جدة – ياسر خليل

مع تعدّد منصّات التواصل الاجتماعي وزيادة المحتوى الصالح والطالح، زاد عدد ساعات استخدام الأجهزة الالكترونية عند فئة اليافعين والمراهقين، وامتد أثر ذلك على سلوكياتهم من حيث مقارنة حياتهم بحياة الآخرين في مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر يتعرض تدريجيًا للاكتئاب نتيجة عدم رضاهم عن حياتهم وافتقادهم القناعة بما هو لديهم.


وقال استشاري الطب النفسي الدكتور محمد براشا لـ”البلاد”: “مع هيمنة التكنولوجيا والانترنت زادت التحدّيات الاجتماعية والنفسية بشكل كبير وخصوصاً بين فئة اليافعين والمراهقين الذين يتأثرون بسرعة بما يشاهدونه في عالم منصات التواصل الاجتماعي، فمعظم المحتويات للأسف تترك في نفوس الآخرين آثرا بالغًا وكبيراً، فعندما تزداد مشاهدة مقاطع الحياة المخملية والثراء والهياط فأن المشاهد البسيط قد يصاب نفسياً بالاكتئاب لاعتبارات عديدة منها المقارنة وعدم قناعته بحياته، ورغبته في الوصول إلى ما وصلوا إليه من المال والشهرة”.

وأضاف براشا: “يجب أن يدرك جميع مستخدمي السوشيال ميديا أن عالم الشبكة العنكبوتية بحر من الحياة فيها ما هو مفيد وما هو ضار، فالمفيد ما يتعلم ويستفيد منه الفرد، والضار هو ما يؤثر على حياتنا ونفسيتنا، لذا يجب على الجميع أن يكونوا على قدر كبير من الوعي الاجتماعي في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية”.


ويتفق المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري مع براشا، قائلاً: “أصبحت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع ذلك يواجه العديد من الأهل تحديات في تحديد كيفية إدارة استخدام أولادهم للأجهزة الإلكترونية لتفادي التأثير السلبي الذي قد يتركه على صحتهم العقلية والجسدية”، مشدداً على أنه يجب على الأهل حث أبنائهم على تقليل الاستخدام المفرط، والعمل على تعزيز الاتصال الاجتماعي والعائلي.

وتابع: “كما يجب على الأهل الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية التي يشارك فيها أولادهم وتشجيعهم على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة، ويمكن أن تساعد الأنشطة الاجتماعية على تحسين الوضع العاطفي والنفسي وتقليل الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، كما يجب على الأهل الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية لأبنائهم، والحرص على ممارسة الأنشطة الرياضية وتناول وجبات صحية والحصول على قسط كاف من النوم ، وايضاً على الأهل العمل على تحديد الحدود الواضحة للاستخدام وتشجيع الأنشطة البديلة”.


وفي السياق ذاته، يقول الأخصائي الاجتماعي صالح هليّل: “من وجهة نظري أن تفشي الاكتئاب في عصرنا الحالي سببه التكنولوجيا والأجهزة الالكترونية التي غزت الصغير والكبير، فالاكتئاب الناتج عنها قد يجعل الفرد تعيسًا وحزينًا، ربما لأنه يقارن نفسه بالمثاليين، أو لأنه أدمن الجهاز وأصبح اسيراً لمتلازمة الشاشة الإلكترونية”.
وقال هليّل إن متلازمة الشاشة الإلكترونية هي اضطراب جديد نسبيًا، وأعراضه تشابه أعراض أيّ اضطراب آخر، ولكن ميزته هي أنّ هذه الأعراض تختفي بمجرّد إزالة تأثير الشاشة الإلكترونية ، كما أنها مرض يُصاب به الشّخص بعد تعرّضه للشاشات الإلكترونية لفترات طويلة، لأنّ الشّاشة تميل إلى التطفل على الفضاء البصري والعقلي للمُستعمل؛ ممّا يؤدّي في بعض الأحيان إلى الإدمان.
وتابع هلّيل أن طبيبة الأطفال النفسية المعروفة والتي أجرت العديد من الدراسات المرتبطة بتأثير الأجهزة على الأطفال الدكتورة فيكتوريا دنكلي أن تأثير الالكترونيات بشكل عام يؤدي إلى نشاط أقل في الفص الجبهي، سواء حدث ذلك بسبب فرط النشاط، أو النشاط الذاتي، أو لأن (الأطفال) لا يقومون بأشياء أخرى، إنها بالتأكيد كل هذه الأشياء ، لذلك على المدى القريب؛ سنلحظ تأثير هذه المشكلات على المزاج والسلوك والإدراك ، والتي تؤثّر بدورها في المدى الطويل. فيصبح الخطر: أن الفص الجبهي لا يتطوّر والعقل كله لن يكون متكاملًا.


