ترتبط حرب الإبادة الجماعية، التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة للشهر الثاني على التوالي، بمساعي الاحتلال لإحياء وتقليل تكاليف مشروع قناة باسم "بن جوريون" كبديل لقناة السويس المصرية، إذ يقع القطاع الفلسطيني في منتصف المسار المقترح للقناة.

تلك القراءة طرحتها إيفون ريدلي، في تحليل بـ"معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI) مضيفة أنه "اليوم، تبحر 10% من سفن الشحن في العالم عبر قناة السويس، الطريق الاستراتيجي بين شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، متجهة من وإلى المحيط الهندي وتربط أوروبا وآسيا".

وتابعت إيفون، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "غزة تتعرض حاليا للقصف من رئيس الوزراء الإسرائيلي المختل بنيامين نتنياهو الذي يسعى إلى إحياء مشروع قناة بن جوريون".

وأوضحت أن "مشروع القناة تم اقتراحه لأول مرة في الستينيات (من القرن الماضي)، ومن المقرر أن يربط خليج العقبة على البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، ويحمل اسم أول رئيس وزراء لإسرائيل (ديفيد بن جوريون)".

وشددت على أن "من شأن القناة أن تنافس قناة السويس المصرية؛ مما سيسبب تهديدا ماليا كبيرا لمصر وهذا الشريان التجاري الرئيسي".

و"ظل مضيق تيران وقناة السويس مغلقين رسميا أمام السفن الإسرائيلية منذ إنشاء إسرائيل عام 1948 والنكبة حتى أزمة السويس عام 1956"، كما أضافت إيفون.

وزادت بأنه "عندما أغلقت الدول العربية جميع طرق التجارة البرية، تراجعت قدرة إسرائيل على التجارة مع شرق أفريقيا وآسيا".

اقرأ أيضاً

وزير مصري يكشف عن مشروعات لوجستية قرب فلسطين: لا بديل إقليمي لقناة السويس

تقليل التكاليف

وقالت إيفون إنه "في حالة المضي قدما، ستكون هذه القناة الجديدة أطول بمقدار الثلث تقريبا من قناة السويس البالغ طولها 193.3 كيلومترا، بينما يبلغ طول القناة الإسرائيلية نحو 292.9 كيلومترا وتقدر تكلفتها بما بين 16 و55 مليار دولار".

وزادت بأن "مَن يسيطر على القناة (المقترحة) سيكون له تأثير هائل على طرق الإمداد العالمية للنفط والحبوب والشحن. ومن شأن تسوية غزة بالأرض أن تمّكن مخططي القناة من تقليل التكاليف حرفيا عن طريق تحويل القناة مباشرة عبر وسط المنطقة".

وأشارت إلى أنه "يمر حوالي 12% من التجارة العالمية عبر قناة السويس على متن 18 ألف سفينة سنويا، لذا يمكنك أن تتخيل أن الكثير من الدول ستصطف للحصول على حصة من الصفقة (الإسرائيلية). وتبلغ قيمة قناة السويس 9.4 مليار دولار وحققت إيرادات قياسية العام الجاري".

والشيء الوحيد، بحسب إيفون، الذي يمنع إحياء المشروع المعدل حديثا هو "وجود الفلسطينيين في غزة. بالنسبة لنتنياهو فإنهم يقفون في طريق مشروع قد يكسبه العفو في تل أبيب عن التقصير الاستخباراتي والعسكري في 7 أكتوبر (تشرين الثاني الماضي)".

وفي ذلك اليوم، أطلقت حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

ومنذ بدء الحرب، تصاعدت أحاديث إسرائيلية عن تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية المجاورة، وحمل بعضها وعودا بسداد ديون مصر، لكن القاهرة ترفض بشدة حتى الآن، وتحذر من تصفية القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

لحماية سلاسل التوريد.. الممر الاقتصادي بديل لقناة السويس "المزدحمة"

تدمير مصر

و"إذا تم كل هذا باسم الصفقات التجارية المحتملة، فإنه يضاعف من العار السياسي والدبلوماسي للحكومات الغربية الوقحة المتواطئة في الإبادة الجماعية الفلسطينية"، كما أردف إيفون.

واستدركت: "لكن العار الأكبر يقع على مصر، وبما أنها على وشك الإفلاس بالفعل بسبب إسراف الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن ظهور قناة جديدة سيكون له تأثير مدمر على اقتصاد وشعب مصر (ترتبط باتفاقية سلام مع إسرائيل منذ 1979)، وقد يندم الدكتاتور القاسي السيسي على وضع ثقته في تل أبيب والحكومات الغربية فوق مصالح ورفاهية مليوني فلسطيني في غزة".

ومنذ اندلاع الحرب الراهنة، يقطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

إيفون قالت إنه "لن يخرج أي من القادة مثل نتنياهو و(الرئيس الأمريكي جو) بايدن و(رئيس الوزراء البريطاني ريشي) سوناك وآخرين في الغرب، من المذبحة في غزة بأي درجة من النزاهة، فهم معا مذنبون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أو على الأقل متواطئون في هذه الجرائم الفظيعة التي تؤدي إلى الإبادة الجماعية".

