ما مدى نجاح حزب العدالة والتنمية في تحقيق أهدافه الاقتصادية بحلول مئوية تركيا؟
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
دبي (زمان التركية)ــ تتولى حكومات حزب العدالة والتنمية، السلطة منذ عام 2002، وتعهدت خلال تلك الفترة للشعب بتحقيق أهدافها الاقتصادية في عام 2023 الذي يشهد الاحتفال بمئوية تأسيس تركيا؟ إذا ما هي الأهداف، كم منها تم تحقيقها؟
وفي الذكرى المئوية لإعلان الجمهورية التركية، أعد موقع (يورو نيوز) دراسة حول مدى نجاح حكومة حزب العدالة والتنمية في تحقيق الأهداف التي أعلنتها لعام 2023 قبل الانتخابات في 12 يونيو 2011، وتظهر الدراسة تخلف حزب العدالة والتنمية كثيراً عن الأهداف الاقتصادية التي أعلنها في 2011، لعام 2023.
ومع الإعلان عن أحدث البيانات اعتبارًا من نهاية أكتوبر، من الممكن التركيز على مدى تحقيق الأهداف الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية لعام 2023، وكانت أهم الأهداف بلا شك نمو الدخل القومي لتركيا، وحددت الحكومة هدف الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023 بـ 2 تريليون دولار، لكن وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي في أكتوبر 2023، سيصل الناتج المحلي الإجمالي لتركيا إلى 1 تريليون و155 مليار بحلول نهاية عام 2023.
خلال هذه الفترة، نما الاقتصاد التركي تدريجياً، ولكن في نفس الفترة، كانت اقتصادات البلدان الأخرى تنمو بسرعة أيضاً، ويتبين أن تركيا سوف تتجاوز بفارق ضئيل نصف الهدف في حجم الناتج المحلي الإجمالي، إذا تم تحقيق هذا الهدف، فإن تركيا ستكون أقل من كندا؛ وستكون الدولة الحادية عشرة من حيث أكبر اقتصاد في العالم، بعد روسيا.
وفي خطة التنمية الثانية عشرة (2024-2028) التي أعلنتها في سبتمبر 2023، خفضت الحكومة هدف الناتج المحلي الإجمالي لعام 2028 إلى 1.6 تريليون دولار.
وكان هدف حزب العدالة والتنمية لنصيب الفرد من الدخل القومي هو 25 ألف دولار، ومع ذلك، وبحسب توقعات صندوق النقد الدولي لشهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن هذا المبلغ سيكون 13 ألفاً و384 دولاراً، وبذلك سيتم تجاوز نصف الهدف بفارق ضئيل، وفقًا لصندوق النقد الدولي ، فإن هدف 2028 هو 17 ألفًا و554 دولارًا.
هل أصبحت تركيا بين الاقتصادات العشرة الأولى؟
وكان من أهداف عام 2023 أن تكون تركيا ضمن أفضل 10 اقتصادات في العالم من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي، وكثيراً ما عبر الرئيس رجب طيب أردوغان عن هذا الهدف، ومع ذلك، وفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي لعام 2023، فإن تركيا بعيدة عن هذا الهدف، ومن المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي لتركيا إلى تريليون و155 مليار دولار بحلول نهاية عام 2023. وسيحتل المركز 17 في التصنيف.
وكان هدف التصدير 500 مليار دولار، لكن في العام الماضي، الذي يغطي الفترة من أكتوبر 2022 إلى سبتمبر 2023، بلغ إجمالي الصادرات 253.6 مليار دولا، ومن غير المتوقع حدوث فرق كبير في الصادرات السنوية في نهاية العام، وفي الخطة المتوسطة الأجل، تم تحديث هدف التصدير لعام 2028 إلى 375 مليار دولار.
وتشهد صادرات تركيا ارتفاعاً، لكن الواردات تتزايد أيضاً في الوقت نفسه، والنتيجة هي عجز في التجارة الخارجية، وتهدف الحكومة إلى إغلاق العجز في الحساب الجاري وتحقيق فائض في الحساب الجاري، لكن بحسب بيانات مديرية الاستراتيجية والموازنة في رئاسة الجمهورية، بلغ عجز الحساب الجاري السنوي مستوى 57 مليار دولار حتى أغسطس 2023.
وكان من المخطط أن ينخفض التضخم النقدي في تركيا إلى خانة الآحاد في أهداف عام 2023، لكن التضخم السنوي بلغ 61.5 بالمئة في سبتمبر، وتم تحديث هدف 2028 إلى 4.7 بالمئة.
وحددت حكومة حزب العدالة والتنمية معدل البطالة المستهدف عند 5 بالمئة في بيانها الانتخابي لعام 2011، ومع ذلك، وفقا لبيانات معهد الإحصاء التركي، تبلغ نسبة البطالة 9.2 بالمئة، والهدف المعلن حديثًا لعام 2028 هو 7.5 بالمائة.