وعن أعراض وانعكاسات هذه المتلازمة يضيف هليل: أعراضها عديدة منها ضعف التركيز، العصبية المفرطة ، السلوك العدواني، صعوبات التعلم ، اضطرابات النوم، كآبة وهي أعراض مشابهة لأي إدمان آخر، كما أنها تذكّرنا بأعراض الاكتئاب نوعًا ما.
وحول تجاوز متلازمة الشاشة الالكترونية قال: هناك مجموعة من النصائح التي يجب أن يدركها الفرد وهي: تفعيل الصيام عن الأجهزة الإلكترونية لثلاثة أو أربعة أسابيع ، القيام بأنشطة فردية مع الطفل؛ حيث يساعدهم ذلك على التواصل مع الأشخاص الآخرين ، والطفل يحتاج إلى التحرّك أكثر، وإلى المزيد من التمارين، لذلك إن قام الأولياء بنزع الإلكترونيات فسيبدأ اللعب بشكل طبيعي وإبداعي وجسدي ، والأطفال يحتاجون إلى أشعة الشمس التي يجدونها في الطبيعة، إذا لم يملكوا إلكترونيات فسيلعبون خارجًا مرة أخرى وسينخرطون مع العالم الطبيعي من جديد ، وعلى الآباء والمسؤولين أن يعوا بخطورة هذه الأمور، وينصرفوا للاهتمام بالجانب النفسي لدى الناس، فهو الجانب الذي يؤثّر بطريقة أو بأخرى على أدائهم الشخصي، والعملي، والاجتماعي.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الشاشة الإلکترونیة على الأهل یجب على

إقرأ أيضاً:

إليسا تكشف حقيقة زواجها في إيطاليا

خاص

كشفت الفنانة اللبنانية إليسا حقيقة الأنباء المتداولة بشأن زواجها في إيطاليا.

ونشرت العديد من الصفحات، تفاصيل عن هوية حبيب إليسا التي أخفتها عن وسائل الأعلام واكتفت بالإشارة له باسم “واليس”، ليكون هذا هو الاسم الذي يجمع بين اسمه واسمها، بحد قولها.

وقامت بإعادة نشر تدوينة عبر حسابها الشخصي على منصة التواصل الاجتماعي إكس وذلك لأحد معجبيها الذي انتقد تداول أنباء زواجها دون تصريح منها.

وجاء نص التدوينة: “يعني معقول العالم بتلحق حساب وهمي علشان تاخد أخبار عن إليسا؟ معقول وين وصل العالم؟ أخبار إليسا بناخدها من إليسا وبس”، وذلك في إشارة منها إلى أنها ستعلن الأمر إذا كان حقيقياً.

وواصلت إليسا الترويج لحفلاتها خلال الفترة القادمة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي متجاهلة الحديث عن زواجها قريباً، مكتفية بالتدوينة السابقة.

مقالات مشابهة

  • فتاة تقرر النزول من الحافلة قبل توقفها .. فيديو
  • في يومها العالمي.. كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بالسلب على حياتك؟
  • 96 % من العمانيين يستخدمون تطبيقات التواصل الاجتماعي
  • مؤسسة خير للناس للتنمية تطلق مبادرة «مصر معاك» لتوفير الأجهزة التعويضية لأصحاب الهمم بالغربية
  • إليك بعض النصائح النفسية لتتواصل بشكل فعال مع ابنك المراهق
  • في يومها العالمي.. خبراء علم نفس: مواقع التواصل الاجتماعى جعلت العالم قرية صغيرة.. ويمكن استخدامها بشكل إيجابي لدعم الصحة النفسية
  • العمانيون من ذوي الإعاقة ووسائل التواصل الاجتماعي
  • محافظ التأمينات الاجتماعية يرأس وفد المؤسسة باجتماع الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي
  • إليسا تكشف حقيقة زواجها في إيطاليا
  • الضمان الاجتماعي في مناظرة بايدن وترامب.!