اقتحم رجل مقنع خيمة المرأة، البالغة من العمر 42 عاما بينما كان أطفالها يبحثون عن الطعام، ثم اغتصبها في مخيم النازحين حيث فرت من الحرب في شرق الكونغو.

«أردت أن أصرخ (لكن) أخذ فمي وهددني بالقتل»، قالت الأم لأربعة أطفال، التي تخلى عنها زوجها بعد أن أصبحت معاقة في حادث دراجة نارية قبل عدة سنوات.

والآن، كما تقول، تعيش في خوف وتتردد في السماح لأطفالها بترك جانبها.

يتزايد العنف الجنسي الذي يمارسه الرجال المسلحون ضد النساء النازحات بسرعة في شرق الكونغو مع استمرار النزاعات المستمرة منذ سنوات.

 ويؤكد هذا الاتجاه العواقب غير المتناسبة على النساء والفتيات في حالة الحرب الدائمة في المنطقة، لم تحدد وكالة أسوشيتد برس الناجين الذين تحدثوا إلى الصحفيين في مخيم بولينغو للنازحين.

في بولينغو وغيرها من مواقع النزوح القريبة، يزور ما معدله 70 ضحية اعتداء جنسي يوميا العيادات التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود، المعروفة أيضا باسمها الفرنسي المختصر منظمة أطباء بلا حدود.

ويحتدم الصراع في شرق الكونغو منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 130 جماعة مسلحة تنشط في شمال شرق البلاد، وتتنافس على الأراضي أو الموارد، في حين تشكل بعضها لحماية مجتمعاتها، لطالما استخدم المقاتلون المسلحون في المنطقة العنف الجنسي كسلاح حرب.

نزح أكثر من 4 ملايين شخص داخل الكونغو بسبب الصراع في عام 2022، وهو العدد الأكبر في إفريقيا والثاني في العالم بعد أوكرانيا، وفقا لمركز رصد النزوح الداخلي.

ومن بين ما يقرب من 100,000 شخص وصلوا إلى مواقع النزوح بالقرب من مدينة غوما الشرقية في يوليو، كان ما يقرب من 60٪ من النساء والفتيات، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

وقالت المنظمة في تقرير صدر في 18سبتمبر إن منظمة أطباء بلا حدود عالجت 1,500 امرأة من ضحايا العنف الجنسي في ثلاثة مخيمات فقط للنازحين خارج غوما في يوليو، أي أكثر من ضعف العدد في مايو.

ويقول الناجون وعمال الإغاثة إن النزوح يسلب الناس سبل عيشهم ويترك النساء والفتيات عرضة للاعتداء.

ومثل العديد من الأمهات العازبات النازحات الأخريات، تكافح الأم البالغة من العمر 42 عاما لأربعة أطفال لإطعام أسرتها وهي غير متأكدة من موعد عودتها إلى المنزل.

وبمساعدة ابنيها وابنتيها، كانت تزرع حقولها من الكسافا والبطاطا والفاصوليا. لكن في فبراير شباط اشتبك متمردون مسلحون وقوات أمن كونغولية بالقرب من منزلها في قرية كارينجا بشمال شرق البلاد.

قالت: "أجبرنا على الفرار، تاركين وراءنا جميع ممتلكاتنا وهي تعرج، مشيت يوما كاملا لإحضار عائلتها إلى واحد من أكثر من 100 موقع تجمع فيها النازحون حول غوما.

في إحدى أمسيات شهر مايو، وبعد ثلاثة أشهر من الكفاح من أجل إطعام أسرتها في مخيم مع عشرات الآلاف من النازحين الآخرين، أرسلت أطفالها للعثور على الطعام. قالت إنهم لم يأكلوا طوال اليوم. هذا عندما وجدها شخص غريب بمفردها واغتصبها.

بعد الهجوم، وثقت بصديق لها وجهها إلى عيادة تديرها منظمة أطباء بلا حدود. وتساعد المجموعة الخيرية إلى جانب وكالات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية في توفير الخدمات الطبية والعلاج النفسي والمراحيض وغيرها من التدابير لتحسين ظروف الناجين من العنف الجنسي.

