الحرب الباردة بين الصين وأمريكا.. بدأت تشتعل
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
لقد حان الوقت لتجاوز مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة تخوض حرباً باردة مع الصين، لأن الحرب الباردة بين بكين وواشنطن جارية على قدم وساق، وأصبحت مشتعلة بالفعل، وفقاً لتقرير لمجلة "ناشيونال إنترست".
ويشير التقرير إلى أن ما أسماه "نضال" الصين متعدد الجوانب ضد أمريكا والعالم الحر له أبعاد حرب ساخنة.. في مجالات البحث المتنوعة لحقوق الإنسان والمؤسسات الدولية، ومجالات الإنترنت والمعلومات، والإستراتيجية العسكرية، والاقتصاد العالمي، يستخدم المحللون كلمات مشتركة لوصف سلوك الصين من خلال الإشارة الجماعية إلى "عدوانها وتهديداتها وهجماتها"، فإنها تصور السياسات المحلية والإقليمية والعالمية للحزب الشيوعي الصيني على أنها معادية بشكل قاطع.
ويرى التقرير أنه ليس أمام الولايات المتحدة خيارات سوى استعادة الصدارة الآمنة في القوة الصلبة والناعمة بسرعة، إذ يجب أن تطلق السياسة الخارجية الأمريكية النار على الجميع، وهذا يشمل، إلى جانب الحلفاء، احتواء الجيش الصيني، ومواجهة التخريب والتجسس الصيني، وتحدي أيديولوجية الصين.. وبعبارة أخرى، يجب على الولايات المتحدة الدخول في حرب باردة تستنتج من الحرب الباردة السابقة أفضل الممارسات للنجاح.
ويقول التقرير إنه من المرجح أن تضطر الولايات المتحدة إلى الدخول في حرب مروعة على تايوان، أو اختيار سلام مؤقت مع الصين على حساب تايوان، إذا بقيت على المسار الحالي، حيث يظهر موقف الولايات المتحدة وحلفائها الرادع ومستوى العزيمة بالنسبة للصين الحاجة الملحة لتعزيز الدفاعات، وإعادة بناء القاعدة الدفاعية الصناعية الأمريكية، وتصاعد تهديد موثوق به بالقوة الساحقة.
وبالنظر إلى الميول الغربية نحو المراوغة، والتدرجية، وتجنب المخاطر (كل ذلك واضح جداً في الرد على الحرب الروسية على أوكرانيا والفشل في وقف العملية الروسية في المقام الأول)، يجب على العالم الحر أن يظهر الإرادة والوسائل اللازمة لاستباق غزو تايوان، والقتال من أجلها إذا لزم الأمر حقاً، بحسب المجلة.
حرب واسعةويلفت التقرير إلى أن إخضاع الصين لتايوان، على حد تعبير الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية جود بلانشيت، سيحول ذلك البلد الديمقراطي النابض بالحياة والمزدهر إلى "مستعمرة جزائية، دولة بوليسية"، مضيفاً "الضرر الذي يلحق بحلفاء أمريكا في المنطقة ومصداقية وسمعة أمريكا سيكون مدمراً".
New cold war: China-US spying steps out of the shadows https://t.co/9qnBH9RUGI
— Financial Times (@FT) October 9, 2020ومع ذلك، يضيف التقرير، حتى لو لم تصل الصين إلى حرب واسعة النطاق على تايوان، فإنها تشكل تهديداً خطيراً لأمن العالم الحر وأسلوب حياته.. لئلا يكون هناك شك في الواقع البائس الذي لا يرحم الذي قد يجلبه النظام العالمي للحزب الشيوعي الصيني، هناك حقيقة أن الصين هي الراعي الرئيسي والمساعد لكوريا الشمالية، البلد الذي ينتشر فيه القمع بشدة لدرجة أنه يمكن القول بأن البلد نفسه "معسكر"، والذي يشارك بشكل روتيني في سياسة حافة الهاوية النووية.
ويشدد التقرير على ضرورة مواجهة أمريكا للطرق التي تخوض بها الصين بالفعل حرباً باردة بخصائص "الحرب الساخنة" بدءاً بما هو واضح، وهو دافع الصين لاستبدال الولايات المتحدة كقوة عسكرية مهيمنة في العالم، وفرض هيمنتها التي يمكن أن تضمن مكاسب إمبريالية وتعرض قرارات الديمقراطيات للخطر.
قوة عسكرية كبيرةأفاد مسؤولو البنتاغون أن القوة العسكرية الشاملة للصين تسير على مسار يتجاوز الولايات المتحدة، وأن الصين لديها أكبر قوة بحرية في العالم.. ووجدت القوات البحرية الصينية الحديثة أنه "من حيث عدد السفن، فإن كل من القوات البحرية الصينية الثلاث هي الأكبر في العالم بهامش كبير"، وما يزيد الطين بلة أن مكتب الاستخبارات البحرية يقول إن الصين لديها أكثر من 200 ضعف قدرة بناء السفن والغواصات في الولايات المتحدة.. علاوة على ذلك، تحذر وزارة الدفاع من أن القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي "تلحق بسرعة بالقوات الجوية الغربية".
