بديل لقناة السويس.. ما علاقة إبادة غزة بإحياء مشروع قناة بن جوريون؟
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
ترتبط حرب الإبادة الجماعية، التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة للشهر الثاني على التوالي، بمساعي الاحتلال لإحياء وتقليل تكاليف مشروع قناة باسم "بن جوريون" كبديل لقناة السويس المصرية، إذ يقع القطاع الفلسطيني في منتصف المسار المقترح للقناة.
تلك القراءة طرحتها إيفون ريدلي، في تحليل بـ"معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI) مضيفة أنه "اليوم، تبحر 10% من سفن الشحن في العالم عبر قناة السويس، الطريق الاستراتيجي بين شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، متجهة من وإلى المحيط الهندي وتربط أوروبا وآسيا".
وتابعت إيفون، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "غزة تتعرض حاليا للقصف من رئيس الوزراء الإسرائيلي المختل بنيامين نتنياهو الذي يسعى إلى إحياء مشروع قناة بن جوريون".
وأوضحت أن "مشروع القناة تم اقتراحه لأول مرة في الستينيات (من القرن الماضي)، ومن المقرر أن يربط خليج العقبة على البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، ويحمل اسم أول رئيس وزراء لإسرائيل (ديفيد بن جوريون)".
وشددت على أن "من شأن القناة أن تنافس قناة السويس المصرية؛ مما سيسبب تهديدا ماليا كبيرا لمصر وهذا الشريان التجاري الرئيسي".
و"ظل مضيق تيران وقناة السويس مغلقين رسميا أمام السفن الإسرائيلية منذ إنشاء إسرائيل عام 1948 والنكبة حتى أزمة السويس عام 1956"، كما أضافت إيفون.
وزادت بأنه "عندما أغلقت الدول العربية جميع طرق التجارة البرية، تراجعت قدرة إسرائيل على التجارة مع شرق أفريقيا وآسيا".
اقرأ أيضاً
وزير مصري يكشف عن مشروعات لوجستية قرب فلسطين: لا بديل إقليمي لقناة السويس
تقليل التكاليف
وقالت إيفون إنه "في حالة المضي قدما، ستكون هذه القناة الجديدة أطول بمقدار الثلث تقريبا من قناة السويس البالغ طولها 193.3 كيلومترا، بينما يبلغ طول القناة الإسرائيلية نحو 292.9 كيلومترا وتقدر تكلفتها بما بين 16 و55 مليار دولار".
وزادت بأن "مَن يسيطر على القناة (المقترحة) سيكون له تأثير هائل على طرق الإمداد العالمية للنفط والحبوب والشحن. ومن شأن تسوية غزة بالأرض أن تمّكن مخططي القناة من تقليل التكاليف حرفيا عن طريق تحويل القناة مباشرة عبر وسط المنطقة".
وأشارت إلى أنه "يمر حوالي 12% من التجارة العالمية عبر قناة السويس على متن 18 ألف سفينة سنويا، لذا يمكنك أن تتخيل أن الكثير من الدول ستصطف للحصول على حصة من الصفقة (الإسرائيلية). وتبلغ قيمة قناة السويس 9.4 مليار دولار وحققت إيرادات قياسية العام الجاري".
والشيء الوحيد، بحسب إيفون، الذي يمنع إحياء المشروع المعدل حديثا هو "وجود الفلسطينيين في غزة. بالنسبة لنتنياهو فإنهم يقفون في طريق مشروع قد يكسبه العفو في تل أبيب عن التقصير الاستخباراتي والعسكري في 7 أكتوبر (تشرين الثاني الماضي)".
وفي ذلك اليوم، أطلقت حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
ومنذ بدء الحرب، تصاعدت أحاديث إسرائيلية عن تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية المجاورة، وحمل بعضها وعودا بسداد ديون مصر، لكن القاهرة ترفض بشدة حتى الآن، وتحذر من تصفية القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
لحماية سلاسل التوريد.. الممر الاقتصادي بديل لقناة السويس "المزدحمة"
تدمير مصر
و"إذا تم كل هذا باسم الصفقات التجارية المحتملة، فإنه يضاعف من العار السياسي والدبلوماسي للحكومات الغربية الوقحة المتواطئة في الإبادة الجماعية الفلسطينية"، كما أردف إيفون.
واستدركت: "لكن العار الأكبر يقع على مصر، وبما أنها على وشك الإفلاس بالفعل بسبب إسراف الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن ظهور قناة جديدة سيكون له تأثير مدمر على اقتصاد وشعب مصر (ترتبط باتفاقية سلام مع إسرائيل منذ 1979)، وقد يندم الدكتاتور القاسي السيسي على وضع ثقته في تل أبيب والحكومات الغربية فوق مصالح ورفاهية مليوني فلسطيني في غزة".