وحتى الإثنين، قتل جيش الاحتلال في غزة 9770 فلسطينيا، بينهم 4800 طفل و2550 سيدة، وأصاب أكثر من 24 ألفا آخرين، كما قتل 151 فلسطينيا واعتقل 2080 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

فيما قتلت "حماس" ما يزيد عن 1542 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكيون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

اقرأ أيضاً

مستشار السيسي: إسرائيل فشلت في إنشاء مشروع بديل لقناة السويس (فيديو)

المصدر | إيفون ريدلي/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة حرب بن جوريون قناة السويس مشروع بدیل لقناة السویس قناة السویس بن جوریون فی غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: مشروع إعادة تدوير مخلفات السفن يحقق الاستدامة في قطاع النقل

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، على هامش مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي المشترك، فيرون فاسيلياديس، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «في جروب» اليونانية المتخصصة في الحلول البيئية والوفد المرافق له.

وفي مستهل الاجتماع، رحّب رئيس الوزراء بفيرون فاسيلياديس، معربًا عن تقديره للتعاون القائم حاليًا بين الشركة وهيئة قناة السويس في مجال إعادة تدوير المخلفات الصلبة والسائلة للسفن العابرة لممر قناة السويس الملاحي.

وأكد رئيس الوزراء دعمه لهذا المشروع الذي يتماشى مع سياسات الدولة المصرية لتحقيق الاستدامة بقطاع النقل.

وخلال اللقاء، قال  فيرون فاسيلياديس إن شركة "في جروب" هي شركة يونانية خاصة تتمتع بحضور قوي في مناطق شرق البحر المتوسط والبلقان وشمال أفريقيا.

مجالات عمل الشركة تركز على 6 محاور

وأشار إلى أن مجالات عمل الشركة تركز على 6 محاور رئيسية من بينها مرافق الموانيء، وخدمات الاستجابة للطوارئ، وخدمات إزالة التلوث، وإنتاج الوقود البديل من النفايات والتكنولوجيا.

وأوضح " فاسيلياديس" أن قيمة أصول شركة "في جروب" تبلغ أكثر من 130 مليون يورو ويعمل بها 330 موظفًا. وقال إن شركة "في جروب" هي مالكة شركة "انتيبوليوشن إيجيبت" التي تتعاون مع هيئة قناة السويس في جمع النفايات الصلبة والسائلة من السفن التي تمر عبر قناة السويس، عن طريق استخدام سفن صديقة للبيئة تم تجهيزها لهذا الغرض، وهذه السفن سيتم بناؤها في أحواض بناء السفن المصرية، مشيرًا إلى أن استثمارات المشروع تبلغ أكثر من 150 مليون دولار.

وأشار إلى أن الشركة في المراحل النهائية للحصول على التراخيص الخاصة بالمشروع، وأن الشركة تعمل حاليًا على اختيار عدد من المقاولين لتنفيذ بعض الأعمال به، على أن يكون اطلاق المشروع في غضون فترة قصيرة.

وأكد " فاسيلياديس" أن الشركة الجديدة ستلعب دورا مهما في منطقة قناة السويس، لتجسد شراكة ليست على صعيد الشركات أو المؤسسات، بل شراكة بناءة بين اليونان ومصر، معربا عن تطلعه لما سيثمر عنه التعاون، من حيث خلق قيمة مضافة عبر إطلاق خدمة جمع المخلفات الصلبة والسائلة لأول مرة في قناة السويس.

تعزيز الممارسات التجارية

وقال إن الشركة ملتزمة بتعزيز الممارسات التجارية المستدامة والحد من تأثيرها على البيئة، وتتمثل الاستراتيجية الرئيسية لتحقيق هذا الهدف في تنفيذ استراتيجية "صفر نفايات وبصمة كربونية صفرية".

مقالات مشابهة

  • رئيس قناة السويس والهيئة الاقتصادية يشهدان توقيع عقد بين شركة "انتيبوليوشن إيجيبت
  • شراكة لإدارة المخلفات وتأدية الخدمات بالمدخل الشمالي لقناة السويس
  • الفريق أسامة ربيع: نشهد نقلة نوعية في جمع المخلفات البحرية بطريقة آمنة
  • رئيسا قناة السويس و الهيئة الاقتصادية يشهدان توقيع عقد بين شركة «انتيبوليوشن إيجيبت» والشركة المصرية للتوريدات
  • زيارة ميدانية لطلاب هندسة القناة لمشروع الخط الرابع لمترو الأنفاق
  • قناة عبرية: إسرائيل تنوي بناء معبر رفح جديد - بالتفاصيل
  • اقتصادية قناة السويس تشارك بفعاليات مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي
  • قائد قوات الدفاع الجوي: كتائب الصواريخ منعت العدو الإسرائيلي من الاقتراب من قناة السويس
  • رئيس الوزراء يؤكد دعمه لمشروع إعادة تدوير مخلفات السفن العابرة لقناة السويس
  • رئيس الوزراء: مشروع إعادة تدوير مخلفات السفن يحقق الاستدامة في قطاع النقل