أيضا يلفت التقرير إلى أن الشراكات الموسعة بين روسيا والصين وإيران تعزز قوة الثلاثة وتتحدى أمن الولايات المتحدة ونفوذها.. حيث تستفيد الدول الثلاث من تجارة الطاقة، ونقل الأسلحة والتكنولوجيا، والمناورات العسكرية المشتركة، والمعلومات المضللة المناهضة للولايات المتحدة.
وفي شهادة على الإمكانات المميتة لروسيا والصين مجتمعتين، ذكرت مؤسسة راند العام الماضي أن القوات الأمريكية هزمت على يد القوات الروسية والصينية في النقاط الساخنة الأوروبية والآسيوية في مناورات حربية "محاكاة"، حيث إن روسيا والصين تنتجان أسلحة فضائية لمهاجمة الولايات المتحدة، كذلك الأقمار الصناعية والتهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، وروسيا توفر اليورانيوم عالي التخصيب لبرنامج الصين النووي.. أضف إلى ذلك قدرات الصين السيبرانية والأسلحة الحيوية، والتكثيف الدراماتيكي للأسلحة النووية وإنتاج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والغواصات.
قوة تكنولوجيةإن اعتماد الولايات المتحدة المستمر على الصين للمعادن والمكونات الأساسية للتكنولوجيا المتقدمة والأدوية وحتى أنظمة الأسلحة يكشف عن ضعف خطير لسلاسل التوريد الصينية في المناطق الحرجة، وخلص تقرير جديد صادر عن معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي، إلى أن الصين تقود الولايات المتحدة في البحث والتطوير سبعة وثلاثين من أصل أربعة وأربعين تقنية حرجة أو ناشئة عبر قطاعات رئيسية، بما في ذلك الفضاء والدفاع والذكاء الاصطناعي والطاقة والبيولوجيا والحوسبة الكمومية.. والأسوأ من ذلك، أن الصين تستخدم المركز المالي لهونغ كونغ للاستحواذ السري على التكنولوجيا والأصول الفكرية من الخارج وإنشاء شركات وهمية.
كذلك يضيف التقرير أن الهجمات الإلكترونية التي تشنها الصين بلا هوادة ضد الولايات المتحدة وزيادة اختراق البنية التحتية الحيوية هي علامات مشؤومة إضافية للعصر.. عندما استهدفت مجموعة القرصنة التي ترعاها الصين البنية التحتية بما في ذلك أنظمة الاتصالات البحرية الأمريكية في غوام، التي تعتبر أساسية للدفاع في المحيط الهادئ، فإن ذلك ينذر بتحريض الصين المحتمل على حرب إلكترونية كجزء من خطوة في تايوان.
China targets 50% growth in computing power in race against U.S. https://t.co/pxVr3Mri3f pic.twitter.com/jIFm94TxbD
— Reuters (@Reuters) October 9, 2023 عقوبات كاملةكما تمتلك الصين أكبر عدد من المتسللين الذين ترعاهم الدولة في العالم، ووفقاً للولايات المتحدة.. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول قوله: "تعمل الصين على تطوير قدرات الهجمات الإلكترونية التي يمكن استخدامها لتعطيل الخدمات الحيوية (للولايات المتحدة) والحلفاء الآسيويين الرئيسيين، وتشكيل عملية صنع القرار في أزمة أو صراع".
ويرى التقرير أنه يجب على البيت الأبيض ألا يتجنب التنفيذ الكامل للعقوبات، ويجب على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والآسيويين جعل بناء وتحديث دفاعاتهم العسكرية وتحصين التحالفات أولويات عاجلة.. وعليها أن تسرع في إنتاج الأسلحة وتسليمها إلى تايوان، وينبغي أن تعطي أوكرانيا الأسلحة للفوز.
ويقول: "يجب على أمريكا أن تعيد اكتشاف صوتها من أجل الحرية، وأن تصبح مرة أخرى الشريك المفضل في التجارة والتنمية، وأن تتذكر فهم ما بعد الحرب العالمية الثانية بأن السلام يأتي من خلال القوة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا الصين الولایات المتحدة فی العالم أن الصین یجب على إلى أن
إقرأ أيضاً:
روته التقى ترامب في الولايات المتحدة
التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا الجمعة، وفق ما أعلنت الناطقة باسم الناتو السبت.
وقالت فرح دخل الله في بيان مقتضب: «ناقشا كل القضايا الأمنية العالمية التي تواجه حلف شمال الأطلسي».
أخبار ذات صلة ترامب يرشح نائبة جمهورية لتولي وزارة العمل ترامب يرشح سكوت تيرنر لمنصب وزير الإسكان المصدر: آ ف ب