صدر حديثا كتاب " أشعار ملونة " للكاتب والشاعر الفلسطيني محمد إدريس عن "دار البرهان للطباعة والنشر " في الشارقة، وسيتم حفل التوقيع في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل.

ويسرد المؤلف في الكتاب رحلته المثيرة مع الشعر بأسلوب قصصي انطلاقاً من بداية تشكل هوايته في كتابة الشعر وانتهاء باحترافه هذا الفن، وفي نهاية كل فصل من فصول الكتاب، قصائد وأشعار ملونة، تتيح للقارئ أن يستمتع بالسرد، وبالشعر.


يقول محمد إدريس: "رحلتي مع الشعر لم تكن سهلة كما يتصور البعض؛ لكن تخللتها عثرات ونكسات وآلام، لم تكن رحلة مفروشة بالورود والرياحين، إنما تعرضت لبعض العواصف والأهوال، لقد قبلت التحدي بعد أول نكسة حصلت لي، ولم يكن الأمر سهلاً، بل كان علي أن أخوض صراعأ عنيفأ ضد بعض أصحاب الأفكار التقليدية والجامدة، وحصدت نتيجة عظيمة، ونصراً مؤزراً، بالمقابل بذلت تضحيات كبيرة، وواجهتني معاناة مؤلمة".
ويذكر: "لقد وضعت في كل منها بعضاً من شعري، ومن روحي، ومن أفكاري".
ومع صدور كتاب "أشعار ملونة" تصبح مؤلفات إدريس 3 كتب، "قبل أن يذبل الياسمين" 2007، "حصاد الأيام" 2020

أهدى المؤلف ديوانه إلى "القمر الذي كان يضحك لي في كل مساء" والكتاب عبارة عن سيرة شعرية للشاعر، ترصد بداياته وصراعاته الأدبية، لإثبات مكانة قصيدة النثر على خارطة الشعر العربي، حيث يسلط الكتاب الأضواء على مزايا قصيدة النثر وأحقيتها، في أن يكون لها مكاناً لائقاً ومناسباً تحت أشعة الشمس".للكتاب الأديب الناقد الدكتور هيثم الخواجه، فأضفى مزيداً من البهجة والإضاءة والألق على المحتوى، وتحت عنوان "شغفٌ بالإبداع وتمرُّدٌ على النمط التقليدي" يقول: "الشعرُ المعاصرُ لا يقبلُ القولبةَ والمخطَّطاتِ الجاهزةِ، ويرفضُ الافتعالَ والتكرار، يمتلكُ حرِّيَّتهُ لكي يحلّقَ في سماءِ الإبداعِ الفني مغرّداً أحياناً، صاخباً أحياناً أخرى، هادئاً كالنسيم في أحايين كثيرة، والشعر هو الذي يترقرق شاعرية وعذوبةً وصفاءً ويطرحُ فلسفةً وأفكاراً وآراء وبوحاً، وهو الذي يأخذك إلى حدائقِ الطموح ومدنِ الحلمِ السحرية، ويتغلغلُ في سراديبِ ذاتك ويُهفْهفُ كحفيفِ السنابل ليرضي روُحَك، وهو صنو الروحِ والنورِ والغناءِ الخالد، والشعرُ المعاصرُ لا ينطبق عليه قولُ ناقدنا العربي قُدامة بن جعفر: "هو الكلام الموزون المقفّى"، لأنه يتضمَّنُ جملاً مكثّفةً، موشّحةً بالصور والإيحاءاتِ والدلالاتِ والإبداعاتِ التعبيريةِ المستحدثةِ ذاتِ الأنماطِ والصياغاتِ المبتكرة، ولأن هدفه الأعلى هو التمسّكُ بجوهرِ الشعرِ".
ويضيف: "ليس سهلاً أن تكون شاعراً حقيقياً وليس سهلاً أن تكون في الصدارة، ودليلنا على ذلك هو أن آلاف الشعراء ظهروا منذ العصرِ الجاهلي وحتى عصرنا الحاضر، ولم يخلّد التاريخ سوى المبدعين منهم، وهناك عددٌ لا يحصى من المجموعاتِ الشعريةِ التي نَهَجتْ نَهجَ الشعر الاتباعي وتساقطت كما تتساقطُ أوراقُ الخريف، لأن أصحابها لم يكونوا شعراءَ بكلّ ما تعنيهِ هذهِ الكلمة".
ويؤكد الخواجة: "إنَّ الشاعرَ الحقيقي يَظهرُ شعرُهُ سواء أكَتَبَ شعراً كلاسيكياً أم شعر التفعيلة أم قصيدة النثر، التي تعتبر نتاجُ تطوّرِ العصر، وهي رافدٌ من روافد الشعر العربي، وليس من مهمتها إقصاء أو إلغاء أو القضاء على أي نوع من أنواع الشعر العربي" مبيناً أن الشعرُ العربيّ المعاصرِ توجه إلى الإنسانِ لكي يعبّرَ عن دواخِلهِ ومشاعرة وانفعالاتهِ وإحباطاتِهِ وطموحاتِهِ وآلامهِ وآمالهِ وأصداءِ حركتهِ الحياتيةِ وتفاعلهِ مع واقعه من خلال رؤيا شعريةٍ خلاقةٍ في تكويناتها، لا تلغي الماضي ولا تتخلّى عن الحاضر والمستقبل.
ويلفت الناقد: " إلى أن الشاعرَ محمّد إدريس لمْ يشأ أن يكون تقليدياً، كلاسيكياً في مواجهةِ القارئِ المتلقّي، ولذلك نهّجّ نهجاً جديداً جميلاً اعتمد فيه على الحوار والمونولوج الداخلي، ومزَجَ الواقع بالحلم، وجعل بوحَهُ يرفرفُ كفراشةِ في نقاوةِ الصفاءِ ودروبِ الأمل، ولم يكتَف بذلك بل طوَّع السَّردَ ليعانق شِعرَهُ ولتكتملَ الحكايةُ وتظهرُ دلالةُ الحلم، وفي أعطافِ شعرهِ تلتهبُ أمورٌ لا حصرَ لها، حبُّ الوطنِ والإنسانِ ورفضُ الظلمِ والاستعبادِ، وغير ذلك الكثير.
ويذكر: "أن الشاعر محمّد إدريس في قصيدة "جدوى الشعر" يُثبتُ رسالتَه الشعرية ويعزِّزُ أهدافَها بالأملِ مستخدماً الفعلَ المضارعَ ومبرزاً أهميةَ الكفاحِ من أجلِ تجاوزِ الأحزانِ وانتظارِ الصباح".
وتالياً نص القصيدة:
بالشعر
 ساطرزُ أحزاني
 على مناديلَ بيضاءَ
وارسمُ فجراً
وأروي بِشارة،
بالشعرِ
 سأحررُ الأرضَ
 من نيرِ مغتصبي
وأزرعُ وردأ
وأبني حضارة،
بالشعرِ
سأعلمُ الناسَ
 كيفَ يعشقون البحرَ
والأشجار
وكيفَ يحبُ الجارُ
جارَه
بالشعر
سأتسلل إلى جنانكِ
مع القمر
لأحظى بنظرة
أو إشارة
بالشعرِ
سأجعلِ الحروفَ
 والكلماتِ
تسبحُ لله
سراً
وجِهارة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الشارقة معرض الكتاب قصيدة النثر د إدریس