لكن دورهم محدود. كما أن عمليات تسليم المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الأساسية إلى المخيم نادرة، كما تقول ريبيكا كيهيو، مديرة أنشطة العنف الجنسي الإقليمية في منظمة أطباء بلا حدود.

ظروف المخيم تجعل النساء عرضة لسوء المعاملة. وقال كيهيو إن الملاجئ ليست أكثر من أغطية بلاستيكية، مع عدم وجود وسيلة لتأمينها من المتسللين. ويتربص رجال مسلحون خارج المخيم، حيث تضطر النساء والفتيات إلى المغامرة للعثور على الحطب وغيره من الضروريات.

"إنهم يعلمون أنهم سيذهبون ويجدون هذه الاعتداءات خارج المخيم. لكن ليس لديهم خيار".

ويعيش الناجون من الاعتداء الجنسي في مخيمات مثل بولينغو بعد فرارهم من منازلهم مع التجربة بعد فترة طويلة،"إنها صدمة ستبقى مدى الحياة،" قالت إزميرالدا ألابري، منسقة برامج العنف القائم على النوع الاجتماعي في صندوق الأمم المتحدة للسكان في شمال شرق الكونغو.

وتلقت أم لثمانية أطفال في نفس مخيم النازحين بعض المساعدة الطبية بعد تعرضها للاغتصاب. لكنها لا تزال خائفة ، خاصة في الليل.

 وهي الآن ترتب أطفالها حولها عندما ينامون، على أمل أن يردع وجودهم المعتدي في المستقبل.

وتقول كيهيو إن بعض مجموعات النساء يتحدرن معا في رحلات خارج المخيم لمزيد من الأمن، لكن هذا التكتيك يتعثر إذا احتجن إلى الانقسام لجمع الموارد بشكل أكثر كفاءة.

بالنسبة لمئات الآلاف من النساء النازحات الأخريات في شمال شرق الكونغو، يقف النزاع المسلح المتصاعد في طريق العودة إلى الحياة الطبيعية.

 قالت المرأتان اللتان قابلتهما وكالة أسوشيتد برس إنهما تفكران كل يوم في كيفية العودة إلى الزراعة في قريتهما.

وفي كل ليلة يخشون على سلامتهم.

وقالت الأم لأربعة أطفال: "دعوا الحكومة تفعل كل شيء لإنهاء هذه الحرب حتى نتمكن من التخلي عن حياة البؤس هذه".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شرق الكونغو مخيم النازحين منظمة أطباء بلا حدود منظمة أطباء بلا حدود النساء والفتیات العنف الجنسی شرق الکونغو أکثر من فی مخیم

إقرأ أيضاً:

المفتي يوضح حكم التجرؤ على الفتوى بلا علم: يؤدي إلى ضلال المجتمع

قال الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، إن الفتوى في الشريعة الإسلامية من أهم المسؤوليات التي تتطلب تقوى الله ومعرفة عميقة بالواقع والفقه، مؤكدا أن بعض الأشخاص يتصدرون للفتوى دون علم، ويغفلون عواقب هذه الفتاوى التي قد تؤدي إلى ضلال المجتمعات.  

وقال مفتى الديار المصرية، خلال حلقة برنامج "مع المفتي"، أن من أخطر الأمور التجرؤ على دين الله تبارك وتعالى، خصوصًا وأن التجرؤ على الفتوى هو تجرؤ على الدين، وخصوصًا وأن النظرة للمفتي هي نظرة مكسوة بمزيد من الإجلال والاحترام والتقدير نتيجة عظمة هذه المهمة التي كُلف بها من قبل الله تبارك وتعالى، فهو يوقع عن الله تبارك وتعالى، وبالتالي، لابد لمن يتصدى لهذا الجانب أن يستحضر الخشية من الله تبارك وتعالى، لأن فتوى قد تؤدي بإنزالها أو إعلانها إلى ضلال العالم بأسره، ولذا قيل: إذا ذل العالم، ذل بذلته عالم".

