"أشعار ملوَنة" رحلة محمد إدريس الشعرية بأسلوب قصصي
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
صدر حديثا كتاب " أشعار ملونة " للكاتب والشاعر الفلسطيني محمد إدريس عن "دار البرهان للطباعة والنشر " في الشارقة، وسيتم حفل التوقيع في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل.
ويسرد المؤلف في الكتاب رحلته المثيرة مع الشعر بأسلوب قصصي انطلاقاً من بداية تشكل هوايته في كتابة الشعر وانتهاء باحترافه هذا الفن، وفي نهاية كل فصل من فصول الكتاب، قصائد وأشعار ملونة، تتيح للقارئ أن يستمتع بالسرد، وبالشعر.
يقول محمد إدريس: "رحلتي مع الشعر لم تكن سهلة كما يتصور البعض؛ لكن تخللتها عثرات ونكسات وآلام، لم تكن رحلة مفروشة بالورود والرياحين، إنما تعرضت لبعض العواصف والأهوال، لقد قبلت التحدي بعد أول نكسة حصلت لي، ولم يكن الأمر سهلاً، بل كان علي أن أخوض صراعأ عنيفأ ضد بعض أصحاب الأفكار التقليدية والجامدة، وحصدت نتيجة عظيمة، ونصراً مؤزراً، بالمقابل بذلت تضحيات كبيرة، وواجهتني معاناة مؤلمة".
ويذكر: "لقد وضعت في كل منها بعضاً من شعري، ومن روحي، ومن أفكاري".
ومع صدور كتاب "أشعار ملونة" تصبح مؤلفات إدريس 3 كتب، "قبل أن يذبل الياسمين" 2007، "حصاد الأيام" 2020
أهدى المؤلف ديوانه إلى "القمر الذي كان يضحك لي في كل مساء" والكتاب عبارة عن سيرة شعرية للشاعر، ترصد بداياته وصراعاته الأدبية، لإثبات مكانة قصيدة النثر على خارطة الشعر العربي، حيث يسلط الكتاب الأضواء على مزايا قصيدة النثر وأحقيتها، في أن يكون لها مكاناً لائقاً ومناسباً تحت أشعة الشمس".للكتاب الأديب الناقد الدكتور هيثم الخواجه، فأضفى مزيداً من البهجة والإضاءة والألق على المحتوى، وتحت عنوان "شغفٌ بالإبداع وتمرُّدٌ على النمط التقليدي" يقول: "الشعرُ المعاصرُ لا يقبلُ القولبةَ والمخطَّطاتِ الجاهزةِ، ويرفضُ الافتعالَ والتكرار، يمتلكُ حرِّيَّتهُ لكي يحلّقَ في سماءِ الإبداعِ الفني مغرّداً أحياناً، صاخباً أحياناً أخرى، هادئاً كالنسيم في أحايين كثيرة، والشعر هو الذي يترقرق شاعرية وعذوبةً وصفاءً ويطرحُ فلسفةً وأفكاراً وآراء وبوحاً، وهو الذي يأخذك إلى حدائقِ الطموح ومدنِ الحلمِ السحرية، ويتغلغلُ في سراديبِ ذاتك ويُهفْهفُ كحفيفِ السنابل ليرضي روُحَك، وهو صنو الروحِ والنورِ والغناءِ الخالد، والشعرُ المعاصرُ لا ينطبق عليه قولُ ناقدنا العربي قُدامة بن جعفر: "هو الكلام الموزون المقفّى"، لأنه يتضمَّنُ جملاً مكثّفةً، موشّحةً بالصور والإيحاءاتِ والدلالاتِ والإبداعاتِ التعبيريةِ المستحدثةِ ذاتِ الأنماطِ والصياغاتِ المبتكرة، ولأن هدفه الأعلى هو التمسّكُ بجوهرِ الشعرِ".
ويضيف: "ليس سهلاً أن تكون شاعراً حقيقياً وليس سهلاً أن تكون في الصدارة، ودليلنا على ذلك هو أن آلاف الشعراء ظهروا منذ العصرِ الجاهلي وحتى عصرنا الحاضر، ولم يخلّد التاريخ سوى المبدعين منهم، وهناك عددٌ لا يحصى من المجموعاتِ الشعريةِ التي نَهَجتْ نَهجَ الشعر الاتباعي وتساقطت كما تتساقطُ أوراقُ الخريف، لأن أصحابها لم يكونوا شعراءَ بكلّ ما تعنيهِ هذهِ الكلمة".