Tags: إنجازات أردوغاناقتصاد تركياالاقتصاد التركيانتهاء اتفاقية لوزانمئوية تركياالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: اقتصاد تركيا الاقتصاد التركي مئوية تركيا الناتج المحلی الإجمالی حزب العدالة والتنمیة النقد الدولی ملیار دولار لعام 2023 عام 2023
إقرأ أيضاً:
هل تنجح دول الخليج في تحقيق التوازن في علاقاتها الاقتصادية بين الصين والغرب؟
تسعى دول الخليج لتحقيق توازن في علاقاتها مع كل من الصين والغرب؛ حيث تحاول تعزيز خططها الاقتصادية والتكنولوجية عبر شراكات مع الغرب، فيما أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للخليج. ولكن هل تنجح دول الخليج بالفعل في الحفاظ على هذا التوازن؟
بحسب تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" وترجمته "عربي21"، فإن حكام دول الخليج الثرية أمضوا سنة 2024 في القيام بأمرين: أولا وضع بصمتهم على خريطة التكنولوجيا العالمية في محاولة للارتقاء في الترتيب الرقمي، وثانيا المضي قدما في خططهم الطموحة للتنويع الاقتصادي، وقد انطوى ذلك على شراكات مع الغرب والصين، لكن مع اقتراب 2025 تتعرض دول الخليج لضغوط متزايدة لاختيار أحدهما.
واعتبرت المجلة أن دول الخليج تميل نحو الغرب عندما يتعلق الأمر بتعزيز طموحاتها التكنولوجية، فقد استقطبت الإمارات العربية المتحدة، شركة مايكروسوفت كشريك لشركة "جي 42"، وهي شركة محلية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما تنشئ مايكروسوفت حاليًا مركزًا هندسيًا في أبوظبي، وتستثمر في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، إلى جانب شركة بلاك روك، أكبر شركة تدير الأصول في العالم، وصندوق "إم جي إكس"، وهو صندوق إماراتي للتكنولوجيا.
ويصف براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، هذا الأمر بأنه "نموذج جديد للتعاون الجيوسياسي والاقتصادي" بين الشرق الأوسط والغرب، ويشير إلى أنها في المقام الأول "علاقة بين الحكومات، مدعومة من القطاع الخاص".
من جانبها، تعمل المملكة العربية السعودية على إنشاء صندوق للذكاء الاصطناعي بقيمة 40 مليار دولار بالشراكة مع مستثمرين أمريكيين، وتخطط جوجل لإنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في المملكة، حسب التقرير.
وأشارت المجلة إلى أن اعتماد الدول الخليجية على الغرب لم يمنع من أن تصبح الصين أكبر شريك تجاري للخليج؛ حيث تعمل بكين على زيادة استثماراتها في المنطقة بشكل سريع، وقد اتجهت هذه الدول شرقًا فيما يتعلق بالمخططات الوطنية الطموحة لإصلاح اقتصاداتها وقامت ببناء روابط تجارية ومالية أكثر إحكامًا مع الشركات والمستثمرين الصينيين، الذين يقومون بتعزيز البنية التحتية في دول الخليج وجلب التكنولوجيا الصناعية.
وتردّ الشركات الخليجية الغنية بضخ مليارات الدولارات في شركات التكنولوجيا ومشاريع الطاقة في الصين وأماكن أخرى في آسيا، وضمن هذه العملية تفتح الشركات الخليجية أسواقًا جديدة وتجد فرصًا للنمو.
ووفقا للتقرير، فإن المشكلة تكمن في معارضة أمريكا للروابط التكنولوجية مع الصين، وفي هذا الإطار أُجبرت شركة "جي 24" على قطع علاقاتها مع شركة هواوي، عملاق الاتصالات الصيني، قبل إبرام الصفقة مع مايكروسوفت، كما كانت أمريكا مترددة في السماح بتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي من إنفيديا إلى الشرق الأوسط، خوفًا من أن ينتهي الأمر بإرسال بعضها إلى الصين.
وفي شباط/ فبراير الماضي، وقعت شركة "دو"، وهي شركة اتصالات إماراتية، اتفاقية مع شركة هواوي لبناء شبكات الجيل الخامس، وقد هددت أمريكا بوقف مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الأطراف التي تستخدم معدات هواوي خوفا من استخدامها في التجسس.
وأضافت المجلة أن دول الخليج ترى رغم ذلك في الصين شريكًا موثوقًا به وجذابًا لتحقيق أهدافها الحالية، فقد ساعدت الصين الإمارات على أن تصبح مركزًا تجاريًا عالميًا؛ حيث أنشأت مستودعات ضخمة وعمليات تجارية وبنى تحتية مفيدة.
كما أن الصين تدعم التحول نحو الطاقة المتجددة في دول الخليج من خلال توريد الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، وقد لعبت الشركات الصينية أيضًا دورًا محوريًا في أنشطة البناء والنقل وغيرها من الأنشطة الصناعية في جميع أنحاء الخليج، كما تعمل الجامعات الصينية على تعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا مع نظيراتها في الخليج.
إلا أن العمل مع أمريكا، وفقا للمجلة، يساعد على تأمين الطموحات التكنولوجية للخليج، والتي تعتبر أساسية في خطط التنويع الاقتصادي والنمو المستقبلي، كما يتطلع حكام الخليج إلى الاستثمار في الفضاء والدفاع والأمن السيبراني كمجالات واعدة في منطقة تزداد توترا.
وأكدت المجلة أن الولايات المتحدة أظهرت في بعض الأحيان أنها شريك يخدم مصالحه فقط؛ حيث خنقت طموحات دول الخليج وشركاتها، وتعاملت مع المنطقة كأداة في جهودها لبناء نفوذ في جنوب العالم، وسيستمر ذلك في عهد دونالد ترامب.
وختمت بأن دول الخليج قد تتطلع إلى دول آسيوية أخرى كبديل للصين إذا زادت الضغوط الغربية، وقد تحوّطت السعودية في رهاناتها حيث تعاونت مع شركات بناء من الهند وكوريا الجنوبية في بعض المشاريع، لكن هذه الشركات تكافح لمنافسة سرعة وكفاءة وقوة التصنيع التي تتمتع بها شركات البناء والهندسة الصينية.