السفير الفرنسي الأسبق لدى الجزائر يحشر أنفه في الشؤون الداخلية
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
وجهت الجزائر صفعة جديدة لفرنسا، بمنع تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الخاصة “البرنامج الفرنسي”. أين أمرت وزارة التربية بتدريس البرنامج التابع للوزارة وأي مؤسسة خالفت ذلك تتعرض للغلق.
وأثار هذا القرار الذي اتخذته وزارة التربية الوطنية، مخاوف وانتقادات في فرنسا، لا سيما من كزافييه دريانكور، السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر.
كزافييه درينكور، المعروف بمواقفه العدائية تجاه الجزائر، وضع نفسه في أعقاب إيديولوجية اليمين المتطرف الفرنسي. لكن اهتمامه النشط بالشأن الجزائري يثير تساؤلات حول دوره كدبلوماسي فرنسي سابق.
وشارك كزافييه دريانكور، السفير الفرنسي السابق في الجزائر، آراءه حول القرار في الحوار الذي أجراه معه موقع le journal du dimanche. وشدد على أن المدارس الفرنسية في الجزائر تواجه تحديات.
وتحدث أيضا عن ما أسماه “الحرمان” الذي سيواجهه طلبة المدارس الخاصة في الجزائر. مشيرا إلى أن العديد منهم أنهوا دراستهم باللغة الفرنسية ويعتزمون الحصول على البكالوريا الفرنسية في الجزائر العاصمة. ومن الآن فصاعدا، سيتعين على هؤلاء الطلاب اجتياز امتحانات البكالوريا في فرنسا، والتي تنطوي على إجراءات إدارية ولوجستية جد معقدة.
كما تجاوز السفير الفرنسي الأسبق حدوده بالقول إن التعاون الثقافي والشراكة الاستثنائية بين البلدين، “بلا معنى” في ظل الحظر.
للإشارة، لم يمر قرار وزارة التربية الوطنية بمنع تدريس اللغة الفرنسية بالمنهاج الفرنسية في المؤسسات الخاصة مرور الكرام. حيث لم تخلوا البلاطوهات التحليلة في القنوات الفرنسية من الحديث عن الوضع. واتهام الجزائر بحرمان التلاميذ من تعلم لغة مولير.
وقالت صحيفة le figaro إن “تدريس البرامج الفرنسية في المدارس الخاصة لم يعد ممكنا منذ بداية العام الدراسي”. “مما سيربك الوضع الدراسي للطلاب الذين تلقوا تعليمهم منذ المرحلة الابتدائية في مدرسة خاصة تدرس حسب هذا المنهاج”. كما “أنه يهدد مستقبل المدارس الخاصة التي تعتمد على تدريس هذه اللغة”.
واضافت الصحيفة” إن اللغة الفرنسية تبدو مستهدفة، والدليل أن 22 مدرسة حاصلة على “علامة الجودة للتعليم المزدوج بالفرنسية” أُلزمت بالتخلي عن هذه العلامة تحت طائلة الملاحقة الجنائية كما يقال في باريس.”
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: السفیر الفرنسی اللغة الفرنسیة المدارس الخاصة الفرنسیة فی فی الجزائر
إقرأ أيضاً:
زيارة مثيرة.. هل سلم رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية نفسه للجزائر؟
نشر موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" تقريرًا سلط خلاله الضوء عن الزيارة السرية التي أداها رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية نيكولا ليرنر في 13 كانون الثاني/يناير من العام الماضي إلى الجزائر مصحوبًا بوفد لإجراء محادثات مع رئيس جهاز المخابرات الخارجية الجزائري العميد موساوي رشدي فتحي.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن زيارة رئيس جهاز المخابرات الفرنسية إلى الجزائر عقدت في ظل "أزمة دبلوماسية غير مسبوقة" بين البلدين.
ويضيف الموقع أن أزمة العلاقات الجزائرية الفرنسية ازدادت حدة في تموز /يوليو الماضي على إثر قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، الأمر الذي أثار غضب الجزائر، التي تظل أكبر داعم وراعٍ إقليمي لجبهة البوليساريو.
وفي سياق تطور الأزمة نفذت فرنسا سلسلة اعتقالات بحق مؤثرين جزائريين على أراضيها في الأيام الأخيرة. فيوم الجمعة الماضي؛ اعتقلت السلطات في ليون المدونة البالغة من العمر 50 عاما من أصل فرنسي جزائري، صوفيا بنلمان، بتهمة "نشر تهديدات" ضد فرنسا. وفي وقت سابق، تم اعتقال المدونين زازو يوسف وعماد تان تان في بريست وغرونوبل "بسبب الدعوة إلى شن هجمات إرهابية والتحريض على الكراهية".
