الطعام الحار.. بين الفوائد والأضرار
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
إذا كنت من محبي الطعام الحار، فسوف يسعدك معرفة أن التوابل مثل الفلفل الحار تقدم أكثر من مجرد نكهة، فقد تساعد المركبات الموجودة في الأطعمة الغنية بالتوابل في تقليل ضغط الدم ودعم التحكم في الوزن.
ومع ذلك، فإن الأطعمة الحارة ليست مناسبة للجميع، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي.
ما الذي يجعل الطعام حارا؟تحتوي الأطعمة الحارة والفلفل على مركبات كيميائية تسمى الكابسيسينويدات التي تمنحها الحرارة.
وعند قضم الفلفل، يرتبط الكابسيسين -وهو النوع الأكثر شيوعا من الكابسيسينويد في الفلفل الحار- بمستقبلات استشعار الحرارة في الفم، مما يسبب إحساسا بالحرقان.
فوائد الطعام الحار صحة القلبأمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة في العالم. وهناك بعض الأدلة على أن الأطعمة الغنية بالتوابل قد تقلل من ضغط الدم والكوليسترول، وهما عاملان رئيسيان للإصابة بأمراض القلب.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2022 أن الأطعمة الغنية بالتوابل والفلفل قد تساعد في تحسين ضغط الدم وتقليل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الأطعمة الغنية بالتوابل قد تقلل بشكل كبير من تناول الملح، وتقلل رغبة الشخص في تناول الملح، مما ينعكس إيجابا على ضغط الدم والصحة.
وربطت دراسة أخرى أجريت عام 2017 بين الأطعمة الحارة وانخفاض مستويات الكوليسترول السيئ، أو ما يعرف باسم البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL).
وهناك دراسة أجريت على عينة من الأشخاص الذين تناولوا أطعمة غنية بالتوابل، وأظهرت النتائج أن من تناول منهم مثل هذه الأطعمة أكثر من 5 مرات أسبوعيا لديهم مستويات أعلى بكثير من البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو مستويات الكوليسترول "الجيد" من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
ومع ذلك، أظهرت نفس الدراسة أن مستويات الدهون الثلاثية تزداد مع تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، وأن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
صحة الأمعاءيلعب الميكروبيوم المعوي دورا حيويا في صحتنا ورفاهنا. ويرتبط عدم توازن البكتيريا في الأمعاء باضطرابات الجهاز الهضمي ومتلازمة القولون العصبي والسكري.
والميكروبيوم المعوي هو الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، ولها تأثير كبير على الصحة.
وقد تسبب الأطعمة الغنية بالتوابل إزعاجا في الجهاز الهضمي لدى بعض الأشخاص، إلا أنها قد تفيد صحة الأمعاء عند تناولها باعتدال.
وتشير الأبحاث إلى أن الكابسيسين قد يحسن صحة الأمعاء عن طريق زيادة كمية البكتيريا الجيدة في الأمعاء، مع تقليل البكتيريا المسببة للأمراض.
قد تساعد الجرعات المنخفضة من الكابسيسين أيضا على إزالة الحمض الزائد من المعدة، مما يعزز شفاء قرحة المعدة.
تخفيف الوزنفي إحدى الدراسات التي أجريت عام 2021، أفاد 63% من المشاركين أنهم يشعرون بقدر أكبر من الرضا عند تناول وجبة تحتوي على بهارات الكابسيسين.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن استهلاك الأطعمة الغنية بالتوابل قد يدعم جهود السيطرة على الوزن عن طريق زيادة حرق الدهون، وتخفيف الشهية وتحسين تكوين الميكروبيوم بالأمعاء.
قد تطيل العمروفقا لمراجعة بحثية عام 2021 شملت 564 ألفا و748 مشاركا بالغا لفحص العلاقة بين استهلاك الأطعمة الغنية بالتوابل والوفيات، وجد الباحثون أن من يتناولون الأطعمة الغنية بالتوابل بانتظام انخفض لديهم خطر الوفاة بنسبة 12%، مقارنة بمن لا يتناولون الأغذية الحارة بانتظام.