ويؤكد الخواجة: "إنَّ الشاعرَ الحقيقي يَظهرُ شعرُهُ سواء أكَتَبَ شعراً كلاسيكياً أم شعر التفعيلة أم قصيدة النثر، التي تعتبر نتاجُ تطوّرِ العصر، وهي رافدٌ من روافد الشعر العربي، وليس من مهمتها إقصاء أو إلغاء أو القضاء على أي نوع من أنواع الشعر العربي" مبيناً أن الشعرُ العربيّ المعاصرِ توجه إلى الإنسانِ لكي يعبّرَ عن دواخِلهِ ومشاعرة وانفعالاتهِ وإحباطاتِهِ وطموحاتِهِ وآلامهِ وآمالهِ وأصداءِ حركتهِ الحياتيةِ وتفاعلهِ مع واقعه من خلال رؤيا شعريةٍ خلاقةٍ في تكويناتها، لا تلغي الماضي ولا تتخلّى عن الحاضر والمستقبل.
ويلفت الناقد: " إلى أن الشاعرَ محمّد إدريس لمْ يشأ أن يكون تقليدياً، كلاسيكياً في مواجهةِ القارئِ المتلقّي، ولذلك نهّجّ نهجاً جديداً جميلاً اعتمد فيه على الحوار والمونولوج الداخلي، ومزَجَ الواقع بالحلم، وجعل بوحَهُ يرفرفُ كفراشةِ في نقاوةِ الصفاءِ ودروبِ الأمل، ولم يكتَف بذلك بل طوَّع السَّردَ ليعانق شِعرَهُ ولتكتملَ الحكايةُ وتظهرُ دلالةُ الحلم، وفي أعطافِ شعرهِ تلتهبُ أمورٌ لا حصرَ لها، حبُّ الوطنِ والإنسانِ ورفضُ الظلمِ والاستعبادِ، وغير ذلك الكثير.
ويذكر: "أن الشاعر محمّد إدريس في قصيدة "جدوى الشعر" يُثبتُ رسالتَه الشعرية ويعزِّزُ أهدافَها بالأملِ مستخدماً الفعلَ المضارعَ ومبرزاً أهميةَ الكفاحِ من أجلِ تجاوزِ الأحزانِ وانتظارِ الصباح".
وتالياً نص القصيدة:
بالشعر
ساطرزُ أحزاني
على مناديلَ بيضاءَ
وارسمُ فجراً
وأروي بِشارة،
بالشعرِ
سأحررُ الأرضَ
من نيرِ مغتصبي
وأزرعُ وردأ
وأبني حضارة،
بالشعرِ
سأعلمُ الناسَ
كيفَ يعشقون البحرَ
والأشجار
وكيفَ يحبُ الجارُ
جارَه
بالشعر
سأتسلل إلى جنانكِ
مع القمر
لأحظى بنظرة
أو إشارة
بالشعرِ
سأجعلِ الحروفَ
والكلماتِ
تسبحُ لله
سراً
وجِهارة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الشارقة معرض الكتاب قصيدة النثر د إدریس
إقرأ أيضاً:
"مجلة نور".. رحلة ثقافية متكامل للأطفال تحت رعاية شيخ الأزهر بمعرض الكتاب
في جناح الأزهر بمعرض الكتاب، يزدحم ركن "رياض الأطفال" بأولياء أمور وأطفالهم حول ورش وإصدارات مجلة "نور" كواحدة من المشاريع الثقافية والتربوية الرائدة، التي تسعى إلى تقديم محتوى هادف يجمع بين التعليم والتسلية، تحت مظلة الأزهر الشريف.
مجلة نور.. هوية ثقافية وتعليمية للأطفال
وفي لقاء خاص مع الأستاذ عبد المنعم حسين، نائب رئيس تحرير مجلة نور، كشف لنا عن تاريخها، أهدافها، إصداراتها المختلفة، ودورها في غرس القيم الأخلاقية والوطنية في نفوس الأطفال.
وقد استهل عبد المنعم حسين نائب رئيس تحرير المجلة حديثه بالتعريف بالمجلة قائلًا: "مجلة نور هي إصدار تابع للأزهر الشريف، حيث يترأس مجلس إدارتها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وانطلقت المجلة منذ تسع سنوات، ووصل عدد إصداراتها حتى الآن إلى 111 عددًا.
ووضح حسين أنه على الرغم من كون المجلة تصدر عن الأزهر، إلا أنها ليست دينية فقط، بل تهدف إلى تعزيز الهوية المصرية والعربية لدى الأطفال، وتتناول القضايا المجتمعية المهمة التي تمسهم وتمس أسرهم."