وتأتي احتجاجات المدونين الجزائريين المناهضة لفرنسا على خلفية الاتهامات التي وجهتها السلطات الجزائرية نهاية العام الماضي لأجهزة الاستخبارات الفرنسية، التي - وفقًا لما ذكره موقع برلمان.كوم المقرب من الاستخبارات الخارجية الجزائرية - كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية على أراضي الجزائر.
ووفقًا للسلطات الجزائرية، كانت وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية تعمل على تجنيد إرهابيين جزائريين سابقين من أجل زعزعة استقرارها. في الأثناء، استدعت الجزائر السفير الفرنسي ستيفان روماتي في 12 كانون الأول/ ديسمبر إلى مقر وزارة الخارجية مبلغة إياه أن باريس متهمة بالتورط في مؤامرة تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر.
وترويجًا للرواية، عرضت القناة الوطنية الجزائرية وقناة الجزائر الدولية فيلمًا وثائقيًا زُعم فيه أن "خطة ماكيافيلي" الفرنسية أحبطت من قبل أجهزة الأمن الجزائرية. في الفيلم الوثائقي الذي عُرض على التلفزيون الجزائري، تم تقديم شهادة رجل يبلغ من العمر 35 عامًا، كان في السابق مقاتلًا في تنظيم الدولة، وقد قضى ثلاث سنوات في السجن في الجزائر. ووفقًا له، في سنة 2022 تواصلت معه الجمعية الفرنسية "أرتميس"، ثم دبلوماسي فرنسي زعم أنه ضابط في جهاز الاستخبارات الفرنسية طلب منه التوجه إلى النيجر، والتواصل مع المتطرفين الإسلاميين في الجزائر وجمع معلومات سرية، بما في ذلك عن أنظمة المراقبة ودوريات الشرطة، كما كلفه بتشكيل مجموعة إرهابية من رفاقه في السجن لتنفيذ هجمات في الجزائر.
ووجِّهت اتهامات خطيرة الى السفير الفرنسي في الجزائر تتعدى حدود مجرد ارتكاب "أفعال خطيرة للغاية" وتصل الى الرغبة في إلحاق الضرر الكبير بالجزائر.
وأوضح نيكولا ليرنر بشكل غير مباشر أن الاستخبارات المضادة الجزائرية كانت تتوقع تصعيد الأنشطة التخريبية من جانب جهاز الاستخبارات الفرنسي. في بداية سنة 2023، كتبت مجلة "ليكسبريس" أن نيكولا ليرنر اشتكى خلال محادثة مع مسؤول رفيع المستوى في وزارة الداخلية من نقص تدفق المعلومات من مصادره الجزائرية مشيرا إلى ضرورة توسيع وتنشيط شبكات الجواسيس هناك.
وذكر الموقع أنه خلال رئاسة ماكرون، عانت وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية من سلسلة من الإخفاقات المستمرة واتضح أن الدبلوماسي المخضرم بيرنار إيمي غير مناسب لرئاسة جهاز الاستخبارات الفرنسية بسبب الفشل في معالجة العديد من المسائل، مما دفع لتعيين نيكولا ليرنر خلفًا له.
في المقابل، تتجنب وسائل الإعلام الفرنسية التطرق إلى نتائج زيارة نيكولا ليرنر السرية إلى الجزائر. وبالنظر إلى المنشورات في الصحافة الجزائرية، يبدو أن الزيارة كانت بمثابة اعتراف بالخطأ، لا سيما في ظل حاجة فرنسا إلى النفط الجزائري. لهذا السبب أرسل ماكرون صديقه المقرب للاعتذار من السلطات الجزائرية.
وفي كتاب يحمل عنوان "أين اختفى جواسيسنا؟"، يعترف الصحفيان الفرنسيان إيريك بيليتيه وكريستوف دوبوا أن افتقار الموظفين الى الاحترافية، والمناورات المشبوهة من قبل إدارة وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية وتجاهل التدابير الأساسية لحماية المعلومات السرية كانت السبب وراء الفشل المدوي لوكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية.
تعليقًا على هذا الكتاب، اعترف مدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية الأسبق آلان شويه في مقابلة جمعته مع صحيفة لو باريزيان الفرنسية قائلاً: "نحن لا نزال نعيش في فرنسا وفقًا لمنطق قبائل الغال"، مشيرًا إلى غياب التعاون بين أجهزة المخابرات الفرنسية، متجاهلا الحقائق المتعلقة بسوء التصرف المهني وغيرها من الأسرار التي كانت تخفيها المخابرات الخارجية الفرنسية التي كانت تعرف بـ نفوذها.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)