إقرأ أيضاً:

“مضمار اللبسة” يستقبل ماراثون رحلة الهجن ضمن مهرجان محمد بن زايد لسباق الهجن ومزاينة الأبل

 

وشهد السباق الذي امتد لمسافة 2 كيلومتر، وقُسّم إلى فئتين رجال وسيدات، مشاركة 38 متسابقاً من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذين سبق لهم المشاركة في عدد من الماراثونات التي تقام دوريًا لهم، بتنظيم من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إلى جانب مشاركتهم في رحلة الهجن وضمّ الماراثون 25 جنسية مختلفة، من دول: بريطانيا، أمريكا، روسيا، النمسا، بيلاروسيا، الفلبين، البرازيل، بلجيكا، المكسيك، الهند، هونغ كونغ، طاجكستان، الصين، فرنسا، هولندا، إسبانيا، استونيا، إيطاليا، ألمانيا، بلجيكا، بولندا، استراليا، مصر، كندا، والإمارات العربية المتحدة.
وفي فئة السيدات، حققت الصينية “اليكسيس هو” على ظهر المطية “دبي العابر” بزمن وقدره 3:24:46 دقيقة، أما في فئة الرجال استطاع البريطاني “أليكسندر اوستروالد” من تحقيق المركز الأول على ظهر المطية “حمرون” بتوقيت بلغ 3:47:39 دقيقة.
وتوّج أصحاب المراكز الأولى سعادة عبد الله مبارك المهيري، مدير عام اتحاد سباقات الهجن والمدير العام لهيئة أبو ظبي للتراث بالإنابة، بحضور سعادة عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وراشد حارب الخاصوني مدير إدارة بطولات فزاع.

وأكد بن دلموك، أن مشاركة المركز في مهرجان محمد بن زايد لسباق الهجن ومزاينة الإبل تحمل معاني كبيرة، ورؤية استراتيجية تترجم أهداف المركز في الحفاظ على التراث الإماراتي الأصيل وتعزيزه.
وقال سعادته: إن مشاركتنا في هذا المهرجان هي امتداد للرسالة التي يعمل بها المركز منذ تأسيسه، والتي تتمثل في تعزيز الهوية الوطنية وتوثيق تراثنا الثقافي اللامادي، وخصوصاً رياضة الهجن التي تعد جزءاً أساسياً من تاريخنا ومن منظومتنا الثقافية.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمركز حمدان أن التواجد على مضامير أم القيوين يسعدنا للغاية، وأن المركز يحرص على التواجد الدائم في هذه الفعاليات التي تساهم في الحفاظ على التراث وإبرازه، وأضاف: مهرجان محمد بن زايد لسباق الهجن ليس مجرد سباق رياضي، بل هو منصة ثقافية هامة تستقطب المهتمين من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، وتُعزز الوعي بأهمية هذه الرياضة التراثية، مما يسهم في نقلها للأجيال القادمة.


مقالات مشابهة

  • إبداع|| محمد الجوهري يكتب: الغريب الذي غير مساري
  • رباعو اليمن يحققون تسع ميداليات ملونة في البطولة العربية لرفع الاثقال بقطر
  • دراسة نقدية ترصد أهم المحطات في رحلة المطرب المصري محمد منير
  • صاحب أطول رحلة فضائية بتاريخ العرب يزور مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا
  • وزير التعليم ينعى مدير مديرية المنيا الذي وافته المنية اليوم
  • محمد حسن كنجو.. سفاح صيدنايا الذي قبض عليه في عمليات طرطوس
  • “مضمار اللبسة” يستقبل ماراثون رحلة الهجن ضمن مهرجان محمد بن زايد لسباق الهجن ومزاينة الأبل
  • ” الهُدهُد ” .. قصيدة من الشاعر محمد المجالي مُهداة لِلسجين الحُرّ الكاتب أحمد حسن الزّعبي
  • الثقافة تصدر «الصورة الأدبية» لـ مصطفى ناصف بهيئة الكتاب
  • حسين الجسمي يثري المكتبة الموسيقية بأغنية "آه يا خسارة" من أشعار أسير الشوق