أضرار الأطعمة الحارةتعتبر الأطعمة الحارة بشكل عام آمنة عند تناولها باعتدال. ومع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من الكابسيسين قد يسبب أعراضا غير مريحة في الأمعاء، بما في ذلك:
حرقة في المعدة. غثيان. قيء. إسهال. آلام في المعدة.وقد تكون هذه الأعراض أكثر حدة لدى المصابين بالقولون العصبي الذين لم يعتادوا على تناول الأطعمة الحارة بانتظام.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالتوابل قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان المعدة والمرارة والمريء.
ومع ذلك، فقد أظهرت دراسات أخرى أن الاستهلاك المتكرر للأطعمة الغنية بالتوابل قد يحمي بالفعل من سرطانات الجهاز الهضمي، وخاصة سرطان المريء.
الاعتدال هو السرلذلك يجب الاعتدال في تناول الأطعمة الحارة، أو تقليلها إذا كان الشخص لا يتحملها أو إذا كان يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأطعمة الحارة الجهاز الهضمی فی الأمعاء أجریت عام ضغط الدم ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
دراسات تكشف أفضل وأسوأ توقيت لتناول الغداء
كشفت نتائج العديد من الدراسات الحديثة أن توقيت تناول الطعام قد يكون له تأثير كبير على فقدان الوزن والصحة العامة، وبهذا الصدد أوضحت أخصائية التغذية المسجلة، لينا باكوفيتش، المقيمة في فلوريدا، أن الوقت المثالي لتناول الغداء يكون بعد 4 إلى 5 ساعات من الفطور.
وقالت: "إذا تناول شخص فطورا مغذيا في الساعة 8 صباحا، فمن المرجح أن يشعر بالجوع في الساعة 12 أو 1 ظهرا". وأشارت إلى أن تأخير الغداء قد يؤدي إلى صعوبة في استقلاب الطعام، كما قد يتسبب في تخطي وجبة العشاء أو تناول وجبات خفيفة قرب وقت النوم.
كما أظهر فريق من العلماء في إسبانيا أن تناول الغداء في وقت متأخر يسبب حرقا أقل للسعرات الحرارية في حالة الراحة، مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون غداءهم في الساعة 1 ظهرا.
وفي دراسة نشرت في مجلة Nutrients، تبين أن الأشخاص الذين تناولوا غداءهم في الساعة 4:30 مساء شهدوا تقلبات غير مستقرة في مستويات السكر في الدم طوال اليوم.
وأضافت باكوفيتش أنه من الأفضل تناول الغداء في وقت مبكر لتجنب هذه المشاكل، حيث أن تناول الطعام في وقت لاحق قد يدفع بعض الأشخاص إلى تخطي العشاء ويزيد من رغبتهم في تناول الوجبات الخفيفة.
كما حذرت من أن تناول الطعام في أوقات غير منتظمة قد يؤثر على إيقاعات النوم والاستيقاظ في الجسم، ما يعطل النظام البيولوجي الطبيعي ،وأكدت أنه من المفيد تناول الغداء في الوقت نفسه تقريبا كل يوم، لأن هذا يساعد الجسم على التكيف مع دورة الجوع والشبع بشكل يتناغم مع دورة النوم والاستيقاظ.
وأكد الدكتور فالتر لونجو، الباحث في جامعة جنوب كاليفورنيا، على أهمية تناول طعام صحي خلال الغداء، مشيرا إلى أن تناول المكسرات والفواكه كوجبة خفيفة في وقت الغداء يمكن أن يكون مفيدا أكثر من تناول وجبة دسمة. وأضاف أن ترك فترة 12 ساعة بين العشاء والفطور يعزز عملية الالتهام الذاتي، ما يساعد على تجديد الخلايا وإبطاء الشيخوخة.
وبهذا الشكل، يظهر بوضوح أن توقيت تناول الغداء ونوع الطعام يلعبان دورا كبيرا في تحسين الصحة العامة وإدارة الوزن.