825.
هل من الممكن أن يحدث التعادل هذا العام؟يبدو هذا الاحتمال واردا، ويجب الاستعداد له.
ومن بين السيناريوهات المطروحة لحصول هذا التعادل، فوز هاريس بالولايات التي فاز بها بايدن في 2020، على أن يستعيد ترامب ميشيغان وبنسلفانيا.
والسيناريو الثاني فوز هاريس بالولايات التي فاز بها بايدن، بالإضافة إلى ولاية مين، مع استعادة ترامب بنسلفانيا وجورجيا.
والسيناريو الثالث فوز هاريس بالولايات التي فاز بها بايدن، بالإضافة إلى ولاية نورث كارولاينا، مع استعادة ترامب ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وفوزه أيضا بولاية نيفادا.
عشية اليوم الكبير.. هاريس وترامب يوجهان "النداء الأخير" مع دخول سباق الرئاسة الأميركية ساعاته الأخيرة، يواصل كلا المرشحين حملاتهما في ولايات يتوقع أن تحسم نتائج المعركة.