وتابع: "هنا بشكل عام، إذا ما توقفت على قضية الحلال والحرام، قضية الصحة والبطلان، تجد أن الأمر أعظم لأنه يتعلق بأعمال مكلف، هذا المكلف الذي سيحاسب على الصحة أو على الخطأ، وبالتالي لابد لمن يعمل على تجلية هذه الأمور لمن يستفتيه أن يكون مدركًا لهذه الأبعاد، لأن الفتوى هي أشبه، بل هي دين، وبالتالي نص العلماء على ضرورة النظر في من نأخذ عنه هذا الدين، ونهانا عن حرمة القول على الله تعالى بدون علم، كما نهانا القرآن الكريم عن التجرؤ على الحلال والحرام بدون علم، لأن ذلك كله يلزم عنه هذه الأمور التي تؤدي إلى فتاوى غير رشيدة، يلزم عنها اختلال الموازين والحكم على الأشخاص والمجتمعات، بل وربما انتشار الاختلاف، بل ربما واد النفوس وواد العقول، والحكم على الأمور بغير ما ينبغي أن تكون عليه".

واستكمل: "ومن ثم نقول أننا نتحدث عن أحد الموضوعات المهمة، حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووجدنا منهم من يتحدث بأنه كانت تأتيه الفتوى فيلقيها إلى من هو بجواره، ووجدنا من التابعين من ينص بأنه عايش أو عاصر أو التقى بقُرابة 120 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تعرض الفتوى على الأول فيقوم بنقلها إلى الثاني، وفي الثالث حتى تعود إليه مرة أخرى، أجركم على الفتيا أجركم على الدين، فهي قضية في منتهى الخطورة، ومن ثم ينبغي لمن يسلك هذا الطريق أن يستحضر أولاً الخشية من الله تبارك وتعالى، ثم لابد أن يكون ملمًا بأدواته وأصول هذا العلم".

وأَضاف: "أنا أقول الخشية من الله تبارك وتعالى، لماذا؟ لأنك ربما تجد من بين الناس من هو من أهل العلم، لكن لديه الجرأة على الفتيا في الدين، فيعمل أحيانًا على التوفيق أو التلفيق أو تتبع الرخص في المذاهب، ثم يفتي للناس بأمور بعيدة عن مناط الشارع الحكيم، اعتمادًا منه على قوالب الوعي أو اعتمادًا منه على أن الشخص السائل إنما يعتمد على المقولة الشائعة بأن السائل مذهبه مذهب مفتيه، وهنا قضية خطيرة، وإذا كان الإنسان عالمًا جامعًا لأدوات العلم المتعلق بالفتوى من فقه وأصول ولغة عربية ومقاصد ومعرفة بالمقالات وواقع، لكنه لا يكون خائفًا من الله تبارك وتعالى، مستحضرًا ربنا تبارك وتعالى فيما يمضيه من أحكام تتعلق بأحوال المكلفين والعلاقات التي تربطهم في تعاملاتهم مع ربهم أو مع غيرهم أو مع أنفسهم أو مع عناصر الكون، أدى ذلك إلى خلل في الفكر والسلوك، ومن ثم غياب ما يسمى بالأمن الفكري، الذي إذا غاب، غاب معه الخير".

مقالات مشابهة

  • خبير في التغيرات المناخية يكشف عن مخاطر الجفاف المتزايد في العالم
  • غارات الاحتلال تستهدف المخيم الجديد شمال النصيرات وسط غزة
  • نساء المغرب يتقن اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية معا أكثر من الرجال
  • المغرب يشارك في دراسة الاتفاقية الإفريقية للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات
  • المفتي يوضح حكم التجرؤ على الفتوى بلا علم: يؤدي إلى ضلال المجتمع
  • وفاة 38 شخصا وفقدان 100 في الكونغو بعد غرق عبارة ركاب
  • وفاة وفقدان العشرات في الكونغو بعد غرق عبارة
  • «الوزراء»: الجفاف المتزايد يهدد البشرية والبيئات في كل المناطق العالمية
  • أستاذة طب شرعي: نُثبت الاعتداء الجنسي من خلال أخذ عينات للسائل المنوي
  • 22.2% من الرجال في مصر يمارسون العنف النفسي ضد النساء