ومنذ اندلاع الحرب الراهنة، يقطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
إيفون قالت إنه "لن يخرج أي من القادة مثل نتنياهو و(الرئيس الأمريكي جو) بايدن و(رئيس الوزراء البريطاني ريشي) سوناك وآخرين في الغرب، من المذبحة في غزة بأي درجة من النزاهة، فهم معا مذنبون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أو على الأقل متواطئون في هذه الجرائم الفظيعة التي تؤدي إلى الإبادة الجماعية".
وحتى الإثنين، قتل جيش الاحتلال في غزة 9770 فلسطينيا، بينهم 4800 طفل و2550 سيدة، وأصاب أكثر من 24 ألفا آخرين، كما قتل 151 فلسطينيا واعتقل 2080 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
فيما قتلت "حماس" ما يزيد عن 1542 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكيون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
اقرأ أيضاً
مستشار السيسي: إسرائيل فشلت في إنشاء مشروع بديل لقناة السويس (فيديو)
المصدر | إيفون ريدلي/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة حرب بن جوريون قناة السويس مشروع بدیل لقناة السویس قناة السویس بن جوریون فی غزة
إقرأ أيضاً:
توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70% من إيرادات قناة السويس
وقَّعت مصر في مارس الماضي اتفاقا مع صندوق النقد بشأن حزمة دعم مالي قيمتها 8 مليارات دولار، للمساعدة على مواجهة تداعيات أزمة اقتصادية عالمية ساهمت في رفع أسعار سلع وخدمات في مصر.
التغيير: وكالات
قال صندوق النقد الدولي إن توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس التي تعد مصدرا رئيساً للعملة الأجنبية للبلاد.
جاء ذلك في بيان صادر عن الصندوق، مساء الأربعاء، عقب اختتام وفده زيارة لمصر استمرت منذ 6 نوفمبر الجاري حتى 20 من نفس الشهر، لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج إصلاحات اقتصادية يرافقه قرض بـ 8 مليارات دولار.
وذكر الصندوق أنه مع استمرار التوترات الجيوسياسية المتعددة في المنطقة، “تظل التوقعات الاقتصادية للمنطقة، بما في ذلك مصر، صعبة”.
وأضاف “أن الآثار المترتبة على الصراعات في غزة وإسرائيل وانقطاعات التجارة في البحر الأحمر ما تزال تؤثر سلبا على المعنويات وتتسبب في انخفاضات كبيرة تصل إلى 70 بالمئة في عائدات قناة السويس، والتي تشكل مصدرا كبيرا للعملة الأجنبية لمصر”.
وتضامنا مع غزة التي تتعرض لإبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، يهاجم الحوثيون في اليمن بصواريخ ومسيّرات، سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، ما دفع سفنا عديدة إلى عدم المرور من قناة السويس وتفضيل استخدام مسار رأس الرجاء الصالح رغم ارتفاع التكلفة.
وزاد الصندوق: “كما أن العدد المتزايد من اللاجئين، يضيف الضغوط المالية على الخدمات العامة، وخاصة قطاعي الصحة والتعليم في البلاد”.
وقال: “تم الاتفاق مع السلطات أنه ستكون هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعبئة الإيرادات المحلية، واحتواء المخاطر المالية (وخاصة تلك الناجمة عن قطاع الطاقة)، وتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي“.
وعانت مصر هذا العام من ارتفاع في التضخم تجاوز 35 بالمئة، قبل أن يبدأ رحلة هبوط وصولا إلى قرابة 26 بالمئة في الوقت الحالي.
ووقَّعت مصر في مارس الماضي اتفاقا مع صندوق النقد بشأن حزمة دعم مالي قيمتها 8 مليارات دولار، للمساعدة على مواجهة تداعيات أزمة اقتصادية عالمية ساهمت في رفع أسعار سلع وخدمات في مصر.
ويتضمن الاتفاق أن تطبق مصر إصلاحات اقتصادية، أهمها الانتقال إلى نظام سعر صرف مرن، وخفض الإنفاق على مشروعات البنية التحتية، وتمكين القطاع الخاص، حسب هيئة الاستعلامات المصرية الرسمية.
وحصلت مصر من صندوق النقد، بعد المراجعة الثالثة في نهاية يونيو الماضي، على شريحة قيمتها 820 مليون دولار.
الوسومجماعة الحوثي صندوق النقد الدولي قناة السويس مصر