وأضاف:"من أبرز القيم التي نحرص على غرسها في الأطفال قيم التعايش والمواطنة، ولهذا تجد في قصص المجلة نماذج للصداقة بين الأطفال المسلمين والمسيحيين، لأننا نؤمن بأن التوعية تبدأ منذ الصغر."
إصدارات متنوعة للفئات العمرية المختلفةوتابع حسين أن المجلة تتميز بتعدد إصداراتها لتناسب شرائح عمرية مختلفة:
الإصدار الرئيسي: موجه للأطفال من سن 8 إلى 18 عامًا، ويشمل مقالات، قصصًا مصورة، ومعلومات ثقافية وعلمية.
نور الصغير: إصدار خاص بالأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات، يعتمد بشكل أساسي على الرسوم والصور التعبيرية، لمساعدتهم في استيعاب القيم والمفاهيم الأساسية بطريقة ممتعة.
أما عن المستوى الرقمي، فقد أوضح حسين أن المجلة أطلقت إصدارات إلكترونية مجانية عبر موقعها الرسمي، متاحة لجميع الأطفال منذ أربع سنوات، بالإضافة إلى ستة مسلسلات كرتونية تُعرض على قناة نور على يوتيوب، مما يعزز وصول المجلة إلى جمهور أوسع.
وأكد حسين أن "كل المحتويات تخضع لمراجعة دقيقة من قبل الأزهر لضمان ملاءمتها للقيم الأخلاقية والتربوية."
إصدارات بارزة في معرض الكتاب 2024وعن أجدد الإصدارت في معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام، وضح حسين أن المجلة قدمت مجموعة من الإصدارات المتميزة، والتي على رأسها الجزء الثاني من كتاب "الأطفال يسألون الإمام" لشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، وهو واحدًا من الإصدارات المميزة، حيث يجيب على تساؤلات الأطفال بأسلوب مبسط.
وعن أهمية هذا الإصدار، قال حسين:"كثير من الآباء والأمهات يجدون صعوبة في الرد على أسئلة أطفالهم العميقة حول الإيمان والقدر والعدالة الإلهية، هذا الكتاب يُعد مرجعًا موثوقًا يساعد الأسر في التعامل مع هذه التساؤلات بطريقة تربوية صحيحة."
وأشار إلى أن الكتاب يتناول أسئلة حقيقية وردت من الأطفال أنفسهم، منها سؤال من طفل في غزة تساءل: "لماذا استشهد صديقي رغم أن الله موجود؟"، وهو مثال على القضايا العميقة التي يعالجها الكتاب.
وأضاف حسين أن من أهم الإصدارت أيضًا هذا العام، هو كتاب "كأني أرى النبي"، ويروي سيرة النبي محمد ﷺ بأسلوب سردي بسيط، ليكون قريبًا من الأطفال، ويتيح لهم التعرف على أخلاقه وصفاته بطريقة شيقة.
كما أطلقت المجلة إصدارات مترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، من بينها "الأطفال يسألون الإيمان"، بهدف نشر المحتوى التثقيفي والتربوي عالميًا.
ورش عمل تفاعلية للأطفالإلى جانب إصداراتها المتميزة، تنظم مجلة نور ورش عمل تفاعلية للأطفال في معرض الكتاب، بمعدل 3 ورش يوميًا، وتتنوع الورش بين، الورش الفنية: حيث يتعلم فيها الأطفال الرسم والتلوين واستخدام الصلصال لتنمية مهاراتهم الإبداعية، وورش الحساب الذهني: تساعد الأطفال على تنمية مهارات التفكير السريع والذكاء الحسابي، وورش توعوية حول المياه: تُنظم بالتعاون مع وزارة الزراعة، وتتناول أهمية المياه عبر العصور، بدءًا من الحضارة الفرعونية وحتى اليوم.
إقبال واسع ومشاركة مفتوحة للأطفالأكد عبد المنعم حسين أن الورش مفتوحة لجميع الأطفال، حتى في الأوقات التي لا تُقام فيها ورش رسمية، حيث توفر المجلة أوراقًا وألوانًا للرسم والتلوين، لضمان استمتاع الأطفال بوقتهم داخل جناح المجلة.
مشروع ثقافي متكاملفي ختام اللقاء نجد أن الإقبال الذي تشهده المجلة في المعرض، يعكس وعي الأسر المصرية بأهمية تقديم محتوى تعليمي وتثقيفي هادف لأطفالهم، وأن مجلة نور بإدارة شيخ الأزهر ليست مجرد إصدار ورقي، بل هي مشروع ثقافي متكامل، يسعى إلى تنشئة جيل واعٍ، مُدرك لهويته، وقادر على مواجهة تحديات المستقبل بروح إيجابية وقيم إنسانية راسخة."